مريم رجوي تناشد التضامن الوطني لمواجهة السيول المدمرة وطغيان ولاية الفقيه المشؤوم
أيها المواطنون المنكوبون في جميع أنحاء البلاد!
أيها الأمهات، والآباء، أعزائي بناتي وأبنائي، الذين تتضورون ألمًا وقهرًا وغضبًا من كوارث السيول والفيضانات التي كان من الممكن تفاديها.
سخطكم ونقمتكم على نظام ولاية الفقيه، الذي سبّب كل هذا الدمار والموت والحزن، قد ألقى الرعب في قلوب قادة النظام بأكملهم.
الحق معكم وأنتم ترون في هذه السيول والفيضانات، نهاية عهد الملالي. وأنتم على حق وأنتم ترون في هذه السيول والفيضانات، طفح كيل الفساد وجرائم الملالي.
لقد أثبتت هذه الكارثة مرة أخرى أن سياسة النهب والدمار التي اعتمدها النظام الحاكم على مدار 40 سنة، هي سياسة إجرامية تدمّر أرواح وحياة الناس العزل، في كل حالة من السيول والفيضانات والزلازل.
ماذا حدث في شيراز، مع هطول أمطار مدتها 10 دقائق فقط، راح ضحيته أعداد كبيرة من مواطنينا، مع أعداد هائلة أخرى من المصابين والجرحى فضلا عن الدمار؟
الملالي الغاصبون قد جلبوا هذه المصيبة لمدينة شيراز وأبنائها الشجعان. إنهم قد دمروا المجرى والمضيق الخاص لتوجيه السيول. إنهم بنوا على مجرى نهر «خشك» (الجاف)، وبجوار «دروازه قرآن»، منشآت مدنية، وقد حصلوا بالفعل من جراء ذلك على مبالغ كبيرة لأنفسهم أو لشركائهم.
وفي محافظة غولستان، لم يقوموا منذ سنوات بعملية الكري في نهر غورغان، ودمروا مساحات كبيرة من المراعي والغابات، وتنصلوا من القيام بعملية تصريف المياه للمزارع وتنفيذ مشاريع مستجمعات المياه.
وفي مدن أخرى، قاموا ببناء منشآت في مسارات الأنهار أو أغلقوا المجاري المائية الطبيعية، ومن أجل تنفيذ هذه السياسة في غاية الفساد، استملكوا واستولوا على شواطئ الأنهار وسواحل البحار والسفوح والغابات المملوكة للقطاع العام، ودمروها وقاموا بالمتاجرة بها.
كما قال مسعود رجوي قائد المقاومة، فإن نتيجة حكم الملالي، وحكم ولاية الفقيه وهذا النظام البغيض، في كلمة واحدة، ليست سوى تدمير الأجيال وتدهور الإنتاج وتدمير البيئة وإزالة أمل الشعب وثقته. فبقي اقتصاد مدمر، ومجتمع حائر وشعب مغدور.
في الواقع، هذه الحكومة هي، حكومة محتلة من جميع النواحي.
في خضم كارثة السيول والفيضانات والدمار، لايكاد يوجد عناصر الإغاثة وأنظمة الإغاثة، ولكن بالعكس أرسل الملالي قوات الحرس والبسيج اللاشعبي إلى الميدان للحيلولة دون اندلاع انتفاضة واحتجاجات المواطنين.
تحتاج شيراز إلى إصلاح الدمار ومعالجة الجرحى، لكن الملا روحاني أرسل على عجل وزير المخابرات، مافيا الموت والقمع والإرهاب إلى هناك.
نعم، هذه هي نهاية نظام زود بشار الأسد بأموال إيران، أو أنفقها على قوات الحرس ، أو البسيج ، أو الإرهاب ، أو البرنامج النووي والصاروخي، أو تم نهبها من قبل قادة النظام الفاسدين.
