انتفاضة نوفمبر 2019 المشتعلة والمضرجة بالدماء، نار لن تخمد
کلمة مريم رجوي في ختام تجمع تاريخي لـ ألف سجين سياسي في النظام البائد والنظام الحالي في أشرف الثالث – 14 نوفمبر 2021
الإخوة والأخوات الأعزاء والمواطنين الكرام،
في ليلة الذكرى الثانية لانتفاضة تشرين الثاني / نوفمبر العظيمة التی هزّت نظام الملالي، نحيي شهداء هذه الانتفاضة، ونحیي 30 ألف سجين سياسي ضحایا مجزرة 1988، والرحمة والخلود لجميع الشهداء الأبطال في هذه العقود الأربعة.
انتفاضة نوفمبر 2019، انتفاضة مشتعلة مضرجة بالدماٰء، انتفاضة تحوّلت إلی حمام دم، نار لا تخمد ولن تنطفئ، ینتفض من جدید في الشوارع والازقة والممرات وفي حقول القصب 1500 شاب ومراهق استشهدوا بوابل من العیارات الناریة، تنتفض هذه المرة علی شاکلة جيش جماهیری غفیر لمواصلة الکفاح من خلال تنظیم انتفاضات أقوى، من أجل محاسبة جميع آمري المجازر ومرتكبيها حتى الإطاحة بالاستبداد الديني الحاكم في إيران.
تجمع ألف مجاهد من السجناء السياسين السابقين
الاحتفاء بانتفاضة نوفمبر2019 في تجمعكم اليوم، تجمع ألف سجين سياسي في النظام البائد والنظام الحالي، يحمل رسالة خاصة. رسالتكم هي التقاضي على دماء شهداء مجزرة 1988 والقيام بانتفاضة لإسقاط نظام الملالي. من ممرات الموت إلى شوارع طهران وتبريز والأهواز واصفهان، حتى تحرير إيران برمتها لن يتنازل مجاهدوخلق عن هذا الهدف.
وکما یقول مسعود رجوي زعيم المقاومة الإيرانية، إنكم في طليعة 500 الف سجين تعرضوا للتعذیب.
وها انتم رفعتم عالیٌا راية الدفاع عن دمائهم ومعاناتهم،
لقد أحيیتم ذكرى ثلاثين ألف الوردة حمراء لحركة المقاومة والحرية.
نعم، أنتم صوت شهداء المجزرة، وسالكو درب هؤلاء مجاهدي خلق الذين كانوا متمسكين بمواقفهم وأنتم منتفضون ليوم العدالة العظيم للشعب وإسقاط النظام.
إن شهاداتكم خلال جلسات المحاكمة لأحد الجلادین في مجزرة الإبادة الجماعية سواء في السويد أو ألبانيا – هي إنجاز لحملة المقاضاة.
وتم نقل جلسات المحكمة من ستوكهولم إلى مدینة « دورس» الالبانیة بسبب أهمية هذه الشهادات. وبشأن دوركم، قال رئيس محكمة ستوكهولم: «حسب المعلومات والأدلة المتوفرة، فهم حاسمون في التحقيق في هذا الملف».
نعم، خطوة حاسمة، هذا ملخص لدور مجاهدي خلق في أكثر من أربعة عقود من النضال ضد الاستبداد الديني.
بتعبير آخر ان عملكم هذا يعني أن الملالي لم يعد بإمكانهم إخفاء الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
وفشلت محاولات معادیة رامیة لإزالة الهوية عن مجاهدي خلق السجناء الذين تم إعدامهم، وذلک من قبل وزارة مخابرات الملالي سيئة السمعة وأذنابها.
يشكل مجاهدو خلق، أكثر من 90٪ من شهداء المجزرة، الذين كانوا متمسكين بمواقفهم و زادوا من مقدرة ضمائر المقاومة والعصيان في المجتمع الإيراني.
وبحسب أحد الشهود في المحكمة، خلال مجزرة الإبادة الجماعية للسجناء السياسيين كان قد قال أحد الجلادين يدعى ناصريان: «لا أعرف ما فعله بكم تيار النفاق (أي منظمة مجاهدي خلق) حیث إنهم رأوا أحبال المشانق، ورأوا أصدقاءهم الذين علّقناهم منها، لكن لا أحد منهم تراجع ليقول إننا نادمون».
وأدلى شاهد آخر بشهادته بشأن مقاومة الطالبة ”سيمين هجبر“ البالغة من العمر 17 عامًا.
قام جلاد بتعذيب ”سيمين“ وطالب بمعلومات زميلاتها.
