صمود الأبطال المتمسكين بمواقفهم عام 1988، عنوان الشرف الوطني ومعيار قيم الشعب الإيراني
رسالة إلى احتجاجات الإيرانيین في ستوكهولم
أيها المواطنون الأعزاء؛
أيها المطالبون بمقاضاة المتورطين في دماء المجاهدين المناضلين المتمسكين بمواقفهم الذين راحوا ضحية مجزرة عام 1988.
يا أنصار المقاومة ويا من تطالبون بالدماء المراقة ظلماً بید الفاشية الدينية، وأنتم تستمرون منذ 9 أشهر مظاهراتكم المتواصلة، وتحثّون العالم على محاكمة السفّاحين الحاكمين في إيران، لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية وجریمة حرب والإبادة الجماعية؛
أيها الأخوات والإخوة والأصدقاء المناضلون الذين ما سمحتم بإصراركم على مقاضاة المجرمين بأن تنجح خطة وأجندة وزارة مخابرات الملالي في مصادرة حركة المقاضاة وحرف مسارها.
أيها الرجال والنساء الشجعان الوطنيون، أيها المتابعون والمصرّون على محاكمة قادة نظام ولاية الفقيه في وطننا ولن تسامحهم أو تنساهم؛
أتوجّه بأحرّ التحيات لكم جميعا.
إعلان مجزرة السجناء المجاهدين والمناضلين في سجن كوهردشت كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية والمطالبة بأشد العقوبات على أحد جلاوزة النظام، هو خطوة في الحملة الكبرى في طریق المقاضاة من قبلكم. هذه هي النتيجة التاريخية لدماء المجاهدين المناضلين المتمسکین بعهدهم في المجزرة التي بدأت في یولیو 1988.
حملة التقاضي منذ البداية
في شهري أغسطس وسبتمبر 1988، كتب قائد المقاومة مسعود رجوي عدة رسائل وبرقيات إلى الأمين العام للأمم المتحدة في حينه، فضح خلالها المذبحة، ولا سيما أحكام فتوى خميني وحكمه المخزي. كان هذا قبل 12 عاما من نشر السيد منتظري نص الحكم.
ومنذ ذلك الحين، أقام المجاهدون وأنصارهم إضرابات ومظاهرات في العديد من الدول لإثارة الرأي العام العالمي. لا ننسى أنه في شهر سبتمبر 1988 نفسه، أضرم مهرداد أيمن، مؤيد مخلص للمجاهدين، النار في نفسه أثناء مظاهرة في نيويورك واستشهد.
على مدى السنوات الـ 34 الماضية، أقامت المقاومة الإيرانية مئات وآلاف المؤتمرات والمظاهرات والمسيرات والمحاكمات الشعبية الرمزية، مع نشر الوثائق والأسماء والمقابر التي لا علامة لها.
بدأت طفرة جديدة في حملة المقاضاة في أواخر يوليو 2016 بإعلان بيان ذوي الشهداء والسجناء السياسيين. وأسفرت الأنشطة داخل إيران عن جمع معلومات جديدة عن نشر قائمة بأكثر من 5000 مجاهد استشهدوا في المجزرة.
كما لعبت حملة المقاضاة دورًا مهمًا في فضيحة إبراهيم رئيسي وهزيمته في الانتخابات الرئاسية عام 2017 تحت شعار “لا للجلاد ولا للمحتال”.
وأدت الرسائل الموجّهة والشكاوى من العائلات الثكالى من داخل إيران إلى اتخاذ مواقف غير مسبوقة من قبل وكالات الأمم المتحدة، بما في ذلك المقرّر الخاص لحقوق الإنسان في إيران. كما يجب أن أذكر الأنشطة السياسية والدولية الواسعة.
بما في ذلك أكثر من 30 مؤتمرًا دوليًا، والعديد من البيانات والقرارات من قبل البرلمانيين، بما في ذلك بيانات أدلى بها أكثر من 200 عضو في البرلمان البريطاني، وبيانات أدلى بها 60 من أعضاء البرلمان الأوروبي، والقرار البرلماني رقم 448 في مجلس العموم، والعديد من القرارات ومشاريع القوانين والبيانات في كونغرس الولايات المتحدة. فضلا عن العديد من البيانات والقرارات الأخرى الصادرة من برلمانات الدول الأخرى والتي حصلت بفضل الجهود الحثيثة المبذولة من قبل أعضاء المقاومة.
سجن كوهردشت، بؤرة المجزرة
تحية لكل المجاهدين المناضلين المتفانين الذين ينشطون لأكثر من ثلاثة عقود وعانوا أيما معاناة من أجل هذه القضية؛ من د. كاظم رجوي إلى من تم توقيفهم وتعذيبهم بسبب جمعهم معلومات عن المجزرة أو الشكوى والاحتجاج على النظام. والمجاهدين والسجناء الماركسيين الذين قدموا للمدعية العامة بشهاداتهم الدقيقة والمسؤولة المستندات اللازمة لتوجيه الاتهام، مستشهدين بتفاصيل لا يمكن إنكارها عن وقائع المجزرة.
