كلمة مريم رجوي في مؤتمر التضامن العربي الإسلامي مع الشعب الإيراني.. ضرورة تشكيل جبهة موحدة ضد نظام ولاية الفقيه والإرهاب والتطرف
الاخوات والاخوة الكرام
تحية لكم جميعاً
في اليوم الخامس والعشرين من شهر رمضان الكريم أسأل الله العلي القدير أن يتقبل صلواتكم وصيامكم ولجميع أخواتنا وإخواننا في بلدان المنطقة وفي فرنسا وفي جميع أنحاء العالم.
عسى أن تتحلي حياة المسلمين وجميع شعوب المنطقة بالحرية والسلام والاخوة في ضوء هذا الشهر الذي يعبّر عن إرادة الانسان وقدرته وتوحدّه وتلاحمه.
نحن ندرك من شهر رمضان روح السعادة وبشائر الحرية
ليحلّ علينا عيد الحرية.
عسى أن عهد الاستبداد والرجعية والمتاجرة بالدين يصل إلى نهايته في ايران
وأن الرحمة والنجاة تعمّان حياة شعوب هذه المنطقة.
والتحية والسلام على المنتفضين الذين يجاهدون ويقاتلون من أجل تقريب ذلك اليوم ويبذلون النفس والنفيس بهدف القضاء على الديكتاتورية والتطرف الديني.
أرجوكم أن نقوم جميعا ونصفق دقيقة واحدة تكريماً واحتراماً للشهداء الابرار في سوريا، ومصر، وتونس، وليبيا، واليمن، والعراق.
أيها الحضور الكرام،
إن العربيع العربي الذي بدأ منذ عامين ونصف العام، قد فتح منظوراً مشرقاً وفصلا جديدا لشعوب المنطقة وفي تاريخ الشرق الاوسط وشمال افريقيا من خلال القضاء علي اربعة انظمة ديكتاتورية.
و أن المقموعين، خاصة في مصر وتونس والعراق وسوريا وليبيا واليمن تحركوا وفي جميع أنحاء المنطقة رافعين شعار الحرية واسقاط الانظمة وحلّوا النور والأمل محل الظلام والمأزق.
لكن منذ الايام الاولى فإن المتطرفين الذين لم يدفعوا ثمناً للنضال ويستلهمون بشكل مباشر او غير مباشر من النظام الديكتاوري الديني الحاكم في ايران، بذلوا مساعيهم من أجل حرف الربيع العربي من مساره.
فمنذ بداية الربيع العربي فإن المقاومة الايرانية ومن خلال التجربة المرّة التي أدت إلى سرقة قيادة الثورة الايرانية من قبل خميني، قد حذّرت مراراً بضرورة التحلي باليقظه حيال فلول المتطرفين.
كما إن الحقائق المتعاقبة في البلدان حديثة الثورة، خاصة أثناء تدوين الدستور وإجراء الانتخابات، قد اظهرت الدور التخريبي للقوى الرجعية.
وإن نظام ولاية الفقيه الذي يقود ويساند القوى الرجعية، قد استخدم صنوف الإثارات بهدف تحويل الدول الطليقة من القيود إلى مرتع لارهابه.
مع كل ذلك، فأن الحركات القوية التي أخذت العزم للتحرير لم تخرج من الساحة.
وإنها دافعت عن قضية الديمقراطية والحرية بصمودها وجهادها الشجاع.
إن المعارك الرائعة التي خاضها الشعب السوري لوحدها أمام ثلاث نظم ديكتاتورية وحشية لايران وسوريا والعراق وكذك جماعة حزب الشيطان؛ وإن انتفاضات عمت ست محافظات عراقية منذ عدة أشهر وقد امتدت في الآونة الاخيرة إلي المحافظات الجنوبية، قد وضعت جبهة الرجعية والاستبداد بزعامة نظام ولاية الفقيه في مأزق، وإنها افضل شاهد تشيد بهذا الصمود.
إنّ انتفاضة شعب مصر وخاصة الشباب من جديد ضد اقرار الديكتاتوريةالحديثة وضد توسيع رقعة الرجعية الدينية، تشير إلى وعيهم لمنع تكرار تجربة خميني في مصر.
إن التطورات في مصر تشير إلى أن عهد صولات قوي متخلفة تريد فرض نفسها تحت اسم الاسلام على التاريخ قد ولّى.
