مؤتمر بحضور شخصيات دولية – محاسبة نظام الملالي على جرائم الإبادة البشرية والإرهاب والتمرد النووي
مريم رجوي: المقاومة الإيرانية برصيدها الاجتماعي مؤهلة لإحداث التغيير الديمقراطي في إيران
عقد يوم الاثنين 17 يناير مؤتمر بحضور شخصيات دولية شارك فيه كل من السادة جاي فيرهوفشتات رئيس الوزراء البلجيكي السابق، وفريدريك راينفيلدت، رئيس وزراء السويد السابق، وجون بيركو، رئيس مجلس العموم البريطاني السابق، وفرانكو فراتيني، وزير خارجية إيطاليا السابق.
في بداية المؤتمر، خاطبت مريم رجوي المشاركين وقالت:
دولة رئيس الوزراء السيد ورهوفستاد
دولة رئيس الوزراء السيد راينفلد
سعادة الرئيس السيد بركو ومعالي الوزير فراتيني
أقدّر حضوركم هنا في مقرّ المقاومة الايرانية. الموقف الذي عبّرتم عنه في التجمع السنوي للمقاومة تجاه الفاشية الدينية التي تحكم إيران رسم حدّ فاصل مع الفكرة الفاشلة لإعطاء التنازل لنظام ولاية الفقيه.
نتيجة انتخاب إبراهيم رئيسي
أصدقائي الأعزاء
خلال العام الماضي، أظهرت الحكومة الأمريكية والحكومات الأوروبية قدرًا كبيرًا من المرونة في التوصل إلى اتفاق مع النظام الإيراني. حیث أن مبعوثي النظام أفادوا بأن الولايات المتحدة كانت على استعداد لرفع الكثير من العقوبات.
و شارك ممثل الاتحاد الأوروبي في حفل تنصيب الرئيس الجديد للنظام، على الرغم من سمعة إبراهيم رئيسي وکونه سفّاح مذبحة ثلاثين ألف سجين سياسي عام 1988.
لكن النتيجة لم تكن سوى أن النظام نشط في هذا العام على نطاق أوسع بكثير من ذي قبل، حيث:
وسّع برنامجه النووي بهدف امتلاك السلاح النووي.
وقام في العام نفسه، بتنصيب سفاح مذبحة السجناء السياسيين في منصب رئاسة البلاد.
وخلال فترة المفاوضات نفسها، تضاعف عدد الإعدامات مقارنة بالعام الماضي.
كما سارع في التحريض على الحرب وفي تجهيز مليشياته المرتزقة في مختلف البلدان بمجموعة أنواع الأسلحة، بما في ذلك الطائرات بدون طيار. وقد أطلق الصواريخ مرارًا وتكرارًا على السفارة الأمريكية في بغداد أو علی القواعد الأمریکیة في مناطق متفرقة من العراق.
هذه الأحداث تطرح سؤالاً مهماً: لماذا يردّ الملالي الحاكمون على ضبط النفس الغربي بالتحريض على الحرب؟
لماذا يحرصون أكثر على حيازة القنبلة الذرية بشكل متزايد؟
وما هي الديناميكية الرئيسية لإثارة البلبلة والفوضى؟
لماذا ينتهج خامنئي سياسات يبدو أنها مضرّة للنظام في المقام الأول؟
الإجابة على كل هذه الأسئلة تکمن في أن نظام ولاية الفقيه یعیش علی حافّة السقوط.
نعم، الخطر الكبير الذي یعمل خامنئي على الابتعاد عنه بقبول مخاطر أقل خطورة هو إسقاطه على يد الشعب ومقاومته.
على سبيل المثال، في ربيع العام الماضي، خلال مهزلة الانتخابات، أقصى خامنئي أشخاصاً وتيارات تدّعي الاعتدال داخل النظام.
في حين أن جميع هذه التيّارات ملتزمة بنظام ولاية الفقيه، ولم یکن دورها الخاص منذ سنوات سوی إبعاد التهديد بإسقاط النظام.
وكان إقصاؤهم خسارة سياسية كبيرة للنظام دون شکّ. لكن خامنئي خلص إلى أن حدوث انقسام طفيف على رأس النظام سيوجه ضربة لا يمكن إصلاحها. لأن النظام يعيش مرحلة السقوط.
الاقتصاد المنهار
مثال آخر حالة الاقتصاد الإیرانی الموشك على الانهيار.
