مريم رجوي: الاستبداد الديني محاصر بالأزمات وايران في موسم التغيير
أيها الحضور الكرام!
أحييكم جميعاً. في ذكرى الثورة المضادة للملكية نقف وقفة إجلال لشهداء تلك الثورة العظيمة. التحية للرواد والقادة الصادقين لتلك الثورة الذين سالت فيضانات من دمائهم حسب قول الأب طالقاني.
التحية لـ «حنيف نجاد» و«محسن» و«بديع زادكان»، التحية لـ«جزني» و«احمد زاده» و«بويان» و«باك نجاد» والتحية لـ«فاطمة أميني» و«مرضيه اسكويي» و«اعظم روحي آهنكران».
غدا هو الثامن من شباط/ فبراير حيث سقط «أشرف» و«موسى» و17 مجاهدا بطلاً ومتفانياً شهداء ليخلدوا رموزا للوفاء بالعهد والقيم المتجسدة بعدم الاستسلام للشعب الإيراني. ذلك الشعب الذي مازالت طموحاته وأمنياته تقمع رغم مضي 36 عاماًٴ ولكنه لم يتوقف ولو ليوم واحد من رفع صرخته للحرية وإرادته لإسقاط هذا النظام وانه سيسقط سلطنة الفقيه مثلما أسقط سلطنة الشاه.
الشباب الذين ولدوا بعد الثورة 1979 يسألون عن ثورة شهر «بهمن».
ثورة «بهمن» كانت إرادة شعب للتغيير؛ حماس وثورة للحرية. ثورة «بهمن» كانت أمنيات مقموعة لشعب خان الخميني ثقته وسرق ثورته. ثورة شعب كان متعطشاً الى الحرية. إذن إنهم مضوا قدماً على درب الحرية و نذروا حياتهم من أجل الحرية مبشرين بيوم زوال الاستبداد. وبعزمهم طابت الأجواء ونبت الزهر من التراب ليزدهر.
اولئك الذين كانوا ينشدون: نواكب ونساير ونناضل معاً. وانتفضنا واضعين روحنا في أكفنا ونحن المنتصرون.
لنرى ما حل بثورة «بهمن»؟
هل استشهدت؟ نعم استشهدت 120 ألف مرة وتلقت الجلد بالملايين وتعذبت ثم مزقوها إربا إربا وهجموا عليها ورجموها. الا أن ثورة الشعب لم تستسلم وتأبت عن التلطخ بدنس الرجفة والتخاذل والندامة، وانتفضت وثارت، أصبحت 20 حزيران وجيش الحرية والضياء الخالد، ثم انتفاضة الطلاب في 9تموز/يوليو1999 وانتفاضات متتالية في مدن مشهد وقزوين واسلام شهر وتلتها انتفاضة 2009 وانتفاضة في عنبر350 في سجن ايفين وأشرف وليبرتي.
والآن تصل تلك النغمات الى أسماعنا بأصوات بالغة الفصاحة وتقول:
«لتسقط هذه السلسلة من العبودية وهذه الأعباء من الفقر والجهل في العالم مهما كان شكلها وليسقط كلها».
أيها الحفل الكريم!
في ذكرى ثورة «بهمن» أعلن باسم المقاومة الإيرانية:
1. رغم ممارسة أكثر أعمال القمع همجية ووحشية قل نظيرها في عالم اليوم، الا أن الشعب الإيراني لم يستسلم أبدًا أمام نظام الملالي وان ستراتيجية هذا النظام في المشروع النووي وتصدير الإرهاب والتطرف الديني منيت بالفشل وان الاستياء الشعبي والمقاومة المنظمة دفعا الملالي إلى مأزق خانق.
2. اكبر هزيمة تلقاها نظام طهران كانت فشله في هجماته ومؤامراته المستمرة للقضاء على المقاومة الإيرانية وتمزيق لحمتها وتفتيت نسيجها والتآمر ضد قائد هذه المقاومة. الا أن المقاومة الإيرانية وباجتيازها أصعب الاختبارات وتقديم مشاريعها وبرامجها تمضي قدماً إلى الأمام منذ أكثر من ثلاثة عقود مسنودة بخلفية نضالية ساطعة لتكون البديل الديمقراطي الوحيد لهذا النظام.
