مقابلة واشنطن تايمز مع رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم رجوي
1. من أي زاوية يختلف المؤتمر السنوي لإيران حرة هذا العام عن المؤتمرات التي أقامتها منظمتكم خلال الـ 17 عامًا الماضية؟ وما هو الإنجاز الذي تأمل في تحقيقه قيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمشاركون في مؤتمر هذا العام؟ وما هي الرسالة التي توجهونها للمجتمع الدولي وأمريكا من وراء إقامة هذا المؤتمر؟
مريم رجوي: يُعقد مؤتمر إيران حرة هذا العام في ظل ظروف تجاوزنا فيها خلال عام مضى العديد من التطورات الهامة للغاية، منها ما يلي على سبيل المثال لا الحصر:
• الانتفاضة الكبرى للشعب الإيراني في نوفمبر الماضي، التي دعا فيها الشعب الإيراني إلى ضرورة الإطاحة بنظام الملالي.
• انتفاضة يناير، التي دعا فيها أبناء الوطن الإيراني إلى إرساء جمهورية استنادًا إلى قرار الشعب، مرددين هتاف “لا للشاه ولا للملالي”.
• مقاطعة الشعب الإيراني في جميع أرجاء البلاد لمسرحية انتخابات نظام الملالي.
• كارثة كورونا، التي أودت بحياة ما لا يقل عن 70,000 شخصًا من أبناء وطننا الأعزاء بسبب السياسات الإجرامية لهذا النظام.
• الأزمة الاقتصادية العميقة للتضخم، حيث وصلت نسبته إلى 50 في المائة، فضلًا عن تراجع قيمة العملة الرسمية للبلاد بنسبة 30 في المائة خلال الأشهر القليلة الماضية.
وخلاصة القول، إن نظام الملالي هذا العام أكثر ضعفًا وتأزمًا، وأصبح المجتمع أكثر استعدادًا للتفجر بمراحل مقارنة بالعام الماضي، وهذا النظام الفاشي يزداد اقترابًا من السقوط بشكل غير مسبوق.
وبناءً عليه، فإن مؤتمر إيران حرة هذا العام ينطوي على ثلاثة رسائل على النحو التالي:
رسالةٌ إلى نظام الملالي، مفادها أن المقاومة الإيرانية تمضي قدمًا إلى الأمام وهي أكثر قوة وتماسكًا وإصرارًا على الإطاحة بهذا النظام اللاإنساني برمته من على وجه الأرض، على الرغم من كل مساعي النظام لتصفية المقاومة الإيرانية جسديًا وشن حملة باهظة التكلفة وواسعة النطاق للافتراء على مجاهدي خلق وتشويه سمعتهم.
ورسالة هذا المؤتمر العظيم إلى الإيرانيين داخل البلاد هي أن مجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، وعلى وجه التحديد معاقل الانتفاضة يقفون إلى جانبهم كتفًا بكتف ويدعمون انتفاضاتهم للقضاء على مخطط الاستبداد الديني حتى يحققوا النصر يدًا بيد.
ورسالة المؤتمر إلى المجتمع الدولي هي أن هناك بديلًا قويًا لنقل المجتمع الإيراني من الفاشية الدينية إلى جمهورية ديمقراطية تقوم على أساس الفصل بين الدين والدولة والمساواة بين المرأة والرجل وإيران غير نووية، ويجب على المجتمع الدولي أن يعترف رسميًا بحق الشعب الإيراني في المقاومة ضد هذا النظام القروسطي للإطاحة به.
2. هل تعتقدون أن سياسة “الضغط الأقصى” التي تتبناها إدارة ترامب من شأنها أن تغير سلوك نظام الملالي داخل البلاد، وهل هي فعالة في كبح جماح نفوذ إيران الشرير في الشرق الأوسط؟ وبشكل أكثر تحديدًا، هل السياسة الأمريكية الحالية من شأنها أن تحد من لجوء إيران إلى ممارسة العمليات الإرهابية ضد معارضيها وأن تحد من برامج إيران النووية وبرامجها في تطوير الصواريخ الباليستية وغير ذلك من أنشطتها الشريرة الأخرى؟
مريم رجوي: لقد أظهرت تجربة العقود الـ 4 الماضية أن السياسة الوحيدة الفعالة التي تؤتي ثمارها ضد نظام الملالي هي التصرف بحسم. لذا، فإن السعي إلى قطع الإمكانيات والموارد عن هذا النظام ومنعه من الحصول على امتیازات اقتصادية وسياسية أمر ضروري لمواجهة إرهاب هذا النظام ومواجهة تحريضه على إشعال الحروب، والحيلولة دون امتلاكه للقنبلة النووية. والجدير بالذكر أن مصالح الشعب الإيراني تكمن في هذا الأمر أيضًا. والحقيقة هي أنه كلما زاد دخل نظام الملالي كلما زاد قمع أبناء الوطن الإيراني وزاد تصدير الإرهاب وإشعال الحروب في المنطقة.
