• الصفحة الرئيسية / نشاطات / كلمة مريم رجوي في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء الحسين(ع): عاشوراء، سنة في غاية الفداء دون طلب الأجر
10 نوفمبر 2014

كلمة مريم رجوي في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء الحسين(ع): عاشوراء، سنة في غاية الفداء دون طلب الأجر

Catégories // الاحداث // نشاطات

كلمة مريم رجوي في مراسم إحياء ذكرى عاشوراء الحسين(ع): عاشوراء، سنة في غاية الفداء دون طلب الأجر

يعتبر إحياؤكم ذكرى عاشوراء الحسين (ع) في أرض الإمام الحسين عليه السلام وفي كل مكان بإيران والعالم عزما عقدتموه في النضال ضد يزيد العصر أي الملالي السفاحين والمعادين للدين ممن يطلقون طلقات الرحمة ويعتدون برش الحامض، الملالي المعتدين على حقوق النساء والفتيات، الملالي الأشقياء الذين يعدمون الشباب الإيرانيين يوميا على هيئة مجموعات دون خوف من الله.

وطغوا على الشعب السوري بحرب مستمرة على مدار الساعة حيث تمخضت لحد الآن عن سقوط 200ألف من المواطنين السوريين الأبرياء شهداء كما يثيرون كل يوم ثمة فتنة جديدة. كما طغوا على الشعب العراقي بحرب طائفية كبيرة تتواصل منذ سنوات؛ وهي الحرب التي نجمت عنها مجزرة قاسية طالت الشعب العراقي وتدمير هذا البلد.

وتسبب ما قام به الملالي السفاحون والظالمون والمعادون للدين والطغاة الموالون لهم في المنطقة وفي كل من العراق وسوريا في ظهور ظاهرة داعش ممن يعدون كلهم عارا وخيانة في حق الإسلام الحسيني (ع).
فلعن الله جميعهم قاطبة حيث يتبعون هكذا سبيل يزيد. وتحية من عندالله لكم من تسلكون سبيل الحسين (ع) والسيدة زينب الكبرى (س).