3. نظام ولاية الفقيه هو المنبع والمصدر الرئيسي للإرهاب والتطرف الديني في المنطقة وان الخطوة الضرورية الاولى والأهم لمواجهة التطرف الملتحف بالإسلام هي قطع أذرع النظام الإيراني خاصة في العراق وسوريا. فان إشراك هذا النظام بأي شكل كان في التحالف ضد داعش هو أخطر مائة مرة من أي نوع من انواع التطرف الإسلامي بواجهة الشيعة أو السنة لأنه يؤدى إلى توسيع الكارثة الراهنة وتعميقها.
4. ان مواقف المسايرة والمساومة التي تتبناها الدول الغربية في المفاوضات النووية مع نظام الملالي تشجعهم على التمادي في السعي وراء الحصول على القنبلة الذرية، ولذلك يجب إرغام نظام طهران على التطبيق الكامل لقرارات مجلس الأمن وايقاف تخصيب اليورانيوم والانصياع لقبول زيارات مفاجئة من قبل المفتشين لجميع المواقع والمراكز المشكوك فيها.
5. يجب إحالة ملف 36 عامًا من جرائم النظام خاصة في أشرف والمجزرة العامة التي استهدفت السجناء السياسيين في إيران عام 1988 من مجلس الأمن الدولي إلى محكمة الجنايات الدولية وعلى المجتمع الدولي أن يفرض عقوبات شاملة على هذا النظام وطرد موظفيه وعملائه والإرهابيين التابعين له. وان يعترف بالمجلس الوطني للمقاومة باعتباره البديل الديمقراطي الوحيد للنظام والحكومة المنبثقة من هذا البديل للمرحلة الانتقالية للسلطة إلى الشعب الإيراني.
6. على الإدارة الإميركية والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي تنفيذ التزاماتهم وواجباتهم القانونية لرفع الحصار عن مخيم ليبرتي خاصة إلغاء الحصار الطبي واعتبار المخيم مخيما للاجيئن يخضع لرعاية الأمم المتحدة وعلى الولايات المتحدة تأمين وضمان حماية المخيم أو تعيد جزءا من أسلحة مجاهدي خلق التي تم جمعها عام 2003 إليهم ، كما نادى به 4000 من البرلمانيين وذلك لتأمين حمايتهم والدفاع عن انفسهم في حال تعرضهم لهجمات من قبل قوات القدس الايرانية والميليشيات التابعة لها.
أيها الحضور الأفاضل!
قبل 36 عاما، كرّس خميني حكماً استبدادياً دينياً وأسس نظاماً متطرفاً ملتحفاً بالإسلام حيث إن هذه السلطة لم تكبّل الشعب الإيراني فقط، بل أغرقت الشرق الاوسط في مستنقع من الدماء وطالت البلدان الغربية حيث أثبتت مأساة يومي السابع والتاسع من الشهر الماضي في باريس مرة أخرى بان التطرف الإسلامي هو حرب ضد البشرية بأسرها. إنها كارثة دائمة ومستمرة ترتبط حياتها بتدمير الانجازات البشرية وإبادة النسل والحرث ورغم انها مغطاة بقناع الإسلام لكنها في عداء واضح مع أسس الإسلام و تعاليم القرآن الحقيقية. كما وانها تعتبر أكبر عدو للمسلمين. ومنذ غزو المغول قبل 8 قرون حتى الآن لم يرق عدو دماء المسلمين بالقدر الذي اراقه التطرف الإسلامي منهم. انها عدو لا علاقة له بالشيعة ولا بالسنة ولا باية نحلة من النحل العقائدية والمذهبية الأخرى وأهم سمتها هي تبعيتها لاستبداد ولاية الفقيه في إيران. لو كانت الدول الغربية وبدلاً من التخاذل أمام الإرهاب القادم من هذا النظام أو الرشاوى الاقتصادية التي قدّمتها لهذا النظام انتهجت سياسة صارمة في التعامل معه لكان بالامكان احتواء التطرف الإسلامي والاجهاض عليه.