لكن ”سيمين“ لم تتكلم أبدًا، على الرغم من تعرضها للتعذيب الوحشي، والجلاد قال لها عاجزًا: يا منافقة قل كلمة واحدة على الأقل لا أعلم.
وصرخت ”سيمين“ وقالت: أعلم، لكنني لا أقول لك.
حقا، «لا» التاريخية لمجاهدي خلق الذين تم إعدامهم خلال المجزرة خلقت ملحمة حقيقية وخالدة.
وتصفهم قصيدة الشاعر الفرنسي الشهير ”لويس أراغون“ على النحو التالي:
«تذكر أولئك الذين وضعوا أجسادهم بين المطرقة والسندان لتغيير الزمن
وتذكروا أولئك الذين لم يشكوا معاناة أقفاصهم».
أراد الشاه و خميني عدو الانسانیة، وقوع كل شيء في الأكاذيب والصمت والجهل.
لكنكم ما سمحتم وقوع ذلك.
لقد تحمّلتم سنوات عديدة من الأسر،
مورس بحقكم شتى انواع التعذيب خاصة في عهد خميني بما في ذلك الحضور في «الوحدات السكنية» إلى الأقفاص والتوابيت،
وأنتم تضعون هذه المسؤولية على عاتقكم لتطلعوا شعوب العالم على تلك النجوم الثاقبة في سماء الثورة الإيرانية.
وبحسب سيدة الشعر الإيرانية العظيمة، الراحلة «سيمين بهبهاني»، التي ترنّمت في خريف عام 1988،
أشعل المجنون النار وأحرق فيها حشود السجناء
وأين رمادهم؟ حتى يأتيه إلينا الريح
لا لوحة شاهد (منهم) ولا قبور ولا أوراق مكتوبة
ومن يذكربعد اسماءهم في الذکریات؟
لا، لا أنهم طاهرون، إنهم ملأوا السماء من النور
وفي كل ليلة تنقل نجمة أخبارًا عنهم
خامنئي ورئيسي مرتكبا مجزرة نوفمبر 2019
لقد وصلنا الآن إلى ذكرى انتفاضة نوفمبر 2019 يوم الغضب المتفجّر والتظلم للاطاحة بالنظام، يوم عاصفة الغضب العظيمة للشعب، اليوم الذي حطّم فيه الشباب الواعون والمنتفضون 900 مركز للنظام في 200 مدينة إيرانية خلال 48 ساعة فقط.
اليوم الذي تحرّرت فيه المدن المنتفضة وخرجت من قبضة الملالي وقوات الحرس وذاق الشعب المكبّل نکهة الحرية لساعات طويلة.
يوم خُلق فیه نموذج حقيقي لعملية الإسقاط، وكما قال الزعیم مسعود: «استراتيجية انتصار جيش الحرية اختبرت في وحدات المقاومة والأحياء والمدن».
تحياتنا اللامتناهية لأبطال انتفاضة نوفمبر2019 الشجعان، الذين اشتبكوا بأيدي فارغة مع وحش القمع والكبت، لأولئك المنتفضين الذين حطّموا جدار الخوف والذین نقلوا الخوف إلی صفوف قوات حرس خامنئي.
واحرّ التحيات لشهداء انتفاضة نوفمبر 2019 أولئك الذين تم إطلاق النار عليهم في حقول القصب ببلدة ”طالقاني“ في ميناء ماهشهر، تلك الجثامین الطاهرة التي ألقى بها قوات حرس خامنئي في قنوات المياه، وهم مضرّجون بدمائهم برصاص مروحيّات العدوّ، وأولئك الشباب والمراهقين الشجعان في شيراز و إسلام شهر وشهريار و قلعة حسن خان وتحية لكل منهم في كرمانشاه والأهواز وكرج.
وتحية إلى هؤلاء الشباب والمراهقين البالغ عددهم 12 ألفًا الذين تم اعتقالهم وتعذيبهم وما زال بعضهم في الأسر.
ويعلم الجميع من الذي أمر بارتکاب هذه المجزرة، خامنئي الولي الفقيه المتعطش للدماء ورئيسي الجلّاد. من المستحيل إفلاتهما من المحاكمة والعقاب. من المستحيل ان يتنازل الشعب والمقاومة الإيرانية عن تحقيق هذا الهدف. ومن المستحيل إخماد صرخة أمهات شهداء انتفاضة نوفمبر 2019 الشجعان.
