مؤتمر دولي لليوم المرأة العالمي
مريم رجوي: دعونا نطلق اليوم العالمي للمرأة هذا العام، يوم نساء المقاومة الأوكرانية
عشية اليوم العالمي للمرأة، عقد يوم السبت 5 مارس/آذار مؤتمر دولي كبير في برلين بمشاركة شخصيات سياسية بارزة ونشطاء في مجال حقوق المرأة على اتصال عبر الإنترنت مع أشرف 3 في ألبانيا ومئات المواقع في مدن مختلفة حول العالم.
واحتفل المتحدثون باليوم العالمي للمرأة ودعموا نضال النساء حول العالم، وخاصة النساء الإيرانيات، من أجل الحرية والمساواة في الحقوق والقضاء على التمييز الجائر. وأشادوا بمقاومة النساء الأوكرانيات.
وقالت مريم رجوي في كلمة تحت عنوان “يمكن ويجب”: مبارك عليكم اليوم العالمي للمرأة، عيد القائمين من أجل الحرية والمساواة؛ عيد لمن لا صوت له، الصوت الحقيقي للإنسانية!
اليوم العالمي للمرأة عيد لأولئك الذين حُرموا من معظم فرص التمكين، لكنهم مبشّرون بالقدرة وتحمل المسؤولية في عالمنا اليوم.
واليوم أقدّم أحرّ تحياتي إلى الشعب الأوكراني الأبي، ولا سيما النساء الشجعان في هذا البلد؛
ملايين من النساء والفتيات اللاتي انتفضن من أجل الحرية واندفعن إلى ساحة المعركة على نطاق واسع، من الوزراء والبرلمانيين إلى الأمهات المسنّات ورفعن السلاح. أمهات أودعن أطفالهنّ لتشارك هنّ أنفسهن في المقاومة، فتيات صغيرات مشغولات بصنع زجاجات المولوتوف بابتسامات ومعنويات عالية.
إني تذكّرت النساء والفتيات المجاهدات اللواتي تم شنقهنّ بأمر من خميني في مذبحة عام 1988 بینما یطلقن شعارات ثوریة بقبضات مشدودة..
إن مقاومة الشعب الأوكراني ليست فقط ملحمة ودفاعًا عن شرف ووجود هذا البلد، ولكنها أيضًا نقطة تحول في إحياء ثقافة الصمود والمقاومة في عالم اليوم.
لقد وقفوا وتحدّوا مهادنة الدول الغربية وانفعالها. لقد وقفوا وأثاروا العالم لدعمهم. لقد آزروا جنودهم وشعبهم مؤازرة صلبة. دعونا نطلق على اليوم العالمي للمرأة لهذا العام «يوم نساء المقاومة في أوكرانيا» ونقف جميعًا من أجلهنّ ولنصفق لدقيقة واحدة.
النساء في طلیعة الحرکات الاحتجاجیة
أواصل كلمتي بتجديد التهنئة لكم جميعا لمناسبة يوم المرأة العالمي خاصة أخواتی في أفغانستان وسوريا والعراق واليمن وفلسطين ولبنان.
اليوم العالمي للمرأة هو يوم فخر وشرف للنساء الإيرانيات لأنهنّ وقفن طوال هذا العام – وكذلك طوال هذه العقود الأربعة – ضد الوحش الكاره للمرأة ونظام الإكراه والنهب والقمع.
في العام الماضي، وفي جميع الحركات الاحتجاجية، من انتفاضات خوزستان وأصفهان وشهركرد إلى احتجاجات المعلمين والممرضين أو المواطنين المنهوبة أموالهم، كانت النساء في الطليعة.
في 21 تشرين الثاني (نوفمبر)، عندما وصلت انتفاضة أبناء عشائر بختياري الشجعان إلى ذروتها، كانت النساء الشجعان في مدینة شهر کرد على منصة أمام مكتب حاكم المحافظة لدعوة الأهالي لمواصلة الانتفاضة.
وصرخت فتاة شجاعة: وعدنا غدا هنا مع الشرفاء وأصحاب النخوة لمواصلة الاحتجاج. ودعت سيدة قروية المواطنين إلى الانتفاض والاحتجاج وهي تعرض غالونها الفارغ من الماء.
في العام الماضي، أقام المعلّمون الإيرانيون 19 إضرابًا واحتجاجًا على مستوى البلاد. واحتشدوا أحیانا في 80،100،116 أو 200 مدينة ومنطقة. في كل هذه الاحتجاجات، لعبت أخواتنا المعلمات دورًا محوريًا.
