كلمة مريم رجوي في مؤتمر الجمعية الوطنية الفرنسية

السيد الرئيس، أيها النواب المحترمون، أيها الأصدقاء الأعزاء!

أود أن أشكر اللجنة البرلمانية لايران ديمقراطية التي وفرت لنا الامكانية لنجتمع ثانية في هذا المكان.

قبل ثمانية أشهر كنا قد اجتمعنا هنا، ومثل هذا اليوم كان عشية جولة أخرى من المفاوضات النووية مع النظام وتطرقنا الى أزمات النظام وهي: الأزمة النووية والحرب في سوريا والصراعات الداخلية والخطر الذي يشعر به النظام المترنح من معارضته المنظمة ولهذا السبب كان يحتمل وقوع هجوم على مخيم ليبرتي في العراق و… ولهذه المناسبة اني أكدت على أن النظام قد دخل مرحلته النهائية. ان التطورات اليوم تؤيد وصول هذه المرحلة.

لو كان النظام قد تخلى عن مشروعه للتسلح النووي والتدخل في سوريا والعراق والقمع القاسي للشعب الايراني لكنا أول أشخاص نرحب بذلك دون شك. ولكن النظام انتهج مسلكا عكسيا وان التظاهر بالاعتدالية من قبل الملا روحاني لن ينقذ النظام الآن.

روحاني لم يكن المرشح الأول للولي الفقيه للنظام. لكن خامنئي وخوفا من تكرار أحداث عام 2009 اضطر على مضض أن يبارك روحاني الذي سبق وأن وافق على ترشحه. الا أنه ومنذ ذلك الوقت بدأ حكم الملالي يضعف باستمرار جراء الصراعات بين الجناحين.

نسبة التضخم بلغت 50 بالمئة وبإذعان وزير الاقتصاد في النظام فان نسبة النمو الاقتصادي في شهر اكتوبر/ تشرين الأول كان ناقص 6 بالمئة ونسبة البطالة بلغت 30 بالمئة.

هذه هي حصيلة ديكتاتورية دينية وارهابية فاسدة. نظام قد بدّد مئات المليارات من الدولارات في المشاريع النووية والعسكرية وأعمال القمع

وتصدير الارهاب. انه قد دمر الاقتصاد الايراني ويريد أن يخفض ضغط العقوبات الدولية التي قد زادت من أزماته دون التخلي عن القنبلة النووية.

ان مواقف النظام ورغم الاستعراض بالانفتاح شكليا الا أنها لم تتغير في المضمون في مفاوضات جنيف. خامنئي يسعى توظيف محاولات روحاني الاستعراضية المبطنة بالخداع والمراوغة في خدمة استراتيجيته سيما أن روحاني هو الذي قد خدع في عام 2003 الترويكا الاوربية ومنح للنظام فرصة لاستكمال النقيصة في حلقة من برنامجه النووي ولا علامة هناك تدل على أن هذا الملا قد غير استراتيجته.

مع عدم قبول وقف تخصيب اليورانيوم واحالة البروتكول الاضافي الى مستقبل غير معلوم فان النظام يثبت أن غايته هو شراء الوقت وجس نبض المجتمع الدولي. في المفاوضات المقبلة التي ستجري في تشرين الثاني/ نوفمبر على العالم أن يعلم أن بدون ابداء الحزم مقابل الملالي المراوغين ولكنهم ضعاف لن يحصل على شيء.

***

في مثل هذه الظروف فان الهجوم على مخيم أشرف وقتل 52 عضوا مجردا عن السلاح من أعضاء مجاهدي خلق يجسد قسوة قلوب الملالي وعميلهم المالكي، كما انه في الوقت نفسه أثبت أن قضية ايران قبل كل شيء هو معاداة هذا النظام ضد الشعب والمقاومة الايرانية.

ان الجريمة الكبرى في أشرف والهجوم على الأفراد العزل والمحميين تحت الاتفاقيات الدولية تكشف عن خوف النظام من المقاومة المنظمة الصامدة. المقاومة التي تدعو الى جمهورية تعددية وديمقراطية قائمة على فصل الدين عن الدولة والمساواة بين الرجل والمرأة.

في الأول من ايلول/ سبتمبر كل الأدلة التي نمتلكها منها بيانات المسؤولين والوثائق والمستندات الموثقة المصورة تؤكد بوضوح أن الحكومة العراقية ارتكبت وبأمر من الملالي هذه المذبحة في أشرف وأنها هي المسؤولة عن اختطاف 7 من أفراد المقاومة بينهم 6 نساء.

