مؤتمر في مجلس الشيوخ الإيطالي بحضور أعضاء المجلس وشخصيات إيطالية
مريم رجوي: ثلاثة أشهر مليئة بالتضحية والدم والمعاناة هي أفضل دلیل حقیقي لحتمية سقوط هذا النظام
السادة السناتور جوليو ترتزي والسناتور ماركو اسكوريا والمشرعون الإيطاليون الموقرون
أيها الأصدقاء الأعزاء!
في تاريخ إيران، يوم 7 ديسمبر يذكرنا بهجوم جنود الشاه في عام 1953 على جامعة طهران، بعد الانقلاب ضد حكومة الدكتور محمد مصدق الوطنية. وفي هذا اليوم استشهد ثلاثة طلاب في الحرم الجامعي وسُجل هذا الیوم «یوم الطلاب» في تاريخ إيران. وکان الطلاب والشباب في حالة احتجاج ضد نظامي الشاه والملالي خلال السنوات الـ 69 الماضية.
مسؤولية إيطاليا وأوروبا تجاه الانتفاضة الإيرانية
في مثل هذه الظروف، فإن مبادرتكم لعقد هذا المؤتمر ودعم انتفاضة الشعب الإيراني لها قيمة كبيرة.
مبادرتكم هي في الواقع إجابة على سؤال محوري وهو أنه عندما يناضل المواطنون الإيرانيون ضد الديكتاتورية الدينية بتضحية أرواحهم، ما هي مسؤولية أوروبا وإيطاليا بشكل خاص تجاههم؟
بعد أيام قليلة تدخل انتفاضة الشعب الإيراني شهرها الرابع. ثلاثة أشهر مليئة بالتضحية والدم والمعاناة هي أفضل دلیل حقیقي لحتمية سقوط هذا النظام.
عدم عودة الوضع لصالح النظام
تؤكد كل الأحداث أن النظام دخل مرحلته النهائية بشكل لا رجعة فيه.
هذه الانتفاضة ليست حدثا مفاجئا بلا جذور. بل هو نتاج نضال الشعب الإيراني خلال العقود الأربعة الماضية، والذي من أجله نذر حیاتهم 120 ألف من أبطال الحرية.
منذ انتفاضة 2017 ولحد الآن، کانت عدة أحداث كبيرة وراء تراكم غضب هائل في المجتمع الإيراني على وشك الانفجار ضد النظام. أولاً، مذبحة ما لا يقل عن 1500 شخص من المنتفضين في 2019، تلاها إسقاط متعمد لطائرة ركاب أوكرانية من قبل قوات الحرس، ثم وفاة 550 ألف شخص بسبب انتشار فيروس كورونا الذي کان خامنئي وراء توسیع رقعة انتشاره.
وأخيراً تعيين سفاح مجزرة 30 ألف سجين سياسي عام 1988 ابراهيم رئيسي رئيساً للنظام.
في العقد الماضي، كان النمو الاقتصادي صفراً، ومعدل الاستثمار سلبيا، وانخفضت قيمة العملة الوطنية 34 مرة.
وفي السنوات الخمس الماضية، تضاعف عدد السكان الفقراء في البلاد ثلاث مرات. لقد ضاق ذرعاً جميع المواطنين بسبب القمع الوحشي للنساء والشباب وتفاقم الفقر والبطالة.
الانتفاضة الحالية هي فوران الغضب والألم بسبب هذه العوامل. نتيجة لذلك، لا رجعة لها، ولا يمكن إيقافها، وهي تتحرك نحو إسقاط النظام.
الحلقة المفقودة في سياسة أوروبا
الآن، في مثل هذه الحالة، السؤال هو: لماذا أوروبا، لم تتخذ موقفا تتجاوز الإدانات الكلامية، ولم تتمكن بعد من تحرير نفسها من قيود العلاقات التي کانت سائدة على مدى العقود الأربعة الماضية، أي التوافق مع هذا النظام وتقديم التنازلات له. وضع الاتحاد الأوروبي في الأسابيع الماضية بعض المسؤولين أو أجهزة نظام الملالي على القائمة السوداء، لكن هذه المواقف لا تتناسب مع الانتفاضة التي هزّت أسس حكومة الملالي، ولا تتناسب مع جرائم النظام، ومن بينها قتل 70 طفلاً تتراوح أعمارهم بين عامين و 17 عامًا في الأشهر الثلاثة الماضية.
الحلقة المفقودة في السياسة الأوروبية هي الاعتراف بمطلب الشعب الإيراني في إسقاط نظام الملالي وإقامة جمهورية ديمقراطية.
يبدو أن السياسة الحالية للاتحاد الأوروبي هي نتيجة هذا التقييم غير الواقعي بأن الملالي يمكنهم السيطرة على الانتفاضة ومواصلة حكمهم المقیت.
نفس الخطأ الذي ارتكبه الغرب في عهد الشاه سيتكرر مرة أخرى. دكتاتورية الشاه، التي تفاخرت بجيش قوامه 400 ألف جندي ومجهز تجهيزًا جيدًا، لم تستطع البقاء على الحكم ضد إرادة الشعب الإيراني. وفي الوقت الحالي أيضاً، لا قوات الحرس ولا ترسانة الصواريخ والطائرات المسيرة ولا الإرهاب والجريمة في العراق ولبنان وسوريا واليمن من شأنها أن تنقذ خامنئي.
لسوء الحظ، تواصل الدول الأوروبية تعاملها مع النظام.