خلال انتفاضة المزارعين فی محافظة أصفهان، شاركت النساء بنشاط في العديد من المیادین وفي بعض الأماكن كنّ في طليعة الحركات الاحتجاجية. أمّ وقفت وقفة الأبطال أمام جلاوزة النظام من راكبي الدراجات وهي تصرخ بوجههم: لا تظنوا أننا خائفون منكم.
في الوقت نفسه، شكلت النساء والفتيات الثوریات وحدات المقاومة في مختلف المدن وفتحن الطريق بنشاطاتهن لکسر أجواء القمع وتوسيع نطاق الاحتجاجات.
هذا هو الوجه الحقيقي للمرأة الإيرانية. صراخها ليس صرخة عجز ويأس. وانما عصيان وتمرّد لتغییر الوضع المزري الحالي، وصيحة لبناء غد يمكن وينبغي تحقيقه.
إنه صوت عبر غرف التعذيب وساحات المعارك والممرات والقاعات في مجزرة عام 1988. إنه صوت كفاح المرأة الإيرانية على مدى 150 عامًا ضد الاستبداد والتخلف والفكرة المعادیة للمرأة الصوت الذي صار قويًا.
تاريخ إيران حافل ببطولات النساء
دعونا لنلقي نظرة إلی تاریخ إیران الذي حافل ببطولات النساء المناضلات.
في حركة التبغ، انطلقت نساء طهران، في مسيرة دامية نحو منزل ناصر الدين شاه وإغلاق الأسواق، لتساعد الحركة على الفوز.
وخلال الثورة الدستورية، كانت نساء تبريز يرتدين زي القتال ويقفن خلف “زينب باشا”، قائدة نساء تبريز ونهضن لمساعدة ستار خان.
وفي أخطر أيام تلك الثورة، كانت “بي بي مريم بختياري” هي التي قادت فرسان جهارمحال وبختياري إلى تحرير طهران. وهي تحکم الآن علی أرواح وقلوب البختياريين وفي أغانيهم العاطفية.
بعد ذلك، عندما كان الدكتور محمد مصدق الکبیر يقود حركة تأميم النفط، وكانت حكومته في مأزق مالي، توافدت فتيات ونساء إيرانيات شجعان من مدن مختلفة على طهران. واحتشدن أمام قصر بنك ملي في طهران لشراء السندات وبيع أصولهن لصالح حكومة مصدق الوطنية.
وفي المنظمات الثورية في سبعينات القرن الماضي، فتحت النساء الرائدات صفحة جديدة في النضال والتضحية. وفي الانتفاضات والنشاطات التي أدت إلى انتصار ثورة الشعب الإيراني ضد الشاه، كان للمرأة حضور نشط ومتميز.
أبطال هذه المعارك من أمثال فاطمة أميني، وأشرف رجوي، مرضية أحمدي أوسكويي، ومهرنوش إبراهيمي، هنّ نجوم سماء الثورة الإيرانية، ويأبى التاريخ نسيانهنّ.
النساء في النضال ضد نظام الملالي المتخلف
عندما وصل خميني إلى السلطة عن طريق سرقة قيادة الثورة، قامت النساء الإيرانيات منذ الأسابيع الأولى بالاحتجاج، ثم تعرّضت عشرات الآلاف من المجاهدات والمناضلات في المقاومة ضد النظام للتعذيب أو الإعدام.
خلال الإعدامات الوحشية في ثمانينات القرن الماضي ومجزرة 30 ألف سجين سياسي عام 1988، ارتكب خميني وجلّادوه أعظم الفظائع والجرائم ضد المجاهدات، وفي بعض ردهات السجون تم شنق جميع السجينات المجاهدات.
وبشأن نساءالمجاهدات السجینات قال شاهد في ستوكهولم أثناء محاكمة جلاد متورط في ارتكاب تلک المجزرة بشأن النساء المجاهدات:
“في بداية عام 1988، تم نقل بعض الفتيات السجینات من سجن إيفين، وكنا نراهن من خلال المنافذ. كن يمارسن رياضة جماعية وقت التشمس. رياضة قتالية.
كانت الحارسات يحاولن ضربهن، لكنهن لم يكنّ قادرات على ذلك. وتعیّن عليهن استدعاء الحراس الآخرين الذين بدأوا بضرب هؤلاء الفتيات ضربا مبرحا”.
وقال شاهد آخر في المحكمة نفسها:
“كانت هناك امرأة مجاهدة اسمها آذر سليماني. عندما ذهبت إلى مركز كوهردشت الصحي، رأيت أنها تتعرض للتعذيب بسبب کشف وثيقة عندها أرادت تناولها حتى لا يحصل عليها العدو، بحيث أصيبت بالشلل وعدم القدرة على المشي. واضاف “لكنها اقتيدت الى نفس الوضع من اجل الاعدام”. غیر أنها لم تتخل عن قضيتها.
