اقتراح مريم رجوي لإلغاء عقوبة الإعدام في إيران
كما ورد في ميثاق المقاومة بعشر مواد قد دعونا منذ سنوات بإلغاء حكم الإعدام ونؤكد ذلك وندعو مواطنينا إلى مزيد من الاحتجاج ضد هذه العقوبة اللاإنسانية.
خطتنا للمستقبل هي إيران بلا إعدام
إن مشروعنا للمستقبل، هو إيران بلا إعدام . إن المقاومة الإيرانية قد أعلنت ومنذ سنوات أنها تريد الغاء عقوبة الإعدام وانهاء التعذيب وأي ضرب من ضروب انتهاكات الحقوق في إيران.
خطتنا تتمثل في إحياء الصداقة، والمصالحة، والتسامح
إن مشروعنا هو احياء الصداقة والتسامح.
إن مشروعنا للمستقبل، استئصال أحكام شريعة الملالي. اننا نرفض قانون الجزاء اللاإنساني المتبع في هذا النظام وغيره من القوانين المناقضة لحقوق الإنسان. اننا نعتبر تنفيذ أحكام القصاص في هذا النظام لاإنسانيا.
إننا ندافع عن قانون قائم على أساس الصفح والشفقة والإنسانية.
إن مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية قد أطلق في معارك جيش التحرير الوطني الإيراني سراح آلاف من عناصر تابعة لنظام الملالي دون انتهاك أبسط حقوقهم الانسانية، وهم كانوا في قبضة المجاهدين وكان الكثير منهم قد ارتكبوا قتل بعض المجاهدين.
نعم هذا هو السلوك القديم الجديد لمقاومة الشعب الإيراني.
خطتنا لمستقبل إيران هي إنشاء سلطة قضائية مستقلة
إن مشروعنا هو وضع لبنات لقضاء مستقل ونشيط وحر.
إن مشروعنا لإيران المستقبل هو الدفاع عن القيم الديمقراطية وعن الحرية والمساواة وحرمة الحياة الفردية للمواطن الإيراني.
مشروع لا يعتقل أحد عفويا والتعذيب فيه محظور وجريمة. ولا يُحرَم أي متهم من حق الدفاع وحق المحاماة. يحترم المبدأ الأساسي للبراءة ولا يحرم أحد وخاصة أي امرأة من الحصول على العدالة أمام العنف والتعدي وانتهاك الحرية.
إن مشروعنا لمستقبل إيران هو أنه لا أحد يفقد حريته وحقوقه وحياته لاعتقاده بدين أو عدمه أو بسبب ترك ذلك الدين.
إن مشروعنا هو أن جميع أبناء المجتمع يحظون بالأمن الحقيقي والحقوق المتكافئة في ظل القانون.
نعم، إننا نعمل على ايجاد نظام جديد قائم على الحرية والديمقراطية والمساواة.
إننا اخترنا أن نقف ونناضل ونعيد الحياة والحرية والسعادة إلى أبناء شعبنا.
حتي لاينتظر شاب اقل من 18 عاما في سراديب الموت والإعدام حتى يبلغ السن القانوني لتنفيذ الإعدام.
وحتى لا تذرف الدموع أي أمّ في حزن ابنها المعدوم.
إن دافعنا في المقاومة حتى النصر ليس الحقد والثأر وانما يتأتى من حبنا للحرية وحقوق الإنسان. وهذه هي فلسفة صمودنا.
الإعدام في إيران: أداة للقمع والترهيب من قبل النظام
في قانون العقوبات لهذا النظام، مجرد من يثبت انخراطه أو مناصرته لمجاهدي خلق أو تعاطفه معها فهو محارب والحكم الصادر على المحارب هو الإعدام. ليس بقليل عدد اولئك الذين تم إعدامهم لمجرد عقيدتهم المناوئة لهذا النظام، بينما لا من وجهة النظر الإسلامي ولا من حيث الحقوق الدولية، فالنضال من أجل تغيير النظام ليس جريمة، وانما هو حق أساسي لشعبنا. …
في ايران انتهاكات حقوق الإنسان… استهدفت كل المواطنين الإيرانيين بدءا من المدافعين عن حقوق الإنسان وإلى النساء والشباب والمعلمينِ…
وهناك اليوم في جميع سجون ومعتقلات البلاد أعداد كبيرة من الإعدامات تنفّذ سرا بحق المواطنين العزل فيما ينتظر آلاف آخرون حكم الإعدام.
