مريم رجوي: حسين ثار الله، الدم الساري في عروق الثائرين من أجل الحرية
كلمة في مراسيم عاشوراء الحسين (ع)
أيها المجاهدون والمنتفضون الذين وجدتم التقاضي لدم رسول الحرية الخالد في إسقاط النظام اليزيدي الحاكم في هذا العصر!
عاشوراء اليوم الأكثر احمرارًا في تاريخ البشرية، وكربلاء، أكثر الأراضي احمرارًا في العالم، في كل مدينة وقرية في إيران. السلام على الحسين والموت لخامنئي والموت لرئيسي الجلاد!
يا حسين!
يا سيد المظلومين!
بنيران عاشورائك التي لا تنطفئ، خلقت عاصفة في التاريخ بحيث لا يمكن إخفاء أو نسيان أي دماء اريقت ظلما بعدك، وهذه الحقيقة مسجلة على ضمائر وقلوب البشرية المظلومة المقموعة، أن كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء.
هذه الرسالة التي هي رسالة النهوض والانتفاض والثورة، تجعل الظالمين يرتعدون. وكان المجاهدون يترنمون ويردّدون منذ القديم:
نداء الحسين، ثورة الحسين، مستمرة وطويلة،
إنها عاصفة تقضي على القمع والظلم.
يا حسين!
إيراننا هي “الأرض المسحوقة” من قبل الظالمين، إنها الأرض التي يتم فيها “الضغط بقوة على الضعفاء والعاجزين” من الذین أنت قمت لإنقاذهم.
قصة الظلم والضيم في إستبداد لا إنساني وشعب مضطهد أعزل. مثل تلك الأرواح العزيزة التي فقدناها في الفيضانات الأخيرة، تلك الجثث التي دفنت تحت کمّ هائل من الوحول والطین، كل تلك المنازل التي تحطّمت، تلك العائلات التي تدمّرت والأطفال الذين أصبحوا أيتامًا، والأرواح التي اضطربت والدموع والتنهدات التي خرجت من صدور أولئك الذين فقدوا كل شيء.
يا رب الحسين، يا ملجأ من لا ملاذ له، فنتوسل إليك لتساعد على انتفاضة الشعب وجيش الحرية حتى يثور مثل بركان من النار على خامنئي ونظامه.
في هذين العامين، مئات آلاف الأشخاص الذين تُوفّوا في أتون كورونا بسياسة خامنئي المتعمّدة، يستحضر صراخك المؤلم على المرضى و”من لا حيلة لهم”.
اولئك المرضى المحتضرين الذين لم يتلقّوا رعاية، والأسر التي لم يكن لديها المال لعلاج مرضاهم، والممرّضين والممرّضات والأطباء الذين لم يكن لديهم معتمدا لإنقاذ المرضى، وکمّ کبیر منهم تُوفّوا.
يا سيد الشهداء!
للتغلّب على كل هذا الدّمار والفساد، نحن نستمدّ قوّتنا من إرادتك التي لم تعرف الکلل؛ وإلا ما هو القلب والروح يمكن أن يدرك هذا الخراب ولا يبكي دمًا.
يقولون أن كل دقيقة 8 أشخاص من أبناء شعبنا يقعون تحت خط الفقر. شبح الجوع المشؤوم ينتقل من منزل إلى آخر، أولئك الذين ينامون جوعى كل ليلة، کانوا قبل سبع سنوات عشرة ملايين شخص، والآن تمت إضافة ملايين آخرين إليهم.
حشود من الفقراء تتوسل المارّة “لشراء طعام لي” في كل شارع وتقاطع. هؤلاء الجياع الذين لا يحصى عددهم لا يجدون أي شيء يأكلونه حتى في القمامة. والحقيقة أن هذا أبعد من الفقر والعوز، هذه مجزرة من خلال الفقر والتجويع، يقودها خامنئي وإبراهيم رئيسي، من أجل تقوية أركان سلطتهم الكهنوتية على أرواح وممتلكات الناس ومنعها من الانهيار. .
لهذا یقطعون الماء عن الناس، ویهدمون البيوت على رؤوس السكان. الملايين من الإيرانيين بلا مأوى في بلادهم. لذلك، فإن دعوى سيد الشهداء وأتباعه من مجاهدي خلق اليوم في إيران ليست سوى معركة لتحرير هذا الشعب المضطَهَد. وفي هذا الموقف فإن حكام الجور يزيد العصر وشمر وحرملة لایعرفون کیف معاناة ودماء أبناء الشعب الإیراني تتحوّل إلی قوة عظيمة في المنتفضين.
يا ثار الله، أيها الدم الساري في عروق الشعوب المظلومة الذي تناديها أن تنهض وتسقط نظام الجريمة والمجازر، أن شعب إيران الذي لم يستسلم أبدًا ورفع شعار “هيهات منّا الذلة” جعل من إيران الیوم أرض الانتفاضات التي لاتتوقف.
من الانتفاضات العظيمة في مدن مشهد وإسلام شهر وقزوين وعشرات من الانتفاضات الأخرى في التسعينات إلى انتفاضة عاشوراء عام 2009، عندما تقدّم المنتفضون ومجاهدو خلق إلى محيط بيت خامنئي العنكبوتي، والانتفاضات بعد ديسمبر 2017، وذروتها التي تجلت في نوفمبر 2019، لتصبح انموذجاً لإسقاط النظام على يد وحدات المقاومة والمدن الثائرة.