تحياتنا الخالصة لكل هؤلاء الأبطال.
واليوم إن تراكم نفس الدماء والمعاناة الذي خلق قوة كبيرة من الحرية في قلب المجتمع الإيراني ويثير حراكات واحتجاجات جديدة كل يوم.
لماذا من الضروري تذكار هذا التاريخ؟ لأن نظامي الشاه والملالي وخدامهم ومرتزقتهم الذين يخافون من وعي النساء وكفاحهن غطوا على تأثيراتهن وريادتهن. لذلك يجب تكرار أسمائهن بأعلى الصيحات:
اسم مهين رضائي، أحد القادة الأبطال في عملية الضياء الخالد.
اسم طاهرة طلوع، بطلة معارك عملية الضياء الخالد، التي حمل الملالي حقدا ضدها بسبب بسالتها في المعركة لدرجة أنه بعد استشهادها علّقوا جسدها بالمقلوب من على شجرة على صخور مضيق جهارزبر. ثم أصبحت هذه الشجرة مزارًا لمحبي الحرية.
اسم معصومة برازنده احدى شهداء مجزرة عام 1988 والتي علّق الحرس الثوري جثتها في الساحة الرئيسية للمدينة وكتبوا على ملابسها، هي التي كانت تدعو الشباب إلى المجاهدين.
وأسماء زهرة قائمي وكيتي كيوه جیان، قادة صمود المجاهدين في أشرف، الذين وقفوا بأيدي فارغة ضد قوة القدس الإرهابية بقيادة قاسم سليماني وضحوا بأرواحهم من أجل حرية إيران وفتح طريق ألف أشرف.
التحیة لکل هؤلاء الشهداء
فظائع رهیبة في نظام الملالي
أيها الأصدقاء الأعزاء!
حقيقتان أساسيتان عن الوضع الحالي في إيران ملفتان للنظر:
أولاً، لا يوجد تشابه بين الشعب الإيراني الذي له حضارة عمرها آلاف السنين ولدیه ثقافة غنية وقدّم تضحيات عظيمة من أجل قضية الحرية، وبين نظام متوحّش عائد إلى العصور الوسطى يحكم إيران.
حقيقة أخرى هي أن الشعب الإيراني لم يقبل هذا النظام إطلاقا. وكشف عن ادعاء النظام الزائف بالإسلام في مقاومة عظیمة أسسها مسعود رجوي ضد التطرف ومقارعة المرأة.
لكن هاتين الحقيقتين تنطبقان بشكل أكبر على النساء الإيرانيات، اللواتي يعارضن تمامًا نظام ولاية الفقيه ولم یقبلن بأي حلول وسطیة مع ثقافة النظام وقانونه وشريعته اللاإنسانية. وهنّ يجدن في إسقاط نظام الملالي نهاية لآلامهن وأحزانهن ومعاناتهن، وكذلك استجابة لمطالبهن.
والمآسي المروعة واسعة النطاق التي تُرتكب ضد المرأة الإيرانية لا علاقة لها بثقافة الشعب الإيراني. بل هي نتيجة عداوة النظام للنساء وطبیعته المتخلفة.
في بدايات الشهر الماضي، صدمت المجتمعَ الإيراني أنباء قطع رأس فتاة شابة تُدعى مونا حيدري في الأهواز على يد زوجها. هذا مثال على انحطاط يكون مصدره وفاتح طريقه هذا الاستبداد المناهض للمرأة. كانت رومينا أشرفي، فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا من مدينة طالش، وشكيبا بختياري، البالغة من العمر 16 عامًا من كرمانشاه، ضحيتين لجرائم مماثلة ارتكبها أعضاء عائلاتهم.
وكما قال قائد المقاومة مسعود رجوي في هذا الصدد: “الفظائع الاجتماعية لها جذور ومصادر سياسية. في التحليل النهائي، يجب توجیه أصابع الاتهام إلی نظام الملالي اللاإنساني والمعادي للمرأة ودوره فيها، والذي هو مصدر المشكلات الضخمة لهذه الحقبة من تاريخنا.”. (رسالة مسعود رجوي بشأن قطع رأس فتاة إيرانية في 7 فبراير202).