فنحن دائما ما نقول ونكرر مرة أخرى، لا ينبغى علينا أن نسمح لهذا النظام اللاإنساني أن يصنع رصاصة واحدة. ولا يجب أن يدخل جيوب هذا النظام حتى ثمن برميل نفط واحد لأن النفط ملك للشعب.
والجدير بالذكر أنني أعلنت بعد ساعة من إبرام الاتفاق النووي في 14 يوليو 2015 أن إلغاء قرارات مجلس الأمن الست ليست من شأنها أن تحول دون حصول نظام الملالي على القنبلة النووية.
والحقيقة التي لا شك فيها هي أن الرد بقسوة وإعادة فرض القرارات الست لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وإحباط خطة نظام الملالي لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل وإغلاق المواقع النووية والتفتيش في أي وقت وفي أي مكان أمر ضروري للحيلولة دون امتلاك هذا النظام اللاإنساني للقنبلة النووية.
واسمحوا لي أن أشير إلى جانب آخر، وهو أن محاكمة الدبلوماسي الإيراني التابع لنظام الملالي الذي كان يقود عملية إرهابية كبيرة في شهر يونيو 2018، تجري هذه الأيام في بلجيكا. وقد تكون هذه هي المرة الأولى التي يحاكم فيها دبلوماسي لمشاركته في عملية إرهابية. والجدير بالذكر أنه قيد الاحتجاز في السجن بمعية ثلاثة إرهابيين آخرين منذ عامين حتى الآن. وتجدر الإشارة إلى أنه مسؤول كبير في وزارة الاستخبارات، وكان يقود عملية تفجير المؤتمر السنوي للمقاومة الإيرانية في باريس. وكانت هذه العملية الشريرة اللاإنسانية تستهدفني أنا شخصيًا والضيوف الأوروبيين والأمريكيين رفيعي المستوى، وما لم يتم اكتشافها وإحباطها في اللحظة الأخيرة، لكانت أكبر عملية إرهابية في أوروبا تسفر عن أكبر عدد من الخسائر البشرية. ومما لا شك فيه أن الإرهاب جزء لا يتجزأ من استراتيجية نظام الملالي من أجل البقاء في السلطة وأهم أداة لهذا النظام في السياسة الخارجية منذ اليوم الأول لانتزاع السلطة من الشعب الإيراني في أعقاب الثورة على الشاه. بيد أن الوضع قد تغير في السنوات الأخيرة، حيث أن نظام الملالي يحتاج إلى المزيد من ممارسة العمليات الإرهابية، ولاسيما ضد بديله الشرعي القوي، نظرًا للوضع الضعيف والهش للغاية الذي يعاني منه هذا النظام. ولهذا السبب، كان هذا النظام اللاإنساني ينوي تنفيذ عمليتين إرهابيتين كبيرتين ضد حركتنا، إحداهما في باريس، والأخرى تفجير حفل النوروز الذي شارك فيه عدة آلاف من مجاهدي خلق في ألبانيا وأنا والعمدة جولياني قبل ذلك بثلاثة أشهر، وبالتحديد في شهر مارس 2018 ؛ بعد انتفاضة يناير 2018 التي دقت ناقوس الإطاحة بهذا النظام الفاشي. فهل المرونة والاسترضاء مع مثل هذا النظام لها نتيجة سوى تأجيج الإرهاب؟ إن الحسم هو الحل الوحيد للتصدي لهذا النظام الشرير.
