مؤتمر السياسة الجديدة تجاه النظام الإيراني بحضور شخصيات سياسية وعسكرية بارزة
مريم رجوي: إسقاط الديكتاتورية الدينية هو الطريق الوحيد لتحقيق الحرية في إيران والسلام في المنطقة
تحياتنا وسلامنا لمجاهدي أشرف ثلاثة. يسعدنا مشاركتهم معنا ونحن نراكم جميعا التحية لكم جميعا
الشخصيات المحترمة، الضيوف الكرام!
يسرني اللقاء بكم جدا. حضوركم في بيت المقاومة الإيرانية يحمل رسالة تضامن قوية إلى ملايين الإيرانيين الذين ينادون لإسقاط الديكتاتورية الدينية.
في أحد خطاباته الأخيرة، هدد زعيم النظام الشعب الإيراني بأنه إذا قاموا بما سماه الاضطرابات، سيتم سحقهم بالأقدام. هذا اعتراف من خامنئي بأن المجتمع الإيراني مستعد للانتفاضة والإطاحة بالنظام.
عوامل الوضع الحرج للنظام الكهنوتي
هناك ثلاثة عوامل رئيسية شكلت هذا الوضع:
العامل الأول هو القمع الشديد، الإفلاس الاقتصادي، الأزمات الاجتماعية العميقة، والفساد الحكومي المنتشر الذي دفع المجتمع إلى حافة الانفجار. كما أظهرت مقاطعة مهزلتين للانتخابات في عام 2024 من قبل الشعب بنسبة أكثر من 90% أن النظام ليس له أي قاعدة اجتماعية في إيران.
العامل الثاني هو هزائم النظام في المنطقة، بما في ذلك انهيار حزب الله وسقوط ديكتاتورية سوريا، التي كانت أهم دولة حليفة لنظام الملالي.
العامل الثالث هو صعود المقاومة المنظمة التي تستعد للانتفاضة والإطاحة بالنظام.
اسمحوا لي هنا أن أتطرق إلى بعض النقاط التي أود مشاركتها معكم بشأن التطورات الأخيرة:
أولًا – كانت الديكتاتورية الدينية قد وسعت نفوذها من خلال سوريا والعراق إلى البحر الأبيض المتوسط ولبنان. بهذه الاستراتيجية، كان خامنئي قد أنشأ درعًا لحماية نظامه وأداة للابتزاز.
ثانيًا – لسنوات عديدة، كان خامنئي يعوض ضعف الحكومة داخل البلاد باستخدام حزب الله وسوريا وعرض القوة في المنطقة.
ثالثًا – يُقال بشكل خاطئ إن الجيش السوري انهار في 11 يومًا، بينما في الواقع، كان هذا الجيش قد انهار منذ سنوات.
وفقًا لقادة حرس النظام الإيراني، لم يكن لبشار الأسد أي أمل في البقاء في السلطة في تلك السنوات، وكان خامنئي هو من أمر حرس نظامه وحزب الله اللبناني باستخدام القوة وارتكاب الجرائم للحفاظ عليه في السلطة. لكن هذه المرة كانت مختلفة. لا حزب الله ولا حرس النظام الإيراني كان لديهما القدرة على الصمود، وفضلا الهروب على القتال.
رابعًا – سقوط الديكتاتورية السورية وإغلاق الممرات البرية والجوية التي كانت تُستخدم لدعم قوات النظام الإيراني في لبنان، قد قلل بشكل كبير من قدرة النظام على إشعال الحروب والإرهاب في المنطقة.
خامسًا – اليوم، تغيرت موازين القوى في المنطقة ضد النظام الإيراني، ولذلك تضاءل الإسناد الدبلوماسي للابتزاز الذي كان يمارسه نظام الملالي على المستوى الدولي، كما تقلصت محاولاتهم للحفاظ على سياسة الاسترضاء. في الماضي، كان النظام وحلفاؤه يروجون لقوة النظام وقدرته على الاستمرار، ولكن هذه المزاعم قد دُحضت تمامًا اليوم.
سادسًا – والأهم من ذلك هو تأثير هذا الحدث داخل إيران. بعد سقوط بشار الأسد، شهد الجميع تفكك قوات النظام الإيراني في سوريا. لقد رأوا مدى ضعف وهشاشة حرس النظام الإيراني. محاولات خامنئي لقمع الانتفاضات منذ بداية الحرب في الشرق الأوسط في 7 أكتوبر 2023 قد فشلت.
هذا الحدث قد خلق طاقة جديدة لتشكيل الانتفاضات في إيران. أصبح الشعب الإيراني بشكل متزايد غاضبًا من إنفاق عشرات المليارات من الدولارات من رصيد الشعب الإيراني من قبل النظام للحفاظ على الديكتاتور السوري. وقد أصبحت أجهزة القمع في إيران في حالة رعب شديدة. الملالي كلفوا القوات الأمنية بمنع الاحتجاجات، وزادوا من عمليات القمع والإعدام.
في عام 2024، حطم النظام رقمًا قياسيًا في الجرائم من خلال تنفيذ ما لا يقل عن 1000 إعدام.