نعم عهد جديد قد بزغ لتحديد مصير الشعوب.
معذلك فإن الملال كلما بقوا في الحكم ولم يسقطوا فلن يكفّوا من التدخل والاثارة وتأجيج نيران الحروب في مختلف أنحاء المنطقة من أفغانستان والبحرين والسعودية وحتى لبنان وفلسطين.
ايها الاصدقاء الاعزاء.
الديمقراطية في المنطقة تعد اكبر عدو لنظام ولاية الفقيه في ايران
ويحاول هذا النظام أن يخرّب أي مسار ديمقراطي في بلدان المنطقة. وقد يتخيل البعض خطأ أن النظام الايراني يبحث عن فرض حكم الشيعة على أهل السنة، بينما هدف النظام هو توسيع رقعة نفوذه وهيمنته في المنطقة حتى يستطيع من خلاله الحفاظ علي سلطته الهشّة. و من أجل التوصل إلى هذا الهدف فإن الملالي يستخدمون مختلف الاساليب اللاانسانية والحيل.
ففي العراق يؤججون نيران الحروب الطائفية،
وفي فلسطين يعملون من أجل تقسيم صفوف الفلسطينيين،
وفي مصر وتونس اللذين لايجدون فيها أرضية للحروب الطائفية، يعزّزون التيارات المتطرفة وبذلك يجعلون من المسار الديمقراطي رهينة لسياستهم.
وفي افغانستان يقتربون بتيارات لها خلافات كثيرة مع هذا النظام سواء في المجال الديني او السياسي، لكن القاسم المشترك لجميع هذه التيارات هو التطرف والحكم الديني.
للملالي الحاكمين في ايران لاحرمة لدم الشيعة ولا السنة ولادم أي إنسان آخر.
في إيران يقومون بارتكاب المجازر ضد الشيعة، ويقمعون ويغتالون ويعدمون السنة ، وفي العراق يقومون بقتل الشيعة والسنة معاً، وفي سوريا مجازر ضد السنة.
والجميع يذكرون العملية الارهابية بتفجير مزار الامامين العاشر والحاديعشر للشيعة في مدينة سامراء العراقية والهجمات المنسقة على مائتي مسجد من أهل السنة في العراق. وكانت تلك الجريمة أحد أكبر الجرائم التي خططها هذا النظام من أجل السيطرة على العراق.
كان هذا النظام نفسه الذي قام بتفجير مزار الامام الثامن في مدينة مشهد وقتل القساوسة المسيحيين وبكذب وفرية حمّل المجاهدين مسؤولية هذه الجرائم.
وفي عام 1987 هو الذي دبّر عملية المجازر بحق زوّار بيت الله الحرام وحمّل المسؤولين السعوديين مسئوليتها. وبعدذلك وخلال الصراعات الداخلية اكتشف أن هذه الجرائم تم التخطيط والتنفيذ لها من قبل وزارة المخابرات الايرانية.
الجميع يتذكرون أن قبل حكم الملالي في إيران كانت الشيعة والسنة يعيش بعضها بجانب بعض في أفضل مراتب السلم والتفاهم . وكانت بعض العشائر العراقية مزيج من الشيعة والسنة ولم يكن نادرا أن في عوائل كان من الزوج والزوجة احدهما شيعي والآخر سني.
وكانت هذه الحياة المسالمة موجودة في لبنان أيضاً. كما أن في بلدنا ايران كانت ولازالت العلاقات المبنية على الاحترام تسود أتباع المذهبين.
فهولاء الملالي هم الذين يهدمون مساجد أهل السنة، ويحظرون بناء مساجد أهل السنة في تهران، كما إنهم يحوّلون مساجد الشيعة إلي مراكز القمع والتجسس، ويفرضون الحرمان والاضطهاد المزدوج على أخواتنا وإخواننا الاكراد والعرب والتركمان والبلوتش.
الاسلام دين رسول كلّف الناس على التعايش السلمي مع أصحاب العقائد والاديان الاخري: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ.
وقد علّم المؤمنين بأن الاختلاف في الرأي نوع من الرحمة. إنه أحلّ روح التسامح والتساهل محلّ العصبية الوحشية وقال:« إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة»
الرسول الذي أمر في المدينة أن يكون أتباع جميع الاديان أحرارا في أداء مناسكهم الدينية.
