مريم رجوي: أصبحت دكتاتورية الملالي ضعيفة أمام الشعب الإيراني
أتمنى نجاحا كبيرا لهذا المؤتمر المنعقد بقاعة البلدية في الدائرة الخامسة من باريس وأتقدّم بالشكر للسيدة فلورانس بيرتو، رئيسة بلدية الدائرة الباريسية الخامسة على ترحيبها بهذا المؤتمر والمعرض.
وأود أن أغتنم هذه الفرصة لتوجيه الشكر لأصدقائنا الفرنسيين على تضامنهم بعد الزلزال الذي وقع في كرمانشاه. إن سكان هذه المنطقة المنكوبة، وخاصة «سربل ذهاب» و«قصر شيرين» غاضبون لأن النظام تركهم على حالهم دون أي اهتمام بهم. ولم يتلقوا اغاثة سوى مساعدات من الشعب الإيراني وأقدم الشكر الجزيل لمواطني بلدي.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
من المهم جدا أن يكرّس مؤتمر اليوم على العدالة والحقيقة عن ضحايا مجزرة العام 1988 في إيران، لأن اللجنة الثالثة المنبثقة من الجمعية العامة للأمم المتحدة أدانت مؤخرا نظام الملالي لانتهاكاته لحقوق الإنسان. ويدعو قرار اللجنة إلى اتخاذ تدابير لوضع حد لحصانة مجرمي هذه المخالفات.
يجب أن لا ننسى أن جميع أجهزة وقادة النظام الحاليين قد شاركوا في مجزرة العام1988. وفي تقرير قدمه في نوفمبر2017 أشار الأمين العام للأمم المتحدة آنطونيو غوتيريس إلى هذه المجزرة وتحدث عن عدد كبير من الشكاوى الواردة إلى الأمم المتحدة من عوائل الضحايا.
كما إن مقرّرة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في إيران السيدة عاصمة جهانغير قد أكّدت أن «أفراد أسر الضحايا لهم الحق في تعويض ما فقدوه من أجل إدراك الحقيقة دون تعرّضهم للخطر».
ولهذا، يجب تشكيل لجنة دولية للتحقيق في هذه المجزرة وتقديم مرتكبيها إلى العدالة.
إن سياسة المداهنة التي اعتمدها المجتمع الدولي وحصانة المسؤولين للنظام الإيراني خلال ما يقرب من 40 عاما، قد شجّعت هؤلاء المجرمين على التمادي في أعمالهم بحيث إن الملالي الذين ارتكبوا المجزرة، مازالوا يحملون الرقم القياسي العالمي لحالات الإعدام نسبة لعدد السكان.
ولكن على الرغم من كل هذا، فان الدكتاتورية الدينية باتت ضعيفة للغاية ويخشى الملالي من حدوث تغيير في ميزان القوى في إيران وفي العالم.
ولهذا السبب نرى أن روحاني قد نزع نقاب الاعتدال من وجهه، ودافع عن قوات الحرس والبرنامج الصاروخي ونشاطات النظام المزعزعة للاستقرار في المنطقة.
ومع ذلك، يقترب الوقت لمحاسبة قادة النظام. وتتوسع حركة العدالة لضحايا المجزرة 1988 في إيران، وتجري عشرات التظاهرات يوميا للمطالبة بإنهاء الدكتاتورية في البلاد.
وعلى الصعيد الدولي، يحق لفرنسا أن تكون قلقة بشأن البرنامج الصاروخي للنظام الإيراني وتدخلاته في المنطقة، ولاسيما في لبنان وسوريا واليمن. كما تشاطرها بلدان المنطقة والولايات المتحدة في هذا القلق أيضا. يجب أن تتوقف سياسة المداهنة. ويجب محاسبة النظام لكي يكون مرئيا تغيير سلوكه.
وهذا هو السبب في ضرورة إدراج قوات الحرس في القائمة الإرهابية للاتحاد الاوروبي، وفرض العقوبات على هذا الجهاز الحيوي للنظام الإيراني. إن مشاريع القوانين الأخيرة التي وافق عليها الكونغرس الأمريكي هي مؤثرة على تعزيز العقوبات على برنامج الصواريخ الباليستية للملالي.
ولمواجهة وجود قوات الحرس ومليشياتها في دول المنطقة، يجب خلق عقبات أساسية أمامها.
ولكن يجب أن نذهب أبعد من ذلك، وأن يتم اشتراط كل العلاقات والتبادلات مع هذا النظام بوقف أعمال التعذيب والإعدام في إيران، ومن الضروري أن يتخذ مجلس الأمن الدولي تدابير فعّالة لتقديم المجرمين الحاكمين في إيران إلى العدالة.
وإن إنهاء الإفلات من العقاب، سيؤدي إلى انتصار حقوق الإنسان، كما وفي الوقت نفسه يقرّب نهاية هذا النظام وكل معاناة الشعب الإيراني وشعوب المنطقة ويفتح الطريق أمام تحقيق إيران حرة وديمقراطية.
أشكركم
- الوسوم:الشعب الإيراني