يتنصل النظام علانية من الاستثمار في تحسين سبل العيش والرفاهية والصحة والتعليم والتوظيف والإسكان للشعب.
هذا الوضع يزيد من عدم الرضا كل يوم. لكن خامنئي يفضّل تقوية آلته البوليسية – العسكرية على أي شيء آخر.
لأن النظام يسير على خط السقوط.
نتيجة لذلك، نرى أن كل ما یحتاجه الشعب من الماء والخبز والكهرباء والبنزين والسکن ومسألة الأجور، نعم كل شيء، تحوّل إلی مادة الاحتجاجات الشعبية.
معدّل التضخم لا يقل عن 50 بالمائة.
لیست هناک مصادر لتمويل نصف ميزانية هذا العام.
ويعتقد الاقتصاديون أن الوضع الاقتصادي المتدهور لم يعد من الممكن السيطرة عليه.
ومع ذلك، من الخطأ الافتراض بأن الاقتصاد المنهار یمکن من شأن أن یصبح العامل الرئيسي في إغراق النظام في مستنقع السقوط.
بل الواقع هو أن هذا الوضع نتاج عامل أساسي آخر: إرادة المجتمع الإيراني لإسقاط هذا النظام الذي لا يمتلك أدنى شرعية لدى الشعب الإيراني.
نصب العداء ضد الشعب
أکثر من ذلك، هناك علاقة عداء واضح بين النظام الحاكم وشعبنا.
إن تعامل الملالي مع المجتمع، والاقتصاد، والموارد الحيوية، والبيئة، والشباب، والنساء، والقوميات أسوأ بكثير وأكثر غرابة من قوة محتلة للبلاد.
في إيران الحالية، يعامل النظام شعبنا بالقمع وسفك الدماء والقتل.
والشعب يتكلم بلغة الانتفاضة والعصيان ضد النظام.
في انتفاضة نوفمبر 2019، قُتل ما لا يقل عن 1500 من المنتفضين واعتقل الآلاف بأمر من خامنئي.
وبحسب مسؤولين في النظام، هاجم المنتفضون آنذاک 900 من مراکز النظام.
من ناحية أخرى، تعدّ سياسة النظام تجاه انتشار جائحة كورونا من أبرز السياسات المعادية للنظام حيث لا تتخذها سوى قوة محتلة. وأودى المرض بحياة نحو نصف مليون إيراني حتى الآن. وهو عُشر ضحايا كورونا في جميع أنحاء العالم.
منذ البداية، ترك خامنئي الطريق مفتوحًا أمام انتشار هذا المرض، وذلک بهدف استخدامه في قطع الطريق أمام الانتفاضات الشعبیة.
کما أنه فرض الحظر علی استيراد اللقاحات بحجة أنها أمريكية أوبريطانية.
ويمكن مشاهدة هذا العداء في كل مكان.
قبل أسبوعين، قصف الملالي مناطق سكنية في قرى بلوشستان.
کما زادوا من تعذيب وقتل السجناء السياسيين.
ونفّذوا سياسة تجويع الناس.
مثال آخر هو کارثة القصف الصاروخي بید قوات الحرس على طائرة أوكرانية ومقتل 176 من الأبرياء الذين مازال يتعمد النظام التنصل من تقديم أدنى ايضاح للعائلات الثكلى. وأعلن هنا أنه يجب إحالة قضية إسقاط طائرة الركاب الأوكرانية إلى مجلس الأمن الدولي، ويجب محاسبة المسؤولين والجناة ومعاقبتهم، وعلى رأسهم خامنئي.
أصدقائي الأعزاء
ويتجلّى الوضع المتداعي للنظام في الانتفاضات المستمرة لقطاعات مختلفة من المجتمع الإيراني أكثر من أي مكان آخر.
ويشير استمرار هذه الانتفاضات إلى التراكم الهائل للمشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية المستعصیة والرغبة الملحة لمجتمعنا في تغيير جذري.
استمرار هذه الانتفاضات يعني أيضًا عجز النظام الذي لا يملك وسيلة لحل مشاكل المجتمع وبالتالي لا يوجد حل لديه سوى القمع لاحتواء الانتفاضات، ويريد إيجاد مخرج لنفسه من خلال امتلاك قنبلة ذرية.