كان التوجه الرئيسي للدول الغربية طيلة أكثر من ثلاثة عقود، يتمثل في المسايرة وتقديم الحوافز للدكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران وفي الوقت نفسه قامت هذه الدول بتقييد وتكبيل حرية أكبر حركة وأكثر منظمة تأثيرًا في العالم الإسلامي اي حركة مجاهدي خلق التي نهضت للتصدي لهذا النظام المتطرف، وذلك من خلال إدراجها في لوائحهم المخصصة بالإرهاب واختلاق ملفات كيديّة ضدها، فضلاً عن قصف معسكراتها في المناطق الحدودية بين إيران والعراق، وتجريدها عن السلاح وفرض حصار جائر عليها. ومن جهة أخرى، قامت هذه الدول بتسليم العراق على طبق من ذهب لقوة القدس الإرهابية والتزمت الصمت على جرائم الملالي في سوريا في الوقت الذي كان بامكانها ان تقف بوجه هذا النظام بسياسة صارمة.
على أية حال فاننا لسنا متطلعين الى الغرب لإنهاء عهد ولاية الفقيه وتحقيق الحرية في إيران وتخليص المنطقة من براثنها وانما عهدنا وعقدنا العزم ونرى من مسؤوليتنا ونحن على يقين من أن فجر الانتصار سيبزغ على الأفق من خلال هذه المقاومة العنيدة والصامدة ليضيء العالم بنوره.
أيها الحضور المحترمون!
لقد أبرزت ايران في تأريخها المعهود بالأزمات والخطوب مرة أخرى لحظه بأن «الجماهير لا تريد والقمة لا تستطيع» أي حان وقت التغيير وتوفرت شروط التغيير. اسمحوا لي أن أسلط الضوء على هذه البرهة الحساسة ضمن عدة محاور:
بداية حول الأزمة النووية التي تحدق بالنظام الايراني ثم تخبطه في مستنقع الحرب في سوريا والعراق بعد ذلك فقدان الشرعية وعدم الاستقرار والقاعدة الشعبية بالاضافة الى الانقسامات في قمة النظام والانهيار الاقتصادي ونهاية النقمة الشعبية الشاملة ودور المقاومة المنظمة.
تعلمون أن مشروع إنتاج القنبلة النووية كلف النظام حسب خبراء النظام نفقات أكثر من كلف الحرب الـ8 سنوات مع العراق وكان اسنادا لماكنة القمع والتنكيل وآلية لتوسيع هيمنة النظام على المنطقة الا أن هذا المشروع قد تحول الآن إلى اكبر تحدٍ للسياسة الداخلية والدولية للنظام. بمعنى انه اذا تخلّى عن تصنيع السلاح النووي، فيضع بذلك قطار النظام برمته على سكة مختلفة تقوده إلى انهيار الدكتاتورية الدينية وإثارة الانتقاضة الشعبية العارمة. وامّا اذا أصرّ على الاستمرار بتصنيع القنبلة فانه سيؤدى إلى عملية جراحية ستُجرى في قمة النظام وسيدخله في مواجهة مع الشعب الإيراني. واذا أصر على تصنيع القنبلة فان هذا المسار سينتهي الى عملية جراحية في قمة النظام والاصطدام بالجماهير الايرانية والمجتمع الدولي.
نعم ان العنصر الأساسي في مأزق النظام، ليس الخوف من الولايات المتحدة ولا من الغرب، بل ناجم عن خوفه من الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
ان النظام يواجه نفس المأزق جراء تدخلاته في العراق وسوريا أيضًا. والسؤال المطروح هو لماذا يعتبر تصدير التطرف الديني والإرهاب إلى خارج الحدود حاجة حيوية لنظام طهران؟ سكرتير المجلس الأعلى لأمن النظام يجيب على ذلك بقوله “نحن نضحي بدمائنا في العراق وسوريا كي لا نضطر لمثل هذه التضحيات في طهران”. كما أكد قائد قوات الحرس: “إننا اليوم ندافع عن حدودنا كيلومترات أبعد عنها”. نعم وهذه هي المسألة كلها. الإرهاب وارتكاب الجرائم بحق البشرية في العراق وسوريا، يأتي كلها من أجل الدفاع عن نظام ولاية الفقيه الذي بات كيانه معرّضاً للخطر و النظام وشركاءه يحاولون اظهار تدخلاتهم الإجرامية بأنها علامات لاقتدارهم، لكن علينا أن لا نقع في الخطأ في هذا الموضوع حيث نعرف أن القوات النازية ارتكبت معظم مجازرها خلال المرحلة النهائية من الحرب وفي الوقت الذي كانت تعيش مرحلة الانحسار والهزيمة. قوة ولاية الفقيه مع أنها موغلة في ارتكاب الجريمة والجينوسايد في العراق وسوريا واليمن الا أنها تسير منحى الهزيمة والانهيار وأن العراق وسوريا ليسا ساحة لانتصار الملالي. بل أنهم يغرقون في مستنقع هاتين الحربين يوما بعد يوم وتتفاقم عواقبها الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عنها وستؤدي إلى زيادة نزاعاتهم الداخلية باستمرار. واذا استطاعوا الانسحاب من هاتين الحربين، فان ذلك سيشكل ضربة قوية هي الأخرى على هيكلية ولاية الفقيه المتهالكة وفي كلتا الحالتين سوف يعبد طريق سقوط النظام.
