ندوة التضامن مع الثورة السورية في مقر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية بحضور مسؤولين للمعارضة السورية
وشارك في الأمسية التي ادارها احمد كامل المستشار الاعلامي للهيئة العليا للمفاوضات المعارضة السورية، عدد من الشخصيات الفرنسية وكان سيد احمد الغزالي رئيس الوزراء الجزائري الأسبق والشيخ تيسير قاضي قضاة فلسطين السابق وخليل مرون إمام جامع افيري بفرنسا ورئيس لجنة المسلمين الفرنسيين للدفاع عن حقوق الأشرفيين والشيخ مسكين أمين عام مجلس أئمة الجماعة في فرنسا ورئيس لجنة المسلمين الفرنسيين ضد التطرف ومن أجل حقوق الانسان والدكتور انور مالك الكاتب والمقرر السابق المعني بالشؤون السورية في جامعة الدول العربية وعبدالله خلف مسؤول التنسيق في تيار سعد الحريري في فرنسا وطاهر بومدرا الرئيس السابق لحقوق الانسان للأمم المتحدة في العراق ومسؤول ملف أشرف في الأمم المتحدة ورضا الرضا أمين عام الهيئة العراقية للشيعة الجعفرية وصباح المختار رئيس اتحاد المحامين العرب في بريطانيا والاستاذ جلال كنجئي رئيس لجنة الديانات وحرية المذاهب في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من المتكلمين الآخرين في هذه الأمسية.
تقديم برامج موسيقية عرفانية من قبل فرقة الفنان السوري سميح شقير كان من ضمن البرامج الأخرى لجلسة التضامن مع الشعب والمقاومة السورية حيث لاقى اعجاب الحضور.
وألقت مريم رجوي في هذه الجلسة كلمة اجلالا لمقاومة الشعب السوري وقالت:
أيها الأصدقاء الأعزاء
أعضاء وفد المعارضة السورية المحترمين السادة والسيدات هيثم المالح، ميشل كيلو، د. نصر الحريري، د. تغريد الحجلي، الأخت نغم الغادري التحية لكم جميعا وعلي أخي جورج صبرا وجميع الأخوات والإخوة في المقاومة السورية
الأخوات والأخوة الكرام!
شهر رمضان مبارك عليكم جميعا.
الصوم هو الإمساك عن ممارسة الغرائز الانسانية الطبيعية ورسالته هو أن الانسان والمجتمع الانساني قادران على التغلب على كل حالات الاجبار والطغيان على الحرية والعدالة والمساواة.
نعم، رسالته هي أن الانسان قادر على الوصول إلى التخلص أي الكمال المعنوي والاجتماعي، وهذه هي البشرى التي جاء بها القرآن ويعبّر عنها بالتقوى في الآية الكريمة بشأن الصوم في سورة البقرة.
وهكذا نحن نرى بشائر الحرية والعدالة والسلام في شهر رمضان وباستلهام هذه الرسالة، نمضي قدما إلى الأمام في نضالنا ومقاومتنا.
أخواتي إخواني!
نحن في شهر رمضان والعالم الإسلامي يشهد استمرار سفك دماء عظيمة في سوريا غير مسبوقة منذ قرون عديدة.
أليس شهر رمضان شهر العبادة؟ وأليس رمضان شهر السلام؟ وأليس شهر تأليف القلوب؟
اذن، لماذا الملالي الحاكمون في إيران وبشار الأسد لا يكفّون عن المجازر؟
لأنهم لا يرون أي مستقبل لأنفسهم ولنظامهم. إنهم يواصلون الإعدامات في إيران كما جعلوا اراقة دماء الشعب السوري آلية الاحتفاظ بمصالحهم الخسيسة.
ونقيضاً لهم، إننا نعلن في المقاومة الإيرانية نعلن شهر رمضان شهر تضامن المقاومة الإيرانية مع الشعب السوري الصامد المقاوم. وهذه الليلة وفي هذه الأمسية وفي هذا الافطار نضع سوريا الجريحة نصب أعيننا ونقف اجلالاً وتكريماً أمام بطولات شعبها وبسالته.
قبل دقائق وفي معرض أقيم هنا، شاهدنا صورا عن آثار القصف والمجازر في سوريا.
هذه المشاهد هزّت ضمائر العالم مرات عديدة خاصة في العامين الأخيرين.
صورة طفل بريء لم يترك جثمان أبيه الشهيد وكان يبكي ويقول يا بابا لا تتركني. صورة طفل في درعا كان يبكي في عزاء شقيقته سعدة البالغة من العمر 5 سنوات وهو يترنم نشيد « جنّة يا وطنّا » ويقول:
«ثوري ثوري درعا .. باعتامنا انتي شمعة… حمصية تنادي الفزعة ..
