كلمة في مؤتمر في البرلمان الأوروبي
ظهور النساء الإيرانيات المناضلات ودورهن في المقاومة يعد شرطا ضروريا للحرية
السيدة الرئيسة،
أيها النواب المحترمون،
أيها الأصدقاء الأعزاء!
أحييكم جميعا. إنني أقدر مبادرة السيدة ماكسوفا بعقد هذا المؤتمر حول وضع المرأة الإيرانية ودورها في الأزمة الحالية.
أولا، اسمحوا لي أن أنقل رسالة النساء السجينات الصامدات والنساء المنتفضات.
رسالتهن هي: نحن السجينات في سجن إيفين، دون أي شك وبدون خوف، نصرخ بكل وجودنا: “أيها الجلاد، سنسقطك”.
تقول النساء الثائرات في جميع أنحاء إيران للنظام: “نحن كابوسك واعلم أنه سيتم الإطاحة بك”.
الحركة النسائية في قلب المقاومة الإيرانية
أصدقائي الأعزاء!
لسوء الحظ، فإن الكثيرين في العالم قد ربطوا إيران بصورة أكبر بدعم التطرف وإثارة الحرب والإرهاب والجرائم التي ارتكبها الملالي الحاكمون.
ولكن هناك قوة أخرى تعمل على بناء مستقبل إيران. وهي مقاومة الشعب الإيراني التي في قلب هذه الحركة تنبض نضالات وتضحيات النساء الإيرانيات.
هناك العديد من التقارير عن الظروف القاسية للمرأة الإيرانية، بما في ذلك الرجم، والتمييز القاسي، والقوانين القمعية، وقلة المشاركة الاقتصادية، والحجاب القسري، وزواج القاصرات قسرا، والعديد من حملات القمع الأخرى.
لقد خلق الملالي نمطا رهيبا من مقارعة النساء وتصديره إلى جميع البلدان الإسلامية. تماما كما تم تصدير الحرب والإرهاب.
الحقيقة الأكثر أهمية هي مقاومة النساء الثائرات ضد مثل هذا النظام. إنها مثال رائع في التاريخ الحديث. على مدى الـ 45 سنة الماضية، تعرضت عشرات الآلاف من النساء للتعذيب والإعدام من أجل تحرير شعبهن. وحضور المرأة في طليعة الانتفاضات التي شهدها العالم في عام 2022 يعكس هذا السجل. وبفضل هذا الرصيد، نجحت النساء الرائدات في قيادة مقاومة منظمة داخل إيران وخارجها ترفض أي نوع من الديكتاتورية سواء كانت ديكتاتورية الشاه أو الملالي.
يمثل هذا التطور تحولًا ثقافيًا واجتماعيًا عميقًا داخل المجتمع الإيراني، وليس له أدنى شك أن له تأثيرًا عميقًا على مستقبل إيران والمجتمعات الإسلامية. القيادة النسائية هي استراتيجية جديدة لتغيير علاقات المجتمعات الحديثة، وذلك لمكافحة الفساد والفقر والتدهور البيئي وتمكين القدرات والمواهب الكامنة في المجتمعات للتقدم في المستقبل.
ظهور النساء المناضلات ودورهن القيادي في المقاومة يعد شرطًا ضروريًا لتحرير جميع المواطنين من قبضة حكم الاستبداد والتطرف. في مجتمع تتمتع فيه المرأة بحقوق وحريات متساوية، يصبح من المستحيل ممارسة الإكراه الديني.
نحن نعتقد أن النساء الرائدات سيهزمن في نهاية المطاف الديكتاتورية الدينية الحاكمة في إيران. إن مشاركة المرأة النشطة والمتساوية في القيادة السياسية أمر ضروري لتحقيق الديمقراطية.
الحل الحقيقي لمواجهة إثارة الحروب والتطرف
النواب الأعزاء
مع انتشار الحرب الكارثية في الشرق الأوسط، من الواضح أن الجميع يرى أن مصدر الحرب والإرهاب في طهران. في الأشهر الستة الماضية، أشاد زعيم النظام خامنئي، بشكل متكرر بالجماعات الإرهابية التابعة له في المنطقة، مؤكدا استمرارها في هذه الحروب. إنه يريد من خلال إثارة الحرب والقتل إيجاد مخرج من الأزمة التي خلقتها انتفاضة الشعب الإيراني لنظامه.
يكمن التهديد الرئيسي للنظام في الغضب المتصاعد للمجتمع الموشك على الانفجار. ونتيجة لهذا الغضب، شهدت انتخابات النظام الأخيرة فضيحة كبرى لخامنئي. حيث بلغت نسبة المشاركة في طهران أقل من 7 في المائة ممن يحق لهم المشاركة في الانتخابات، وهو مستوى قياسي منخفض في حكم الملالي وفقا للإحصاءات الرسمية، وأن العدد الفعلي أقل من ذلك.
لسنوات، حاولت الحكومات الغربية ترويض النظام من خلال تقديم تنازلات له. لكن الملالي لم يستجيبوا فحسب، بل استخدموا هذه التنازلات لتعزيز برامجهم النووية والصاروخية وزعزعة استقرار الشرق الأوسط.
لذا السؤال هو، ما هو الحل الحقيقي؟ الحل يكمن في الاعتراف بنضال الشعب الإيراني لإسقاط هذا النظام.
وفي قلب هذه المقاومة، تعمل النساء الإيرانيات كقوة محركة للتغيير. هذا العام، في اليوم العالمي للمرأة، أكدت 400 شخصية سياسية أو مدافعة عن حقوق المرأة، بما في ذلك العديد من المشرعين من مختلف أنحاء العالم، في بيانهم: “من واجبنا أن نقف متضامنين مع النساء الشجاعات في إيران وندعم مطالبهن بتغيير النظام وتحقيق الديمقراطية والمساواة بين الجنسين وتحقيق العدالة”.
هذا البيان يمثل النهج السياسي الصحيح. إن دعم مقاومة الشعب الإيراني وفي قلبها هؤلاء النساء الثائرات هو الحل الحقيقي.
إن برنامجنا لمستقبل إيران يدافع عن جمهورية ديمقراطية تقوم على الفصل بين الدين والدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وإلغاء عقوبة الإعدام، والحكم الذاتي للقوميات، ويدعو إلى إيران غير نووية.
في عام 1987، وافق المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بالإجماع على مشروع حريات وحقوق النساء الذي يضمن للمرأة الحقوق التالية:
- إلغاء وإزالة كافة أشكال الاضطهاد والإكراه والتمييز الذي يمارسه نظام الملالي ضد المرأة
- الالتزام بكافة حريات وحقوق المرأة
- المساواة الكاملة في الحقوق الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية بين الرجل والمرأة.
- حق التصويت والترشح في جميع الاستفتاءات والانتخابات
- حرية اختيار الملبس
- تولي أي منصب، بما في ذلك الرئاسة والقيادة السياسية والقضاء
أشكركم على هذه الفرصة وليس لدي شك في أن السلام والأمن سيعودان إلى العالم بمجرد نهاية الديكتاتورية الدينية التي تحكم إيران.