هذه هي الروح التي نفختها العاشوراء في مقاومة المظلومين ووجد شعبنا فيها طريق التقدم والنصر.
یا حسین، لقد خضع المجاهدون منذ البدایة في الطريق الذي کنت قائده ورائده. عندما بدأوا، كان اسمك على لسانهم. في كل مرّة سقطوا على الأرض، كان اسمك آخر کلمتهم وكان دمك يتدفق من أجسادهم.
في ليلة 25 مايو1972 (إعدام مؤسسي منظمة مجاهدي خلق) قال لك مؤسسنا لبيك يا حسين، وقال نحن جاهزون ومستعدّون، وتزيّنت وصيّته بكلمتك المقدّسة، ومسعود رجوي الذي كشف “سرّ الوجود الإنساني الواعي الحرّ” و “سرّ بقاء النوع البشري وتطوره الفردي والاجتماعي” في العاشوراء، فأسّس مقاومة عظيمة ونهج الصمود المستدام لجيل متفان ضد وحش الاستبداد الديني.
يوم 20 حزيران 1981 كانت سنّة طريقك حيث وقفنا بوجه خميني.
8 شباط 1981 واستشهاد أشرف وموسى كانت مظهراً من مظاهر العاشوراء واتباع طريقك أنه “إن كان دين محمّد لا يستیقم الّا بقتلي فيا سيوف خذيني”!
كانت عملية الضياء الخالد عام 1988، من عنوانها إلى معاركها الباسلة، شعاعًا من ملحمتك الأبدية. وموقف المجاهدين المتمسّكين بانتمائهم للمنظمة في مجزرة عام 1988 كان مستلهما بالوفاء بقضيتك، ومذبحة المجاهدين في أشرف ونهر دماء شهداء المجاهدين في ليبرتي هو الدم الذي لا يزال يسيل من جسدك.
إن ولاء المجاهدين جيلاً بعد جيل لعهدهم من أجل حرية إيران، وقسمهم على طريقك ونهجك، مستوحى من أيقونة الوفاء والإيمان، سيّدنا أبو الفضل العباس، فارس العاشوراء.
نعم، سمع المجاهدون ندائك “هل من ناصر ينصرني”.
سيّدنا ومولانا!
في المعركة مع نظام خميني وخامنئي اليزيدي، قاوم المجاهدون فقط بالاستعانة برسالة العاشوراء، وظلّوا على عهدهم معك بلا رجعة على طريق الولاء والتضحية.
قال قائد المقاومة مسعود رجوي: “إذا كانت فينا أصالة فلا بد أنها من الغبار الذي لصق بنا من قادة مثل الإمام الحسن والإمام الحسين. إنهم مدرسة الصدق والتضحية، ودرس الوقوف، ودرس عدم الإحباط في مواجهة المواقف الصعبة، ودرس الحرية …”.
يا حسين! يا إمام العقيدة والجهاد!
يا أول ثائر على الدولة اليزيدية أي الاستبداد والاضطهاد!
یا من قال « الموت أولى من ركوب العار». ومن قال لأصحابه «صبراً بني الكرام فما الموت إلا قنطرة» تعبر بكم من البؤس والضَّرَاء إلى الجنان الواسعة.
سيدنا وقائدنا!
يا أبا الشهداء!
لقد زرعت مثل هذه الروح والجوهرة من العاشوراء في روح وعقل المجاهدين. علمنا منك أنه في كل خطوة وأمام كل صعوبة يجب أن نختار حركة عاشورائية حيث تعني السير بشجاعة وجرأة في قلب المصاعب والتحديات ودفع الثمن حتى النهاية.
علمنا منك أنه في الخیارات، في اللحظات الدقیقة للمعركة مع الوحش الكهنوتي الرجعي، فإن مدرسة العاشوراء، أي دفع الثمن بالغالي والنفيس تشقّ الطريق. وها هم مجاهدو دربك وقضيتك يواجهون العقبات بمنطقك، ويستحصلون على قوة وقدرة لا تصدّق.
لقد رأينا واختبرنا أنه حيث يجب الإخلال بالتوازن غير المتكافئ، وحيث يجب تمزيق جدار العوائق، وحيث يكون من الضروري العمل بشعار يمكن ويجب، نعم، في كل موقف، منطق النصر هو منطق العاشوراء: أي التضحية بالحد الأقصى وبكل شيء.
هذه هي فلسفة عظيمة في النهضة الحسينية الخالدة.
هذا هو سرّ المجموعة الصغيرة التي ذلّلت التاريخ.
إنها ملحمة، تفتّحت في ساعاتها الأولى ، حركة النساء الرائدات في قلب العاشوراء. حركة بقيادة زينب الكبرى مع أبرز النساء الموحّدات في التاريخ اللواتي حقّقن النصر في بحر الدماء.
سيدي ومولاي!
قلت إنني سأذهب لأقطع يد الظلم. لذلك لن نتوقف حتى نقطع يد القهر والطغيان عن إيران ولانتوقف حتى نؤسس جوهرة ملحمتك وهي الحرية في هذا البلد المكبّل.
الموت لخامنئي وتبّاً لولايته اليزيدية.
والسلام على الحسين
والسلام على زينب الكبرى
المجد والخلود للشهداء
- الوسوم:إيران, الإسلام الديمقراطي, الشرق الأوسط