كلمة مريم رجوي في الإشادة بانتفاضة الشعب الإيراني
الأمل واستمرار النضال رمز الانتصار
استمرار النضال وتوسیع الإضرابات العامة في انتفاضة الشعب الإيراني
أيها المجاهدون المناضلون
الإخوة والأخوات
اجتمعنا اليوم تكريماً لنضال صنّاع الانتفاضة الشجعان النساء والشباب المنتفضين وتخلیداً لذکری شهداء انتفاضة الشعب الإيراني.
في مستهل الحدیث نستذکر الشهداء الأبطال في ملحمة 27 سبتمبر 1981 الخالدة التي ستقبی ماثلة في الأذهان إلى الأبد.
ونتقدّم بتحیاتنا إلی المدن الثائرة في انتفاضة الشعب الإيراني التي عمّت الوطن بکامله من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب. من أذربيجان وكردستان إلى جزيرة قشم، ومن بهبهان إلى زاهدان ومن مشهد وبجنورد إلى أردبيل وتبريز وشابهار وطهران الكبرى.
وتحية لأهالي مدينة آمل المناضلین الشجعان الذين زرعو الخوف في قلوب القوات القمعية.
هؤلاء الأبطال أضرموا النار في مبنى القائممقامية ومركز الشرطة وأجبروا الکثیر من قوات مكافحة الشغب وعجلاتهم على التراجع. رغم أنهم دفعوا ثمناً باهظاً لاستمرار الانتفاضة بتقديم 18 شهيداً.
واستمرت انتفاضة الشعب الإيراني الشاملة حتى اليوم بثمن اعتقال أكثر من 12 ألفًا من المواطنین وإراقة دماء مئات الشهداء.
الشهداء الذين تفتّحت شقائق النعمان في جميع أنحاء إيران من دمائهم.
كالنار والدم، أشرقت الشمس باللون الأحمر
وتستحیي من دماء خيرة أبناء الشعب
سقطت شقائق النعمان وذبلت عندما رأت
من كل قطرة، أشرق ألف شمس1.
القضاء على سلطة ولاية الفقيه
وحديث موجّه اليكم أيها الجيل المنتفض، أنتم الذين نزلتم إلى الشوارع للقضاء على سلطة ولاية الفقيه.
أنتن الفتيات الشجعان اللواتي تقودون الانتفاضات في ساحات المعركة، وأنتم وحدات المقاومة ومناضلي الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني!
لقد جعلتم العدوّ في الخط الأمامي یهتزّ في جبهة المواجهة مع أبناء الشعب بجميع المحافظات.
في انتفاضتكم القويّة، اتخذتم خطوة طويلة ومنتصرة للإطاحة بالنظام .أبناء الشعب الإيراني یقفون ویناضلون معكم في هذه الانتفاضة.
لقد حوّلتم أنتم الثائرون المناضلون ساحة الدفاع إلى ساحة الهجوم على عناصر قمع النظام ووحوشه.
منذ عدة أيام متتالية لم يكن لدیکم مجال للنوم ولا راحة ولا ما یکفي من الطعام. لكنكم لم تعودوا مرهقین، بل أصبحتم أكثر فاعلًا وقد أرهقتم العدو.
تحية وآلاف التهنئة لكم شباب الانتفاضة ووحدات المقاومة الذين کتبتم وأعلنتم أنكم تريدون خوض ساحة النضال ببذل الغالي والرخیص. وبسبب شجاعتكم پ واستعدادکم للتضحیة، تخشى قطعان الحرس والشرطة وعناصر القمع من رؤيتكم ویلجأون إلی الهروب من أمامکم.
کان خامنئي یرید من خلال تعیين إبراهيم رئيسي المعروف بـ «قاتل مجاهدي خلق» أن یتصدّی للانتفاضات وإخمادها وتصعيد الكبت والاختناق في المجتمع. لكنكم سددتم الطريق أمامه بانتفاضة أوسع من الانتفاضات السابقة.
