رسالة مريم رجوي إلى مؤتمر «لا للإعدام والإرهاب» في الدائرة الخامسة لبلدية باريس
إن اليوم العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام، الذي اعتمد على نشر قيمة كونية والحفاظ على أرواح الناس، هو اليوم الذي يتم فيه فضح نظام محطّم الرقم القياسي في الإعدام ونظام المجازر، أي نظام ولاية الفقيه المعادي للبشر.
أوجّه التحية لـ 120،000 شخص من أنبل أبناء إيران الذين أعدمهم النظام بسبب نضالهم من أجل الحرية، بمن فيهم سجناء مجزرة العام 1988.
إعدامهم يشكل عار اللعنة الأبدية على جبين الملالي، الذين وضعوا أسس حكمهم على إراقة الدماء. وفقدوا في نفس الوقت، أي شكل من أشكال الشرعية الشعبية، والإنسانية والتاريخية، وأصبحت الإطاحة بنظامهم هدفًا ملحًا في النضال الشعبي والوطني حيث سيطبقه بالتأكيد الشعب والمقاومة الإيرانية.
في العام الماضي، وطبقاً لمنظمة العفو الدولية، نفذ الملالي 507 عمليات إعدام. بالطبع، العدد الحقيقي لعمليات الإعدام غالباً ما يكون أكبر. لأن نظام ولاية الفقيه الدموي يمنع انتشار أخبار عدد كبير من عمليات الإعدام. كما وفي الوقت نفسه، يقبع آلاف النزلاء في سجون خامنئي في جميع أنحاء البلاد على ذمة الإعدام مثل السنوات الماضية، وبهذه الطريقة باتت حياة جزء من المجتمع الإيراني مكبلة.
وبالإضافة إلى ذلك، يواصل الملالي وفي غاية القساوة، تنفيذ أحكام الإعدام بحق السجناء الذين ارتكبوا جرائم في سن المراهقة والطفولة، وبذلك النظام الإيراني هو الدولة الأولى في تنفيذ الإعدام بحق المراهقين في العالم في خلاف للاتفاقيات الدولية والقانون الدولي.
كما زاد نظام ولاية الفقيه من عدد عمليات الإعدام السياسية في مواجهة الانتفاضة والحركات الاحتجاجية. في سبتمبر وحده، تم إعدام تسعة سجناء سياسيين. ومنذ الانتفاضة في ديسمبر الماضي، قتل الملالي أيضًا ما لا يقل عن 14 من المعتقلين خلال الانتفاضة تحت التعذيب داخل غرف التعذيب ووصفوهم بأنهم أفراد انتحروا.
الإعدام هو آلة لترهيب المجتمع والوسيلة الحاسمة للحفاظ على كيان النظام، وكلا الجناحين الحاكمين يستفيد من هذه الوحشية المستمرة لاستمرار السلطة.
الجناحان في النظام كلاهما يصارعان من أجل حصتهما في السلطة والنهب، لكنهما متوحدان ومتفقان على إعدام السجناء وقمع المجتمع وإرتكاب جرائم إرهابية في الخارج. إن القضاء التابع لخامنئي ينفذ الإعدام، ووزارة المخابرات سيئة السمعة وقوة القدس الإرهابية ترتكب الإرهاب والجرائم فيما الحكومة ووزارتها الخارجية تؤديان واجب تبرير ذلك الإرهاب أو إنكاره.
إن خطة النظام الإرهابية الفاشلة لتوجيه ضربة للمؤتمر السنوي للمقاومة في باريس أو مخططات إرهابية أخرى للنظام ضد المقاومة في ألبانيا والولايات المتحدة قد تم تنفيذها في تواطؤ كامل مع حكومة روحاني أو سائر المؤسسات الإجرامية الأخرى للنظام.
إن إرهاب الملالي في الخارج هو استمرار لسياسة الإعدام والتعذيب داخل إيران. هاتان السياستان تعملان كأساس ضروري معًا، ولا يمكن استدامة أي منهما بوحدها.
ندعو حكومات العالم إلى اشتراط علاقاتها السياسية والاقتصادية مع نظام ولاية الفقيه بوقف تعذيب السجناء وإعدامهم والتخلي الكامل عن الإرهاب.
كما ندعو أبناء بلدنا في جميع أنحاء إيران إلى مقاومة نشطة لعمليات الإعدام والاعتقالات، والقيام بأي شكل من الأشكال الممكنة بمنع الملالي الحاكمين من استخدام هذا السلاح الإجرامي.
خلال الأربعين سنة الماضية، وتحت حكم الملالي، تم إحالة الآلاف من الإيرانيين، إلى فرق الإعدامات رميًا بالرصاص أو بالمشانق، كل واحد في صبيحة، ولم يعودوا يرون ضوء الشمس والحماس في الحياة. ولكن فجر الأمة الإيرانية، حيث يتم القضاء على نظام ولاية الفقيه برمته، قد أظهر بوادره في الأفق.
وبفضل المقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني، بدأت شمس الحرية والسلطة الشعبية تبزغ. وسيأتي يوم تجري فيه حياة الشعب الإيراني دون إعدام وتعذيب، وستكون إيران بستان الحرية والعدالة.