أخواتي وإخواني الأعزاء!
نعظّم عاشوراء الحسين (ع) ونحيي ذكرى هذا الموعد التأريخي للنضال من أجل الحرية بتجديد العهد مع إمامنا سيد الشهداء الحسين (ع) ونحيّي الثوار والرواد الذين ضحوا بأنفسهم جيلا بعد جيل على مر التأريخ وكانوا يناضلون في جبتهته وفي مقدمة المظلومين والمضطهدين؛ بدءا من أصحاب الحسين الشهداء الـ72 المقاتلين في يوم عاشوراء حتى الأبطال الشهداء الـ52 الذين ضحوا بأنفسهم في ملحمة أشرف.
إذن، السلام على الحسين، الرمز الخالد لقضية المجاهدين.
السلام عليك يا أبا عبدالله.
السلام عليكم يا ثار الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك.
عليكم مني سلام الله أبدا ما بقيت وبقي الليل والنهار.
فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك.
ولعن الله أمة قتلتكم. ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم. برئت إلى الله وإليكم منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم.
ولعن الله ولعن الشعب من قتلكم ولعن الله ولعن الشعب من أخذوكم أسرى واحتجزوكم. ولعن الله ولعن الشعب الجلاوزة الحاكمين في إيران من يعدمون أبناء كردستان والعرب وبلوشستان وكل أرجاء إيران وذلك في هيئة مجموعات؛ من يعتدون على بناتنا وأخواتنا برش الأسيد على أعينهن ووجوههن ويعدمون الفتيات الإيرانيات الباسلات بجريمة دفاعهن عن أنفسهن.
وقال الحسين (ع): «كل حي سالك سبيلي». ومن يبحث عن الحياة الحقيقيه لا بد له من أن يسلك سبيله كما يقتدي به كل من يناضل ضد عناصر التدمير وأعداء الحياة ومن يعمل على تحطيم الحواجز وإضاءة الظلمات في تأريخ حياة البشر.
إننا قد سلكنا سبيله ونهضنا في وجه الوحشية والجبر والظلم واللاعدالة والقذارة والانحطاط.
وقد انبثقت العناصر الرئيسية لعقائد وتقاليد حركتنا من حركة ورسالة سيد الشهداء، في صرخة هيهات منا الذلة التي طهرت هذه الحركة من أي نوع من أنواع الذلة والضعف والرضوخ أمام أقذر استبداد في عالمنا اليوم وفي رؤيته العميقة للحياة الحقيقية المتمثلة بـ «إنما الحياة عقيدة وجهاد». فوجدنا وتعلمنا هذه الرؤية العميقة للحياة الحقيقية من الإمام الحسين عليه السلام. وهي عقيدة وقضية عندما توجه نضالا بطوليا فتغير عالما. ولقد استلهم مجاهدو خلق خلال هذا النضال من عاشوراء الحسين (ع) فأسسوا وثبتوا قيما مضيئة في هيئة أسس ثابتة وخالدة في نضال وثقافة وتأريخ إيران.
وفي الحقيقة ما هي فلسفة عاشوراء وسبيل الحسين (ع) حيث استلهم منه مجاهدي خلق؟ غاية الفداء دون كسب الأجر.
ويعتبر الحسين (ع) مؤسسا للضياء الخالد ومثالا ودليلا لغاية الفداء لإبقاء سنة وقضية الفداء دون كسب الأجر والنتيجة في اللحظة . انه كان مثالا لهكذا نهجا وقضية. فلذلك تمكن من أن يشق دربا في التأريخ بحيث أنه ظل يلهم الصمود والنضال ضد الظلم والاضطهاد والاستبداد والرجعية والاستغلال طوال الـ14 قرنا الماضية؛ نهجا وحلا لتصدي الظلم والاضطهاد في غاية الفداء وذلك أمام حلول قليلة الثمن أو بدون ثمن أو حلولا توصي أنه من الممكن التسامح مع الظلمة والقتلة والمستبدين وذلك بحجج منها: ليست موازنة القوى مواتية في هذا العصر ولم يعد يمكن القيام بعمل والأمر خارج عن طاقاتنا وقدراتنا ولم تتوفر الظروف بعد والآلاف من الحجج والمعاذير… .
أجل، يفتخر سالكو سبيل الحسين (ع) في هذا العصر أي مجاهدي خلق بأنهم تمكنوا من أن يخطوا خطوة في هذا السبيل الرائع كما هم في غاية الاعتزاز بأنهم لم يتنازلوا ولو للحظة عن سبيل الحسين (ع) والسيدة زينب (س) وهم يتبعون قائدهم العقائدي في هذا العصر؛ القائد الذي كان أول من اختار راية هيهات منا الذلة للإمام الحسين (ع) ورفعه، فربّى وعلّم أجيالا سبيل الحسين (ع) ليقدروا على النهوض والوقوف في وجه أشد أنظمة الاستبداد قساوة وجبرا وهمجية وسفكا للدماء والذي شهده التأريخ منذ فجره وهو يعتبر أسوا من داعش لمئة ضعف وعراب داعش، ولا يتنازلون وإنما يقاومون ويصمدون ويهزون قصور الظلمة فيسقطونها.