الملالي محاطون بالانتفاضات، وعاجزون و حقیقة لا حلّ لدیهم. بينما أنتم أصبحتم أقوى من أي وقت مضى، وأكثر مهاجمًا من السابق وأكثر اتحادًا من أي وقت آخر.
المرأة هی قوة التغيير ورائدة كتائب الانتفاضة والثورة
وأتحدث اليوم إليكم أيها السيدات والفتيات المناضلات، رائدات كتائب الانتفاضة والثورة. أنتم مَن تُبقون على نيران الانتفاضة متّقدة بهذا الشكل في صفوف أبطال وحدات المقاومة بتحملكنّ الكثير من المعاناة والانخراط في الأنشطة المحفوفة بالمخاطر من خلال التضحیة بأنفسكم.
إن شجاعتكم تحظى بإعجاب الجميع. ويرى الجميع أنكم تغطّون وجوهكم في العديد من المشاهد، وتركضون ببراعة في كل اتجاه، وتشجّعون القوات المناضلة على التقدّم والهجوم.
لقد وضعتم الخوف جانباً من ساحة المعركة، وتتقدمون بسرعة إلى الأمام بسلاح الهجوم، وأنتم مَن أثبتم أن قدرتكم على تقرير المصير عزمکم لنيل الحرية أقوى بألف مرة من قمع الملالي ومجازرهم.
إن صوتكم دعوة لإسقاط نظام الملالي في ساحات الانتفاضة.
لقد سمع العالم صوتكم، ورأى أنكم خضتم المعركة و أنکم أشعلتم صوائق الانتفاضة .
أنتم فتيات التمرد والثورة اللواتي يصارعن بأجسادهن الصغيرة عمالقة بلا قرون من قوات حرس الملالي والمرتزقة المعنيين بالقمع والقتل، وقناصاتهم، وتجبرونهم على الانسحاب.
أنتم الذین لا یخیفکم قمع العدو وترويعه، رغم أنكم ليست لديكم الإمكانيات اللازمة للدفاع ، ولم يرعبكم هجوم قوات الملالي الوحشية، وهاجمتم العدوّ بدون سلاح، ولا يزال الرعب في قلوبهم.
بيد أن أيديكم ليست خالية من السلاح، بل إنکم تسلّحتم بخبرة المناضلي المجاهدين في هذا الوطن الذین خاضوا معارك دامية على مدى أربعة عقود.
إن سلاح معركتكم هو الفكر الحرّ، وقلوب الفتيات المناصرات لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية المفعمة قلوبهم بالإيمان، والمجاهدات المناضلات اللواتي دفعن ثمن الحرية بالتضحية بالنفس والنفیس. أنتم زهور وثمرة أربعة عقود من نضال المرأة الإيرانية وانتفاضها من أجل الحرية والمساواة. إن المعارك التي تخوضونها اليوم امتداد لتضحيات عشرات الآلاف من المجاهدات المناضلات اللواتي تعرّضن للتعذيب و الإعدام على يد هذا النظام الفاشي، نعم، إنهم زرعوا بذور هذا الجیل.
ألف امرأة رائدات يشكِّلون اليوم المجلس المركزي لمجاهدي خلق، والذین قبلوا تحمُّل مسؤولية النهوض بالحركة الثورية؛ یعدّون الدعم القوي الراسخ لکم في المعركة من أجل نيل الحرية.
قبل سنوات عديدة خاطبت نظام ولاية الفقيه، وقلت: ” أنتم الملالي لقد استخدمتم كل ما كان في جعبتکم من إذلال وقمع وقهر وتعذيب وقتل ضد النساء الإيرانيات، لكن کونوا علی ثقة أن الضربة القاتلة ستأتیکم من الموقع الذي لا تحسبون له أي حساب “.