فلنفكر في أوليائهم وزوجاتهم وأطفالهم كيف يعيشون في قلق اضطراب ليل نهار.
لنفكر في نساء يقمن ببيع كليتهنّ لتسديد الدية وانقاذ أزواجهن من الإعدام. …
روحاني قال بصراحة إن هذه الإعدامات «إمّا هو قانون الهي أو قانون تبناه البرلمان… ونحن منفذون».
الملالي الحاكمون في إيران مهما كانت خلافاتهم فهم متفقون على الإعدام والقمع. انهم يستفيدون من الإعدامات لحفظ كيانهم. …
الإعدامات: أداة للقمع في إيران
هدف الملالي هو ارهاب المجتمع وكبت الاحتجاجات الشعبية وليس الاّ.
انهم جعلوا القتل أمرا عاديا ويوميا.
انهم وبشنق المواطنين في الشوارع أمام أعين العوائل وحتى أمام أعين الأطفال، يمزقون قلوبهم وأذهانهم وضمائرهم. لقد أصبح الاعدام والتعذيب والرجم وبتر الأطراف وفقء العيون في هذا النظام أمرا ممهنجا وأعطى النظام له طابع القانون.
وحجة أخرى يتذرع بها الملالي للإعدامات هي تنفيذ الأحكام الإسلامية. بينما القانون الرجعي للملالي بشأن القصاص حيث يعدم الملالي بالتمسك به أعدادا كبيرة من مواطنينا يتعارض مع رسالة العفو والرحمة الإسلامية. ان دينامية الإسلام والقرآن يرفضان هذا الحكم اللاإنساني.
حياة وسلطة هذا النظام مرهونتان بالإعدامات.
لأنه لولا الإعدامات لاتبقى لهم آلية تمنع من انفجار الغضب العام و التجمعات الجماهيريه العفوية ؟
لولا الإعدامات فكيف يستطيع الملالي وبأي آلية أن يسلبوا حريات الشعب؟ وأن يوسعوا نطاق القمع والترويع والتقييد حتى في تفاصيل الحياة الخاصة للمواطنين؟
ولولا الإعدامات فكيف يستطيع الملالي أن يزيدوا من أسعار السلع يوميا بأضعاف ويبددوا عوائد وثروات الشعب الإيراني في اثارة الحروب في المنطقة أو نهبها وصرفها في حياتهم المترفة؟ …
يا ترى لماذا العالم صامت وعمليات القتل والاجهاز على السجناء السياسيين وإعدامهم ظلت مستمرة في إيران؟
لماذا العالم ساكت والفتيان الإيرانيون آصبحوا حصاد الإعدامات؟
ولماذا لا يخضع الاستبداد الوحشي للضغط لكي ينشر أسماء المعدومين كاملة على الأقل؟
ان تجاهل حقوق الإنسان وحرية الشعب الإيراني هو أساس الفشل للسياسات الغربية ليس تجاه إيران فقط وانما تجاه المنطقة برمتها. وفي هذا الاتفاق النووي العامل الذي كان من شأنه أن يجبر الملالي على التراجع الكامل كان اشتراط أي إتفاق بمراعاة حقوق الإنسان للشعب الإيراني.
وعندما يجد الملالي أنفسهم مطلقي الأيدي في الإعدامات الوحشية لأبناء الشعب الإيراني فيوسعون تهديداتهم في المنطقة والعالم أيضا.
لذلك نخاطب الحكومات الغربية ونقول:
اشترطوا العلاقة مع هذا النظام بوقف الإعدامات.
أحيلوا ملف مجازر العام 1988 إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المجرمين ضد الإنسانية. واضغطوا على نظام الملالي لإطلاق سراح السجناء السياسيين.
(كلمة مريم رجوي في مؤتمر “إيران – حقوق الإنسان – وقف الإعدام“، في باريس، لمناسبة اليوم العالمي ضد الإعدام- 10اكتوبر/تشرين الأول2015)