نعم، الاسلام دين يعلّم الناس بأن: «لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ» [سورة البقرة الآية 258]. المؤمنون يقولون لانفرق بين أحد من رسله.
و «قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَ مَآ اُنزِلَ إِلَيْنَا وَ مَا اُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَ إِسْمَاعِيلَ وَ إِسْحَقَ وَ يَعْقُوبَ وَ الأسْبَاطِ وَ مَا أُوتِيَ مُوسَى وَ عِيسَى وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَ نَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ».[سورة البقرة الآية 136]
نعم، إذا كانت رسالة نبي الاسلام هو المعيار، فما يعتبر مبدئياً هو العمل الصالح، سواء من أتباع هذا الدين او ذاك.
«إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَ الَّذِينَ هَادُواْ وَ النَّصَارَى وَ الصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ».[ سورة البقرة الآية 62]
وإذا راجعنا تعاليم رسول الاسلام لنجد آنها تماماً ضد الشقاء الذي بني عليها نظام ولاية الفقيه.
ومن جملة قاله الرسول محمد: «ما من رجلين تحابا في الله إلا كان أحبّهما إلى الله أشدّهما حبا لصاحبه»
قارنوا هذه العبارات بأمر خميني بارتكاب المجازربحق السجناء السياسيين وأوامر خامنئي اليومية للاعدامات في ايران والمجازر في العراق وفي سوريا.
وإذا كان النزاع حول الاسلام فلماذا لايستمع الرجعيون والخمينيون إلى الرسول محمد حيث قال:« من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان»
وإذا كانوا يشتدقون بالشيعة فانظروا إلى ديدن الامام علي عليه السلام حيث أنه لم يقطع حصة اعدى أعدائه في الداخل، أي الخوارج، من بيت المال قبل إشهارهم السيف في وجهه، مع أنه كان على علم بأنهم يتآمرون ضده.
كما أن الامام الصادق عليه السلام كان يتعايش مع مختلف أصحاب الافكار والآراء، وإنه يتناقش ويتفاوض مع الاشخاص الذين لم يكونوا معتقدين بالله.
نعم يجب توجيه السؤال الى الملالي الحاكمين في ايران: من قال لكم أن الاسلام هو الاستبداد تحت ستار الدين وانتهاك حقوق الانسان؟ ومن قال أن الاسلام معناه تجويع الملايين من أبناء الشعب الايراني وصرف الاموال لتكديس ترسانات الصواريخ؟
لا. هذا ليس من الاسلام. الاسلام هو كلام حبيب الله حيث يقول:« إن من أحب الأعمال إلى الله إدخال السرور على قلب المؤمن, وأن يفرِّج عنه غمًا, أو يقضي عنه دينًا, أو يطعمه من جوع»
هذه هي أيمانه وكلماته التي تبعث النضارة في الارواح والقلوب ، حيث قال: «و الذي نفسي بيده لاتدخلوا الجنّة حتّى تحابّوا، ولاتحابّوا حتّى تؤمنوا»
أيها الحضور المحترمين
إن الظروف المتقلبة التي مرت بالمنطقة خلال السنوات الثلاث الاخيرة والتطورات الكبيرة التي حدثت واحدة تلو الاخرى، تشهد أن المنطقة بكاملها تمرّ بمرحلة جديدة.
إن التطرف الديني والاستبداد تحت ستار الدين الذي فشل علي الصعيدين الاجتماعي والثقافي بفعل نضالات وآلام ومعاناة الشعب الايراني وابنائه المجاهدين، يواجه اليوم في البلدان الاخرى مقاومة الشعوب المنتفضة في هذه البلدان.
وفي ظروف كهذه فإن عرض بديل سياسي، ثقافي وديني صالح حيال الديكتاتورية الدينية بات ضرورياً أكثر من أي وقت آخر.
من الحلول الاصيلة التي من شأنه أن يتغلب على نظام ولاية الفقيه هوالتركيزعلى حقيقة الاسلام بصفته دين الحرية والعدل والتسامح والمساواة. والاسلام الذي يعتقد به مجاهدو خلق الايرانيون هو الاسلام المبني علي حقيقة الاسلام.