ولقد ربّى قائد المقاومة مسعود رجوي خلال هذه السنوات أجيالا بحيث أنهم أصبحوا الآن أساتذة لهذا النهج. فلذلك يخاف هذا العدو من زمرة يزيد والدكتاتورية الدينية والملالي المجرمين والسفاحين والملالي الذين يعتدون برش الحامض ويطلقون طلقات الرحمة والملالي الذين يعذبون النساء وحتى الحوامل منهن، من هذا الجيل ومن هؤلاء الفرسان وتأخذهم الرجفة ولا يتخلصون منهم؛ كون هذا الجيل وفرسانه ومناضلوه يستلهمون ويتزودون بمعنوياتهم عن عاشوراء فيحولون كل مكان إلى ساحة للقتال والمعركة ويحطمون كل حاجز مهما كلف الثمن فلذلك ورغم دفعهم ثمنا باهظا ودماء غزيرة إلا أنهم يجتازون جميع ما اعترضهم من الفتن والبلايا والإصابات والملاحم غير متنازلين عن السبيل الذي سلكوه وقضيتهم ونضالهم ضد العدو المعادي للإنسانية فيرهقون العدو ويجعلونه حقيرا وذليلا ومرهقا، كما يفرحون أصدقاء ومحبي الحرية والخلاص ويصبحون لهم قدوة كما يصبحون للمواطنين الإيرانيين المضطهدين ممن عانوا الأمرين، مصدرا للأمل والإلهام والحماس والنضال.
ويثمنون هؤلاء ميثاقهم للوفاء مع زعيمهم العقائدي فهكذا تحولوا إلى تنظيم ومنظمة وحركة يحطمون كل الحواجزو يشقون الطريق قدما إلى الأمام بكل حماس ودوافع وبالفداء ودفع الثمن وهم مؤمنون بنضالهم العقائدي.
تحية لكم يا سالكي درب الحسين (ع) وتحية لكم يا من رفعتم راية السيدة زينب (س) السيدة العظيمة لعاشوراء.
وإذ استلهم مجاهدو خلق من عاشوراء الحسين (ع) و سطروا قيما مضيئة وخالدة في نضال وثقافة وتأريخ إيران قيما وفضائل نظير الفداء والإخلاص والصدق والمقاومة مهما كان ثمنها والإيفاء بالوعد وعدم الاستسلام وعدم الرضوخ لموازنة القوى الظاهرية والكف عن العيش والأهل والعائلة من أجل قضية الحرية والشعور بالمسؤولية اللامتناهية ونكران الطموحات وذلك دون كسب أجر.
أجل، يستوجب الصراع مع غول القمع والظلم، انتهاج هكذا نهجا حيث يولد حيوية ونشاطا للحركة في نضال صعب ومعقد غير متناهيين وتزيد وتقوم قوتها وتضمن انتصارها.

ولا يمكن أن يتصور طريق آخر أمام فاشية ولاية الفقية سوى نضال قائم على غاية الفداء والتضحية وكما قال قائد المقاومة مسعود «عندما يعربد الغول، عندما لا يلتزم الجلاد بأي وازع، فتعد كلمة الفداء سر البقاء والاعتلاء».
وليست مزاعم قاضية بالاعتدال في هذا النظام سوى دعايات مثيرة للسخرية. ويعد كل من تشديد ممارسة القمع وارتكاب الجرائم منها إعدام أكثر من ألف سجين شنقا منذ انتخاب الملا روحاني، الاعتدال في هذا النظام. ويل للحاكمين المتاجرين بدين الله في إيران! وتكره روح الإسلام ودين الرحمة والحرية للنبي (ص) بربرية الخميني والخامنئي في حق الشعب الإيراني خاصة النساء الإيرانيات. وناهيك عن الإسلام، أيان الفقه الرجعي المزعوم لهم يأمر برش الحامض وحرق أعين ووجوه النساء كعقاب لعدم الالتزام بقوانين التحجب القسري؟
ويعد القانون المسمى بالدفاع عن الآمرين بالمعروف وكذلك قانون القصاص المعادي للبشرية وقانون العقاب المعادي للإسلام وجميع القوانين التي ينفذها هذا النظام تحت يافطة الإسلام وذلك من أجل حفظ ولاية الفقيه، معاداة لدين الله الحنيف جملة وتفصيلا. كما يعد اليوم كل من الانتفاضة والقتال للإطاحة بولاية الفقيه، الأمر بالمعروف نفسه حيث نهض وانتفض وبناء عليه الحسين بن علي (ع) في وجه حكومة يزيد. ولا يعد اليوم منكرا أقبح وأظلم وأكثر تدميرا من سلطة ولاية الفقيه. ولا بد من ازالة هذا المنكر الأعظم، وسيتحقق ذلك بعزم الشعب الإيراني وأبنائهم المجاهدين والمناضلين.