ان عجز النظام يعود سببه الى افتقاره للمشروعية والقاعدة الشعبية والانقسام في قمة النظام. انه نظام غير شرعي. كون هناك بحر من الدماء بين النظام وبين الشعب ولأنه يعتمد أساسا على العنف والاجبار والاكراه والقهر ولأنه غارق حتى الرأس في الفساد والكذب والجريمة. النظام لا يمتلك قاعدة شعبية وان تم اجراء انتخابات حرة (ويعد ذلك الخط الأحمر بالنسبة للنظام) في ايران فان الأصوات التي تحصل عليها أجنحة النظام كلها فلا تتعدى بضعة نسب بالمئة من الأصوات. هذا النظام يعاني من الاحتقان الشعبي كون حالات الاستياء والبطش تزداد يوما بعد يوم. لأنه لا سيادة للقانون في ايران وأن انعدام الأمن هو السائد في الشارع وهذه الحالة وفقدان الطمأنينة والأمان في ايران بلغ حداً تكاد تكون الاستثمارات الأجنبية في إيران حد الصفر.
المصدر الآخر لهذه التوترات هو التناقض الاستنزافي الذي تعيشه هيكلية السلطة. لماذا يعيش رأس النظام في انقسام رغم جميع مساعي الخامنئي لتوحيد أجزاء كيانه؟ لأن الانتقاضة ومقاومة الشعب الايراني قد فرضا مثل هذه الشرخة على هذا النظام. لقد اضطر الخامنئي الى عدم اطالة مهزلة الانتخابات لتمتد الى الجولة الثانية وذلك خوفا من عودة انتفاضة شعبية وبالنتيجة رضخ على مضض ليصبح أحد الملالي من الجناح المنافس رئيسا للبلاد وهذا أوجد شرخة كبيرة في قمة الحكم مما تحول الآن الى عامل جدي لزعزعة النظام برمته.
أيها السادة الأفاضل!
ان العامل المهم الآخر الذي أوصل إيران الى موسم التغيير هو الانهيار الاقتصادي الذي تعيشه ايران وعجز النظام عن احتوائه. ان التنمية الاقتصادية للبلاد تسجل نقاطا سلبية كل سنة والعملة الوطنية الرسمية للبلاد قد فقدت 70بالمئة من قيمتها خلال الأعوام الثلاثة الماضية. المنظومة المصرفية قد لاقت افلاسا وقد تعطل ثلثا الوحدات الانتاجية الصناعية أو يسودها الركود كما اصيبت الأسواق بالركود القاتل وبلغ عدد العاطلين عن العمل مالايقل عن 10 ملايين نسمة أي اثنين من كل خمسة أفراد.
العوائل الايرانية انجرت من الفقر والعوز الى الجوع وبلغ عدد جيش العاطلين 12 مليون نسمة. بالأمس كانت المشكلة العامة هي الفقر والآن أصبح الجوع هو المشكلة. ولم يكن الاختلاف الطبقي في أي مرحلة من تأريخ ايران ملفتا مثل هو عليه الآن في حكم الملالي.
في عام 1971 ألقى الخميني في كلمته المنطوية على النفاق ، باللائمة على ديكتاتورية الشاه بأن المواطنين في محافظة بلوشستان يتاجرون ببناتهم من فرط العوز ولكن الحالة الآن وصلت الى حيث ترى اعلانات مؤلمة لبيع أطفال صغار وأعضاء للبدن في وسط طهران ناهيك عن بلوشستان. وبالنتيجة اذا ترك الملالي الانهيار الاقتصادي على حاله فتعقبه الانتفاضات الجماهيرية واذا أرادوا أن يخطو خطوة لاحتوائه، فهم مضطرون الى تقليص نفقات القمع وتصدير الإرهاب مما سيضعف كل كيانهم ويجعله بلارادع ويفتح الطريق أمام الشعب الايراني ليفرض ارادته.
