مريم رجوي في الجمعية الوطنية الفرنسية: تطورات الشرق الأوسط وتعامل فرنسا واوروبا
وتكلم في المؤتمر الذي كانت مريم رجوي المتكلمة الرئيسية فيه اضافة الى عدد من نواب البرلمان الفرنسي بينهم دومينيك لوفور وميشل ترو وبريجيت وباسكال دغيلهم وفيليب غوسلان وفدريك رايس و السفير بلومفيلد المساعد السابق لوزير الخارجية الأمريكي والدكتور فيدال كوادراس نائب رئيس البرلمان الاوربي سابقا.
ونوه المتكلمون الى دور النظام الفاشي الديني الحاكم في إيران بمثابة العامل الرئيسي للحرب والأزمة وزعزعة الأمن في المنطقة واعتبروا اتخاذ سياسة حازمة حيال نظام الملالي من قبل اوروبا وأمريكا ضرورة استتباب السلام والديمقراطية في المنطقة. انهم دعوا فرنسا الى اللعب بدوره القيادي في المنطقة ببذل الجهود لقطع دابر قوات الحرس والميلشيات التابعة له في سوريا والعراق.
البرلمانيون المحترمون، السيدات والسادة، أيها الأصدقاء الأعزاء!
بداية أقدم لكم خالص تبريكاتي بمناسبة حلول العام 2017. نحن اجتمعنا في وقت يقبل علينا عام مفعم بالتحولات.. الانتخابات في فرنسا ومهزلة الانتخابات في إيران وتحولات غير مسبوقة في الشرق الأوسط وعلى الصعيد الدولي. نستطيع أن نأمل أن تكون هذه الوقائع في خدمة مصالح الشعب الإيراني وكذلك الشعب الفرنسي والمنطقة وسائر نقاط العالم.
كما تعلمون أن المقاومة الإيرانية نجحت في نقل جميع سكان ليبرتي إلى اوروبا خاصة إلى ألبانيا. أود أن أوجه الشكر للجنة البرلمانية لإيران ديمقراطية ولجميع البرلمانيين الذين ساهموا في هذه الحملة. استقرار هذا العدد الكبير يثقل كاهل المقاومة من حيث المال. خاصة علاج المرضى والجرحى الذين كانوا محرومين منها لمدة طويلة. ولكننا سوف نذلل هذه المشاكل بفضل دعم الشعب الإيراني وأصدقائنا لنا.
أيتها السيدات وأيها السادة
في إيران، بدأ العام الجديد مع مخاوف كبيرة للنظام. مع موت رفسنجاني قد انهار أحد دعامتي النظام مما جعل النظام برمته يقترب إلى سقوطه. رفسنجاني وخلال 38 عاما مضى لعب دورا حاسما في أعمال القمع وتصدير الإرهاب والسعي من أجل الحصول على القنبلة النووية. إنه كان الرجل رقم 2 للنظام ونقطة التوازن في السلطة داخل النظام.
وبذلك تصبح الديكتاتورية الدينية برمتها أضعف. خامنئي وأكثر أجنحة النظام جنونا وجموحا يتجهون نحو مزيد من الانكماش وتصدير التطرف والإرهاب والمشاريع النووية.
لقد أصبح الحكم الديكتاتوري الديني ضعيفا إلى درجة يخاف اليوم من الفوضى خاصة وأمامه مهزلة الانتخابات الرئاسية في أيار/مايو المقبل.
ذكريات انتفاضات عام 2009 سبب خوف الحكومة. الاحتجاجات الشعبية والانتفاضات الاجتماعية في حالة الازدياد. فآلاف التظاهرات والحراك الإضرابي الذي جرت العام الماضي أخذت تتزايد من أمثال العمال والمتقاعدين والمعلمين والممرضين والطلاب وعوائل السجناء السياسيين.
ضعف نظام ولاية الفقيه يزيد من معنويات المواطنين. السجناء السياسيون يوصلون أصواتهم من زنازينهم إلى أسماع العالم أكثر من أي وقت مضى، تلك الأصوات التي تدوي بشكل واسع بفضل مواقع التواصل الاجتماعي. عوائل الضحايا تتجرأ أن تطالب بمقاضاة النظام على كل جرائمه خاصة مجزرة 30 ألف سجين سياسي عام 1988. المواطنون يطالبون بوضع حد للإعدامات في إيران وكذلك إنهاء الديكتاتورية. خرج آلاف المتظاهرين بمناسبة ذكرى ميلاد كوروش الأكبر الذي أصدر أول ميثاق لحقوق الانسان في العالم، ينادون إلى مستقبل دون الملالي المجرمين. وقبل أسابيع وبمناسبة يوم الطالب، دعا المتظاهرون إلى الإفراج عن السجناء السياسيين.