ابتزاز الغرب بالنووية
القنبلة، بالطبع، لن تکون فاعلة في مواجهة الانتفاضات. لكن النظام يريدها لابتزاز الحكومات الغربية. لأن الحصول على المزيد من الامتيازات من الدول الغربية أمر حيوي لنظام الملالي. لهذا السبب أعطوا الأولوية لصنع القنبلة على أي شیء آخر. وهذا هو السبب في أنهم قبلوا عمليا بانهيار الاتفاق النووي.
عشية الحرب العالمية الثانية، سُئل وزير الخارجية النازي، “السيد ريبن تروب، هل تريد دانزغ (منطقة في بولندا) أم ممر دانزغ؟” أجاب وزير خارجية هتلر “لا نريد أي واحد منهما”. نحن نريد الحرب.
الآن إذا سألتم الملالي هل تريدون رفع العقوبات أم القنبلة؟ حتى يومنا هذا، جوابهما هو أننا نريد كليهما.
وفي حالة عدم وجود سياسة حازمة، فإنهم يجعلون العقوبات عدیمة الأثر. ويطيلون المفاوضات لكسب الوقت للحصول على القنبلة.
لقد وضعت هذه الحالة العالم، وخاصة الحكومات الغربية، على المحك.
لطالما دفعت الحكومات الغربية ثمن مهادنة الفاشية الدينية من جيوب الشعب الإيراني.
ودفعوا الثمن بالتزامهم الصمت إزاء انتهاكات حقوق الإنسان في إيران، بما في ذلك مذبحة 30 ألف سجين سياسي.
وكذلك دفعوا ثمن ذلك على حساب مصير دول الشرق الأوسط وتقاعسهم حیال نشر الحروب من قبل النظام في المنطقة.
والأن أصبحت المصالح الأمنية والحيوية للدول والمجتمعات الغربية معرّضة للخطر.
هل تريد الحكومات الغربية تسلیح الفاشية الدينية والبنك المركزي للإرهاب بأسلحة نووية؟
لسنوات، تم تجاهل الشعب الإيراني ومطالبه.
بينما اليوم يشكل الشعب أهم عامل لتقرير مستقبل إيران.
في عام 1978، على الرغم من وجود العدد الكبير من المستشارين في إيران، لم تستطع الولايات المتحدة فهم الواقع الموضوعي في إيران، في المقابل، كانت إيران توصف بجزيرة الاستقرار.
هل تريد الولايات المتحدة وأوروبا تكرار نفس التجربة هذه المرة أیضاً؟
نحن نقول، يجب اتخاذ سياسة صحيحة مسؤولة.
سياسة إبداء الحزم ضد النظام والوقوف إلى جانب الشعب الإيراني.
لماذا يعتبر الوقوف إلى جانب الشعب الإيراني الحل الوحيد الصحيح والضروري والموثوق والمستقبلي؟
لأن الشعب الإيراني أصبح مرناً في النضال ضد دكتاتوريتي الشاه والملالي.
وتبلورت حصيلة معاناتهم الطويلة في مقاومة تاريخية وبديل ديمقراطي.
نبذة عن المقاومة الإيرانية وبرنامجها
أن الانتفاضات والحركات الاحتجاجية التي حاصرت النظام اليوم تتحرك في الاتجاه الذي فتحته هذه المقاومة؛ وذلک من خلال تقديم مائة وعشرین ألف شهيد من أجل حرية إيران.
إن عناصر هذه المقاومة، بالرغم من تحمل التعذيب وتعرضهم للقتل والمجازر والعديد من الحرمان، قالوا لا للاستبداد الديني ومهّدوا الظروف لاندلاع الانتفاضات الحالية.
وبالتواكب مع الحركة الاحتجاجية، تمكنت مقاومتنا من إنشاء شبكة منظمة من وحدات المقاومة في مختلف المحافظات في جميع أنحاء إيران.
تمهد هذه الشبكة الطريق لانتفاضات مستقبلیة من خلال أنشطة يومية خارقة للقمع.
يظهر نشاط وحدات المقاومة طريق التقدم للانتفاضات والحركات الاحتجاجية ويقودهم أكثر فأكثر نحو إسقاط النظام.
واستطاعت مقاومتنا على الرغم من القمع الوحشي والطويل من النظام، أن تحافظ على استقلاليتها، سياسياً ومالياً. استضافت قناة الحرية (سيماي آزادي) في الأيام الأخيرة حملتها للمناصرة الوطنية السادسة والعشرين لها. أظهر تبرع المساعدات المالية وتدفق المشاعر الفياضة لمواطنينا من مختلف مدن إيران والعالم وأنصار هذه الحركة، الشعبية الاجتماعية لهذه المقاومة.