3. ما هو موقع حركة المعارضة داخل وخارج إيران، وعلى وجه التحديد المقاومة في إيران، من حيث تطورات العام الماضي؟ خاصة وأن كبار المسؤولين في الحكومة حذروا في الأشهر الأخيرة من انضمام الجيل الأكثر شبابًا في إيران إلى صفوف المقاومة الإيرانية؟ وهل ارتفع معدل اعتقال الإيرانيين، بما في ذلك الطالبان العبقريان الحاصلان على جوائز؛ بسبب علاقتهما بمجاهدي خلق؟ وإذا كان الأمر كذلك، فكيف تفسرون لحركتم هذا الإقبال المتكرر؟
مريم رجوي: إن مجاهدي خلق ومن خلال تقديم أكثر من 100,000 شهيد في نضالهم ضد ديكتاتوريتي الشاه والملالي على مدى 55 عامًا، هم أناس متفانون لا هدف لهم سوي إرساء الحرية في بلادهم، ولا يبحثون عن مصلحة ما لأنفسهم، ولذلك يتمتعون بمكانة خاصة في قلوب أبناء الوطن الإيراني. إن تطوير معاقل الانتفاضة وانتشارها خلال السنوات الماضية، ولاسيما الدور الذي لعبته في انتفاضتي يناير 2018 ونوفمبر 2019 حولها إلى محط أمل للشعب الإيراني. والجدير بالذكر أن خطط وبرامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الذي يشكل مجاهدو خلق قوته الأساسية تمنح الأمل للشعب الإيراني في مستقبل إيران. ومن ناحية أخرى، فإن الشعب الإيراني، ولاسيما الشباب أدركوا أنه لا أمل في حل مشاكل المجتمع طالما ظل هذا النظام على سدة الحكم، وليس هناك أي حل سوى الإطاحة بهذا النظام، وأن مجاهدي خلق هم رواد هذه السياسة. وهذا هو السبب في أن رسالة المقاومة الإيرانية هذه تخترق عمق ستارة الدخان الكثيف للدعاية الملعونة التي يطلقها النظام القروسطي ضد مجاهدي خلق على مدار الساعة بإنفاق مليارات الدولارات. إذ لم يمر يوم واحد إلا ويبادر هذا النظام الشرير بإنتاج فيلم مناهض للمقاومة الإيرانية أو إقامة معرض مناهض لها أو نشر كتاب يشوه سمعتها.
ومع ذلك، وُلد جيل بعد الثورة انضم لمجاهدي خلق والمقاومة الإيرانية، على الرغم من هذه الدعاية الملعونة. وفي عام 1988، ارتكب النظام مذبحة في حق 30,000 سجين سياسي، 90 في المائة منهم من مجاهدي خلق؛ تنفيذًا لأمر خميني. وهذه إبادةٌ جماعية، بيد أن أبناء هذا الجيل الآن يسيرون على خطى آبائهم وإخوتهم وأخواتهم.
4. هناك أدلة قوية على أن الحكومة الإيرانية قمعت انتفاضة نوفمبر 2019 بعنف، إذ تفيد العديد من التقارير قتل ما لا يقل عن 1500 شخصًا، واعتقال حوالي 12,000 شخص آخر. فما هي فرص المعارضة في الإطاحة بهذا النظام الفاشي من وجهة نظركم، في ضوء هذه القسوة والممارسات القمعية التي يتبناها هذا النظام اللاإنساني؟
مريم رجوي: إن الانتفاضة التي بلغت ذروتها في نوفمبر 2019 لم تنته ولم تُقمع بعد. فالأسباب التي أدت إلى اندلاع الانتفاضة مازالت قوية على ما هي عليه، بل أصبحت أشد وأقوى. فالمجتمع ساخط وعلى وشك الانفجار، والمعارضة قوية والبديل قوي، ونظام الملالي مفلس ومنكوب بالأزمات ويعاني بشدة في جميع المجالات جراء العقوبات المفروضة عليه. ولذلك، فإن أي قدر من القمع والقتل ليس من شأنه أن يحول دون اندلاع الانتفاضة. ومثلما لم يكن من شأن القمع الدموي الذي ارتكبته ديكتاتورية الشاه الفاسدة أن يحول دون اندلاع انتفاضة عامة وإسقاط نظامه، فقمع نظام الملالي للشعب اليوم لن يؤت ثماره، خاصة وأن الوضع اليوم يختلف نوعيًا أيضًا عما كان عليه في عقد التسعينيات من القرن الماضي. فخلال ثورة 1979، لم تكن القوى الديمقراطية مثل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية حاضرة في المشهد بسبب ما يمارسه الشاه والسافاك من قمع، أو أنه تم إعدامهم أو الزج بهم في السجون. ومكنت هذه الفجوة خميني والملالي من سرقة قيادة الثورة المناهضة للملكية دون دفع أدنى ثمن. ولكن اليوم، على عكس ذلك الزمان، توجد في المشهد معارضة قوية وبديل قوي، مثل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
ونظام الملالي لم يكن قادرًا على الإطلاق وما زال غير قادر على التعامل مع المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية العديدة التي حلت بالمجتمع الإيراني اليوم؛ بسبب طبيعته المتحجرة والفساد المتجذر في أعماق حكومته وعدم كفاءته والصراع على السلطة في قمته.