أيها الحفل الكريم!
ان الاستياء والبطش الجماهيريين في إيران يزداد ساعة بعد ساعة من الجرائم التي يقترفها النظام ومنها حملة الإعدامات بمعدل كل ثمان ساعات إعدام واحد، وآلاف من السجناء المحكوم عليهم بالإعدام، ومن حملة الاعتقالات بمعدل سبعين شخصا في كل ساعة، من التعذيب الذي يمارس ضد السجناء وترك المرضى منهم يموتون ببطيء، من التصرف اللا انساني لقضاء النظام الذي شكل 19 مليون ملف لابناء الشعب الإيراني، من حملة التنكيل والكبت بحق الموسيقي والسينما ومواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي وخاصة الأعمال الإجرامية مثل رش الحوامض بحجة ملبس النساء وبالتالي جعلت هذه الجرائم علاقة الشعب الإيراني بالنظام الحاكم علاقة شعب في بلد محتل بقوات الاحتلال.
اضافة الى ذلك فان النظام صوت قانوناً كلف بموجبه قوات البسيج (التعبئة) بقمع النساء والشباب في الشوارع بحجة «الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» كما في الوقت ذاته استخدم وعلى عجالة «بلدة الحرب في المدن» لقوات الحرس لممارسة قمع الانتفاضات وزاد من المؤسسات الخاصة للقمع والتنكيل والرقابة ليبلغ عددها الى مالايقل عن 75 مؤسسة.
ويذعن مسؤولو النظام بأن عدد الحركات الاحتجاجية بلغ 3 آلاف حالة في العام الماضي وفي محافظات بلوشستان وخوزستان وكردستان تحولت الاحتجاجات مرات عديدة الى اصطدامات مسلحة مع عناصر النظام فيما تتواصل مقاومة السجناء المجاهدين والمناضلين حيث أوصل اضراب السجناء عن الطعام النظام الى مرحلة العجز لأكثر من مرة.
أيها الأصدقاء الأفاضل!
بعيداً عن أي أزمة فان حركة المقاومة هي العامل الحاسم والمزعزع الدائم الذي يجعل نظام ولاية الفقيه يعيش دوامة عدم الاستقرار. فهذه المقاومة وبقيادة مسعود رجوی قائد المقاومة فقد أسست حركة مستدامة ضد الفاشية الدينية وكشفت عن هوية الرجعية الدينية ولعبت بالدفاع عن الإسلام الحنيف والديمقراطي دوراً حاسماً في هزيمة التطرف الاسلامي فكريا وثقافيا ورفعت راية إسقاط هذا النظام. فهذه المقاومة هي التي رفضت حرب الخميني الخيانية للوطن ووقفت بوجه المشروع النووي للنظام وكشفت عن أكبر مواقعه ومنشآته النووية. فهذه المقاومة هي التي لعبت دورا حاسما في الكشف عن مأساة انتهاك حقوق الانسان في ايران وصدور 61 قراراً لادانة هذا النظام في الجمعية العامة للأمم المتحدة. ان هذه المقاومة وبريادتها في النضال من أجل المساواة بين الرجل والمرأة فقد حفزت الطاقة المقموعة في المرأة الايرانية وهي التي دعت دوما عموم المواطنين لاسيما الشباب الى المقاومة وكانت في انتفاضات عام 2009 عامل تنظيم للكثير من نواة الانتفاضة كما انها وبجيل من النساء والرجال المتفانين وأصحاب العقائد المتمثلين في مجاهدي درب الحرية في معسكر ليبرتي تشكل مصدر الهام للنساء والشباب الايرانيين. واذا كرس الملالي جهدهم على تقويض المجاهدين في أشرف وليبرتي فهذا يبرز خوفهم من العامل الذي يهدد كيانهم لاسقاطه.
خلال السنوات الـ8 الماضية كلف الملالي المالكي بأن ينشط أكثر من أي عمل آخر في القضاء على الأشرفيين فتم تنفيذ 27 اعتداء اجرامي منها 6 مجازر وعملية اختطاف حيث كلها جاء بتوصية وايعاز وتخطيط من بيت الخامنئي.
