كلمة مريم رجوي في احتفالية بمناسبة رأس السنة الميلادية بحضور منتخبين وحماة فرنسيين للمقاومة الإيرانية
أيتها السيدات وأيها السادة وأيها الأصدقاء الأعزاء،
أتقدم بأطيب تبريكاتي لكم بمناسبة حلول عام 2017. أتمنى أن يكون لكم جميعا عام حافل بالصحة والسعادة وللعالم عام حافل بالسلام والأخوة.
كان عام 2016 عاما حافلا بالتحولات المهمة، لحظات من الأفراح والأتراح.
في العام الماضي طالت يد الإرهاب الشعب الفرنسي في عدة نوبات وكذلك طالت الأيدي الآثمة اوروبا والعالم لتخلف تلك الحملات القاسية التي جعلت الجميع مندهشين لاسيما في نيس 86 ضحية وبالقرب من مدينة روآن باغتيال الآب آمل وكذلك في برلين حين الاحتفال بعيد الميلاد.
نحن نقف بجانب الشعب الفرنسي وندين بقوة هذه الأعمال البربرية التي هي تتعارض مع التعاليم الإسلامية.
كما اننا محزونون هنا لفقدنا عددا من أصدقائنا. (أصدقاء مثل) : جوزيت وميشل ليجيه وآني بواسي والسيد هرناندز وفيكتور غولوتاي العزيز.
ان الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لن ينسوا أبدا هؤلاء النساء والرجال الشرفاء الذين تبقى أسمائهم محفورة في ذاكرة تاريخنا.
ولكن عام 2016 وبشكل خاص كان عام انتصار الأشرفيين والمقاومة ضد النظام بسبب النجاح في نقل مجاهدي خلق من مخيم ليبرتي الى اوروبا وبشكل خاص ألبانيا. تعرفون أن نظام الملالي والمتعاونين معه في العراق قد أعدوا العدة لتنفيذ مجزرة كبيرة تستهدف المجاهدين في ليبرتي ولكن بحمد الله تمكن جميع أعضاء مجاهدي خلق من أن يغادروا ليبرتي سالمين.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
كل هذه الانجازات وقبل كل شيء تحققت بفضل صمود الأشرفيين وكذلك بفضل دعمكم ووفائكم. كل سعي وكل تضرع كان له اسهام في هذه الانجازات. اننا لم نفقد أملنا حتى في أصعب الظروف.
بدأت صفحة جديدة من تاريخ المقاومة الإيرانية. ولكن بداية يجب أن نساعد أصدقائنا في ألبانيا. مسألة الاستقرار واعادة التنظيم لعدد كثير من الأفراد وخلال توقيتات قصيرة ليست بالأمر السهل بل هي ضغط مالي ثقيل على المقاومة. انه سعي يتطلب وقتا وجهدا كبيرين. احدى المشكلات الرئيسية هي العناية بالمرضى الذين كانوا محرومين من العلاج لمدد طويلة. ولكننا نستطيع أن نتغلب على هذه المشاكل بفضل المساعدة التي يقدمها كل فرد من أصدقائنا وكل واحد منكم.
كما كان عام 2016 عاما مليئا بالأحداث داخل إيران. بعد نشر التسجيل الصوتي لأحد حوارات السيد منتظري خليفة خميني السابق بشأن مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 حيث وصف السيد منتظري خميني وأعضاء لجنة الموت الذين كانوا متورطين في مجزرة السجناء السياسيين بـأنهم «أكبر مجرمي التاريخ»، انطلق حراك للمقاضاة في البلاد. ورفع السجناء السياسيون الشجعان آصواتهم كما آن عوائل قتلى المجازر تجرأوا ليقاضوا النظام مما جعل النظام يواجه أزمة لأن مسؤولي هذه الجرائم في الوقت الحاضر هم مازالوا على السلطة في إيران.
نحن مصممون أن نواصل هذا النضال حتى محاكمة مسؤولي هذه الجريمة المروعة. انه لبرنامج واسع جدا. نحن نطالب بوضع حد للإعدامات في إيران. فعلينا أن نطالب اولئك الذين يريدون عقد الصفقات والمقايضة مع الملالي بأن يشترطوا علاقاتهم بوقف الإعدامات في إيران.
كما وفي عام 2016 جرت آلآف التظاهرات والاعتصامات والتجمعات لعمال لم تصرف رواتبهم ومتقاعدين ومعلمين وممرضين يعيشون تحت خط الفقر. كما وفي تظاهرة اقيمت بمناسبة ذكرى ميلاد كوروش الأكبر مؤسس أول ميثاق لحقوق الانسان، طالب آلاف المتظاهرين بانهاء الديكتاتورية. وقبل أسابيع وبمناسبة يوم الطالب المتظاهرون في الجامعات طالبوا باطلاق سراح السجناء السياسيين وبعضهم حاسبوا النظام في مجالات : مجزرة عام 1988 ومسلسل الاغتيالات التي طالت المثقفين واستمرار بلامبرر للحرب الإيرانية العراقية وبشكل خاص أدانوا تدخلات قوات الحرس للنظام ومرتزقته في سوريا.
عام 2016 كان عاما صعبا ومأساويا للشعب السوري. مأساة حلب عكست دور نظام الملالي فيها. الجميع أدركوا أن نظام طهران هو المانع الرئيسي أمام السلام في سوريا وقوات الحرس للنظام الإيراني ومرتزقته هم المسؤولون الرئيسيون لأعمال القتل والمجازر ضد المدنيين. فالكل عرفوا أن هدف هذا التدخل ليس محاربة داعش وانما حفظ بشار الأسد في الحكم.
اليوم نظام الملالي هو الخاسر الأكبر في وقف اطلاق النار في سوريا وهو يحاول بكل قواه للعبث بخرقه لوقف اطلاق النار. أبناء حلب عرضوا بسالة وصمودا فذا. نظام الملالي وبهذه المعركة قد تورط أكثر من ذي قبل في مستنقع الحرب في سوريا وآصبح ذلك أحد أهم عوامل الأزمات داخل النظام. أتمنى أن تتحقق ارادة الشعب السوري لانهاء ديكتاتورية بشار الأسد وأن يتحقق السلام والديمقراطية في سوريا . الحل الدائم لهذه المشكلة يكمن في اخراج قوات الحرس ومرتزقتهم منهم حزب الله من سوريا.
العام الذي يبدأ هو عام مليء بالمجهولات. أتمنى أن يحمل معه مفاجئات سارة لشعوب المنطقة والشعب الإيراني والسلام والأمن لفرنسا والعالم. يجب أن نواصل النضال من أجل الحرية في إيران والمنطقة ونحن نستطيع أن نفعل ذلك معا. يجب أن لا نستسلم. الظروف صعبة ولكننا نجحنا لحد الآن وسنمضي قدما الى الأمام معا.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
أريد مرة أخرى أن أشكركم على كل ما فعلتموه للمقاومة وأتمنى لكم عاما حافلا بالسعادة والسلام.
أشكركم.
- الوسوم:التطرف – الإرهاب, الشعب الإيراني, سوريا