تفتح قوانين النظام، بما في ذلك المادتان 220 و 630 من قانون العقوبات اللاإسلامیة، الباب لمثل هذه الأعمال لقتل النساء، بالإضافة إلى أن الملالي روجوا للظواهر البشعة مثل زواج الأطفال والزواج القسري. أدت هذه الممارسات المتخلفة، إلى جانب الفقر المدقع للعوائل، إلى انتشار العنف ضد المرأة. بحيث يتم قتل 400 إلى 500 امرأة كل عام في إيران (حسب بيان البرلمان الأوروبي في 17 فبراير 2022).
وينفذ الملالي أنفسهم عمليات إعدام للنساء أكثر من أي حكومة أخرى في العالم. لذلك، فهم لم يسحقوا فقط على حريات وحقوق المرأة الإيرانية، بل قللوا من قيمة حياتهن أيضًا، ولهذا السبب فإن النساء الإيرانيات لديهن الدافع الأكبر والإرادة لإسقاط هذا النظام. وفي نهاية المطاف، فإن النساء هن من يسقطن الولي الفقيه من عرش السلطة.
المرأة قوة التغییر والتقدم
الأخوات العزيزات،
على الرغم من المعاناة الكبيرة التي تحملها النساء الإيرانيات، وعلى الرغم من معاناة عامين من جائحة الوباء ووفياتها التي تجاوز عددها نصف مليون إیراني، ورغم انتشار الفقر والجوع، فإنهن اليوم لا يتحدثن عن عذاباتهن وانما عن الأمل في الحرية والمساواة ولا عن آلامهن بل عن مستقبل ليس حلما بعيد المنال ولكن ممکن التحقیق.
بعد إسقاط نظام الملالي، ستكون إيران في مأمن من تجارب الماضي المريرة، شريطة إرساء ديمقراطية حقيقية مع الحرية والمساواة، وهذا ما تصنعنه أنتن بأيديكن.
کما ورد في مشروع المجلس الوطني للمقاومة الإیرانیة بشأن الحریات وحقوق المرأة فإن الحريات الفردية للمرأة، بما في ذلك حرية المعتقد والدين، والعمل والسفر واختيار الملابس، ضرورة حتمية.
نعم، عليّ أن أؤکد أن الحرية تُنتَزع وأنتن اللاتي يجب أن تنتزعنها بأيديكن وبقوة نضالكن.
يجب القضاء إلى الأبد على أي إكراه وفرض على المرأة في شؤون الأسرة، وتعدد الزوجات، والعنف الجسدي والجنسي والنفسي، وجميع أشكال الاستغلال الجنسي للمرأة وكل ما فرضته الأنظمة المتخلفة الذكورية على جبين المرأة الإيرانية.
نعم، عصر الاضطهاد يجب أن ينتهي. وهذا یلیق المرأة الإیرانیة. لكن هذا المصير الكئيب لا يتغير إلا بسواعدكن القويات أنتن النساء.
نعم، المتخلفون والظالمون الذين جعلوا منکنّ أسيرات لن يمنحوكنّ بِإرادتهم الحرية والمساواة أبدًا. عليكن القيام بإسقاطهم!
أنتن تشكلن القوة الحاسمة! أنتن تشكلن قوة التغيير! وأنتن قوة التقدم الحقيقي والتنمية لإيران الغد الحرة!
النساء في المجلس المرکزي لمجاهدي خلق
أصدقائي الأعزاء!
إن المشاركة الواسعة للنساء الإيرانيات في النضال من أجل تغيير النظام ليست صدفة وعفوية، وانما هي مستوحاة من تضحيات نساء رائدات من المجاهدات والمناضلات. إنهن نهضن للنضال ضد هذا النظام منذ أكثر من أربعة عقود. فمقاومة هؤلاء الرائدات كرّست لدى النساء الإيرانيات فكرة أنه لا يمكن القضاء على انعدام القانون والاضطهاد إلا من خلال إسقاط نظام الملالي.
النساء المجاهدات قهرن غرف التعذيب وساحات الإعدام. 120 ألف شهید درب الحریة هم نجوم لامعة في سماء هذه المقاومة.
وفي هذا المسار صمدت النساء المجاهدات أمام وابل من الاتهامات، وقاومن لسنوات أمام هجمات الدروع والدبابات والصواريخ، ووقفن أمام الدبابات وناقلات الجند بأيد فارغة ودفعنها إلى الخلف.
إنهن أثبتن كفاءتهن وقدراتهن في ساحة المعركة.
وهذا النضال يمثله المجلس المركزي لمجاهدي خلق والمؤلف بالكامل من النساء المناضلات.
