خطاب مريم رجوي لمؤتمر برلين بمناسبة تخليد ذكرى شهداء مجزرة عام 1988
أيها السادة والسيدات الكرام من الشخصيات الحاضرة في المؤتمر
يا حماة وأنصار المقاومة الايرانية في ألمانيا
أيها المواطنون الأعزاء
أحييكم جميعاً
في الذكرى السابعة والعشرين من مذبحة 30 ألفا من السجناء السياسيين، نستذكر اولئك النساء والرجال الأبطال الذين يمثلون أسوة وضاءة للصمود بوجه الفاشية الدينية.
في عام 1988 أصدر خميني الجلاد وبعد تجرعه كأس سم وقف إطلاق النار، فتوى تقضي بإبادة جماعية للسجناء المجاهدين والمناضلين على شكل مجاميع كون هؤلاء الأبطال أبوا الاستسلام أمام الديكتاتورية الدينية فتحدوا وسطروا ملحمة كبيرة في تاريخ إيران.
ان شعوب العالم وبمشاهدتهم صور جرائم تنظيم داعش اليوم يشمئزون من سفاحية الرجعية الدينية فيما كان خميني الجلاد هو الذي قد أس حجر الأساس لهذه البربرية قبل ثلاثة عقود وذلك بإبادته آلافا مؤلفة من الشباب الإيرانيين وبإصداره أحكامه الجنونية.
في حينه كان خامنئي الولي الفقيه الحالي يتولى منصب رئاسة النظام وكان يقول بشأن هذه المجزرة: «نحن نعدم ولا نمزح أحدا في هذه المسألة». كما وفي حينه كان الملا روحاني الرئيس الحالي للنظام يعمل كنائب للقائد العام للقوات المسلحة أي كان أحد كبار المسؤولين في الحكم. كما كان وزير العدل الحالي في حكومة روحاني أحد أعضاء «لجنة الموت» التي كانت تصدر أحكام الإعدامات.
وخلال هذه السنوات، لم يتورع الملالي الحاكمون في إيران عن ارتكاب أية فعلة لكي يزيلوا معالم هذه الجريمة الكبرى. إلا أنه من المستحيل محو هذه الواقعة الكبيرة من تأريخ إيران. إن غليان الدماء بقي يعمل كمصدر إلهام للنضال والانتفاضة لدى الشباب الايرانيين لقلب عروش الاضطهاد والجور.
أيها الأصدقاء الأعزاء
بعد ثلاثة أيام، يقترن الأول من ايلول/سبتمبر بالذكرى الثانية لمجزرة أشرف واستشهاد 52 مجاهدا أشرفيا شامخا على أيدي عناصر وعملاء النظام الايراني في العراق ويا للاقتران الرائع.
إن الاعتداء على أشرف جاء رغم التوافق الرباعي بين سكان أشرف والحكومة الأميركية والأمم المتحدة والحكومة العراقية حيث بقي بموجبه مئة من المجاهدين في أشرف حتى يتم حسم قضية أموال أشرف نهائيا ولم يحدد له أي سقف زمني في هذا المجال. لكنه وكما تبين في وقت لاحق أن خامنئي المجرم اضطر بالضبط في تلك الأيام تحت وطأة الضغوط الاجتماعية المتزايدة إلى الجلوس خلف طاولة المفاوضات مع الغرب حول البرنامج النووي ولذلك ومن أجل إبعاد خطر إسقاطه قد استهدف قبل كل شيء خصمه الرئيسي فأصدر أمره للمالكي أداته الطيعة لشن هجوم على أشرف وعملية إبادة جماعية ضد المجاهدين الأشرفيين.
إن المجاهدين الأبطال الـ52 الذين سقطوا شهداء جراء هذا الاعتداء الوحشي قد كفلوا بدمائهم بلوغ صمود أشرف ذروته وأحبطوا طلسم اليأس والاستسلام مصرين على الوفاء بعهدهم على الحرية ودحروا بتحديهم البطولي مؤامرات العدو وفضحوا مكره. وهكذا ترجموا عمليا معنى القلعة الاستراتيجية للنضال ومصدر الإلهام وروح الاندفاع لدى الشعب الايراني ونثروا بذور ألف أشرف في أرجاء الوطن.
بعد عام من تلك المجزرة أي في آب / أغسطس 2014 سقط المالكي الأداة الطيعة للملالي والعامل التنفيذي للمجزرة والإعدام الجماعي للمجاهدين، وكان سقوطه ضربة استراتيجية لنظام ولاية الفقيه. ولم يتوان نظام الملالي من بذل الجهود حتى آخر يوم لحفظ المالكي على السلطة. ونرى هذه الأيام كيف يطالب العراقيون في مظاهراتهم اليومية بمحاكمة المالكي لارتكاب كل جرائمه.
الواقع أن نظام ولاية الفقيه مهما لجأ إلى ممارسة التعذيب والإعدام والكبت داخل إيران وتصدير الإرهاب والحرب في المنطقة، فمن المستحيل أن يتخلص من أزمة السقوط. لأن بحرا من دماء خيرة أبناء الوطن المجاهدين والمناضلين قد جعل هذا النظام هشا وغير شرعي دون رجعة.
وهذا عهد كبير على المقاومة الايرانية أن تحقق الانتصار لقضية هؤلاء الشهداء.
وكما قال مسعود رجوي قائد المقاومة في رسالته الأخيرة: ان الشعب الايراني لا يرضى لشيء أقل منإاسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق الحرية والسلطة الشعبية.
إن إسقاط الخلافة الرجعية وإجراء انتخابات حرة وصياغة الدستور لجمهورية جديدة في المجلس التأسيسي والتشريعي الوطني من حق الشعب الايراني المؤكد.
التحية لكل الشهداء الذين سقطوا في المجازر
التحية لكم جميعا.