أخواتي وإخواني الأعزاء،
يظهر المجلس المركزي لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية الذي تأسس الشهر الماضي ويضم ألف امرأة مجاهدة رائدة عزم هذه المقاومة للنضال لمئة ضعف حيث يتبع نفس السبيل والقضية اللذين تؤكد عليهما رسالة عاشوراء الحسين (ع).
وكانت الـ21 عاما الماضية التي تعتبر من أكثر الأدوار التأريخية حافلة بالفتن و الخطوب والقضايا المعقدة في الشرق الأوسط، تعد عهدا لشعور النساء الإيرانيات الرائدات بالمسؤولية في أكبر حركة للمقاومة شهدها تأريخ إيران حيث اجتزن هذه الفتنة بكل جدارة وكفاءة. كما قادت هؤلاء النساء الرائدات أكثر من عقد من الصمود في أشرف الذي يعتبر فخرا لتأريخ إيران نيلا للحرية.
والآن جعل المجلس المركزي لمجاهدي خلق المرأة الإيرانية في منزلة لقوة محررة ومنقذة لإيران والإيرانيين وذلك في وجه النظام الذي ليس لا يهدم الحريات وحقوق المرأة الإيرانية فحسب، وإنما يهدم نفسها وحياتها عبر جرائم يرتكبها في حقهن نظير الاعتداء عليهن برش الحامض.
وجاء إمامنا العظيم الحسين (ع) بقوة العقيدة والإيمان إلى الساحة كما تولت السيدة زينب (س) قيادة الحركة بعد استشهاده في أصعب وأكثر الظروف تعقيدا. فتثير المرأة المجاهدة الرائدة في المجلس المركزي لمنظمة مجاهدي خلق وبالتأسي بهما نضالا قائما على قضية مخلصة، كون نضال النساء يحبط ولاية الفقيه والرجعية المقارعة للنساء والحاكمة في إيران.

كما يبشر تشكيل هذا المجلس نفسه بالإخلاص ويعد دعوة إلى جميع النساء الإيرانيات للحصول على الحرية والمساواة، كونه استهدف السلاسل السميكة للاستغلال ونسيان الذات في النظام الذي رضخ لسيطرة الذكور.
وفي نفس الوقت وكون حضور النساء في المجلس المركزي لمجاهدي خلق عاريا من أي توقع وخاليا من شوائب شخصية _ولا بد من أن يكون هكذا_ يعد ذلك نموذجا مضيئا من نكران الطموحات والرغبة في الوصول إلى المناصب اللذين جعلا اليوم الأنظمة السياسية في العالم منحطة؛ كما يعد نموذجا ومثالا لعلاقات عارية من الاستغلال والتمييز والتحقير حيث يحتاج إليها تقدم المجتمع البشري في هذا العصر.
وألخص الكلام: يعد إشعال لهيب النضال ضد الجلاوزة والقتلة ومغتصبي حق الشعب الإيراني للسلطة، رسالة هذا التطور أي تشكيل المجلس المركزي لمجاهدي خلق بمشاركة ألف امرأة رائدة.

وتتخذ النساء المجاهدات من السيدة زينب (س) وخاصة قيادتها حركة عاشوراء بعد استشهاد الإمام الحسين (ع) قدوة لهن لتوليهن هذه الأمانة العظيمة. وإذا راجعنا أحداث يوم عاشوراء وما وقعت من أحداث بعده فيعجبنا صمود وثبات السيدة زينب (س)، خاصة وإنها كانت تقود حركة لم تكن تعيش ظروفا عادية وإنما كانت تمر بأيام بعيد استشهاد الحسين (ع) أي في فترة ما يسمى بالهزيمة والمصيبة. إلا أن السيدة زينب (س) لم تكن ترى هذه الملحمة كارثة وهزيمة. لأنها كانت قد أعدت نفسها ومنذ اليوم الأول لهذه الانتفاضة دون أن تتوقع الانتصار وكانت تعتبر مسؤوليتها تحقيق هدف عال للغاية.