وأما على الصعيد الدولي فان ممارسة الضغط على مجاهدي خلق كانت مطلبا ثابتا لدى النظام في مفاوضاته مع أي دولة غربية. فملف 17 حزيران/ يونيو في فرنسا كان يقوده الملالي من طهران على مدى الأعوام الـ15 الماضية وهم الذين فبركوا مختلف الملفات الكيدية وشهادات زور الا أن القضاء الفرنسي فقد رفض في عام 2011 تهمة الارهاب الملصقة بالمقاومة كما وفي ايلول/سبتمبر 2014 فقد ألغت كل الأحكام الأخرى المرتبطة بالتهم المالية ضد المقاومة. بيد أن الملالي طلبوا استئنافا من جديد عبر محامي شخص مات قبل 9 أعوام وكان هذا الاستئناف محاولة للمرة الألف حسب وليام بوردون محامي المقاومة لاستغلال جهاز القضاء الفرنسي من قبل دولة خارجية. و رغم ذلك فان القضاء الفرنسي رفض قبل يومين هذا الاستئناف الفظيع الذي قد يكون عديم النظير في تاريخ القضاء العالمي وأكد على رفض التهم الموجهة ضد المقاومة الايرانية. وطبعا ان مقاومة الشعب الايراني تكون منتصرة حيثما كان الضمير والعدالة وأن هذه المحاولات اليائسة لفتح ملفات كيدية تؤكد خوف النظام من هذه المقاومة.
كما وفي داخل ايران يشكل أنصار مجاهدي خلق وأي ارتباط بهم وتقديم تبرع لهم الخط الأحمر للنظام ويتم قمعه بشدة.
معذلك فان تاريخ ايران لا يعرف بهذه الحقب الحالكة والفعلة النكراء لهذا النظام وانما يتلألؤ بالأنوار المشرقة التي أضاءها صمود الشعب الايراني ومقاومته ومن هذا المنطلق فان المجاهدين في حكم الاستبداد الديني يشكلون الضمير الحي للشعب الايراني وهم الذين يسطرون تاريخ ايران نحو النصر.
ويقول قائد المقاومة مسعود: «عندما يعربد العفريت وعندما ينتشي الجلاد بنشوة الغرور فان سر البقاء والاعتلاء هو كلمة الفداء والتضحية… وتعلم المجاهدون بدءا من مؤسسيهم والى أعضائهم وأنصارهم في أرجاء ايران وفي عموم العالم الدرس جيدا بأنه كيف يسطرون تاريخ شعبهم ووطنهم…».
والآن أنتم النساء والرجال الأحرار وأيها الشباب الذين ضقتم ذرعاً وأيها العمال والمعلمون ويا طلاب الجامعات وأيها المواطنون الأعزاء!
انكم باستطاعتكم مع أبنائكم المجاهدين والمناضلين اسقاط هذا النظام . رغم القمع الذي يمارسه النظام بلاهوادة، والفقر والبطالة والآلام والمعاناة التي فرضها هذا النظام عليكم، رغم سياسة تأجيج الحروب وتصدير الإرهاب ورغم المساومات السياسة، فان الكلام الأخير وفصل الخطاب تنطقونه انتم وينطقه ابنائكم في جيش التحرير وليس غيركم..
ان الطغاة يروجون اليأس وخيبة الأمل حيال المقاومة من أجل التصدي لانتفاضة الشعب. اذن يجب بالمقابل ان تقوموا بنشر ثقافة الأمل بالحرية والثورة والتغيير فاعلموا بان هذا النظام مهما ارتكب الجرائم ومهما طال عمره فلا مفر له من الإسقاط المحتم فأنتم هم القادرون على مناصرة المقاومة المنظمة من أجل إسقاط الفاشية الدينية وتحرير إيران. أجل ايران تعرف بكم وأنتم ايران. اذن أناشدكم لتحرير إيران، فانتفضوا من أجل إجراء انتخابات حرة، من أجل إقامة جمهورية تعددية تبنى على أساس فصل الدين عن الدولة، من أجل اقامة مجتمع مبني على المساواة بين المرأة والرجل إيران بلا تعذيب وإعدام و خالية عن أحكام شريعة الملالي وإيران غير نووية.
- الوسوم:الشعب الإيراني, انتهاك حقوق الإنسان