بعد أسبوعين من سقوط الديكتاتورية السورية، أمر قاضي القضاة في نظام الملالي “النائب العام والمدعين العامين في جميع أنحاء البلاد” باتخاذ “جميع التدابير اللازمة بالتعاون المباشر مع الأجهزة الاستخبارية والأمنية والشرطة … لمواجهة مؤامرة العدو لزعزعة الأمن داخل البلاد” . هذا الرد هو نتيجة عزيمة الشعب الإيراني لإنهاء حكم النظام الكهنوتي، الذي نهايته قريبة بالتأكيد.
إسقاط النظام أمر ممكن وفي متناول اليد
أيها الأصدقاء الكرام!
مع سقوط الديكتاتورية السورية، يرى شعبنا بوضوح أكثر من أي وقت مضى أن إسقاط نظام ولاية الفقيه أمر ممكن وفي متناول اليد.
هم الآن يثقون أكثر من أي وقت مضى في قوتهم وشجاعة وحدات الانتفاضة لإسقاط النظام.
وحدات الانتفاضة في طهران ومدن أخرى في البلاد تواصل تحضير الانتفاضة المنظمة.
الشباب، والشابات، ينضمون بشكل متزايد إلى الوحدات ويحظون بدعم من الشعب.
هذا التوجه في مجتمعنا هو نحو بناء جيش كبير من أجل الحرية.
خامنئي وحرسه لم يكن لديهم القدرة على الحفاظ على ديكتاتورية سوريا. وبالتأكيد لن يكونوا قادرين على الحفاظ على النظام أمام المقاومة والانتفاضة المنظمة، وسوف يسقطون.
خامنئي، يٌجبر حرسه وباسيجه على ارتكاب الجرائم ضد الشعب من خلال منحهم المال والموارد المادية. ومع ذلك، هم في حالة رعب أمام المقاومة المنظمة وانتفاضة الشعب.
غضب الشعب الإيراني دخل مرحلة جديدة. الفقر الشديد، تدني الأجور، التضخم بنسبة 40%، ارتفاع أسعار السلع، وغياب الماء والكهرباء قد أثقل كاهل الجميع.
لحظة حاسمة في تاريخ إيران
نظام الملالي في مأزق من جميع النواحي. لذلك، يحاول إقناع الحكومات الغربية بمواصلة سياسة المهادنة والاسترضاء.
للأسف، في الثلاثة عقود الماضية، عندما كان النظام على حافة الهاوية، قامت الحكومات الغربية بدعمه.
مثال على ذلك كان في انتفاضات عام 2009 ومثال آخر في انتفاضة 2022. لاحقًا، اتضح أنه في تلك الفترة كان المبعوثون الأمريكيون يتفاوضون مع النظام.
مثال آخر مهم كان في عام 2002، عندما جمعت الولايات المتحدة أسلحة جيش التحرير الوطني الإيراني. كان ذلك خطوة رحب بها النظام.
هذه السياسة ساعدت في انتشار التطرف وإشعال الحروب بقيادة طهران في المنطقة. كما حفزت الملالي على متابعة برنامجهم لصناعة القنبلة النووية.
اليوم، حانت لحظة حاسمة أخرى في تاريخ إيران. الشعب الإيراني قد بدأ التحرك نحو إسقاط النظام.
كما قلتُ في جلسة في مجلس الشيوخ الأمريكي في 11 ديسمبر2024، فإن إسقاط هذا النظام في متناول اليد والمقاومة الإيرانية تملك الشروط الضرورية لنقل السلطة إلى الشعب بعد إسقاط النظام.
إسقاط نظام الملالي هو الطريق الوحيد لتحقيق الحرية في إيران والسلام في المنطقة
اليوم، هناك مجتمع ثوري وحركات احتجاجية، وفي محورها، تعمل وحدات الانتفاضة على تحضير للثورة.
هناك مقاومة منظمة بقيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، مع آلاف الكوادر المدربة، وأشرف 3 هو أحد مراكزها، وكذلك هناك بديل ديمقراطي ممثل في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، الذي يعد أقدم وأقوى تحالف سياسي في تاريخ إيران مع رسم حدود فاصلة واضحة مع نظامي الشاه والملالي.
-هذه المقاومة لديها برنامج واضح لإيران حرة في المستقبل، مدافعاً عن الحريات وحقوق النساء، الحكم الذاتي للقوميات والاثنيات الإيرانية، المساواة بين الشيعة والسنة والأديان الأخرى، فصل الدين عن الدولة، إلغاء عقوبة الإعدام وإيران غير نووية، التي تبقى مدافعة عن السلام في الشرق الأوسط.
استنادًا إلى برنامج المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، بعد إسقاط النظام، ستُشكّل حكومة انتقالية لمدة أقصاها 6 أشهر، وهدفها الرئيسي هو إجراء انتخابات الحرة لمجلس تأسيسي ونقل السلطة إلى ممثلي الشعب.
حان الوقت لأن تتجنب الحكومات الغربية السياسات السابقة وتقف هذه المرة إلى جانب الشعب الإيراني.
ندعوهم للاعتراف بكفاح الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام ومعركة شباب الانتفاضة ضد قوات حرس النظام الإيراني.
يجب التأكيد على أن الاعتراف بالمقاومة الإيرانية ومعركة وحدات الانتفاضة هو جزء أساسي من سياسة حازمة ضد نظام الملالي. إسقاط نظام الملالي هو الطريق الوحيد لتحقيق الحرية في إيران والسلام والهدوء في المنطقة.
أشكركم جميعا