اللجوء إلى استعراضات مدن الصواريخ لا ينقذ الملالي. لأن الآن هو وقت مدن الانتفاضة ومعاقل الانتفاضة ونهوض أبناء الشعب الذين قرروا إنقاذ أنفسهم وحياتهم ومستقبل أطفالهم من طغيان ولاية الفقيه المشؤوم. كما يقول القرآن:
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
يريد الشعب الإيراني المنتفض أن يتخلص من شر وخباثة هذا النظام الإجرامي وأن يقيم دولة ومجتمعًا تسود فيه الحرية والديمقراطية والمساواة، بحيث لا يعود يستطيع أي شخص آخر تدمير الاحتياجات البيئية الأساسية والضرورية للمدن والقرى، وترك أبناء شعبنا بلا دفاع.
أيها المواطنون المفجوعون!
في الوقت الحاضر، لسان حال الإيرانيين في كل مكان هو محتوى شعر الشاعر الحافظ الشيرازي الذي يقول:
ما أطيب «شيراز» وما أجمل وضعها الذي ليس له مثال..!!
فيا رب..! أحفظها من الفناء وصُنها من الزوال…!!
ربنا احفظ شيراز وجميع مدن وقرى إيران من الزوال وخلصها من نير حكم الملالي.
مما لا شك فيه، أنتم النساء والرجال والشباب الغيارى في شيراز والمدن والقرى الأخرى في إيران ستقضون على حكم ولاية الفقيه البغيض وتنقذون إيران من شره.
أجدّد التعازي للعائلات الثكلى في شيراز وجميع العائلات في المحافظات المنكوبة بالسيول والفيضانات، وأتمنى الشفاء للجرحى والمصابين.
لقد اعتصرت قلوب جميع الإيرانيين ألماً وحزنًا على ضحايا هذه المأساة.
حينما كان العالقون في السيارات داخل مياه السيول يستغيثون ولم يجدوا مستغيثًا والأطفال الأبرياء الذين غرقوا في السيول والمواطنون الذين فقدوا مقومات حياتهم.
أدعو جميع المواطنين في المناطق المنكوبة بالفيضانات والسيول والأماكن التي يتعرضون فيها للخطر إلى المناصرة.
الطريقة الوحيدة وأفضل طريقة للحل هو أن نقوم أنفسنا بمساعدة بعضنا البعض. لا أحد ولا قوة أكثر حضورًا وفعالية من تضامن شعبنا.
أدعو الجميع وخاصة الشباب إلى تشكيل مجالس شعبية في كل مدينة وحي وقرية لمواجهة السيول وعواقبها الكارثية.
يجب أن توضع إمكانيات قوات الحرس، والباسيج ، والجيش والهيئات الحكومية التي سُرقت من شعبنا، تحت تصرف المواطنين، ليقوموا هم أنفسهم بمنع انتشار الدمار.
أدعوكم أنتم الشباب الأحرار وأعضاء معاقل الانتفاضة ومجالس المقاومة ألا تدخروا أي فرصة وجهد لمساعدة الأسر المتضررة من السيول والفيضانات. قوموا بمساعدة الناس لتنظيم المجالس الشعبية، لكونها هي الطريقة الوحيدة للتغلب على آثار هذه الفيضانات المدمرة.
هبوا لمساعدة العائلات المنكوبة بالسيول وامنحوهم حبكم وعطفكم. لقد جلب الملالي هذه المحنة على مدننا وشعبنا، فتعالوا لنحوّل هذه المصيبة، إلى خير وعمل صالح يتمثل في التضامن بيننا، فهو أعظم قوة لأمتنا.
تعالوا لنبني من دموعنا وآلامنا ومعاناتنا، قوة من التلاحم والاتحاد ضد الملالي. ولنكون في هذه الأيام الصعبة متضافرين بعضنا للبعض ولشعبنا. ونمد يد العون والعطف ونعمل يدًا بيد للمضي قدمًا معًا في تحقيق خطتنا لإيران حرة وعامرة.
أجدّد التعازي والتعاطف لأبناء بلدي الأحباء في جميع أنحاء إيران
- الوسوم:الشعب الإيراني, تنزّل النظام