وفي هذه الأيام، كثيرًا ما يحذر العديد من مسؤولي نظام الملالي من اندلاع انتفاضة جيش الملايين من الجياع.
5. فيما يتعلق بانتخابات مجلس شورى الملالي الأخيرة في إيران، فما هو تأثير الولي الفقيه، علي خامنئي مستقبلًا، من وجهة نظركم؟ هل تتوقعين أن يظل النظام الحالي قويًا إذا مات خامنئي؟ وما هي عواقب مثل هذا التطور على حركة مقاومتكم؟
مريم رجوي: ليس هناك شك في أن اندلاع ثلاث انتفاضات كبرى اجتاحت جميع أرجاء البلاد، وهي انتفاضة يناير 2018، وانتفاضة نوفمبر 2019 ويناير 2020 التي أظهر خلالها ملايين الإيرانيين عزمهم وإصرارهم على الإطاحة بهذا النظام الفاشي، قد أضعفت مكانة الولي الفقيه بشكل غير مسبوق إلى حد بعيد لدرجة أن حتى زمر الولي الفقيه نفسه لم تعد تولي اهتمامًا بتصريحاته وأوامره.
والجدير بالذكر أن إجراء انتخابات مجلس شورى الملالي كانت انتكاسة كبيرة لخامنئي ونظامه، حيث أن جماهير الشعب قاطعوا هذه الانتخابات بشكل غير مسبوق. فضلًا عن أن خامنئي في واقع الأمر من ناحية أخرى جعل قاعدة نظام الملالي أكثر نحالة وضعفًا وهشاشةً باللجوء إلى استئصال الزمرة المنافسة في هذه الانتخابات.
ومن المؤكد أن هلاك خامنئي سيجعل النظام يواجه أزمة مستعصية الحل إلى حد بعيد، نظرًا لأن جميع السياسات الداخلية والخارجية لهذا النظام الفاشي قائمة على مبدأ ولاية الفقيه والسيادة المطلقة لخامنئي، وبهلاكه سيتم سحب هذا المسمار، ولن يستطع أحد أن يملأ الفراغ من بعده بسهولة. وسوف يؤدي هلاك خامنئي إلى زيادة الانقسام داخل نظام الملالي، ولاسيما السقوط السريع على نطاق واسع لقوات النظام، وبالتحديد بين قوات حرس نظام الملالي وقوات الباسيج، لأنهما يستمدان مشروعيتهما وفلسفة وجودهما من الولي الفقيه. ولا شك في أن هلاك خامنئي سوف يعجل من عملية انهيار نظام الملالي والإطاحة به بشكل نوعي وتقرب مشهد الإطاحة به.
6. ينص الاتفاق النووي على رفع حظر التسلح المفروض على إيران في خريف العام الحالي. فهل ترون من وجهة نظركم أن هناك إجراء معينا يجب أن يتخذه المجتمع الدولي وإدارة ترامب في هذا الصدد ردًا على تجارب الصواريخ الباليستية المستمرة وعدم تعاون نظام الملالي مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية؟
مريم رجوي: دائمًا ما نقول ونؤكد مرة أخرى على أنه لا ينبغي السماح لهذا النظام بإنتاج حتى رصاصة واحدة. ولا ينبغي له أن يستولى على حتى ثمن برميل نفط واحد، لأن النفط ملك للشعب، ويجب ألا ينفق دولارًا واحدًا من دخل الشعب الإيراني من أجل بقائه. والمقاومة الإيرانية تطالب بإعادة فرض القرارات الست لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على هذا النظام. ونحن نشدد على ضرورة تمديد العقوبات الدولية على أي صفقة أسلحة مع هذا النظام. وبالإضافة إلى ذلك، ترى المقاومة الإيرانية أنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يعترف رسميًا بحق الشعب الإيراني في محاربة الاستبداد الديني. ويجب محاكمة زعماء هذا النظام في محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب قتل 120,000 شخصًا من أبناء الشعب الإيراني، بما في ذلك مذبحة 30,000 سجين سياسي وقتل أكثر من 1500 شخصًا من أبناء الوطن الشرفاء أثناء انتفاضة نوفمبر 2019.