وتواصل سفارات النظام، التي تعتبر مراكز تجسس وإرهاب، عملياتها، وحتى عملاء وزارة المخابرات وعملاء فيلق القدس الإرهابي يمارسون أنشطتهم بحرية في أوروبا.
لسوء الحظ، بالإضافة إلى الفوائد الاقتصادية قصيرة المدى، تم تنظيم سياسة الاتحاد الأوروبي على أمل التوصل إلى اتفاق نووي مع الملالي. في حين لم تكن سياسة الحوار والمهادنة مع هذا النظام مجدية منذ البداية، لكنها اليوم تكون أشد تدميراً أكثر من أي وقت مضى.
مطلب الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية
باتخاذ سياسة حاسمة فقط يمكن مواجهة محاولات هذا النظام للحصول على القنبلة الذرية وعدوانه على المنطقة وممارساته الإرهابية على الصعيد الدولي. أهم مؤشر هو إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن.
دولتان من الاتحاد الأوروبي وأربع دول من مجموعة السبع لديها القدرة على تفعيل هذه القرارات. إيطاليا عضو في كلتا المجموعتين.
يمكن لإيطاليا، بصفتها واحدة من 54 عضوًا في المجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، التصويت لطرد النظام من لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وطرد نظام الملالي المعادي للمرأة من هذا الموقع في اجتماع 14 ديسمبر لهذا المجلس.
هذا النظام، الذي يقتل الأطفال، قام بسجن وتعذيب مئات المراهقين الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا في هذه الأشهر، يجب طرده من اليونيسف. يمكن لإيطاليا أن تأخذ زمام المبادرة في مثل هذه العملیة.
إجراء حاسم آخر، مسؤولية الاتحاد الأوروبي وإيطاليا بشكل خاص، هو إدراج قوات الحرس في قائمة الجماعات الإرهابية. أحث مجلس الشيوخ الإيطالي أن يُلزم الحكومة بمتابعة هذا الهدف من خلال إصدار قرار ملزم بهذا الشأن.
إلى الأمام نحو إقامة جمهورية ديمقراطية
أيها السادة المحترمون!
يناضل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، منذ 41 عامًا كبديل لهذا النظام، من أجل إسقاط هذا النظام وإقامة جمهورية قائمة على أصوات الشعب وفصل الدين عن الدولة.
وهذه هي نفس المطالب التي خرج ملايين الإيرانيين إلى الشوارع اليوم لتحقيقها.
إننا ندافع بقوة عن الحريات والمساواة في الحقوق للقوميات الإيرانية ونؤكد على حق الحكم الذاتي في إطار السیادة الوطنیة الإیرانیة.
وكشفت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في قلب هذا التحالف، عن إساءة هذا النظام للإسلام وأدانته ودافعت عن الإسلام الحقیقي المتسامح الديمقراطي.
إذا كانت حركتنا قادرة على الوقوف في وجه دكتاتورية الملالي المعادية للمرأة طيلة عقود متتالية، فذلك بسبب إيمانها بالحرية والمساواة.
لقد قلنا دائمًا، لا للدين الإجباري، ولا للحجاب القسري، ولا لحكم الجور.
وفي المقابل، نعم لفصل الدين عن الدولة، نعم لحرية الملبس ونعم للجمهورية والديمقراطية.
ولأول مرة بعد أن فرض النظام الحجاب الإجباري في آذار (مارس) 1979، أي بعد أقل شهر من وصول خميني إلى السلطة، انتفضت النساء المجاهدات المحجبات للاحتجاج والتظاهر ضد الحجاب الإجباري، إلى جانب نساء سافرات. كنت شخصيا حاضرة في هذه المظاهرة.
منذ اليوم الأول، مهدت مقاومتنا الطريق أمام المرأة لدخول ساحة النضال وأداء دورها الحاسم والفاعل والرائد في كافة مجالات المقاومة.
إني أعتقد وقلت مرات عديدة إن المرأة الإيرانية ستكون في طليعة إلحاق الهزیمة بالديكتاتورية الدينية.
ما يراه العالم اليوم بوضوح في شوارع إيران هو استمرار لهذا الكفاح الرائع الطويل المؤلم المضرّج بالدم.
المجلس الوطني للمقاومة وهو برلمان في المنفى للمقاومة ومكون من اتجاهات سياسية مختلفة 57٪ من أعضائه من النساء.
وبحسب خطة المجلس الوطني للمقاومة، بعد الإطاحة بهذا النظام، ستتولى حكومة مؤقتة إدارة شؤون البلاد، والتي تستمر لمدة أقصاها ستة أشهر.
خلال هذه الفترة، سيتم تأسیس المجلس التأسيسي والهيئة التشريعية الوطنية من خلال انتخابات حرة وصياغة دستور الجمهورية الجديدة.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
أختتم كلمتي بإحياء ذكرى محمد حسين نقدي ممثل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في إيطاليا والذي اغتيل في روما بأمر من خامنئي وعلى يد الإرهابيين المرسلين من قبل النظام. وبقي المسؤولون عن هذه الجريمة مثل الجرائم الأخرى التي ارتكبها النظام منفلتين من العقاب. واليوم هناك آلاف مؤلفة من الشباب والفتيان الإيرانيين يواصلون طريقه في النضال ضد الاستبداد الحاكم وهذه ثورة حتى النصر المؤزر.
أشكركم جميعا
- الوسوم:إيران, انتفاضة إيران, تنزّل النظام, مریم رجوي