فيما يتعلق بأشرف وليبرتي لا شك أن المسؤولية الرئيسية تتحملها أمريكا والأمم المتحدة اللتان لم تعملا بوظائفهما ونكثتا تعهداتهما الخطية والمتكررة بشأن أمن وسلامة المجاهدين. سكان أشرف انتقلوا الى سجن ليبرتي بعدما وعدت أمريكا والأمم المتحدة بحمايتهم الكاملة ونقلهم السريع الى بلدان ثالثة والآن هم أصبحوا عرضة لأعمال القصف الصاروخية الفتاكة. ولحد الآن قتل في أشرف وليبرتي 112 شخصا وتوفي جراء القيودات الطبية 15 آخر كما اصيب 1200 شخص بجروح.

رغم التعاون التام من قبل السكان مع الأمم المتحدة الا أنه فقد تم نقل أقل من 10 بالمئة الى خارج العراق. ولهذا السبب فان أمن ليبرتي يشكل الأولوية الملحة. اننا نقول للدول التي تتجاهل هذه الضرورة بينما لم تقبل حتى شخص واحد من أشرف سواء من المرضى أو الجرحى : ضعوا حدا لهذا التفرج.

وبما يعود الأمر الى الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي خاصة فرنسا ونظرا الى تأثيرها الدولي الواسع كان بامكانها أن ترغم العراق على احترام تعهداته وكذلك دفع مجلس الأمن الدولي الى هذا الملف الانساني الأساسي في الوقت الذي لم تتخد الدول الأعضاء في الاتحاد الاوربي أي عمل فاعل ومؤثر من أجل اطلاق سراح الرهائن السبعة.

والآن مضى60 يوما حيث يخوض مئات الأشخاص في ليبرتي وجنيف ولندن وبرلين واتاوا وملبورن اضرابا عن الطعام. اني قلقة جدا على سلامتهم.

بينما تعلم الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي والأمم المتحدة جيدا من يحتجز الرهائن. استقبال المالكي في البيت الأبيض خلال الأيام القادمة لن يكون مبعثا للفخر للرئيس الأمريكي. والآن وبعد اصرار الولايات المتحدة على شد يد مجرم فاني أدعو الرئيس اوباما أن يطلب من المالكي أن يطلق سراح الرهائن مباشرة ودون قيد وشرط . عدم قبول هذا المطلب سيعد بمثابة التواطؤ.

نضم صوتنا الى أصوات عدد لا يحصى من البرلمانيين في العالم لمطالبة الولايات المتحدة واروبا والأمم المتحدة بقطع الدعم الاقتصادي وبيع السلاح للعراق طالما لم تفرج هذه الحكومة عن الرهائن وأن يتم نشر فريق ثابت للمراقبين وفريق لقوة ذات القبعات الزرق في ليبرتي.

***

أيها النواب المحترمون ، أيها الأصدقاء الأعزاء!

منذ مجيء روحاني الى السلطة قد تجاوز عدد الاعدامات عن 270 حالة. هذا النظام قد أعدم يوم السبت الماضي وفي مذبحة بشعة 16 سجينا سياسيا ثأرا منهم. هذا النظام بحاجة الى موازنة التظاهر بالاعتدالية على الصعيد الدولي بتنفيذ مجازر في ايران وأشرف لأنه يعيش في خوف مستمر من انتفاضة شعبية.

كما في الوقت نفسه فان لوبيات الملالي في فرنسا يحاولون أن ينمقوا الوجه الاجرامي لهذا النظام ولكي يعرضوا سراب صفقات عقيمة لهذا النظام المفلس كفريسة. ويبدو أنهم اعتبروا أصحاب القرار في هذه الدولة أفرادا سذجا بينما تربت في أحضان هذا البلد شخصيات من أمثال الجنرال دوغول وجان مولن وفرانسوا ميتران وهذه الدولة قادرة على قيادة استراتيجية دولية واحترام القيم الكونية. اني أعتقد أن مبادرة الرئيس هولاند في مالي كانت من هذا النمط.

الديكتاتورية الدينية ترغم على التراجع فقط مقابل اتخاذ سياسة حازمة ولا باتخاذ سياسة المداهنة والمساومة التي شجعت الطغاة على التمادي في غيهم. في الوقت الذي نجد في واشنطن سياسة التردد مقابل الجريمة في سوريا وعملية ابادة في أشرف والقتل في ايران بامكان فرنسا أن تلعب هذا الدور التاريخي.

كما بامكان البرلمانيين أن يحثوا فرنسا على القيام بذلك وأن تكون سباقة في السياسة الدولية في اعتماد الحزم تجاه الديكتاتورية الدينية في ايران وفي المنطقة وأن تقف بجانب الشعوب التي تريد التخلص من شر التطرف.

أشكركم.