رسالة إلى تظاهرة الإيرانيين في بروكسل

والحملة العالمية ضد المعاهدة لحصانة إرهاب النظام الفاشي

أيها المواطنون،
أيها الأصدقاء المنتفضون،
أبعث بتحياتي إليكم، دعاة حرية إيران وحاملي لواء الحملة العالمية ضد المعاهدة المخزية لنظام ولاية الفقيه مع الحكومة البلجيكية.
معاهدة، تمنح بمضمونها واسمها الحقيقي، حصانة لإرهاب الفاشية الدينية والملالي الذين كانوا على وشک ارتکاب مذبحة كبرى في باريس لتصبح أكبر حادثة إرهابية في أوروبا.
لكنكم وأصحاب الضمائر الحية الآخرين، خاصة في البرلمان البلجيكي ودول أخرى، فضحتم وكشفتم على المستوی الدولي بجهود دؤوبة عن المستور في المؤامرة وفي فترة قصيرة من الزمن.
لقد كشفتم عالميا عن المستور في القرار الذي يعد أكبر مشجّع للإرهاب والجريمة في أوروبا. بالنسبة لي، أعيد إلى ذهني قضية 17 يونيو 2003. حیث ظهرت الجبهة التضامنیة للإيرانيين الأحرار مرة أخرى بوضوح وبأن الإيرانيين في كل مكان في العالم هم نفس الإيرانيين قبل 20 عامًا و 40 عامًا، وهم يبذلون قصارى جهدهم ضد طمس الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، والدوس على العدالة و سيادة القانون.
منذ اليوم الأول، قال مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية في هذه القضية في 10 يوليو: “إنه إهانة لضمير ووجدان البشرية المعاصرة، وخاصة الشعب الإيراني، أن يقضي الدبلوماسي الإرهابي بوزارة المخابرات للفاشية الدينية فترة حبسه لدى نفس الجهة التي كلّفته بالمهمة! يجب منع العبث بالقضاء والعدالة في بلجيكا “وأن” التصويت لصالح الصفقة المخزية ومشروع القانون لصالح نظام الإرهاب والمجازر يشكل تنازلا أمام الفاشية الدينية وجلادي الشعب الإيراني والغدر بالديمقراطية وحقوق الإنسان.”
بالإضافة إلى ذلك، فإن الحملة ضد المساومة والمهادنة مع الإرهاب المنفلت للفاشية الدينية الحاكمة في إيران، تشبه تمامًا حملة فضح المنشآت النووية ومشاريع الملالي السرية، ليس فقط دفاعًا عن المصالح العليا للشعب الإيراني، ولكن أيضا خدمة عظيمة للسلام والأمن العالميين. وتحديدا، فيما يتعلق بتفجير التجمعات والمؤتمرات السلمية، تشمل کذلک سلامة وأمن الناس في أوروبا والحفاظ عليهم.

جبهة عالمية ضد الاسترضاء

لقد قمتم بالفعل بإطلاق جبهة عالمية ضد هذه الصفقة:
– أعلن السناتور مينينديز، رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي: “يجب أن تتضمن الاتفاقية بين بلجيكا والنظام الإيراني التزامات بلجيكا الدولية ولا يمكن أن تمنح حصانة لأسد الله أسدي أو أي جهة أخرى مسؤولة عن انتهاك حقوق الإنسان وأعمال الإرهاب الشنيعة. يجب محاكمة (النظام الحاكم في) إيران لدعمها الإرهاب وأخذ الرهائن كوسيلة ضغط.»
– السناتور تيد كروز، العضو الأقدم في تلک اللجنة، وصف هذه الصفقة بأنها “صادمة” وقال إن الولايات المتحدة تعاونت لمعاقبة الإرهابيين المتورّطین في مؤامرة تفجير 2018 ضد الاجتماع السياسي في فرنسا وليس إطلاق سراحهم.
– أعلن حقوقیون دوليون بارزون، بمن فيهم البروفيسور إريك ديفيد من بلجيكا: “السماح لأسدي (خلافًا لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 1373) بقضاء ما تبقى من عقوبته البالغة 20 عامًا في إيران، تحت مظلة الحكومة التي كانت مسؤولة عن التفجير الإرهابي استهزاء بسيادة القانون ويؤدي إلى حصانة أكبر للحكومة والمسؤولين الإيرانيين المتورطين في الإرهاب والجرائم ضد الإنسانية”.
– وأشار البروفيسور جون ماثر، مدير تلسكوب جيمس ويب الفضائي، إلى نفس المفهوم بالضبط وقال إن هذه “المعاهدة الفاضحة وغير الأخلاقية ” هي استهزاء بسيادة القانون وتقوّض مساعي العالم لمحاربة الإرهاب.
– وأعلن البروفيسور ريتشارد روبرتس وعدد من الحائزين على جائزة نوبل أن هذه المعاهدة تشكّل “سابقة خطيرة”.
لا ينبغي أن نتجاهل أن القضاء البلجيكي ورجال إنفاذ القانون قاموا بعملهم بشكل صحيح وحذر شديد.

وكتبت الجمعيات البرلمانية من مختلف الدول وشخصيات أوروبية وأمريكية بارزة مثل وزير العدل السابق القاضي موكيزي ومستشار الأمن القومي السابق الجنرال جيمس جونز والمدير السابق لمكتب التحقيقات الفيدرالي لويس فريح في هذا الصدد، “هذه المعاهدة هي ازدراء تام لضباط إنفاذ القانون الذين ضحّوا بحياتهم من أجل من الهجوم في 2018”.