لم تصدر محكمة ستوكهولم حكماً بعد في محاكمة السفاح حميد نوري، ولكن حتى الآن ثبت أن إعدام السجناء السياسيين في عهد خميني عام 1988، كما دعت المقاومة الإيرانية العالم إلى القبول منذ سنوات، يعد جريمة ضد الإنسانية. وصرحت المدعية العامة أن سجن كوهردشت تحوّل إلى مسلخ لقتل السجناء في ذلك الوقت.
النقطة المحورية في هذه القضية هي فتوى خميني بشأن إعدام المجاهدين الأبطال الذين بقوا على عهدهم ثابتين من أجل حرية الشعب الإيراني، ورفضوا بكل فخر استجابة طلب السفاح ولم یقبلوا التخلي عن قضیتهم وتنظيمهم. التحية لهم جميعا.
محاكمة المسؤولين ومرتكبي الجريمة الكبرى في إيران
ومن الأمور الأخرى التي تم إثباتها في هذه المحاكمة صحة إفادات السجناء المجاهدين وما كشفه المجاهدون والمجلس الوطني للمقاومة على مدى 34 عامًا عن المجزرة. هذه هزيمة كبيرة للنظام الذي حاول منذ البداية إنکار هذه المجزرة.
وتعني عملية المحاكمة ونتائجها حتى الآن أن مؤامرات النظام وحيله ضد حملة المقاضاة التي سعى إلى كبحها بعد إنكار المجزرة، باءت بالفشل إلى حد كبير. وفي هذا الصدد، لعبت مظاهراتكم وتجمعاتكم التي دامت 9 أشهر دورًا حاسمًا.
تذكرون أن لجنة الأمن ومكافحة الإرهاب التابعة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية نشرت شريطا صوتيا لمقيسه ئي ورازيني أظهر أنهما كانا على علم بوجود خطة للسيناريو المذكور لمخابرات الملالي. وقالت المدعية العامة أيضا إن حميد نوري “اعترف بأن ناصريان قد حذّره قبل رحلته (نوري) إلى السويد”.
والآن يقيم الملالي ومرتزقتهم الدنيا ولا يقعدوها أمام السفارة السويدية في طهران یکشفون عن حقدهم ضد مجاهدي خلق. إنهم يستدعون السفير ويحذرون الواحد تلو الآخر ويتوعدون. ونحن نقول إن الوقت سيأتي لمحاكمة جميع المسؤولين ومرتكبي الجريمة الكبرى في إيران. خامنئي ورئيسي يخافان من هذا.
الملحمة العظيمة للعالم المعاصر
إن الجلاوزة والمرتزقة الذين كانوا أو مازالوا في الوهم بأنهم يستطيعون إخفاء المجزرة أو التقليل من شأنها بتدمير المقابر واختلاق أنواع الأكاذيب، مخطئون بشدة.
صمود السجناء الذين بقوا على عهدم ثابتين والذين قالوا باسم مسعود وباسم الحرية “لا” لطلبات جلادي خميني، هم يمثلون ملحمة مجيدة من التاريخ الإيراني. واولئك الجلادين الذين يعتقدون أن بإمكانهم القضاء على هذه الملحمة مخطئون بشدة. أولئك الذين يحاولون يائسين استخدام استشهاد 30 ألف مجاهد ومناضل كذريعة للتآمر على مجاهدي خلق وقائدهم مخطئون للغاية.
إن تألق هذه الملحمة العظيمة للعالم المعاصر، والتضحية العظیمة لأولئك الأبطال المتمسكين بمواقفهم ومنزلتهم التاريخية بدمائهم الطاهرة، تمثل اليوم عنوان الشرف الوطني ومعيار قيم الشعب الإيراني، ولم ولن يكون الملالي والمتواطئون معهم قادرين على تحريفها ومصادرتها.
الكلمة الأخيرة هي تأكيد قائد المقاومة الإيرانية مسعود رجوي: “التحقيق في الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في مذبحة السجناء عام 1988 يجب أن يمتد ليشمل جميع سجون خميني وخامنئي في جميع أنحاء إيران، من عام 1981 حتى الآن، بالإضافة إلى سجن كوهردشت. وعدنا ووعد أبناء إيران مع قادة النظام وجلاديه وجلاوزته ومرتزقته هو تنفيذ العدالة في محكمة الشعب الإيراني المنتفض”.
التحية للشهداء
وعاشت الحرية
والتحية لكم جميعاً