كلمة مريم رجوي في مؤتمر “أربعة عقود من جرائم ضد الإنسانية والإفلات من العقاب” في الذكرى الخامسة والثلاثين من مجزرة عام 1988
عقد يوم الاثنين 21 أغسطس/ آب 2023 مؤتمر “4عقود من جرائم ضد الإنسانية والإفلات من العقاب” في باریس بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لمذبحة 30
ألف سجين سياسي، بمشاركة بعض أبرز القضاة والحقوقيين الدوليين.
وكان المتحدثون في هذا الاجتماع: البروفيسور تشيلي أيبوي أسوجي، رئيس المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي (2021)؛ والبروفيسور ليلى نادية السادات، المستشارة الخاصة للمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بشأن الجرائم ضد الإنسانية ( 2012-2023)؛ والبروفيسور فولفغانغ شومبورغ، قاضي المحكمة الجنائية الدولية ليوغوسلافيا السابقة وقاضي في المحكمة الجنائية الدولية لرواندا؛ والبروفيسور ويليام شيباس، رئيس لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة بشأن قطاع غزة (2015) و رئيس المحققين الدوليين في الإبادة الجماعية (2011)؛ والبروفيسور فيلناس فادابالاس، قاضي المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي (2013)؛ والبروفيسور فاليريو تشوكا، قاضي المحكمة العامة للاتحاد الأوروبي (2010)، والحقوقي الحائز على جائزة نوبل ألكساندرا ماتيتشوك (2022)؛ والمدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة ميلوسيفيتش، سيرجفري نيس، وشيلا بايلان، محامية حقوق الإنسان الدولية والمستشارة القانونية السابقة للأمم المتحدة لمدة 15 عامًا؛ و ديفيد جونز، عضو مجلس العموم البريطاني، وزير بريكست وويلز السابق؛ والبروفيسور أليخو فيدال كوادراس، رئيس اللجنة الدولية للبحث عن العدالة ونائب رئيس البرلمان الأوروبي (1999-2014)؛ وطاهر بومدرا، رئيس لجنة العدالة من أجل ضحايا مذبحة عام 1988 ورئيس مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في العراق 2012).
وفي بداية اللقاء رحبت مريم رجوي بالضيوف وأثناء كلمة ألقتها بمناسبة الذكرى الخامسة والثلاثين لمجزرة السجناء السياسيين عام 1988 قالت: “حان الوقت لإنهاء حصانة قادة النظام من الملاحقة القضائية و عقوبة الإبادة الجماعية “.
يمكنكم قراءة نص الكلمة أدناه:
تحية لكم، أيها المواطنون والضيوف الكرام،
تحياتي لكم يا أصحاب الرأي والحقوقيين والخبراء
تحية لأنصار المقاومة الذين حضروا هذا المؤتمر في ذكرى مذبحة 30 ألف مجاهد ومناضل.
قبل 35 سنة وفي مثل هذه الأيام بالضبط، بدأ الجلادون المؤتمرون بإمرة خميني، الذي كان الرئيس الحالي للنظام، الملا رئيسي، من أنشطهم، بقتل السجناء من مجاهدي خلق ثم استمروا في قتل السجناء الماركسيين وغيرهم من المناضلين.
لكن مرور 35 عاما على تلك الجريمة الكبرى، وإخفاء أو تدمير قبور الشهداء لم يتمكنوا من نسيان هؤلاء الأبطال.
مما لا شك فيه أن هذه أكبر مجزرة بحق السجناء السياسيين بعد الحرب العالمية الثانية بقي المسؤولون عنها منفلتين من العقاب.
كان كل من هؤلاء القتلى أمثلة لأشخاص مخلصين وأتقياء وشعبيين في مدنهم. كان كل منهم قد قاوم من 5 إلى 7 سنوات في سجون خميني السياسية تحت وطأة التعذيب المروع.
كل واحد منهم كان لديه فكرة مثالية أمامه. لبناء مجتمع حر ومتساوٍ ومتقدم؛ مجتمع متحرر من الجهل والقهر والإكراه والظلم.
حركة المتمسكين بالمواقف
عندما طُلب منهم الاختيار بين التخلي عن قضية مجاهدي خلق وحبل المشنقة، اختاروا الأخير واحدًا تلو الآخر عن علم، وعقلانية تامة، مرفوعي الرأس. أي اختاروا قضيتهم.
ثم في أروقة الإعدام، حسب اعتراف الجلادين، ذهبوا إلى مصيرهم وهم يهتفون بالموت لخميني والتحية للحرية والتحية لمسعود رجوي.
هذه المشاهد الصادمة لم تنته في الصالات المليئة بالمشانق. تستمر دورة القتل هذه على أيدي الملالي المجرمين حتى يومنا هذا. لأن المقاومة والتمردات والانتفاضات التي يقوم بها الشعب الإيراني لإسقاط النظام استمرت وتتواصل.