وكما تعرفون أن السيدة زينب (س) قد طلقت نفسها قبل أن تغادر المدينة (المنورة) باتجاه كربلاء مع الإمام الحسين (ع). وكان زوجها عبدالله جعفر، ابن عم الإمام الحسين (ع) جعفر الطيّار حيث كانت قد مضت 40عاما من حياتهما المشتركة. إلا أن السيدة زينب (س) كانت تدرك أهمية المسؤولية التي كانت تتحملها واتخذت وبكل شجاعة هذا القرار وهي كانت في الـ55 من عمرها.
الحقيقة، أن عاشوراء هي حكاية الإنسان بشكل ملخص ومكثف. الإنسان الواعي والمسؤول وصاحب الاختيار. وعندما لا ترى موازنة القوى الظاهرية أي بصيص لأي انتفاضة من أجل الانتصار وعندما يخضع العالم للواقع الموجود أي السلطات القائمة والعلاقات القذرة الحاكمة، فيبرز ويلعب الإنسان في خضم هذه الظروف وبكل ما تحمله الكلمة من المعنى الحقيقي وفي منتهى ميزاته الإلهية وبالتأسي برمز كالحسين (ع) ،دوره التأريخي.
وقبل 33عاما وفي صيف عام 1981 حيث كان الخميني ولاجوردي يعدمان مجاهدي خلق في مجموعات تبلغ العشرات والمئات، فرفعت الشهيدة «أشرف» من جديد صرخة السيدة زينب (س) في محكمة يزيد: «وسنأخذ منك بالثأر» وحلفت اليمين: «نقسم بدماء شبابنا الشهداء كفاطمة مصباح… بالفجر الذي يلتحق فيه الأسرى بموكبة الشهداء وبالعيون المعقودة بالطريق للأطفال اليتامى، فلن نتنازل حتى نترنم أنشودة الفتح والانتصار في آذان أطفال هذه البلاد موقنين بأن النصر حليفنا في هذا الدرب»…
كما هتف رائدنا «موسى» قبل 35عاما في ذكرى عاشوراء «يا حسين، يا سيد الشهداء، إننا نحلف بك اليمين أن ننقل رسالتك حيثما وجد إنسان مظلوم بأن ”هيهات منا الذلة“».

وكان محمد حنيف نجاد يردد عبارات من الإمام الحسين (ع) كما كتب وهو على عتبة الاستشهاد في وصيته هذا الكلام المنقول عن الإمام الحسين بن علي (ع) بأنه ما اولهني الي اسلافي اشتياق يعقوب الي يوسف. وتوجه قائد المقاومة مسعود قبل 27عاما وعند نزوله إلى العراق لزيارة سيد الشهداء وصرخ هل من ناصر ينصرني وهو جنب ضريحه المطهر (ع).
والآن لقد تجلت المواثيق والدعوات ذاتها في صمود المجاهدين في درب الحرية مما أثار دهشة واهتمام الشعب الإيراني والكثيرين في العام لهم. وجسّد أشرف في كل من 28 و29تموز/ يوليو 2009 و8نيسان/ أبريل 2011 وخاصة في ملحمة 1أيلول/ سبتمبر 2013 وبصفوف من شهدائه ومناضليه الفدائيين، رسائل وعبارات الحسين (ع) كـ: صبرا بني الكرام!
كما جسّد المجاهدون الأشرفيون من سلكوا سبيل الحسين (ع) شعار «هيهات منا الذلة» في وجه ورثة شمر وخولي وابن زياد وعمروسعد وحرملة في العراق واتبعوا قائدهم التأريخي يمين الوفاء والإيمان أبا الفضل العباس إذ قال:
والله إن قطعتموا یمیني، إنی أحامی أبدا عن دینی
ونعود لنرى ملحمة أشرف الحمراء؛ وكم من لوحة رائعة خلقها التأريخ: حيث الشجاعة والبسالة في غايتهما المدهشة والمعنويات المفعمة بالحيوية وغاية الحماس والتضحية وإيمان مضيء ومعركة عارية من أي طلب من الأجر وذلك حتى الرمق الأخير.
ويعد ذلك، لوحة رائعة مستلهمة من عاشوراء حيث يحيي نضال وصمود أصحاب الحسين بن علي (ع) من جديد، كما يحيي المجتمع المنكوب بالظلم والاضطهاد. ملحمة بصفوف من الفرسان والمناضلين، بدءا من زهرة وكيتي العزيزتين عليّ والى الإخوان والأخوات أجمعين.
وكانت أختي العزيزة زهرة التي كانت تقود هذه المعركة، قد كتبت تقول: «ايمانا بالتغييرات التي طرأت على المرحلة ولكون هذا النضال الرائع المستمر في جميع المجالات بكل من ليبرتي وأشرف كالنضال من أجل الإطاحة بالنظام، وأنا أحلف اليمين بأننا نقطع أوصال هذا النظام».
ولا تسمح لي الفرصة لأتحدث هنا عنهم فردا فردا وأذكر مراحل عما سطروه بعزائمهم وهممهم ومواثيقهم مما يقدم صورا مضيئة عما يفتخر به هذا الدرب وهذه القضية وهذه المقاومة التأريخية ويزيد وبدرجة عالية عزيمتنا وهممنا ومواثيقنا فردا فردا لمواصلة هذا الدرب وإعلاء راية الضياء الخالد.
أجل، ها هي ملحمة عدم تخاذل الإنسان أمام الظلم والاستبداد؛ ملحمة الإنسان المؤمن بقضيته وصاحب الاختيار، فنهض وخاض المعركة من أجل الحرية والمساواة وذلك ببذله الغالي والرخيص.