كذلك صورة آباء وأمهات كانوا ينتحبون على جثامين أطفالهم.
وصور تتعلق بالدكتور محمد وسيم معاذ الذي أبى أن يترك حلب لكونه كان ملتزما بمعالجة الأطفال واستشهد في القصف الذي استهدف المشفى الذي كان يعمل فيه.
ولكن في الوقت نفسه رأينا بجانب كل هذه الآلام والمعاناة صورا عن المقاومة والمعارك التي كانت تثير إعجاب العالم.
ومن هنا أوجه تحياتي لكل اولئك المقاتلين الشجعان الأبطال.
التحية لكل جبهات القتال والصمود،
التحية لحلب البطلة،
التحية لمارع وخان طومان وحماة
السلام على حمص ودرعا
والسلام على الغوطة الشرقية وعلى مدينة داريا الصامدة
يا أبطال! ان معارككم تصنع مستقبل سوريا وكل المنطقة.
أجل، انكم فخر لكل البشرية.
أيها الحضور الكرام،
ما يمر اليوم في سوريا، يكشف النقاب عن حدث عظيم وهو إسقاط الاستبداد الديني الحاكم في إيران على مستوى المنطقة من كرسي نظام يدعي الإسلام، وثبت أنه ليس الا حكما عدوانيا أغرق الشرق الأوسط في دوامة من الدماء لحفظ سلطته المتداعية.
في داخل إيران قد منيت هذه الديكتاتورية الدينية بالفشل عقائديا وايديولوجيا منذ أمد بعيد. دماء 120 ألف مجاهد ومناضل سالت في النضال ضد هذا النظام ودور وأداء مجاهدي خلق الإيرانية في تقديم الإسلام الحقيقي قد كشف الستار عن الدجل الديني للملالي.
وأما في الدول العربية والإسلامية، استطاع الملالي من خداع بعض السذّج من الناس ليغطوا لسنوات طويلة على مقاصدهم الاجرامية تحت ستار الدين.
فيما كانوا داخل إيران يقومون بإعدام الآلاف من الشباب الشيعة الأحرار التقدميين، يظهرون أنفسهم خارج إيران كمدافعين عن الشيعة وعملوا على اثارة الطائفية حول الشيعة والسنة، وكانوا يقومون بتوسيع رقعة الارهاب والتطرف من خلال المجاميع المصنعة على أيديهم مثل حزب الشيطان اللبناني لارتكاب المجازر ضد شعوب الشرق الأوسط.
وفي لبنان عملية احتجاز الرعايا الغربيين التي يقودها مكتب الولي الفقيه في طهران كانت من أجل عقد صفقات مع الحكومات الغربية لجرهم إلى المساومة مع الفاشية الدينية.
وبشأن فلسطين وجّه هؤلاء الملالي أشد الضربات ايلاما لقضية الشعب الفلسطيني، ولعبوا دورا محوريا وحاسما في تقسيم فلسطين ومعاداة السلام في الشرق الأوسط.
وفي العراق، وباسم تصدير الثورة وباسم الإسلام، قد فتّت الملالي هذا البلد وقادوه إلى الدمار والتخبط.
وتؤكد أدلة وتقارير أن تنظيم داعش هو حصيلة قمع الشعب العراقي وقمع الشعب السوري من قبل نظام الملالي بمساعدة بشار الأسد ونوري المالكي. طبعا ارهاب داعش لم يقتصر على العراق وسوريا بل وصل إلى فرنسا وبلجيكا والدنمارك أيضاً.
لو لا الملالي الحاكمون في إيران تدخلوا وارتكبوا جرائم في العراق وسوريا، لما توسعت هذه الظاهرة البغيضة في الشرق الأوسط ولما اندلعت الهجمات الارهابية في فرنسا وغيرها من الدول. ولهذا السبب اننا نؤكد دوما أن الارهاب في اوربا لا يمكن اجتثاثه طالما لا يتم التصدي للنظام الإيراني. لأن ولاية الفقيه وداعش هما وجهان لعملة واحدة.
مع كل بفضل هذه المقاومة والتضحيات لقد توفّرت اليوم ظروف تكشفت فيها أعمال الدجل والشعوذة التي يمارسها الملالي.
نعم قد ثبت أن كل أعمال الصخب التي يثيرها الملالي ضد الاستكبار والصهاينة حسب زعمهم لم يكن سوى غطاء مضلّل لمعاداة شعوب المنطقة. كما انهم خاضوا لحد اليوم حربا لـ8 سنوات ضد العراق و5 سنوات ضد الشعب السوري و38 عاما ضد الشعب الإيراني.
ان إسلامهم المزيف ليس الا القتل والدمار في سوريا وتشريد أكثر من نصف مليون من أبناء الشعب السوري.