إن مذبحة عام 1988 هي ضمير المجتمع الإيراني النضالي وهي دائما ما تزال حية في ذاكرة التاريخ الإيراني.
ولا يزال الأمهات والآباء والناجون من تلك المذابح يبحثون عن قبور أبنائهم.
لا يزالون يفكرون في اللحظات الأخيرة من حياة أبنائهم، وحول آخر الأشياء التي تركوها.
للساعات اليدوية التي كُسرت أثناء المجزرة وسجلت العقارب ساعة الإعدام.
نعم، إنهم لا يتسامحون ولا ينسون.
في ذلك الوقت، أمر خميني بوجوب إعدام كل من وقف ثابتا على موقفه في دعم قضية مجاهدي خلق. لم يكن يعلم أنه منذ ذلك الحين فصاعدًا، “الوقوف متمسكا بالموقف” سيصبح رمزًا للمقاومة والشرف والحرية.
آلاف التحيات لهؤلاء الأبطال والطريق الأحمر الذي ساروا فيه.
إعدام بسبب التمسك بالقضية
أيها الحضور الكرام!
الوصف القانوني لمذبحة 30 ألف سجين سياسي هو من اختصاص الحقوقيين البارزين.
وبحسب جميع التقارير، فإن أكثر من 90٪ من الإعدامات طالت مجاهدي خلق، الذين كان كبار ملالي النظام قد استباحوا قبل 8 سنوات من المجزرة حياتهم وأموالهم بقولهم: لا يحق لهم الحياة أو المال حسب أوامر خميني.
رأى خميني المجاهدين على أنهم تهديد للوجود الديني والسياسي لنظامه، لأنهم رفضوا تفسيره الرجعي للإسلام ولم يقبلوا ديكتاتورية ولاية الفقيه.
لأنهم كانوا يؤمنون بأن الإسلام دين الحرية والمساواة.
رأى خميني بقاء نظام ولاية الفقيه في تدمير أصحاب هذا الاعتقاد، ولهذا فقد كتب في حكم المجزرة أن المجاهدين مرتدون، ومن كان مصرا على موقفه يجب إعدامه.
أراد اجتثاث هذه الحركة وهذه الفكرة، كما كتب منتظري، خليفة خميني في ذلك الوقت، احتجاجًا على أن مجاهدي خلق هم صنف من المنطق، فهم لا يُدمرون بالقتل، بل يتم الترويج لهم.
وعندما أحس خميني بخطر شديد إقبالا واسعا من قبل الشباب نحو مجاهدي خلق، ألقى خطابا عاما في 25 يونيو 1980 أكد خلاله “عدونا ليس في أمريكا ولا في الاتحاد السوفيتي ولا في كردستان، بل هنا أمام أعيننا في طهران”.
أخيرًا، في صيف عام 1988، بدأ خميني عمليات قتل جماعي في طهران وأكثر من 130 مدينة إيرانية.
واحدة من أهم الوثائق في هذا الصدد هي حكم الرهيب.
لقد رأيتم للتو نصه في هذا المعرض.
التعليمات الرئيسية للحكم هي: أولئك الذين يصرون على موقفهم في الدفاع عن مجاهدي خلق في السجون في جميع أنحاء البلاد يحكم عليهم بالإعدام.
بناءً على ذلك، تم إعدام كل من قتلى المجزرة ليس بسبب أفعالهم، ولكن بسبب تمسكهم بمعتقداتهم وأهدافهم ومُثلهم.
لم تكن هناك محاكمة لإعدام أي منهم. كان يكفي فقط أن تدرك لجنة الموت أن السجين لا يزال متمسكا بموقفه. في نفس الفترة تم القبض على العديد من أنصار المجاهدين وإعدامهم خارج السجون. لا شك أن الهدف من هذه المجزرة هو التدمير الكامل لتيار سياسي واجتماعي.
وبحسب هذا الحكم ليس دم المجاهدين مُباحا فحسب.
حتى الشهداء محرومون من وجود شاهد القبر.
وأولئك الذين تم إعدامهم يُدفنون في مقابر جماعية، ولا يعرف الآباء والأمهات والأبناء والزوجات مكان دفن أحبائهم.
تم التعرف على العشرات من هذه المقابر الجماعية. لكن النظام يحاول تدمير هذه المقابر الجماعية، بما في ذلك مقبرة خاوران، والقضاء على آثار هذه الجريمة الكبرى.
في هذه العقود الأربعة، كان هذا الحكم أساس كل جريمة ضد منظمة مجاهدي خلق.
هدف النظام، القضاء على حركة المقاومة
بعد سنوات من المجزرة، قال الرئيس الحالي للنظام الملا إبراهيم رئيسي، إن كل من ينتمي إلى هذه المنظمة، أي من لديه هذا المُثل الأعلى، يُحكم عليه بالإعدام.
قبل أربع سنوات، قال مصطفى بور محمدي، عضو لجنة الإعدام في مجزرة 1988 ووزير الداخلية ووزير العدل السابق للنظام: “لم نصفّ بعد حساباتنا مع مجاهدي خلق”.