وهنا نحن اليوم نحلف اليمين لنجدد عهدنا مع الرسول الخالد للحرية الإمام الحسين بن علي (ع) والأسوة النبيلة للنساء المؤمنات الثوريات السيدة زينب (س). نحلف اليمين بأننا نتأسى بدربهم ونهجهم أي «المقاومة مهما كلف الثمن» لنطهّر إيران من دنس حكومة الجور والظلم والجريمة لولاية الفقيه وكل ما تحمله من القذارة والرجس.
ولقد خضنا نحن الدرب الذي خاضه الإمام حسين (ع) في عاشوراء أي النضال والتضحية دون طلب الأجر، ولا يشكل الحصول على السلطة _مهما كلف الثمن_ هدفنا وإنما يعتبر ضمانا لحرية لشعبنا الأسير هو هدفنا _مهما كلف الثمن_ ونضحي بكل غال ورخيص وبحياتنا في هذا الدرب.
فنبتهل إلى الله بنفس العبارات والأدعية التي دعا بها الله الحسين بن علي (ع) في يوم عاشوراء:
اللّهُمَّ اَنْتَ ثِقَتي في كُلِّ كَرْبٍ وَرَجائِي في كُلِّ شِدَّة
وَاَنْتَ لي في كُلِّ اَمْرٍ نَزَلَ بي ثِقَةٌ وَعُدَّة
كَمْ مِن هَمٍ يَضْعُفُ مِنهُ الفُؤاد وَيَقِلُّ فِيهِ الحِيَل وَيَخْذُلُ فِيهِ الصَّديق وَيَشمَتُ فِيهِ العَدوُّ اَنْزَلتُهُ بِك وَشَكَوتُهُ اِلَيْك رَغبَةً مِنّي اِلَيْك عَمَّنْ سِواكَ فَفَرَّجْتَهُ وَكَشَفتَهُ وَاَنْتَ وَليُّ كُلِّ نِعْمَةٍ وَصَاحِبُ كُلِّ حَسَنَةٍ وَمُنْتَهىٍّ كُلِّ رَغبَة
اللهم إننا نبتهل إليك وندعوك إلى نصرة شعبنا الأسير لتحقيق الحرية والخلاص.

يا عظيم، يتضور مواطنونا الضائقون ذرعا تحت القمع والاستبداد والفقر والإدمان، قرّب يوم تخليصهم من شر كل هذه القساوة والجرائم.
وانصر روادهم أي المجاهدين السالكين على دربك وزوّدهم بثبات وانسجام وقوة أكثر ليحققوا مسؤوليتهم في إقامة الحرية والديمقراطية في إيران.
اللهم، لقد حلف اليمين هؤلاء المجاهدون بمواثيقهم الحماسية هذه مع سيد الأحرار (ع) والسيدة زينب (س) ومواثيقهم مع قائدهم الايماني، أن يجتثوا الظلم والاضطهاد ويسقطوا قصور الظلمة؛ فانصرهم لتقرّ أعين الشعب المضطهد بالحرية والخلاص.
آمين، يا رب العالمين.

تابعونا

مريم رجوي

President-elect of the National Council of Resistance of Iran

رئيسة الجمهورية المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية لفترة انتقال السلطة إلى الشعب الإيراني

المزید