كلمة في جلسة في البرلمان الإيطالي
مريم رجوي: دعم غالبية أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي لانتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ورفض أي نوع من الديكتاتورية والدينية
في يوم الأربعاء 12 أبريل/ نيسان 2023 وفي جلسة عقدت في البرلمان الإيطالي قدم عدد من أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي منهم السيناتور تيرتزي والسيناتور اسكوريا بيانا مشتركا لغالبية أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي لدعم انتفاضة الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ورفض أي نوع من الديكتاتورية سواء الملكية أو الدينية. ثم قدم عدد من أعضاء مجلسي الشيوخ والنواب الإيطاليين توضيحات بشأن البيان. وألقت مريم رجوي كلمة في الجلسة عبر الانترنت وفيما يلي نصها:
ألاصدقاء الاعزاء، أيها المشرّعون الإيطاليون الكرام،
أتوجه بالشكر على اهتمامكم بنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية.
من دواعي السرور أن الشعب الإيطالي ومنتخبيه كانوا على معرفة بالقضية الإيرانية منذ زمين بعيد.
ومن حيث الثقافة والعلم والاقتصاد كان هناك تعاون وتبادل مستمر بين البلدين منذ قدیم الزمان. لكن الحكم الطويل الأمد للديكتاتورتين الملكية والدينية أدّى إلی تخلف بلدنا.
في عام 1979 قام الشعب الإيراني بالثورة لتحقيق الحرية والديمقراطية لكن الملالي سرقوا قیادة تلك الثورة.
إنهم استخدموا الطاقات المحررة الهائلة من الثورة في نشر الحروب والإرهاب والدمار. وفي واقع الأمر يشكل سجل هذا النظام نشر الإرهاب الحكومي وإثارة القلاقل في دول المنطقة واحتلال بعضها.
وقمع الشعب الإيراني مع إعدام 120 ألف من أبنائه من معارضي النظام خاصة استلاب حقوقهم وفرض التمييز على النساء لها أبعاد كارثية.
مأزق النظام القاتل
منذ خمسة أشهر، وفي مخطط واسع يمتد على مستوی البلد استهدف النظام مدارس البنات بهجمات كيماوية. تهدف حالات التسميم هذه إلى ترهيب ومنع مشاركة النساء والفتيات في الانتفاضات المناهضة للحكومة التي لعبن فيها دورًا ریادیاً. واستهدفت هجمات النظام المروعة حتى الآن ما لا يقل عن 505 مدارس في 109 مدن، ووسط صمت دولي مؤسف یترك يوميًا ضحايا.
ويجب الانتباه إلى أن هذا التشدد يهدف في الأساس إلى إيجاد مخرج من المأزق القاتل الذي يعيشه النظام داخل البلاد. سلسلة الانتفاضات في السنوات الأخيرة ارتقت إلى انتفاضة واسعة النطاق وقوية في سبتمر الماضي، وهي نقطة تحول في مصير حكومة ولاية الفقيه. ووضع ما أكدناه منذ سنوات أمام أعين العالم من ضعف وهشاشة هذا النظام.
يستمر ارتفاع التضخم بنسبة 50٪، وعجز الميزانية بنسبة 50٪، والسقوط الحر للعملة الرسمية للبلاد، وزيادة البطالة، والفساد الحكومي المنهجي والاقتصاد شبه المشلول. ولكن علاوة على ذلك، فإن هشاشة النظام تأتي من حقيقة أنه يواجه مجتمعا شديد التمرد يعتزم الإطاحة به.
لفهم ما يجري، دعونا ننتبه إلى كثرة عدد الاعتقالات.
أعلن رئيس السلطة القضائية، الملا المجرم إيجئي، في شهر مارس، عن إطلاق سراح أكثر من 22 ألف شخص من المعتقلین في الانتفاضة. ومن المؤكد أن النظام اعتقل عشرات الآلاف من المواطنین لصد مسار الانتفاضة. لكن هذا القمع الواسع لم يتمكن من إسكات الحرکات الاحتجاجية ولا تزال هذه الحركة تشكل كابوس النظام. قبل أسبوعين، كشف قائد وحدات مكافحة الشغب أن النظام بدأ بزیادة قواته لاحتواء الانتفاضة في 400 مدينة.
المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – بديل ديمقراطي
يا ترى، لماذا فشل الملالي في صد الانتفاضات؟
لأنهم يواجهون مجتمعًا ينذر بالانفجار ولایرید المواطنون تحمل الوضع الحالي.
لكن هذا ليس استياءً غير طبيعي وعفوي. شبكات مجاهدي خلق المنظمة في مختلف المحافظات، التي تعتبر وحداتها المقاومة الخلايا النشطة في النضال، تلعب دورًا جادًا في تنظيم الانتفاضة واستمرارها. منذ بداية الانتفاضة إلى ما بعد ستة أشهر، تم اعتقال أو الاختفاء القسري لأكثر من 3600 من أنصار مجاهدي خلق. لكن موجات الاعتقالات هذه لم تؤدّ الی تقلیل نشاط ونمو وحدات المقاومة.