قد لجأ الملالي إلى تبرير جرائمهم في سوريا بأنهم ينشغلون للدفاع عن حرم السيدة زينب. وبذل ك يحاولون اضفاء طابع الإسلام والشيعة لأعمالهم الكارثية.
ولكن هذا النظام يحمل في سجله 120 ألف إعدام سياسي في داخل إيران كانت الغالبية الساحقة منهم مسلمون شيعة. كما يعدم في الوقت نفسه الشباب الايرانيين من أهل السنة بشكل متواصل لمجرد انتمائهم المذهبي.
ولا ننسى أن هذا النظام هو الذي فجّر مراقد الآئمة الشيعة في سامراء بالعراق ولم ننس أنه قتل عددا كبيرا من الناس في عملية تفجير القنبلة في ضريح الامام الثامن في مدينة مشهد لكي يلصق تهمته بمجاهدي خلق.
لذلك يجب أن نقول أن الإسلام سواء الشيعة أو السنة لم يكن وليس له عدو ألدّ وأشد من الملالي الحاكمين في إيران. واليوم لا الشيعة ولا السنة ولا المسلمين ولا المسيحيين ولا العرب ولا الفرس ولا الأتراك ولا الأفغان لهم عدو أشد وأعنف من نظام الملالي.
وحسب قول أخينا دولة رئيس الوزراء سيد أحمد غزالي ان هذا النظام الذي يصف نفسه بالإسلامي في إيران قد قتل أكبر عدد من المسلمين في التاريخ المعاصر سواء من مسلمي السنة أو الشيعة.
نعم، نظام ولاية الفقيه هو العدو اللدود الرئيسي لشعوب ودول المنطقة.
أيها الأصدقاء السوريين الأعزاء،
أيها السادة الكرام،
الشعب السوري قد دفع ثمنا باهظا، ولكن هذه الدماء والمعاناة، تحمل تجارب كبيرة لشعوبنا ولكل شعوب العالم.
– من الانجازات العظيمة للثورة السورية هي أن الشعب السوري وروّاده يواصلون الثورة لوحدهم وبالاعتماد على الذات وعلى قوى الثورة.
وخلال هذه السنين لم تقف القوى الكبرى بجانبكم بل كانت تقف في وجهكم وكانت حليفة الجلاد الحاكم في دمشق أو كانت على حياد. كما أن ما حصلتم عليه من الدعم والمساعدات الاقليمية لم تكن متصورة لو لم يكن صمودكم.
هذا الصمود هو الذي يعطيكم القوة في البقاء صامدين بوجه الضغوط الدولية التي تريد منكم التنازل من مطالب الشعب السوري.
لم تعد القوى الكبرى هي التي ترسم خارطة الطريق لكم وانما أنتم تمسكون بزمام المبادرة بأيديكم.
وفي هذا المجال قال زعيم المقاومة الإيرانية مسعود رجوي : «لم ولن يكون مقرّرا أن يهدي لنا أحد من خارجنا وخارج أصحابنا وأبناء شعبنا بالحرية أو بحقوق الانسان. ان أبناء الشعب الإيراني والشعب العراقي و الشعب السوري يجب أن يسطّروا صفحات الحرية وحقوق الانسان بمعاناتهم وبدمائهم وبدفع الثمن، وأن يلقّنون المدعين دروساً في هذا المجال. وهنا يكتمل الاصطفاف ويتعمق الفصل بين الثورة والرجعية وهذه هي ضرورة لتطور النضال التحرري للشعوب»[2]
الانجاز الآخر للثورة السورية هو توفير ساحة هلاك كبير لعناصر نظام الملالي. الملالي تورطوا في مستنقع الحرب في سوريا. وسيكونوا خاسرين في المعادلة السورية مهما حصل من تطور.
تجربتكم الغنية تقول أنه يجب اعطاء الأولوية على الصعيدين السياسي والدولي لابراز دور النظام الإيراني وضرورة التصدي له. لأن الدينامية الرئيسية لبقاء الأسد هي النظام الإيراني الذي يسعى بممارسة نفوذه أو ممارسة الخدعة جرّ أطراف آخرى في الحرب ضد المعارضة.
القوى الغربية خاصة أمريكا وسبب اتّباع سياسة المساومة والمهادنة تحاول تجاهل حضور النظام الإيراني.
الأمم المتحدة أيضاً ومع الأسف تواكب هذه السياسة. ومن هنا فان رفض المعارضة السورية بشكل حاسم لاشراك النظام الإيراني في المفاوضات الدولية المتعلقة بقضية السورية هو موقف في منتهى المسؤولية يستحق الإشادة والاستحسان.