إن المقاومة الإيرانية، بامتلاكها رصيدا شعبيا وجذورا في قلب المجتمع الإيراني، واعتمادها على حركة شبابية ثوریّة مناضلة في معظم المحافظات، تستعد للحظة إسقاط النظام.
كل الظروف تتجه نحو هذه اللحظة والنظام لا يستطيع الهروب منها.
المقاومة الإيرانية، بالإضافة إلى التضحية بالنفس من رجالها ونسائها، وبالإضافة إلى تنظيم وتماسك صفوفها، تمثل مستقبل إيران حرة ديمقراطية عامرة.
يدعو المجلس الوطني للمقاومة، البديل الديمقراطي لنظام الملالي، إلى جمهورية تقوم على فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، والحكم الذاتي للاقليات المضطهدة.
نعم إيران غير نووية تعيش في سلام وتعايش مع جمیع دول العالم.
ويدرك الكثيرون اليوم أن محاربة التطرف تحت یافطة الإسلام تتطلب قبل كل شيء قبول المسؤولیة من قبل المسلمين أنفسهم.
ونتيجة لذلك، فإن وجود بديل في هذا الصدد أمر بالغ الأهمية. لكن مثل هذا البديل ليس مجرد حل نظري. بل يجب أن تعتمد على حركة:
– نهضت بوجه مصدر الأصولية ودفعت ثمن هذا النضال
– ولديها الأهلية لإحداث التغيير في المجتمع.
إن المقاومة الإيرانية وبامتلاكها هذه الخصائص، خاصة مع الدعم الاجتماعي اللازم والصلاحية لإحداث التغيير الديمقراطي في إيران، تمكنت من إفشال الأصولية فكريًا وأيديولوجيًا داخل إيران، وفضحها على مستوى المنطقة.
واجبات المجتمع الدولي
قبل أن أختتم حديثي، اسمحوا لي أن أؤكد على أهم جوانب السياسة الصحیحة التي يجب على المجتمع الدولي اتباعها تجاه نظام الملالي.
أولاً، مشاريع النظام النووية تتعارض كلياً مع المصالح الوطنية للشعب الإيراني. فالتفاوض مع نظام لا يلتزم بأي مبادئ وأسس، يمنح هذا النظام الوقت فقط.
– يجب تفعيل ستة قرارات لمجلس الأمن الدولي بشأن المشاريع النووية.
– الإغلاق الكامل لتخصيب اليورانيوم وإغلاق المواقع النووية للنظام والتفتيش غير المشروط ضرورية لمنع النظام من الحصول على القنبلة الذرية.
ثانيًا، يجب وضع الانتهاك الوحشي والمنهجي لحقوق الإنسان في إيران على جدول أعمال مجلس الأمن الدولي.
يجب تقديم قادة النظام للعدالة لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية والإبادة البشرية على مدى أربعة عقود، لا سيما مذبحة ثلاثین ألف سجين سياسي عام 1988 وقتل ما لا يقل عن 1500 متظاهر عام 2019.
أدعو جميع الحكومات والمجالس التشريعية، خاصة في أوروبا، إلى الاعتراف بمذبحة عام 1988 جريمة ضد الإنسانية وإبادة بشرية.
ثالثًا، الاعتراف بنضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط هذا النظام وإرساء الديمقراطية وحكم الشعب في بلاده. هذا هو حق الشعب الإيراني غير القابل للتصرف.
أصدقائي الأعزاء
نحن علی أعتاب ذكرى العشرين من يناير 1979. وهو يوم تحرير آخر مجموعة من السجناء السياسيين في ديكتاتورية الشاه، وكان زعيم المقاومة مسعود رجوي أحدهم. منذ بداية وصول خميني الدجال إلى إيران، أسس مسعود رجوي حركة وقادها لتقف في وجه وحش الاستبداد الديني على مدى أكثر من 40 عامًا، ونظّم مقاومة عملت على توسیع الانتفاضات والاحتجاجات ورفع معنويات الشعب رغم الضغط وأعمال القمع الوحشية.
نحن مقتنعون بانتصار هذا المسار أي مسار المقاومة لحرية الشعب الايراني.
هذا تطور يعزّز الحرية والديمقراطية والسلام في جميع أنحاء العالم.
شكرا لكم جميعا.