أيها السيدات والسادة
الشعب الإيراني لم يحصلوا على خير من الاتفاق النووي. بل بالعكس فإن هذا الاتفاق تسبب في أن تملأ جيوب الولي الفقيه وحرسه وأن تمول مغامراتهم المميتة في سوريا والمنطقة.
وهذا ما أدركه العالم بأن نظام الملالي وقوات الحرس وحزب الله وغيرها من الميلشيات العميلة لهم في سوريا ليس دورهم محاربة التطرف وداعش، بل إنهم متواجدون هناك لكي ينقذوا ديكتاتور دمشق.
إنهم المصدر الرئيسي للإرهاب وزعزعة الاستقرار في المنطقة. وفي الواقع أنهم وبحضورهم في سوريا يضمنون استمرار سلطتهم المشينة. وقبل أيام أكد خامنئي أنه لو لم نكن نقاتل في سوريا لكان علينا أن نتصدى للعدو في طهران.
وعندما يتم تطبيق وقف إطلاق النار، يعمل نظام الملالي جاهدا على العبث به. لكونه هو الطرف الوحيد الذي لا يدخل من باب السلام والتسوية حسب قادة المعارضة السورية ولا يرضى بشيء أقل من حفظ بشار الأسد في السلطة.
ومادام الحرس وميليشياته يتواجدون في الأراضي السورية، لا يوجد أي حل سياسي. اذا أردنا اذن السلام فعلينا أن نبدأ بإخراج النظام الإيراني في سوريا. يجب القول إن الخاسر الرئيسي لوقف إطلاق النار والسلام في سوريا سيكون النظام الإيراني.
أيها السيدات والسادة
إن تعطل الإدارة الأمريكية هو السبب الرئيسي لمأساة سوريا وسلطة الملالي على سوریا. النظام الإيراني قد راهن عن مساومة الغرب ليقوم بتصدير تطرفه تحت اسم الإسلام. إني أريد أن أحيي هنا سياسة الرئيس فرانسوا هولاند حيال الشعب السوري. إنها لكانت سياسة صحيحة مقابل ترك سوريا من قبل الإدارة الأمريكية.
نهاية عهد الرئيس الأمريكي، لا تبقي لنظام طهران إلا أملا ضئيلا ليعمل كما يشاء بطلاقة اليد. ذلك الوضع الذي اشتد منذ غزو العراق عام 2003 وكان الولي الفقيه الرابح الرئيسي في العراق وسوريا… نتمنى أن تنتهي قريبا هذه الفرصة التي كانت فرصة مواتية للملالي بشكل كبير. ولكننا واثقون أنه لن يكون أي شيء مثل السابق. ونظرا إلى فشل سياسة المهادنة هناك حاجة ضرورية إلى تغيير السياسة لإنهاء معاناة الشعب السوري وتهجيرهم وتشردهم.
استتباب السلام والهدوء في المنطقة والعالم يتطلب إبداء الصرامة والحزم تجاه الأعمال الإرهابية لقوات الحرس ودورها المخرب في المنطقة.
وبهذا الأفق وفي الوقت الذي الانتخابات الرئاسية في فرنسا على الأبواب، اني أدعو المسؤولين السياسيين الفرنسيين إلى أخذ هذه الحقائق بنظر الاعتبار خاصة ألا يراهنوا علي إيران الملالي لأن الملالي أصبحوا من الآن من الماضي. إني أدعوهم أن يراهنوا على قوى المستقبل، على إيران لن تكون عامل الأزمات بل ستكون عامل الاستقرار في المنطقة. ولاجتثاث التطرف لا يمكن التحالف مع المتطرفين الآخرين، التطرف تحت اسم الإسلام سواء بردائه السني أو الشيعي لا فرق بينهما في البربرية. لأنه لا أحد منهما يمثل الإسلام بل يشكلان نوعا من النظام الفاشي الديني. ولهذا السبب لا يجوز الشراكة مع الملالي بذريعة سياسة أمنية.
كما باسم المصالح الاقتصادية لا يجوز نسيان المبادئ والتغاضي عن انتهاك حقوق الإنسان وحقوق المرأة في إيران.
إيران اليوم لها بديل قائم على مشروع ديمقراطي يحترم الأديان والمعتقدات والحريات والعلمانية والمساواة بين المرأة والرجل. فهذا البديل جدير بأن يكون صوته مسموعا. الحل الذي يعرضه يمكن أن يجلب للشعب الإيراني وللمنطقة وطبعا لاوروبا مرحلة جديدة. يكفي أن نبقى ملتزمين بالقيم الديمقراطية.
أشكركم جميعا