ان تجربة الثورة السورية أثبتت أنه ولو أن السلطة العسكرية لبشار وحلفائه هي فتاكة واجرامية للغاية ولكن العامل الأكثر تدميرا هو محاولاتهم لبثّ الفرقة واثارة الحرب الأهلية واستنزاف الطاقات وقدرات الشعب والثورة السورية. ومن حسن الحظ فان الثورة السورية وجدت خطوة خطوة رشدها لكي تحبط هذه المحاولات لبث الفرقة.
ولكن دعوني أن أؤكد أنكم قد دفعتم الثمن بالدماء ودفع شعبكم لحد الآن هذا الثمن العظيم فقد توفرّت الآن لديكم كل الضروريات من أجل تحقيق النصر ولا شك في تحقيقه باذن الله.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
الأمر الذي جعل تحقيق هذه الانجازات أمرا ممكنا هو مقاومتكم. المقاومة كقيمة سامية، مقاومة من أجل شرف ومصداقية الشعب ومقاومة من أجل الحرية كجوهرة الحياة لأبناء الشعب.
وهذه هي القيمة التي ربطت مقاومة الشعب الإيراني بمقاومة الشعب السوري.
مجاهدو خلق ومع نضال يمتد منذ 51 عاما ضد نظامين ديكتاتوريين وبتقديمهم أكثر من 120 ألف شهيد ومئات الآلاف ممن مورس بحقهم التعذيب في السجون مازالوا يمضون قدما الى الأمام صامدين ومقاومين. والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الائتلاف الديمقراطي للجماعات والشخصيات المعارضة للنظام استطاع أن يلعب دوراً سياسيا هامّاً في الصمود ضد النظام الحاكم. وخلال السنوات الأخيرة وقف أخواتكم وإخوانكم بوجه حصار وحشي في أشرف وليبرتي وبوجه نظامين أي نظامي الملالي في إيران والمالكي في العراق. رغم انهم قد سحقوا أبدان المجاهدين بسيارات الهمفي والمدرعات وقصفوهم بالصواريخ أيما قصف وفي آخر عملية قصف استهدفت ليبرتي في تشرين الأول الماضي استـُشهد 24 مجاهدا.
نعم، وبهذا الصمود، اننا ندرك وأكثر من أي طرف آخر مكانة وقيمة المقاومة السورية ونكن لها احتراما كبيرا ونرى أنفسنا دوما بجانبكم وبجانب الشعب السوري الصامد.
نعم، ان معركتكم هي معركتنا وانتصاركم هو انتصارنا.
الأخوات والاخوة الكرام
حسب ما أسلفته من الضروري أن أؤكد باسم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية على بعض النقاط:
1- الشعب الإيراني يتبرأ من تدخل وارهاب نظام ولاية الفقيه في العراق واليمن ولبنان وسوريا ويرى نفسه بجانب أخواته واخوانه السوريين المكلومين.
2- نظام الملالي هو أكبر عامل الحرب والتفرقة في العالم الإسلامي ويجب طرده من مؤتمر الدول الإسلامية. هذا النظام لا يمثل الشعب الإيراني وأن مقعد إيران في هذه المنظمة يتعلق بمقاومة الشعب الإيراني.
3- في البحث عن حل صائب وفاعل للأزمة التي تحدق بالمنطقة فإن أهم عنصر هو استئصال شأفة نظام الملالي من جميع الدول. وطالما يتواجد أفراد الحرس في سوريا فلن يرى هذا البلد السلام والهدوء. وطالما لا يتم طرد هذا النظام من المفاوضات الدولية المتعلقة بسوريا فان المفاوضات لاتثمر نتائج طيبة. وطالما هذا النظام لا يتم طرده من سوريا والعراق فان محاربة تنظيم داعش لن تعطي نتيجة حاسمة.
4- بسبب تورط النظام مباشرة في قتل مئات الآلاف من أبناء الشعب السوري وتدمير هذا البلد فان خامنئي وبشار الأسد يجب مثولهما أمام محكمة دولية. كما أن إعدام وتعذيب مئات الآلاف من أبناء الشعب الإيراني وغيرها من أعمال الفساد تشكل فقرات أخرى من ملف خامنئي يجب محاسبته عليها.
أختتم كلمتي بتقديم أحر التحيات للشعب السوري والتقدير لصمودهم المشرّف. ولا شك في هذا الشهر الفضيل ان كثيرين من مسلمي العالم يدعون إلى رب العالمين من أجل انهاء معاناة الشعب السوري.
أتمنى تحقيق النصر والحرية للشعب السوري وللشعب الإيراني ولجميع شعوب المنطقة.
أشكركم
[1] سورة البقرة الأية 183
[2] من رسالة «الرد على خليفة الرجعية» 2نيسان/ابريل2013
- الوسوم:سوريا