هذا المجلس كيان تقدمي رفع راية التحرر من كل الآثار الاستغلالية والتعسفية للعبودية، وأقام علاقات تقوم على المساواة بالمعنى الحقيقي للكلمة، وآثارها التحررية لم تشمل النساء فقط بل الرجال أيضًا وها هو جيل من الرجال متحرّر من الفكر الاستغلالي الذكوري.
نعم، هؤلاء النساء والرجال هم حاملو راية المساواة والعلاقات الأخوية بين الإخوة والأخوات. وهو العنصر الحيوي الذي يحتاجه المجتمع الإيراني والمجتمع البشري.
نعم، هؤلاء الرجال والنساء المتحررون يمضون قدما لإزالة أي أثر للفكر الظلامي والاستغلالي ، وهذا أمر ضروري لإسقاط النظام وبناء إيران الغد. وهكذا يستحق المجاهدون كسب ثقة شعبهم.
ومن هذا المنطلق، فقد حظي المجلس المركزي لمجاهدي خلق بتجارب غنیة في مسيرته الطويلة من نضاله ومعاناته تتلخص في شعار “يمكن ويجب” يتحقق في استمرار المقاومة والنضال ضد أي نوع من الفكر الاستغلالي التعسفي.
نعم المرأة الإيرانية أمامها أيقونة مادية وعملية وهي مستوحاة منها.
المقاومة سرّ التقدم والانتصار
النساء والرجال في هذه الحركة، الذين هم في طليعة نضال الشعب الإيراني ضد الاستبداد الديني، قد أحيوا قيمة المقاومة. انهم اختاروا عدم الخنوع أمام الاضطهاد والقمع وأن يدفعوا ثمن إزالة الاضطهاد باستمرار مهما كان.
إنهم كسروا الكثير من الخرافات ومحظور الفكر المتخلف وفتحوا طريق تقدم المقاومة.
– في أي موقف، حتى تحت أشد الضربات الساحقة، حافظوا على الروح النضالية المتحمسة الحيوية الناجمة عن الإرادة.
– فضلوا دائما مصالح الحركة على مصالحهم الشخصية والحفاظ على شعلة المقاومة والنضال من أجل الحرية كي تبقى متقدة.
تخلوا عن الأهل والعائلة والآباء والأزواج والأبناء، للانخراط في صفوف المقاومة وأقبلوا على تحمل المعاناة وفراق الأهل.
– لم يفكروا في نتيجة عملهم. هل سيفوزون أم لا. بل فكروا في المسؤولية الملقاة على عاتقهم من أجل حرية شعبهم ووطنهم.
وأمام العدو وقوته القمعية ورغم عدم توازن القوى لم يسمحوا للخوف أن یدبّ في نفوسهم، بل أصرّوا على حقيقة أن فئة قوية العزم ولو كان حجمها صغيرا ومحدودا يمكن أن تفتح طريق النصر وتغير الوضع لصالح الشعب في نهاية المطاف.
إنهم يتبعون منطقًا تحرريًا لا يُعرف بموجبه الإنسان بقدرته الفردية أو عجزه، بل يُعرف بكفاحه ونضاله لتغيير نفسه وتغيير المجتمع.
كما أن المجتمع لا يُعرف بما هو عليه، بل بمواهبه للتجديد والتحديث وعناصره المناضله من أجل الثورة.
نعم هذا هو تمرد على كل ما هو موجود لتحقيق ما يجب أن يكون.
وبهذا المعنى، فإن المقاومة حاجة إنسانية ملحة لتصبح أكثر إنسانية. إنها حاجة كل امرأة مضطهدة للتحرر، وحاجة المجتمع للخروج من المأزق والانحطاط.
كما قال قائد المقاومة مسعود رجوي الذي قاد هذه المقاومة منذ أکثر من خمسة عقود في طریق الحریة وعلّم درس المقاومة جیلا بعد جیل: نور المقاومة لا يمكن أن ينطفئ وكلّما كسروا الضوء كلّما زادت أشعته من الانكسار.
المقاومة والبقاء على العهد صامدين يعبّران عن وجود شعب، وسرّ التقدم والانتصار في أصعب الظروف.
وهي الجسر الوحيد الذي يمكن من خلاله الوصول إلى عالم يقوم على التآخي والحرية والمساواة.
أشكركم جميعا
وفي الختام، أهنئ مواطنينا وأنتن الأخوات العزيزات بمناسبة مولد ثالث أئمة الشيعة الإمام الحسين عليه السلام.
- الوسوم:التطرف – الإرهاب, الحریة, المرأة, المساواة, النساء, اليوم العالمي للمرأة, حقوق الإنسان, مریم رجوي