7. بموجب التقارير المنشورة واعتراف حكومة إيران نفسها، فقد فتك فيروس كورونا بأبناء إيران. وتشير بعض التقديرات، بما في ذلك تقديرات منظمتكم، إلى أن عدد ضحايا وباء كورونا يبلغ حوالي 70.000 شخصًا. فما هو سبب ارتفاع عدد وفيات وباء كورونا في إيران من وجهة نظركم؟ وما هو ردكم على ادعاء نظام الملالي والبعض في الغرب بأن سياسة الضغط القصوى والعقوبات الأمريكية المفروضة على إيران هي التي تعيق قدرة إيران على مكافحة فيروس كورونا، ولاسيما في مجال توفير الأدوية المطلوبة والمعدات الطبية والرعاية الصحية؟
مريم رجوي: الوضع الكارثي لكورونا والإحصاءات المروعة والصادمة في عدد الضحايا ترجع في المقام الأول إلى سياسات خامنئي وروحاني اللاإنسانية. فعلى الرغم من علمهم بتفشي وباء كورونا في إيران في منتصف شهر يناير، بيد أن الملالي أجلوا إخطار الشعب بتفشي هذا الفيروس في البلاد لمدة حوالي شهر بغية إقامة الاحتفال بالذكرى السنوية لانتزاع الملالي الحكم من الشعب في 11 فبراير، وإجراء مسرحية انتخابات مجلس شورى الملالي في 21 فبراير 2020، مما أدى إلى عدم اقتصار تفشي فيروس كورونا على نطاق واسع في كافة المحافظات الإيرانية فحسب، بل وفي البلدان المجاورة أيضًا. فضلًا عن ذلك، لم يقدم نظام الملالي أقل الإمكانيات للشعب الإيراني وأنفق رؤوس أموال الإيرانيين في برامج الصواريخ والبرامج النووية المناهضة للوطنية وتمويل مرتزقته في المنطقة وتسليحهم، في حين أن الحكومات في العديد من البلدان خصصت مئات المليارات من الدولارات لمساعدة الناس. ويجب إضافة الفساد المتفشي على أعلى مستويات الحكومة وعدم الكفاءة والجهل بواجبات العمل إلى أسباب تفشي وباء كورونا في البلاد. حيث صرح خامنئي بضرورة انتهاز كارثة كورونا واعتبارها نعمة للقضاء على الشعب.
وأثناء الحرب الإيرانية العراقية، كانت استراتيجية خميني تتمثل في عرقلة مطالب شعبنا في التمتع بالحرية من خلال تكبيد الشعب خسائر بشرية فادحة تقدر بمليون قتيل وملايين المصابين والمعاقين والمشردين. والآن يتبنى كل من خامنئي وروحاني استراتيجية تكبيد الشعب خسائر بشرية فادحة مستغلان وباء كورونا أسوة بما فعل خميني، ببناء سد أمام خطر اندلاع الانتفاضة والإطاحة بنظامهما الهش المرتعش. والجدير بالذكر أن إستئناف فتح أبواب العمل للمواطنين وعدم حجر مدن ومحافظات البلاد صحيًا يرمي إلى هذا الهدف، بيد أن هذا السد ليس متينًا وقويًا، نظرًا لأن الملالي سقطوا في دوامة الإطاحة.
8. كيف تفسرين الموجة الأخيرة من التفجيرات في إيران؟ ففي البداية بدأت في مصنع خجير للصواريخ ثم في منشأة نطنز للتخصيب النووي؟
مريم رجوي: إن منظمة مجاهدي خلق الإيرانية لها موقف واضح في هذا الأمر، فنحن نسعى إلى إرساء إيران غير نووية، حيث أن إيران ليست في حاجة إلى امتلاك أسلحة نووية. فالسلاح النووي يستخدم فقط لإبقاء الملالي في السلطة، وبناءً عليه، فإن ما حدث في خجير ونطنز هو رد فعل على المشروع النووي للفاشية الدينية التي تحكم إيران، والتي لم تجلب للشعب الإيراني سوى الفقر والقمع والإرهاب والحروب. لقد أودت كورونا بحياة 70,000 إيراني، ولم يدفع الملالي قساة القلب أي مبلغ من مئات المليارات من الدولارات من أصول الشعب الإيراني المسروقة لحجر الناس صحيًا، وحتى لم يدفعوا رواتب الممرضين والممرضات الذين يحافظن على رعاية المصابين بوباء كورونا، ويردون على احتجاجاتهم بالهراوات والصواعق. وتجدر الإشارة إلى أن البرامج النووية وبرامج الصواريخ التي يتبناها نظام الملالي تمثل تهديدًا للشعب الإيراني في المقام الأول وللمجتمع الدولي والبشرية المعاصرة.
https://www.washingtontimes.com/news/2020/jul/15/maryam-rajavi-national-council-resistance-iran-act/