في هذه الأيام، تعد المبادرة القيمة والتي جاءت في الوقت المناسب من قبل «محكمة الشعب الدولية لمقاضاة مرتكبي مجزرة نوفمبر 2019» والتي تم تشكيلها بجهود متواصلة من المدافعين البارزين عن حقوق الإنسان وبحضور محامين دوليين بارزين، خطوة مثيرة للإعجاب وفعالة للغاية تجاه مقاضاة المتورطين في قتل شهداء مجزرة 2019. ونأمل أن تكون الشهادات الصادمة للجرحى وأقارب الضحايا وتسجيل الأحداث المروعة وتفاصيل تلك الجريمة الكبرى في هذه المحكمة الشعبية مقدمة لمثول مرتكبي هذه الجريمة، قادة نظام ولاية الفقيه سيئ السمعة، أمام محاكم إيران الغد الحرة أو المحاكم الدولية.
تداعيات انتفاضة نوفمبر 2019
أثبتت الأحداث التي وقعت في فترة السنتين بعد انتفاضة نوفمبر 2019 عن حقائق مهمة.
1. إن الظروف الموضوعية للإطاحة بالنظام وتحقيق الثورة الديمقراطية بلغت ذروتها. ودخل اقتصاد البلاد في المأزق، وشمل الفقر والجوع الجزء الأكبر من سكان البلاد.
وتعمّد خامنئي فتح الطريق لانتشار جائحة كورونا وحظر استيراد اللقاحات. وأراد بذلک كبح عصيان واحتجاج المجتمع بنشر الموتى. لكن حركة الاحتجاج عادت إلى الظهور مع انتفاضة مواطني بلوشستان وانتفاضة العطشى في خوزستان واحتجاجات المعلمين والمزارعين والعمال في جميع أنحاء إيران.
2. أغلقت انتفاضة نوفمبر 2019 كل السبل بوجه النظام وفتحت الطريق للإطاحة به. لماذا جعل خامنئي أركان نظامه بلون واحد وهشّاً وفي حالة انكماش؟ لماذا اتی بالجلاد ”رئيسي“ على رأس السلطة؟ لأن أركان النظام برمته في حالة خطيرة وفي حالة طارئة. اليوم، يلجأ النظام إلى محاولات يائسة للحفاظ على بقائه، مثل برنامج الصواريخ وبرنامج إنتاج القنبلة الذرية. لكنه مجبر على السير في طريق يواجه الانتفاضة الشعبیة والسقوط. على وجه التحديد في هذين العامين، أظهر النظام مرة أخرى أنه لا يريد ولا يستطيع التحييد أو التقليل من الاستياء العميق العام.
3. أضافت انتفاضة نوفمبر2019 العظيمة وفترة السنتين اللاحقتين إلى التجارب الثورية للانتفاضات.
وهكذا، برز دور القيادة الجماعية للانتفاضة والإطاحة، أي مجاهدي خلق، وخاصة قيادة ”مسعود رجوي“ زعيم المقاومة الإيرانية في رسم إستراتيجية المدن المنتفضة و وحدات المقاومة في انتفاضة نوفمبر2019. كما تقوم وحدات المقاومة بلا هوادة بأنشطة تشقّ أجواء الكبت. وتضاعفت شبكة أنصار مجاهدي خلق في مدن إيران وفتحت الحملة الاحتجاجية طريقها لتنظيم وإقامة جيش الحرية العظيم.
ولم تكن انتفاضة نوفمبر، انتفاضة جماهيرمليونية فحسب، بل كان هجومًا واسعًا من قبل جيش الشباب الواعي والمحروم.
لا تزال هذه القوة المناضلة ناشطة في قلب المجتمع الإيراني و تتربص للهجوم على رأس نظام ولاية الفقية للمرةالثانیة ومائة مرة.
لذلك نقول الملالي لا تفکّروا أن قواتكم الحرس والباسيج كثيرة ويمكن الاعتماد عليها. لا تعتقدوا أن الحراس الفاسدين والمحبين للمال سينقذون نظامكم. عند انتشار كل عناصركم من قوات الحرس وعناصر المخابرات و أفراد الباسيج في الشوارع لیسوا قادرین علی مواجهة جیش الجماهیر الغفیرة وانتم المغلبون والخاسئون.
تحوّلت انتفاضة نوفمبر2019 إلی حمام دم، لكن الانتفاضات الكبرى الأكثر مهولة في الطريق. هذا هو صوت أقدام انتفاضة نوفمبر المليئة بالنار التي يمكن سماعها في جميع أنحاء إيران.
سيأتي جيش جماهيري بأعداد كبيرة وسيحقق رغبة الشعب الإيراني للحصول على الحرية.
التحية للحرية
التحية للمنتفضين ومنظمي الانتفاضات في جميع أرجاء إيران
التحية لكم جميعًا
- الوسوم:السجناء السياسيين, انتفاضة إيران, مجاهدي خلق