تكتيك الملالي في أخذ الرهائن

مقابل تضامن الإيرانيين، الذي بدأ في بلجيكا، ومقابل حملتكم والجبهة العالمية، انظروا الآن إلى أصحاب المساومة والاسترضاء الذين لجأوا إلى الانظلام ويريدون تحويل احتجاز الرهائن البلجيكيين في إيران إلى آلة ضد ضحايا الإرهاب.
في مغلطة واضحة، بدلاً من إلقاء اللوم على محتجز الرهائن والتشدد قدر الإمكان على الجلاد، فإنهم يريدون إرضائه بدماء الضحايا الآخرين، ويسألون ما هو الخطأ في إعادة الدبلوماسي الإرهابي إلى النظام الذي أرسله في مهمة التفجير، حتى يقوم الجلادون بالرد بالمثل، وتحرير رهائننا.

بهذه الطريقة، يتم صب الماء عمليًا في طاحونة نظرية “نوع جديد من القوة”.
وبعد صدور الفتوى الخاصة بقتل سلمان رشدي، كتب جواد لاريجاني، أمين سر لجنة حقوق الإنسان في السلطة القضائية أنذاك، تحت عنوان «نوع جديد من القوّة»:

“حتى الآن، كانوا يعتقدون أن السلطة السياسية يجب أن تحدد على أساس القوة العسكرية والاقتصادية … لكن فتوى الإمام (خميني) أظهرت أن مصدر القوة السياسية غير هذين المصدرين، والمصدر الرئيسي للقوة هو التأثير على إرادة الناس”.

نعم، بالنسبة للفاشية الدينية الحاكمة في إيران، فإن القضية الأساسية هي كسر الإرادة الوطنية ضد الإرهاب في بلجيكا وجميع أنحاء أوروبا.
إن تعليق الآمال على إطلاق سراح الرهينة البلجيكي في إيران خطوة واحدة إلى الأمام و 100 خطوة إلى الوراء، لأنه في المستقبل لن يحظى أحد بأمن وأمان. كل مواطن أوروبي وأمريكي في إيران هو أيضًا رهينة محتملة.

ما الذي يجب القيام به؟

وحقا ما الذي يجب القيام به؟
سبق وأعطت مقاومتنا الجواب على ذلك. وقال قائد المقاومة مسعود رجوي قبل 70 يوما: “على الحكومة السويدية أن تضع في موضوع أخذ الفدية والابتزاز (في قضية أحمد رضا جلالي) متابعة محاكمة رئيسي، سفاح مجزرة عام 1988 بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجریمة حرب والإبادة الجماعية”.

نعم، كان ويجب على الحكومة البلجيكية أن تفعل الشيء نفسه.
يا ترى ماذا ستفعلون غدا إذا ابتزّ نظام الملالي كل شعوب أوروبا بقنبلة ذرية؟ هل يجب أن تركعوا وتخضعوا له؟ إذن، أين ذهبت الدروس والتجارب من الاسترضاء والحرب مع الفاشية في عهد هتلر والهولوكوست وأفران حرق الجثث؟
إن إسقاط هذا النظام وإرساء الديمقراطية وحكم الشعب هما بالطبع من واجب المقاومة والشعب الإيراني. لم نطلب هذا من أحد ولا نريده. لكن منذ نصف قرن في عهد الشاه، طلبنا منكم ألا تقفوا إلى جانب الديكتاتورية لأن إسقاط الفاشية الدينية أمر لا مفرّ منه.
إنني أقدّر جميع المواطنين، وخاصة الأساتذة والمتخصصين والرياضيين والفنانين والجماعات السياسية الإيرانية، وكذلك البرلمانيين والمحامين والشخصيات والأحزاب السياسية الذين انضموا إلى هذه الحملة، وخاصة في بلجيكا والبرلمان البلجيكي. إن موقفهم ضد تقويض القيم وسيادة القانون هو علامة على يقظة ضمير المجتمع البشري.
كما أتقدم بخالص الشكر للقضاة البلجيكيين على جهودهم الكبيرة في التحقيق في قضية الدبلوماسي الإرهابي للنظام وإصدار الحکم في إدانته، وكذلك أشكر ممثلي البرلمان البلجيكي على معارضتهم الشجاعة لمعاهدة الملالي المخزية.
لقد أثبتت حملتكم أنتم أنصار المقاومة والرفاق الثائرون حتى اليوم أنه عندما کان الشعب والمقاومة في حالة تأهب وحذر، عندما تدخل ساحة المعركة بسرعة البرق للدفاع عن المصالح المتعلقة بالحرية وخلاص أبناء شعبهم، ويقلّبون الطاولة لمصلحتهم. وحقا أنكم على الصعيد العالمي امتداد للمنتفضين ووحدات المقاومة في الداخل.

المعركة ستستمر في كل المجالات السياسية والدولية والقانونية

أمد يد العون لجميع المواطنين والمنتفضين. دليل عملنا هو المبدأ الأساسي للاعتماد على الذات وأقول بإيمان وثقة کاملة، إنه عندما تمضون إلى النهاية، عندما لا تتعبون ولا تتركون الساحة، سوف تفوزون بالتأكيد.