مريم رجوي في مؤتمر «دور المرأة في مواجهة التطرف» فی البرلمان الاروبی
السيدة باتريس بسرا رئيس المؤتمر
أيها الحضور الكرام
يسعدني اللقاء بكم والمشاركة في هذا المؤتمر بشأن خيارات النضال ضد التطرف.
التطرف المغطّى بالاسلام يمثل مرضا قاتلا بدأ يتسع عالميا بسبب إهمال لجمه ومواجهته وبات الآن استئصال هذا العَفن يتطلب عملاً شاملاً، فيما كنا نحذر منذ عام 1990 من أن التطرف الاسلامي هو خطر جديد على العالم.
اليوم هناك قلق حقيقي من داعش، ولكن لابد من الانتباه أن تنامي داعش هو حصيلة تحولين في المنطقة: أولا احتلال العراق من قبل نظام الملالي بعد حرب عام 2003 والقمع الواسع الذي طال السنة في العراق من قبل الحكومة العميلة لملالي ايران في العراق وثانيا قمع الشعب والمعارضين السوريين من قبل حكومة بشار الأسد وبمشاركة وتحت قيادة النظام الايراني. اذن لو لم يكن تحكم النظام الايراني على العراق وسوريا ولو لم يكن قمع السنة في العراق ولو لم تكن ديكتاتورية بشار الأسد، لما كان يظهر داعش كخطر على العالم.
مع بدء حكم الملالي في عام 1979 لقد تجسّد نموذج ملموس وحيّ لجميع المجموعات المتطرفة. ان سجل عمل هذا النظام على مدى 37 عاما يشهد على أنه لا عامل آكثر تأثيرا في توسيع التطرف وتوجييه مثل وجود حكومة مثالية له. لاسيما أن الملالي كانوا يعملون بشكل نشط في تأسيس هذه المجموعات أو توجيهها عقائديا كما أنهم كانوا ومازالوا يزودونهم بالمال والسلاح.
حزب الله اللبناني هو صنيع الملالي ومدعوم منهم. أنصار الله في اليمن مدعوم من الملالي. وهناك عدة مجموعات ميليشيات في العراق تابعة لقوة القدس كما يتم ارسال السلاح والعتاد من ايران الى المتطرفين في افريقيا.
ومع الأسف فان صمت الغرب وسياسته القائمة على استرضاء النظام الايراني، قد شجعا التيارات التطرفية الأخرى على انتهاج مسار الملالي.
السؤال الآخر هو ما هي آيديولوجية المتطرفين؟ المتطرفون سواء السنة منهم أو الشيعة متحدون في أسس مشتركة رغم اختلافاتهم. انهم يقدمون أنفسهم ممثلين عن الاسلام ويفرضون أحكام شريعتهم الرجعية عنوة على الناس، فيما يتعارض الاسلام مع الإكراه والإجبار. قمع النساء هو في صلب أفكارهم. عمليا انهم يمارسون الارهاب وابادة السجناء والمجازر الجماعية ضد الأبرياء فيما ترفض التعاليم الاسلامية ذلك بشدة.
من ملالي ايران الى داعش وبوكو حرام كلهم من طين واحد في المعتقدات التطرفيّة. المعتقدات والسلوكيات متشابهة؛ الأسس العقائدية واحدة وهي: تشكيل حكومة استبدادية باسم الخلافة الاسلامية أو ولاية الفقيه.
كما أن المجموعات المتطرفة لها قواسم مشتركة في المجالات التالية:
– فرض الدين القَسري بما يسمونه بأحكام الشريعة
– تصدير الارهاب
– فرض السلطوية خارج الحدود
– معادة الغرب ومقارعة النساء
السؤال المطروح هو كيف يمكن التصدي لهذا الخطر؟ وما هو التعامل الصحيح؟
كفاح شامل وحازم حيث جرّبه الشعب الايراني والمقاومة الايرانية هو التعامل الصحيح مع هذه المسألة.
اني أريد أن أذكر بشكل موجز تجربة مقاومة الشعب الايراني في هذا الكفاح:
أولا – لمواجهة عفريت التطرف، ليست المواجهة العسكرية كافية وانما هناك حاجة الى مواجهته فكريا وثقافيا.
تأسيس حركة منظمة ضد هذا النظام وتقديم بديل فكري وثقافي مقابله، أدى الى هزيمة التطرف اجتماعيا وايديولوجيا في ايران.
ثانيا – في هذا النضال النساء يلعبن دورا محوريا. ان تولي النساء مكانة متكافئة مع الرجال خاصة مشاركة نشطة ومتساوية للنساء في القيادة السياسية هو شرط ضروري له. وفي نهاية المطاف هذا النضال الذي تقوده النساء هو الذي يهزم التطرف.
ثالثا – النجاح في هذا النضال منوط أيضا بتخلص الرجال من الثقافة والفكر الذكوري. ان فهما طوعيا لقبول ضرورة مشاركة النساء في أمر القيادة السياسية هو أخطر ضربة للفكر الذكوري.
رابعا – مقابل التطرف المغطّى بالاسلام هناك نقيض فاعل يتجسّد في قراءة متسامحة وديمقراطية عن الاسلام حيث يجعل التطرف في طريق مسدود أمامه. ان دعم هذا البديل هو ضرورة هذا النضال.
خامسا – ان منبع التطرف ومصدر الالهام لمقارعة النساء هو النظام الحاكم في ايران. ولمواجهة داعش واستئصال شأفة التطرف المغطّى بالاسلام يجب وضع حد لاحتلال ملالي ايران في سوريا والعراق وأماكن أخرى.
اننا ندعو الحكومات الغربية لاسيما اوروبا الى وقف منح التنازلات للملالي وعقد الصفقات مع الشركات المملوكة لقوات الحرس. انه يعتبر تزويد ماكنة الحرب الدائرة في سوريا مباشرة بالوقود واستمرار الاعدامات في ايران. التغاضي عن قمع النساء في ايران وانتهاك حقوق الانسان في ايران يجب أن لا يستمر بعد الآن.
وبدلا من ذلك، اننا ندعو المجتمع الدولي الى احترام نضال الشعب الايراني من أجل الحرية والديمقراطية.
أشكركم جميعا.