الاسلام الذي يدافع عن سلطة الشعب والمساواة بين الرجل والمرأة، ويطالب بحكم على أساس فصل الدين عن الدولة، ويناشد التسامح مع أتباع الديانات والعقائد الاخرى ويدافع عن حقوق الانسان، كما يطالب بالرفاهية العامة والتقدم العلمي والتكنولوجيا.
نحن نعتز أننا نتبع رسالة نبي الاسلام ونرفع راية الاسلام الديمقراطي والمتسامح في وجه التطرف الديني.
وقال مسعود رجوي زعيم المقاومة الايرانية أن «الميزة الخاصة للاسلام الذي نعتقد به هي أنه اسلام ديمقراطي. وهذا الاسلام يعترف بحقوق المذاهب والدايانات والعقائد الاخرى.
وهذا الاسلام لم نصنعه نحن بل هو القاسم المشترك والاطر العامة التي دعا اليها موسي وعيسي ومحمد ونجد هذا العمق في القرآن الكريم.
ويقول القرآن: لااكراه في الدين. وهذا معناه أن ليس هناك أي قاسم مشترك بين الاسلام مع الاكراه، ولهذا السبب هذه الرسالة تعيد لنا شرفنا وشأننا الانساني».
نعم رسالة الاسلام هو الربط بين القلوب. رسالة الاسلام هو الاخوة والتضامن.
وعلي هذا الاساس ففي هذه اللحظات الحساسة والخطيرة التي أدخل فيه نظام ولاية الفقيه المنطقة في الدماء والرعب، أناشد جميع المسلمين أن يتحدوا في جبهة موحدة ضد هذا النظام وضد الارهاب الذي يقوده.
هذا النظام عدو لجميع المسلمين، وعدوّ لجميع الدول العربية والاسلامية. وحقا يعتبر الدّ الخصام أي الدّ خصام الله والشعوب المسلمة.
وأتباع جميع الديانات من المسلمين والمسيحيين واليهود واتباع جميع المذاهب من الشيعة والسنة، وكبار رجال الدين في العالم الاسلامي، والشخصيات السياسية، و زعماء العشائر والاحزاب السياسية لهم مكانهم في هذه الجبهة. لأنها جاءت للنضال ضد عدو حياة ووجود جميع المسلمين وجميع شعوب المنطقة.
مرة أخرى استرعي انتباه الاخوات والاخوان في هذه البلدان للحقائق التالية:
اولا: يجب أخذ الحيطة والحذر لحيل ومخططات ومؤامرات النظام الايراني
ثانيا: لاتسمحوا للملالي الحاكمين في ايران استخدام الفرقة الطائفية وجعلكم تتقاتلون بعضكم بعضاَ. إنهم يريدون توسيع التطرف الديني والارهاب في جميع ربوع المنطقة تحت ستار الاسلام حتي يحافظوا بذلك حكمهم البالي في طهران.
ثالثا: توحدكم وتضامنكم حيال نظام ولاية الفقيه أهم عامل لافشال وردع مؤامرات هذا النظام.
أخواتي إخواني الكرام
لمناسبة شهر رمضان، أريد أن اوجه الدعوة اليكم وإلي جميع المسلمين في الدول العربية والاسلامية و في جميع أنحاء العالم ليقوموا بمساعدة مجاهدي سبيل الحرية في مخيمي أشرف وليبرتي.
إنهم قاموا من أجل تخليص الشعب الايراني الاسيرمن مخالب الفاشية الدينية ولاقرار الحرية وحكم الشعب.
وخلال العام الاخير قام الملالي بشنّ ثلاث هجمات إجرامية على مخيم ليبرتي بالصواريخ. وقد أسفرت هذه الهجمات عن استشهاد عشرة من أعضاء مجاهدي خلق بينهم اثنتين من أخواتنا.
وهذا السجن ليس فيه أمان، وأن ثلاثة آلاف شخص يعيشون فيه معرضين في كل لحظة لاصابة صواريخ او هاونات.
والحكومة العراقية تعرقل مساعي المجاهدين لتوفير أقلّ شيئ من مستلزمات الحماية. وتنفيذا لأوامر النظام الايراني تريد الحكومة العراقية شنّ مزيد من الهجمات على سكّان المخيم.
