كلمة مريم رجوي في مؤتمر التضامن لنواب البرلمان الاردني مع المقاومة الايرانية
يعقد هذا المؤتمر في وقت مر 76 يوما على اضراب مئات من مجاهدي درب الحرية في ليبرتي ومناصري المقاومة المضحين في مختلف نقاط العالم. سبعة من أعضاء مجاهدي خلق ممن تم أخذهم كرهائن في الأول من ايلول / سبتمبر مازالوا في قبضة قوات نوري المالكي والأخطار الأمنية المحدقة على ليبرتي بقيت على حالها.
فاجعة المجزرة واختطاف الرهائن التي تم تخطيطها من قبل الملالي في طهران ليس أمرا يخص قضية الشعب الايراني والمقاومة الايرانية
فحسب وانما هي معيار للأزمة المستعرة في كل المنطقة: أزمة النقمات المتفاقمة داخل ايران وأزمة البرنامج النووي للملالي وأزمة المواجهة والحرب في المنطقة.
مستقبل المنطقة رهين الصراع بين نظام ولاية الفقيه والمتعاونين معه من جهة وبين المواطنين ودول المنطقة من جهة أخرى.
كلنا نرى أن القاعدة والى الجزء اللبناني لقوة القدس أي مجموعة حزب الشيطان أو التيارات الرجعية والارهابية في اليمن كلهم تابعون مباشرة للملالي الحاكمين في ايران. كما ان التفجيرات اليومية في العراق وتأجيج الحرب في سوريا واثارة الفرقة في عموم الدول المسلمة ومختلف الاستفزازات الارهابية ضد الدول العربية كلها يتم توجيهها من طهران.
ان المنظومة الصاروخية الايرانية التي استنزفت جزءا كبيرا من ميزانية البلاد، هدفها ليس تل أبيب ولا لندن ولا واشنطن وانما العواصم العربية كما أن هدف النظام من الحصول على السلاح النووي قبل كل شيء هو ممارسة الهيمنة على العالمين الاسلامي والعربي.
لو لم تكن اثارة الحروب والتدخل الشرير لقوات الحرس والتهديدات والتدخلات الخبيثة للملالي لكان بالامكان أن تعالج الأوضاع بسرعة في دول المنطقة والدول التي شهدت الثورات حديثا في الربيع العربي. لو ألقينا نظرة من كل جانب فنرى دور هذا النظام كعدو رئيسي للأمن والاستقرار وحرية شعوب الشرق الأوسط.
ولهذا السبب نحن نؤكد أن في هذه المنطقة التكتل الرئيسي ليس بين الشيعه والسنة أو المسلمين وغير المسلمين والعرب وغير العرب وبين الشرق والغرب وانما هو بين نظام ولاية الفقيه من جهة والمواطنين ودول المنطقة من جهة أخرى.
وكلما يصبح النظام داخل ايران مكروها ومنعزلا ويضعف أكثركلما يزداد قمعه داخل ايران وكلما تزداد تطاولاته خارج الحدود أكثر فأكثر. وجوهر الحال هو أن نظام ولاية الفقيه يمثل العدو الرئيسي لجميع الدول العربية والاسلامية.
ولهذا السبب بالذات فان الحل تجاهه يكمن في تشكيل جبهة ضد هذا النظام والارهاب والتطرف الموجه من قبله.
هذه الجبهة تمثل التصدي لمحاولات الملالي لاشعال كل المنطقة بالنار. ومن أجل تشكيل هذه الجبهة اننا ندعو الدول العربية والاسلامية الى التضامن مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية. فبامكان هذه الجبهة ويجب أن تقطع دابر الملالي الحاكمين في ايران من كل المنطقة من لبنان وفلسطين ومرورا بسوريا واليمن والعراق. كما في ذلك أكبر عون لتطلعات الشعب الايراني في التخلص من شرور الملالي المجرمين وتحقيق الحرية. هذه الجبهة هي ما يخشى منه الملالي بشدة ولذلك فانهم أعلنوا مرات عدة في علاقاتهم الديبلوماسية أن أية علاقة مع منظمة مجاهدي خلق هي خط أحمر لانهم يعلمون أن تضامن دول العالم وبلدان المنطقة مع هذه المنظمة من شأنه أن يؤدي الى تشكيل مثل هذه الجبهة بسرعة.
خاصة يجب أن أؤكد أنه وبرغم جميع المغامرات والارهاب واثارة الحروب الا أن هذا النظام يعيش وضعا هشا وفي مأزق أكثر من أي وقت آخر. فمهزلة الانتخابات في حزيران /يونيو الماضي كانت علامة واضحة من الضعف والأزمة المتفاقمة داخل كيان خامنئي. والآن وبعد مرور 5 أشهر انظروا الى حصيلة هذا الرئيس «المعتدل» و«المنفتح»: زادت الاعدامات وأخذت تدخلات قوات النظام الايراني في العراق وسوريا واليمن أبعادا خيالية. كما ومن جهة أخرى يسعى عن طريق الخداع لمواصلة مشروعه للحصول على القنبلة النووية وكذلك استخدام أمريكا والقوى العظمى في خدمة أطماعه الشريرة في المنطقة.
