مريم رجوي: قلوبنا اليوم مع الشعب الفرنسي
انني أناشد هنا جميع المسلمين وجميع رجال الدين من السنة والشيعة بادانة هذه الجريمة بقوة وبالوقوف بوجه التطرف تحت اسم الإسلام وأن لا يسمحوا كي تنسب ممارسات هولاء الارهابيين المجرمين إلى الإسلام والمسلمين
نيابة عن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من أجل الحرية والديمقراطية، أدين بقوة الهجمات الارهابية وارتكاب المجازر بحق المواطنين العزّل في باريس. انني اعتبر هذه الجريمة بأنها جريمة ضد الإنسانية، واتقدم بالتعازي لرئيس الجمهورية وللحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي. وأعرب عن مؤاساتي مع الشعب الفرنسي وخاصة مع عوائل الضحايا..
ان ابناء الشعب الإيراني الذين عاشوا طيلة 37 عاماً تحت نير دكتاتورية الملالي الدينية الارهابية، عرّاب داعش، يشعرون في أعماق مشاعرهم بمرارة وألم هذه الجرائم، ويلمسون مشاعر الشعب الفرنسي في هذه اللحظات العصيبة كاملة ويعربون عن مؤاساتهم معكم.
شعبنا الذي فقد قبل اسبوعين 24 من خيرة ابنائه العزّل الآمنيين من جراء الهجوم الصاروخي لعناصر تابعين لهذا النظام على مخيم ليبرتي في العراق.
لقد اصيبت اليوم الضمائر البشرية بصدمة وبعدم التصديق والحيرة، وتتساءل كيف يمكن ارتكاب مثل هذه الجريمة باسم الله وباسم الدين. إن التطرف الديني تحت اسم الإسلام سواء أكان برداء الشيعة وولاية الفقيه او برداء السنة وداعش وجرائمه المعادية للإنسانية لا يمت باية صلة بالإسلام. كما يجب أن نفصل بين الفاشية الدينية الحاكمة في إيران والجرائم التي ترتكبها، ومنها 120 ألف اعدام سياسي وعمليات خطف الرهائن وتصدير الإرهاب من الارجنتين إلى الدول الاوروبية وإلى الشرق الاوسط والدول الآسيوية والافريقية، وبين الإسلام والشعب الإيراني. ان مثل هذه الرؤية والخطاب ضروريان من أجل عزل التطرف والارهاب تحت غطاء الإسلام. هذه الظاهرة المشؤومة هي عدوّة للسلام وللإنسانية اينما كانت.
ومن هذا المنطلق، انني أناشد هنا جميع المسلمين وجميع رجال الدين من السنة والشيعة بادانة هذه الجريمة بقوة وبالوقوف بوجه التطرف تحت اسم الإسلام وأن لا يسمحوا كي تنسب ممارسات هولاء الارهابيين المجرمين إلى الإسلام والمسلمين.
إن نظام بشارالأسد وسنده الرئيسي النظام الحاكم في إيران بارتكابهما المذابح بحق 300 ألف من المواطنين السوريين وتشريد اكثرمن نصف سكّان سوريا، يشكلان المصدر الرئيسي في ايصال العون والمعون لداعش سياسيا واجتماعيا. وكلّما تستمرالدكتاتورية المدعومة من قبل الفاشية الدينية الحاكمة في إيران بالحكم في دمشق، كلّما يستمر داعش بحياته ويتواصل تصديرحمامات الدم من الشرق الاوسط إلى اوروبا.
من جهة اخرى إن الملالي الحاكمين في إيران الذين يجدون انفسهم رابحون من مثل هذه الجرائم، يحاولون بوقاحة غير متناهية إلقاء اللوم على فرنسا في هذا الهجوم ويقولون أنها هي المقصرّة. وحسب ما جاء اليوم في وكالة الانباء الرسمية لقوات القدس يطالبون فرنسا أن تتراجع بعد مذابح 13 نوفمبر عن موقفها الحاسم ضد دكتاتورية الأسد، وبدلا من ذلك يطالبون فرنسا أن تتجه نحو ” التنسيق مع الدول الإسلامية”، اي مع نظام الملالي الحاكمين في إيران.
في ظروف كهذه، فان الاصرار والصرامة والتاكيد على اسقاط بشار الاسد وحل الأزمة السورية التي كانت فرنسا تطالب بها دائماً، يصبح ضروريا اكثر من ذي قبل. وقد اثبتت التجربة بان لغة الحسم حيال الإرهابيين هو انجع الطرق، والطريقة الوحيدة القويمة والمبدئية.
مع تقديم خالص مراتب المؤاساة مع الشعب الفرنسي المغدور، والدعاء من باطن قلبي للشفاء العاجل للجرحي.
- الوسوم:الاستبداد الديني, باريس, تضامن, تطرف