إن مواصلة الانتفاضة، تستكمل بأنشطة اجتماعية وسياسية ودولية واسعة النطاق، وهي مسؤولية يتولاها بديل ديمقراطي أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية.
يتكون هذا المجلس الائتلافي من مجموعات وشخصيات ذات توجهات سياسية وعقائدية مختلفة. هذا الائتلاف، الذي تأسس قبل 42 سنة لإسقاط النظام، یعمل من أجل إيران محرّرة من الماضي، أي الاستبداد الملكي، ومن الحاضر، أي الاستبداد الديني، ولبناء مستقبل على أساس التصويت العام لجماهير الشعب. جمهورية ديمقراطية تتميز بعدة مبادئ أساسية: فصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، واستقلال القوميات، وإلغاء عقوبة الإعدام، وإيران غير نووية.
بحسب خطة المجلس الوطني للمقاومة، بعد الإطاحة بنظام الملالي، سيتم تشكيل حكومة مؤقتة لمدة أقصاها ستة أشهر من أجل انتقال هادئ للسلطة إلى نواب الشعب. وتتمثل مهمتها الرئيسية في إجراء انتخابات حرة لتشكيل المجلس التأسيسي.
المجلس التأسيسي له مهمتان رئيسيتان، الأولى تشكيل حكومة مؤقتة جديدة من قبل نوّاب الشعب، والواجب الآخر هو صياغة دستور الجمهورية الجديدة.
إضافة إلى تأیید الشعب الإيراني، يحظى برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بتأیید واسع بين الممثلين المنتخبين للدول الأمريكية والأوروبية.
دعم نواب البرلمانات الأوروبية ومجلس النواب الأمريكي لمقاومة الشعب الإيراني
البيان المشترك لأغلبية أعضاء مجلس الشيوخ الإيطالي هو مثال مهم على هذا التأیید. إنهم يؤيدون انتفاضة الشعب الإيراني ومقاومته في رفض أي نوع من الدكتاتورية سواء كانت ملكية أو دينية، وإقامة جمهورية ديمقراطية.
إنني أقدر السناتور تيرتزي والسيناتور إسكوريا، وهما راعيان لهذه المبادرة القيمة. بناءً على تجربة هذه العقود، وجد الشعب الإیراني ومقاومته دائمًا في البرلمان ومجلس الشيوخ الإيطاليين وأعضائهما الشرفاء أفضل أصدقائهم.
في أمريكا، وقع غالبية أعضاء الكونجرس على قرار يدعم نضال الشعب الإيراني ضد نظامي الشاه والملالي، وكذلك برنامج المقاومة المكون من عشر نقاط لإقامة جمهورية ديمقراطية تقوم على فصل الدين والدولة.
في ديسمبر الماضي، أصدر 125 برلمانيًا بلجيكيًا، وفي مارس الماضي 250 نائبًا بريطانيًا تصريحات مماثلة.
لذلك، حان الوقت لأن تقف الحكومات الغربية إلى جانب الشعب الإيراني من خلال مراجعة جذرية لسياستها تجاه إيران. لقد غيرت الانتفاضة الإيرانية الكبرى بشكل لا رجعة فيه ظروف المجتمع الإيراني وموقع النظام. لا يمكن ثني إرادة الشعب الإيراني لنيل الحرية والديمقراطية.
نظام الملالي غير قادر على الحفاظ على حکمه أمام موجة الانتفاضات.
لا يمكن للمجتمع الدولي، بما في ذلك إيطاليا، أن يتعامل مع الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران بتقييمها وموقفها السابقين. وهذا ليس فقط ضد مصالح الشعب الإيراني الذي يريد إسقاط هذا النظام، بل هو ضد سلام وأمن العالم الذي يهددهما هذا النظام.
في انتفاضة عام 2009 قد فتحت إيطاليا أبواب سفارتها في طهران على المنتفضين لإنقاذهم من ملاحقة عناصر الحرس. والآن يتوقع الشعب الإيراني أن تغلق إيطاليا الابواب على الملالي وقوات الحرس وإعلان قوات الحرس كيانا إرهابيا والتوقف عن عقد الصفقات مع هذا النظام والتجارة معه، لأن التجارة مع النظام تعني التجارة مع قوات الحرس وإيصال الوقود إلى ماكنة القمع والاغتيال ونشر الحروب. حان الوقت أن تؤيد إيطاليا أحقية وضرورة نضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام والاعتراف بعدالة نضال شباب الانتفاضة ضد قوات الحرس.
أشكركم جميعا