رسالة مريم رجوي لمناسبة ذكرى ميلاد السيد المسيح وبداية العام 2014

أيها المواطنون المسيحيون،
يا أنصار مقاومة الشعب الايراني في أرجاء العالم،
يا أتباع عيسى بن مريم الأماجد!
أهنئكم بمناسبة ذكرى الميلاد الميمون لعيسى المسيح رسول الرحمة والحرية وبمناسبة انطلاقة العام الجديد. على أمل أن يكون عام 2014 عاما للسلام والتضامن والسعد لجميع شعوب المنطقة وشعوب العالم وعاما للحرية والديمقراطية لأبناء الشعب الايراني.

عيد الميلاد هو يوم الفرحة والآمل للانسانية المكبلة ؛ يوم البشرى الكبرى لخلاص الانسان. لأنه في هذا اليوم فتح عينه على العالم من وصفه القرآن « وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ» (سورة مريم – 31).
نعم بُعث المسيح من أجل فك الأغلال والسلاسل ولتوعية وتبصير الانسان والحياة الحقيقية.
ولكن هذه البشرى للخلاص كانت تتطلب ثمنا غاليا دفعته مريم العذراء برحب الصدر. ولذلك جاء في القرآن الكريم: «إِذْ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِّنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ» (سورة آل عمران -45).
كما جاء في الانجيل قالت مريم العذراء: «جميع الأجيال ستهنئني» (1)
اذن في ذكرى عيد ميلاد المسيح نعظم صمود امرأة جليلة تمثل مصدر الهام لخلاص بني النوع الانساني وسيما للنساء. ونضم صوتنا الى ابتهالات مسيحيي العالم لنردد :
سلام عليك يا مريم! الله معك، مباركة أنت في النساء ومبارك ابنك عيسى ثمرتك.

أيها المواطنون الأعزاء!
عشية ذكرى عيد الميلاد والعام الميلادي الجديد، صعدت ديكتاتورية الملالي حملات الاعتقال والاضطهاد بحق المسيحيين الايرانيين. ويتم محاكمة أعداد كبيرة من القساوسة بتهمة «الاقدام ضد الأمن الوطني» من قبل النظام الايراني. قادة الكنائس اما يسجنون أو يخضعون للرصد والمراقبة ومختلف المضايقات. فقد اعتقل في العام الماضي في مثل هذه الأيام 50 من أتباع المسيح لمجرد اقامة مراسم لذكرى عيد ميلاد المسيح.
ان مواقف وممارسات الملالي الحاكمين في ايران لا تنسجم أدنى انسجام لا مع الثقافة ولا مع التاريخ ولا مع التقاليد الايرانية ولا مع تعاليم الاسلام الحقيقي. لأنه يؤكد القرآن الكريم لا نفرق بين أحد منهم (أي الرسل). وعلى هذا الأساس اننا «نعد المسيح نبينا ولا نفصل بين رسالة موسى ومحمد» ونعد أتباعهم أخواتنا واخواننا.

في ذكرى عيد ميلاد المسيح نشيد بالصمود الرائع ونثمن العذاب الذي تحمله عيسى بن مريم حيث فتح السبيل على بني النوع الانساني وعلمهم درس التضحية حيث قال : «ما من حبّ أعظم من هذا: أن يضحي الانسان بنفسه في سبيل أحبائه». (2) ونستذكر رسالته التي تقول «كن أمينا حتى الموت وأنا أعطيك إكليل الحياة». (2)

وتأسيا به اعتمد المجاهدون ومناضلو درب الحرية منذ سنوات وهم يحملون الصلبان على أكتفاهم درب الاستبسال والتضحية من أجل الشعب الايراني. ان المقاومة الايرانية تبقى شامخة ومبتهجة وهي تواصل الصمود بكل جهدها وطاقاتها في العام الذي على وشك النهاية في مواجهة ألد أعداء الله والشعب سقط خلالها عشرات من المجاهدين ومناضلي درب الحرية اما بأيدي موثوقة ومصابي الرأس برصاص الرحمة أو تعرضوا للقصف بالصواريخ وقذائف الهاون أو رفعت رؤؤسهم على المشانق. كما وفي هذا العام أكثر من 950 من عناصر هذه المقاومة بدءا من سجن ليبرتي والى جنيف وبرلين وروما وملبورن واستكهولم ولندن واتاوا وواشنطن خاضوا اضرابا استمر حتى عشية عيد الميلاد لمدة 108 أيام.
وفي آخر أسابيع العام الجاري وعشية عيد الميلاد قطعت المحكمة الاسبانية بقرارها الشجاع خطوة أساسية باتجاه تقديم مسؤولي الجريمة ضد الانسانية في أشرف الى العدالة. وهذه كانت بشرى بأن وجدان البشرية المعاصرة لا يبقى متفرجا على آلام ومعاناة بني الانسان وأن العدالة ستنتصر على الظلم والجور في نهاية المطاف.

ولمناسبة عيد الميلاد واطلالة العام الميلادي الجديد أتقدم بالشكر والتقدير على ما أبداه جميع الاساقفة وقادة الكنائس والمسيحيين الكرام في هذا العام من دعم وتضامن مع مجاهدي درب الحرية في أشرف وليبرتي ومع الشعب الايراني المضطهد والسجناء السياسيين في ايران وأناشدهم أن يبتهلوا الى الله لهم في أعياد الميلاد المباركة للسيد المسيح من أجل اطلاق سراح الرهائن الأشرفيين ولجميع السجناء في ايران وللمسيحيين في ايران ودول المنطقة.
على أمل أن يعيش في ايران الغد الديمقراطية وفي جمهورية قائمة على فصل الدين عن الدولة كما جاء في مشروع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية كل أبناء الشعب الايراني – بأي دين وعقيدة – في ظل الحرية والسلام ومسالمين دون أي تمييز يكفلهم القانون.
على أمل أن تشمل ترحم وبركة عيسى بن مريم حياة الشعب الايراني.
سلام على عيسى المسيح!
سلام على مريم العذراء!
هنيئا لجميع المواطنين المسيحيين ذكرى ميلاد المسيح والعام الميلادي الجديد !

ـــــــــــــــ
1 ـ لوقا (48:1)
2 ـ يوحنا (15: 13)
3- رؤيا يوحنا(10:2)