كما أن خطة نقل مجاهدي خلق الى البلدان الثالثة التي كانت ذريعة نقلهم من أشرف إلى ليبرتي لم تكن أكثر من سراب. حيث آن منذ عام 2011 وحتي اليوم لم يتم نقل أكثر من 4% منهم إلي الخارج وليس هناك منظور لنقل جميعهم أو نسبة كبيرة منهم في المستقبل.
ولذا نحن حذّرنا مرات أن إبقاء هؤلاء الأشخاص العزّل في موقع المجزرة وفي هذه الظروف الخاصة يعتبرجريمة. والحل هو نقلهم إلى أشرف بأسرع ما يمكن حيث يتوفر مزيد من الأمن هناك.
فلذلك ايها الاصدقاء الاعزاء! اناشدكم جميعا وجميع محبي الحرية والديمقراطية والمساواة في العالم، بالاسرع في المساهمة في الحملة الدولية من اجل مساعدة ودعم اخواتنا المجاهدات واخواننا المجاهدين في أشرف وليبرتي.
ايها الاصدقاء الاعزاء!
الحقيقة الأهم في الساحة السياسية الايرانية الحالية هي أن نظام ولاية الفقيه يعيش واقع هش دون رصيد شعبي ومحاصر بازمات تؤدي إلى سقوطه.
كما أن الرئيس الجديد للنظام الذي يبدأ عمله غداً بشكل رسمي أيضاً محاط بهذه الازمات.
إنه والنظام بكامله يواجه سدّان والطريق مسدود له من الأمام ومن الخلف.
أحد السدين الذي لايمكن تجاوزه هو طبيعة نظام ولاية الفقيه
نظام دكتاتوري بتركيبته الصلبة لايتحمل أقل شيئ من التراجع من أسسه حيث يؤدي التراجع إلى انهياره.
لكن السد المنيع الآخر فهو الازمات القاتلة التي تأتي في مركزها أمكانية الانتفاضة الشعبية والعصيان المدني. وأينما اتجه النظام فلسوف يسقط هذه السدود والجدران على رأسه.
وفي الوقت نفسه وبفعل السخط الاجتماعي والانهيار الاقتصادي والعقوبات الاقتصادية، ومأزق المشروع النووي والتوغل في المستنقعين السوري والعراقي لايمكنم أن يبقى الوضع الحالي كما هو.
نحن وضعنا منذ اليوم الاول ست مؤشرات أساسية أمام الرئيس الجديد للنظام وهي:
حرية التعبير، وحقوق الانسان، واطلاق سراح السجناء السياسيين، وحرية نشاط الاحزاب، ووقف سياسة الاعتداء على سوريا والعراق وترك المشروع النووي.
لاشك أن أي نوع من التغيير الحقيقي يشمل هذه المؤشرات التي يخاف منها الملالي بشدة.
وما ثبت منذ إجراء مسرحية الانتخابات حتى اليوم أكثر من ذي قبل حاجة هذا النظام الفاشل إلى القمع والارهاب.
فإن موجة الاعدامات المستمرة في مختلف أنحاء ايران، و إعادة اقامة مشانق وشنق الشباب في الساحات العامة وفي الطرقات ومواصلة سياسة المجازر واراقة الدماء في العراق وسوريا لايعني سوى أن الملالي لايزالون يواصلون مسيرهم الفاشل.
والحل لمشكلة ايران والوصول إلى السلام والاخوّة والصداقة في المنطقة هو اسقاط نظام ولاية الفقيه بيد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية.
وهذا اليوم يعتبر حقاً ليلة القدر لشعبنا ولجميع شعوب المنطقة. ولاشك أن هذا اليوم سيحين.
إسمحوا لي أن اتقدم بتهاني عيد الفطر السعيد الذي سيحل علينا بعد أيام
العيد الذي يعتبر العودة إلى الفطرة الحقيقية للانسان والاحتفال بمثابرة الانسان في مسيرة التقوى.
فبشرى للصامدين والمقاومين في سوريا والعراق وفي ايران وفي أشرف وليبرتي وفي كل مكان قام الناس فيه من أجل الحرية
اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة
دولة مبنية على اساس حكم الشعب الذي يعتبر أكبر حق يعترف به الاسلام للشعوب.
أللهم ابسط مظلة الحرية والسلام والصداقة والتسامح على بلادنا وعلى جميع بلدان المنطقة
واللهم استجب دعاء الشعب الايراني لاقرار الحرية وحكم الشعب.
ولكم خالص الشكر