منذ أربعة عقود مضت والشعار الرئيسي للنظام هو موت المنافقين. والتي تتكرر في كل احتفال رسمي دون استثناء. المنافقون، هو المصطلح الذي يستخدمونه بدلا من المجاهدين.
النظام في علاقاته مع كل حكومة في العالم، أعلن أن أهم حدود حمراء هي العلاقة مع منظمة مجاهدي خلق.
ماذا كان الهدف من كل تلك الاعتداءات والهجمات الصاروخية والحصار الطبي وقتل الأسرى المقيدين في أشرف وليبرتي في العراق؟
اليوم، لماذا جعل الملالي أشرف 3 في ألبانيا هدفاً لمؤامراتهم؟
أشرف 3 يضم 1000 سجين سياسي سابق، من بينهم شهود عيان على مجزرة عام 1988.
إنهم رمز لأربعة عقود من الصمود أمام هذا النظام والدفاع عن الحرية.
وجود ألف مناضلة تحدّين تطرف الملالي المعادين للمرأة داخل وخارج إيران، هم مصدر إلهام لعشرات الملايين من النساء الإيرانيات اللائي يتعرضن لقمع النظام المستمر.
يسعى النظام إلى سلب الحقوق الأساسية للمجاهدين في أشرف بالابتزاز واختلاق الأكاذيب، ويمهد الطريق للقضاء عليهم. في 20 يونيو/ حزيران، من خلال التهديد والضغط على الحكومة الألبانية، تسبب في هجوم غير مبرر على أشرف، مما أدى إلى استشهاد أحد المجاهدين وإصابة العديد منهم.
يا ترى، لأي غرض أصدر قضاء النظام لائحة اتهام لأكثر من 100 مسؤول وأعضاء في هذه المقاومة هم لاجئون في دول أوروبية، بما في ذلك ألبانيا، منذ سنوات عديدة؟
بالتأكيد من الواضح أن الهدف مرة أخرى هو خلق قضية لممارسة الضغط وتمهيد الطريق لاغتيالهم.
الهدف الرئيسي هو نفس الهدف الذي كان قبل 40 عامًا. تدمير حركة المقاومة ومواجهة أشرف الذي هو رمز للمتمسكين بمواقفهم في التاريخ المعاصر.
نباريس أمام صفوف المنتفضين من أجل الحرية
واليوم، وبعد 35 عامًا، يقول منظّرو النظام: “يجب أن نعلم أن قضية مجاهدي خلق هي قضية يومنا هذا”.
ويقولون: “علينا أن نفعل بما يجب أن يمنع شباب جيل اليوم من الانضمام إلى المنظمة”.
فشل خميني ونظامه في قطع طريق المقاومة والانتفاضة ولم يستطع أن يجعل الإكراه والظلام المصير الأبدي للشعب الإيراني.
الآن هؤلاء هم أبناء إيران البررة الذين، بحسب مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية، “يكتبون مصير إيران بالانتفاضة في ميدان التضحية والنضال”.
إن قتلى 1988 الذين ذهبوا إلى قاعات المشانق بترنيمة دموية، هم نباريس أمام صفوف المنتفضين من أجل الحرية.
واليوم تشعل حركة التقاضي، نيران دمائهم وتقود الجيل الذي انتفض على طريق الشهداء نحو الانتفاضة وإسقاط النظام.
حركة التقاضي هي حركة تغلي فيها دماء شهداء 1988 ودماء 1500 شهيد من انتفاضة 2019 و 750 شهيد انتفاضة 2022 باستمرار وتثير الناس للوقوف والقتال. إنها حركة تتواصل حتى إسقاط النظام.
على الصعيد الدولي، حان الوقت لإنهاء حصانة 40 عامًا لقادة النظام من المقاضاة والعقاب على ارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية.
يجب محاكمة خامنئي ورئيسي وإيجئي وغيرهم من المسؤولين عن مجزرة 1988 وأولئك الذين أمروا بقتل الشباب الإيراني في انتفاضات السنوات القليلة الماضية، وخاصة قادة الحرس، أمام محكمة دولية.
الولي الفقيه للنظام، ورئيس النظام، ورئيس القضاة، ورئيس مجلس الشورى، وقادة الحرس وأجهزته الأمنية، شاركوا جميعًا في الجريمة ضد الإنسانية منذ السنوات الأولى من حكم هذا النظام.
محاكمة هؤلاء المجرمين، تحمل رسالة العدالة والتقاضي إلى المجتمع البشري.
شعب إيران لا يتسامح؛ ولا ينسى بل يقرّب يوم الحساب أكثر فأكثر.
بالتأكيد سيأتي يوم الحرية لشعب إيران، في ضوء نضال وصمود الأجيال الإيرانية الشجاعة المتفانية، مثل شروق الشمس.
شكرا لكم جميعا
- الوسوم:إيران, الإعدام, انتهاك حقوق الإنسان