مريم رجوي: التراجع النووي لنظام الملالي سيسرع في سقوطه
أيتها السيدات وأيها السادة المنتخبين!
أيها الأصدقاء الأعزاء!
مع أطيب التهاني، هنيئا العام الجديد!
يشرفني حضوركم هنا وأرحب بكم جميعا هنا في بيت المقاومة الايرانية الذي هو بيتكم. أشكركم على رسائل تهنئتكم وأهنئكم جميعا العام الجديد وأتمنى لكم الموفقية.
العام الذي قضيناه كان عاما هائجا آخر، عاما مر علينا بأوقات صعبة ومحطات انتصار.
في هذا العام فقدنا كثيرين من رفاقنا وأعزائنا في أشرف وليبرتي ولكننا عقدنا العزم أن نواصل دربهم.
من جهة أخرى كان عام 2013 عام تضامن لامع. التضامن بين الفرنسيين والايرانيين المطالبين
بالحرية حيث نراه في دعم رؤساء البلديات والمنتخبين الفرنسيين للمقاومة والأشرفيين. انكم وبحضوركم النشط في المؤتمرات وتجمعات المقاومة قد أبرزتم القيم الفرنسية الأصيلة أي الحرية والمقاومة وحقوق الانسان وأظهرتم بتصريحاتكم الجريئة أن هذه القيم مازالت حية.
انكم أصبحتم سباقين في متابعة حقوق الأشرفيين ولو أن هناك فرقا شاسعا بين مطالبكم والسياسة
الحاكمة ولكنكم لم تقطنوا ومضيتم الى الأمام.
ان الشعب الايراني والمقاومة الايرانية يثمنان عاليا جهودكم ولاينسونها أبدا. لأنكم وبجهودكم قد أوجدتم درعا من الحماية لمجاهدي ليبرتي. وتبقى أسمائكم محفورة للأبد في تاريخنا.
عام 2013 ورغم المحن الكبيرة التي مرت بمقاومتنا الا أنه في الوقت نفسه كان عاما لانتصار قوة الارادة انتصار المقاومة على الاستسلام وانتصار قوة الأمل على روح الاحباط والخيبة. وكان أيضا عاما أثبت أكثر من أي وقت آخر عدالة وسداد هذا الدرب وقوة الصمود الرائع الذي أبداه أعضائها بحيث حول ذلك الى مثال ليس للشعب الايراني فحسب وانما لجميع شعوب المنطقة. وقد تحول أشرف في العام الذي مضى الى رمز للمقاومة ومصدر للاستلهام.
كما وفي العام الماضي الكل سمعوا صوت انكسار عظام النظام وتشقق سلطة الولي الفقيه في النظام.
وبعد ثلاثة عقود من البرنامج النووي السري اضطر النظام الى الجلوس خلف طاولة المفاوضات وتعليق جزء من مشروعه النووي وذلك بسبب الأزمات الاقتصادية والاجتماعية الخانقة والعقوبات الدولية وخوفا من الانتفاضات الشعبية وأنتم تعلمون أن المقاومة الايرانية هي العامل الرئيسي في الكشف عن المشروع النووي السري للملالي.
اننا كنا أول طرف دعونا الى فرض عقوبات على النظام وأول طرف طالبنا باحالة الملف النووي للملالي الى مجلس الأمن الدولي. لذلك عندما وقع الملالي اتفاق جنيف فقد رحبنا بتراجعهم ولو بخطوة واحدة ولكننا نعتقد أن المجتمع الدولي يجب أن لا يعتمد سياسة هزيلة وانما يجب أن يدفع الملالي الى أن يغلقوا جميع مواقعهم النووية والى الأبد.
ففي مثل هذه الظروف فان التراجع في المجال النووي سيسرع في سقوطهم شريطة أن يبدي المجتمع الدولي الحزم الكافي لتصدي هذا النظام والا ستكون العملية قابلة للعودة الى الخلف.
ان ديكتاتورية ولاية الفقيه ولاحتواء أزمة السقوط ولاحباط آثار تراجعه، قد صعد تحت يافطة ما يسمى بحكومة الملا روحاني المعتدلة أعمال القمع والاعدام بشكل غير مسبوق ولكن مع الأسف مازالت الدول الغربية تغض الطرف عن هذه الحقائق.
فيما لا ينبغي أن يتجاهل الغرب الحرية وحقوق الانسان والمقاومة الايرانية بحجة المفاوضات النووية. ولا ينبغي أن يدفع الغرب ثمن علاقاته مع الديكتاتورية الدينية على حساب الشعب الايراني.