نعم، كنّا نقول وما زلنا نقول إن النساء هي قوة التغيير، وإن المرأة الإيرانية هي التي ستطيح بولاية الفقيه، في نهاية المطاف.
وأنتم أيها النساء المنتفضات تشهدون اليوم على هذه الحقيقة بدمائكم الطاهرة.
بدءًا من مهسا أميني، الفتاة الكردية المظلومة، وصولًا إلى شهداء الانتفاضة، مينو مجيدي، وغزالة جلاوي، وصولًا إلى حنانة كيا الذین هذه الأيام حلّوا بفناء الحرية . نعم إنهم جميعًا شاهدون على إرادة الفتيات والنساء الإيرانيات والشباب المتمردین لإسقاط هذا الاستبداد المعادي للنساء.
والآن، كما قال السيد مسعود رجوي: “ينبغي أن نقول للخليفة المحتضر[خامنئي]، الذي استفاد من مجزرة كورونا لمدة عامين: “إن إلهنا هو نفس إله عام 1979، محطّم نظام الشاه، ولن يتخلى عن الشعب الإيراني البطل والشباب الثائر وأرض الحرية حتى یقضي علی الملالي ونظام ولاية الفقيه. الثورة الديمقراطية الجديدة في إيران سوف تنتصر”.
أربعة عقود من المقاومة تأتي دعمًا للانتفاضة والنصر
لا ينقصكم أي شيء للنضال وتحقيق النصر.
إذ أنكم مسلَّحون بخبرة وسلاح مقاومة روَّاد المعركة ونضالهم ضد نظامین ديكتاتوریین . إن سلاح ودماء,مائة وعشرین ألف شخص من خيرة أبناء هذا الوطن، وسلاح دماء ثلاثین ألف شخص في مجزرة عام 1988.
إنكم مسلَّحون بأمل وإيمان المجاهدين المتمردين على عالم التمييز الجنسي، والأنانیة، و المصالح الفردية؛ ونذروا كل ما لديهم من أجل تحقیق الحرية لشعبهم.
انتشار الإضرابات الشاملة واستمرار الانتفاضة
وأطلب من جميع شرائح وطبقات الشعب في جميع أنحاء إيران، والمعلمين والتربويين وأساتذة الجامعات والعمال والمزارعين والتجّار وعمال النفط وطلاب الجامعات والمدارس الثانویة والممرضات والأطباء؛ أطلب من جمعهم تقدیم المساعدة في استمرار الانتفاضة من خلال الإضرابات العامة.
ولا یمکن احتواء الانتفاضة التي انتشرت في مئات المدن الإيرانية؛ بالقمع الوحشي وقطع الإنترنت.
إن الوضع لن يعود على الإطلاق إلى ما كان عليه. فقد تلقى نظام الملالي ضربات ساحقة، ومرتزقته محبطون ومنشقون وعاجزون وخائفون.
أقول لكم أيها الرجال والنساء ولجميع الإيرانيين:
صدّقوا أن لدیکم إمکانیة فعل ألف نشاط، وأن كل خطوة تخطونها حتى ولو كانت صغيرة تحمل قوة كبيرة لا يستطيع الملالي النجاة منها .
افتحوا أبواب منازلكم طوال الوقت أمام شباب الانتفاضة.
قوموا بالاحتجاج من أجل الإفراج عن الشباب الذين اعتقلهم نظام الملالي خلال هذه الانتفاضة.
الأمل واستمرار المعركة رمز للانتصار.
يمكننا ويجب علينا أن نسقط هذا النظام الفاشي بكل أجهزته القمعية وبكل زمره ومجموعاته. ويمكننا ويجب علينا إرساء الحرية والديمقراطية والمساواة في إيران.
التحية للحرية
والتحية للشهداء
عاشت ثورة الشعب الإيراني الديمقراطية
- الوسوم:إيران, الشعب الإيراني, المرأة, المساواة, النساء, انتفاضة إيران, معاقل الانتفاضة, نظام الملالي