مريم رجوي: الجلاد رئيسي اختبار تاريخي للمجتمع الدولي
رسالة إلى «دعوة إلی العدالة»، أمام الكونغرس الأمريكي
واشنطن 2 أغسطس / آب 2021
السادة المحترمین
ألأصدقاء الأعزاء
يسعدني بأن أكون معکم في تجمعکم لهذا اليوم. أشكر جميع الشخصيات المشارکة على تضامنكم ودعمكم المستمرّ للشعب وللمقاومة الإيرانية في مقاومتنا من أجل تحرير وطننا من قمع الاستبداد الديني.
إيران صرخة الحرية هذه الأيام. انتفاضة من خوزستان إلى طهران مع صیحات الموت لخامنئي والموت للديكتاتور.
لن یستطیع خامنئي وحرسه والسّفاح إبراهيم رئيسي المجرم، إسكات أصوات الشعب الإيراني والشباب الإيرانيین بالرصاص والغازات المسيلة للدموع والاعتقالات والتعذيب وقطع الإنترنت. إسقاط نظام الملالي أمر ممکن. تعيين رئيسي كرئيس للنظام يمثل المرحلة الأخیرة لنظام الملالي.
رئيسي تجسيد لتوحّش النظام. کان له أكبر الأدوار في مجزرة ثلاثین ألف سجين سياسي عام 1988، اعدموا تطبیقاً لفتوى أصدرها خميني.
ونصت الفتوى على أنه يجب إعدام جميع المجاهدين المتمسّكين بمواقفهم. أكثر من 90٪ من قتلى المجازر كان أعضاء وأنصار مجاهدي خلق المعارضة الرئيسية للنظام.
بالإضافة إلى ذلك، وبصفته أحد كبار المسؤولين في السلطة القضائیة، کان له دور کبیر في العديد من عمليات الإعدام وقمع الاحتجاجات الشعبیة ، مثل انتفاضة نوفمبر 2019، التي قُتل فيها أكثر من 1500 متظاهر في الشوارع.
صعود رئيسي إلى رأس السلطة التنفيذية نقطة نهاية لأي وهم باعتدال أو إصلاح النظام. يجب على الحكومات الغربية أن تدرك أن سياستها المتمثلة في الاسترضاء حیال الاستبداد الديني قد فشلت وقد ولّت دون رجعة.
في حزيران، قاطع الشعب الإيراني الانتخابات الرئاسية وأظهر أنه يرفض بالكامل الديكتاتورية الدينية.
كانت نسبة المشاركة الفعلية أقل من 10 في المائة، وعلى الرغم من كل عمليات الاحتيال والتزوير، أقرّ المسؤولون في النظام بأن 20 في المائة من الناخبین شاركوا في طهران کأکثر تقدیر. هذه المقاطعة الشاملة تعتبر الوجه الثاني لعملة الانتفاضات التي بدأت في عام 2017 وما زالت مستمرة في جميع أنحاء إيران، والتي تصاعدت في الأسابيع الأخيرة.
من الواضح أن الظروف مؤاتية للتغيير الديمقراطي، والشعب الإيراني مستعدّ لإسقاط النظام.
إبراهيم رئيسي اختبار تاريخي للمجتمع الدولي. هل ستتعامل حكومات العالم مع نظام الإبادة الجماعیة أم تقف إلى جانب الشعب الإيراني؟
من الواضح أن الشعب الإيراني رفض رئيسي واصفا إياه بـ “سفاح مجزرة عام 1988”.
وكما قالت الأمينة العامة لمنظمة العفو الدولية: “إن صعود إبراهيم رئيسي إلى الرئاسة بدلاً من إخضاعه للتحقيق في الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في القتل والإخفاء القسري والتعذيب، إنما هو تذكير مروّع بأن ظاهرة الإفلات من العقاب تسود في إيران.. ”
نداء الى المجتمع الدولي
نيابة عن الشعب والمقاومة الإيرانية، أدعو منظمّة الأمم المتحدة وجميع الحكومات والمجتمع الدولي إلى الاعتراف بمذبحة عام 1988 في إيران على أنها إبادة جماعية وجريمة ضد الإنسانية.
يجب على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة اتخاذ إجراءات فورية لإنشاء محكمة دولية لقادة نظام الملالي، لا سيما خامنئي، وإبراهيم رئيسي ومحسني إيجئي، لارتكابهم جریمة الإبادة البشرية والجرائم ضد الإنسانية.
المقاومة الإيرانية، التي كشفت النقاب عن وقوع مجزرة عام 1988، أطلقت حركة مستمرّة للمطالبة بالعدالة. تتمتع حركة المقاضاة الآن بدعم دولي واسع من برلمانات مختلف البلدان ومنظمات ذات مصداقیة في الدفاع عن حقوق الإنسان.
ستستمر هذه الحركة حتى تقديم مرتكبي هذه الجريمة المروّعة للعدالة وتحرير إيران.
النظام الديني الذي هو في أضعف وضعه لن يتخلى عن مشروع امتلاك القنبلة الذرّية وتصدير الإرهاب والتحريض على الحرب في المنطقة.
لذلك يجب على الأمم المتحدة، أن تضع النظام تحت العقوبات الدولية بموجب الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة وذلك باعتباره تهديدا رئيسيا للسلم والأمن العالمیین.
إنني أدعو الكونغرس الأمريكي إلى مواصلة سياسته الحازمة من الحزبين ضد النظام الحاكم في إيران. والتأكيد على ضرورة أن تكون حقوق الإنسان والديمقراطية في قلب سياسة إيران.
اليوم، حركة مقاضاة المتورطين في المجازر هي حركة كل الإيرانيين المطالبين بإسقاط النظام. إن تضحيات أبناء إيران الشجعان قبل 33 عامًا بقیت مصدر إلهام للانتفاضات الوطنية التي لا تزال مستمرة، بدءًا من محافظة خوزستان امتداداً إلى 17 محافظة أخرى، بما في ذلك طهران. شعار الشعب واحد في كل مكان: ليسقط مبدأ ولاية الفقيه.
سيصبح هذا الشعار حقيقة واقعة. لأن الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة مصرّان أكثر من أي وقت مضى على تحقيق ذلك. وسننتصر في هذه المعركة.
يسعدنا أن نكون جميعًا في هذه الرحلة المجيدة إلى الحرية جنبًا إلى جنب مع الشعب الإیراني والمقاومة الإيرانية.
أشكركم . دمتم في أمان الله
- الوسوم:إيران, الإعدام, حقوق الإنسان