من جهة أخرى فان النظام يخاف من تلاحم المقاومة المنظمة مع الاحتجاجات الشعبية. هذا النظام يلمس حتى العظم أن الأبطال الأشرفيين يحتلون قلوب وبيوت كل ايراني. ولهذا السبب فان النظام والحكومة الصنيعة له في العراق ارتكب في الأول من ايلول/ سبتمبر مجزرة في أشرف وشن هجمات صاروخية متلاحقة على ليبرتي. هدفهم هو الحاق أكبر الخسائر في صفوف المقاومة بغية تركيعهم واستسلامهم.
كما يحاول الملالي أيضا أن يغطوا على أزماتهم الداخلية من خلال الاعتداء وايقاع حمام دم في المنطقة. ففي سوريا أشعلت قوات الحرس التابعة للملالي حربا لاانسانية ضد الشعب السوري المطالب بالحرية وطبعا لا يدوم ذلك.
كما وفي العراق فان حكومة المالكي والنظام الايراني يسعيان أن يشعلا حربا طائفية ويسحقان أبناء المحافظات المنتفضة وذلك بالصاق ماركة «القاعدة».
أيها الأصدقاء الأعزاء!
كل الأدلة تؤكد أن عام 2014وبما يعود الأمر الى ايران سيكون عاما حاسما. ولهذا السبب فعلينا أن نزيد من جهودنا في هذا العام أكثر من ذي قبل ويجب أن نقوم بعمل لكي يحرم النظام من الأساس من الحصول على القنبلة النووية.
يجب أن نكشف في وسائل الاعلام والرأي العام العالمي عن الهوية الحقيقية لحكومة الملالي المختبئة خلف الابتسامة والتظاهر بالاعتدال ولكنها تواصل الاعدامات والتعذيب كما يجب أن نجد درعا قويا لأبطال ليبرتي.
ومن أجل ذلك يجب أن نطالب الأمم المتحدة والحكومتين الأمريكية والفرنسية أن ترغما الحكومة العراقية على اطلاق سراح الرهائن الأشرفيين. عليهم أن يرغموا العراق على توفير مقومات الأمن لليبرتي حسب ما طلبناه وبالشكل التالي:
-اعادة 17000 جدار كونكريتي
-نقل الخوذ والسترات الواقية والأجهزة الطبية من أشرف الى ليبرتي
-بناء سقوف ثانونية للكرفانات لحمايتها من القصف الصاروخي
-السماح بتشييد بنايات
-اضافة مساحة كافية للمجاهدين في ليبرتي لزيادة رقعة الحماية من القصف الصاروخي.
فرنسا لديها القدرة على أن تحيل هذا الملف الى مجلس الأمن الدولي. كما بامكانها أن تطالب بحماية دولية لسكان ليبرتي الى حين نقلهم واجراء تحقيق مستقل بشأن المجزرة في الأول من ايلول/ سبتمبر في أشرف. وللوصول الى هذه الأهداف في العام الجديد اننا بحاجة الى مساعدة كل واحد منكم.
قدرتنا لا تكمن في الدعم السياسي لنا من قبل فلان قوة عظمى في العالم ولا في الدعم المالي لنا من فلان دولة أو شركة متعددة الجنسية لأنه لا نمتلك بمثل هذا الدعم ولا نريده ، بل قوتنا نابعة من التضامن الذي تشكل حول القيم المشتركة وبفضل الدماء التي اريقت والتضحيات التي قدمت. اننا وبفضل هذه العوامل نستطيع أن نفتح الطريق الى المستقبل ونريد أن نخطو خطوة حاسمة في عام 2014.
كما قلت مرارا وتكرارا اننا نجهد من أجل القيم المشتركة. من أجل الحرية والمساوة والاخاء. لكي تقام في ايران جمهورية على أساس فصل الدين عن الدولة. اننا ندعو الى التعددية والمساواة بين الرجل والمرأة والغاء عقوبة الاعدام وايران عارية عن النووية.
أتمنى أن يقدم الناخبون الفرنسيون مرة أخرى ثقتهم بكم أنتم رؤساء البلديات وأعضاء مجالس البلديات في الانتخابات القادمة خاصة وبالنظر الى الجدارة والشعبية التي تحظون بها.
أشكركم مرة أخرى على حضوركم وأتمنى لكم السعادة والنجاح في العام الجديد.