قبل يومين أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه لم يحصل أي تغيير في البرنامج النووي لهذا النظام منذ مجيء روحاني الى السلطة.المقاومة الايرانية ومنذ شهور مضت حصلت على معلومات جديدة من مصادرها داخل ايران تؤكد أن الملالي قد زادوا من وتيرة نشاطاتهم لبناء القنبلة النووية. انهم يريدون القنبلة من أجل الحفاظ على حكمهم المترنح الذي تحدق به أزمة السقوط ولهذا السبب فانهم توجهوا نحو مناورة خادعة حتى يرفعون ضغط العقوبات من على أنفسهم ازاء بعض المرونات المحدودة ولكن في الوقت نفسه يحتفظون ببرنامجهم النووي.
وبشأن المفاوضات مع هذا النظام والتي تظهرها الحكومة الأمريكية الآن كحل، أريد أن أنقل جانبا من كلمة مسعود رجوي قائد المقاومة حيث قال «الواقع الأساسي هو الضعف الجوهري والوضع الهش للغاية الذي يعيشه نظام هو لا يحتمل المفاوضة والصفقة وتغيير السلوك والتراجع عن مواقفه المعروفة. ذلك النظام الذي على الظاهر يظهر نفسه قويا ومقتدرا ويدعي الهيمنة على الشرق الأوسط والعالم الاسلامي ولكنه في حقيقة الأمر يعيش مرحلة التفكك والسقوط. انه فرض وجوده قرابة ثلاثة عقود على التاريخ ويرى نفسه الآن في حصار لا يرى فرصة للبقاء الا من خلال الحصول على القنبلة النووية وابتلاع العراق…».
أخواتي واخوتي الكرام!
هجوم القوات التابعة لرئاسة الوزراء العراقية على أشرف في الأول من ايلول/ سبتمبر وارتكاب المجزرة وأخذ الأشرفيين كرهائن وبشكل اجمالي فان الضغوط والمؤامرات الواسعة الرامية للقضاء على حركة المقاومة الايرانية تشكل الحلقة الرئيسية لخارطة الطريق لنظام ولاية الفقيه من أجل التخلص من أزمة السقوط.
رئيس الوزراء العراقي الحالي وباجتراحه عملية الابادة والجريمة ضد الانسانية أراد أن يحتفظ بدعم الملالي لموقعه المترنح. والنظام الايراني وبهذه المجزرة يريد احتواء ارادة الشارع الايراني الجياشة في الاحتجاج والانتفاضة من أجل اسقاط الحكم. كما انه يحاول منع تقرب شعوب ودول المنطقة الى المقاومة الايرانية.
ولكن مع الأسف فان دول المنطقة اعتمدت الصمت تجاه عملية الابادة هذه. بينما أثبتت التجارب أن هكذا تحوطات من شأنها تشجع نظام الملالي لتوسيع دائرة الارهاب واثارة الحروب في المنطقة. ان أخذ الحيطة والحذر مقابل هذا النظام لا يعود بالضرر الى الشعب الايراني فحسب وانما تتضرر منه دول المنطقة بشكل كبير ويفسح المجال لايغال الملالي في الجرائم والاعتداء والاحتلال.
والآن حياة الرهائن الأشرفيين وحياة مئات الأشخاص من اخوتنا وأخواتنا المضربين عن الطعام في خطر.
كما من جهة أخرى فان مخيم ليبرتي معرّض للهجوم والقتل من جديد. خاصة وأن نوري المالكي ومساعديه يسقطون بصريح العبارة المسؤولية عن عاتقهم ومن أجل فتح الطريق لمجازر لاحقة أكدوا انهم لا يمكنهم توفير الأمن للمخيم.
الاعتداءان الدمويان بالصواريخ في شباط/فبراير وحزيران / يونيو على ليبرتي من هذا العام أثبتا مدى وهن هذا المخيم أمنيا.
ورغم جميع الطلبات فان الحكومة العراقية الموجهة من قبل الملالي تمنع من توفير مستلزمات الحماية للمخيم. كما في الوقت نفسه يشدد الحصار على المخيم يوميا بحيث انهم فرضوا مختلف التضييقات على مجاهدي درب الحرية من حيث العلاج وتوفير مقومات الحياة.
كونوا مطمئنين بأن القضاء على مجاهدي خلق وقتل أعضاء المقاومة في العراق سيكون مقدمات لمزيد من هيمنة النظام على المنطقة. دعم ليبرتي ليس أمرا انسانيا فحسب وانما ضرورة سياسية للتصدي لأطماع النظام في المنطقة.
اني أناشد الدول العربية والاسلامية في المنطقة لدعم نشط لمجاهدي ليبرتي والمقاومة الايرانية وأتوقع أن يكون النواب المحترمون متبنين لاتخاذ هذه الخطوة الشجاعة من قبل حكوماتهم.
لا ننسى أن شخصيات شريفة من البلد الشقيق الاردن الهاشمي خاصة نواب البرلمان الاردني وقفوا في كل هذه السنوات بكل حرص والشعور بالمسؤولية بجانب أخواتهم واخوانهم في أشرف وكل المقاومة الايرانية حيث دافعوا من خلال اصدار بيانات واتخاذ مواقف في حينها والحضور في المؤتمرات وفي كل مكان عن أبناء الشعب الايراني. المستقبل سيثبت ان عملكم قد شكل أحسن وأقوى التحالفات بين شعوبنا.
أشكركم مرة أخرى .
- الوسوم:تنزّل النظام