تجمع الإيرانيين في ذكرى ثورة الشعب الإيراني المناهضة لنظام الشاه
مريم رجوي: الثورة على الأبواب
أيها المواطنون!
ما يحدث في فبراير مهم جدًا. إنه شهر الثورة وشهر سقوط دكتاتورية الشاه، بل بالتأكيد سيحين موعد سقوط دكتاتورية الملالي أيضًا.
لا تفقد أية ثورة مكانتها في التاريخ، ولو قاموا بتحريفها أو إنكارها مهما استطاعوا.
قرر الشعب الإيراني أن يسجل تحقيق ثورة أخرى في أفق تاريخ إيران. ذكرى ثورة فبراير تعزز صرخات المجاهدين والمناضلين، والثوار والمتشوقين للحرية. فلتحيا الثورة!
صوتهم أكثر طنينًا من أي وقت مضى، حيث يسعون لتقويض النظام القديم والرجعي، وإقامة مجتمع عادل وديمقراطي. هذا الأمر حقيقي وأكثر ضرورة اليوم من أي وقت مضى.
وصرخاتهم هي نفس كلام مسعود رجوي، بأن الثورة في فبراير “لم تمت، ولم تصبح رمادًا، ولم تزل، بل لا تزال قوية ومشتعلة ومتوهجة في شرايين جيلنا الثوري”.
في ذكرى الانتفاضة ضد حكم الشاه، نتذكر بإجلال كل قطرة دم سُفكت وكل معاناة عاناها الشعب عبر 45 عامًا. نجدد اليوم عهدنا بالولاء والعزم على تحقيق الثورة الديمقراطية للشعب الإيراني، مهما كانت التضحيات.
نوجه تحية إجلال لرواد وطلائع تلك الثورة؛ محمد حنيف نجاد، سعيد محسن، علي أصغر بديع زادكان، مسعود أحمد زاده، بيجن جزني، أمير برويز بويان، شكر الله باك نجاد، وروح الثورة الحقيقية، الأب طالقاني، الذي رأى في معاناة ودماء الثوار مقدمة لثورة فبراير، في مواجهة خميني الدجال، اللص الكبير في القرن.
تحية لمسعود رجوي، الذي أكد منذ البداية على رسم الحدود بين الثورة والرجعية، وبين الحرية والاستبداد. وفي أول خطاب له بعد التحرر من سجن الشاه، رسم مسار حركة الحرية للشعب الإيراني بشعار “لتنتصر الثورة الديمقراطية الإيرانية”، وقاد نضالًا عظيمًا ضد الاستبداد الديني نحو هذا الهدف، أي إقامة مجتمع ديمقراطي.
تحية لأشرف وموسى، القرابين العظماء للشعب الإيراني أمام ملاك الحرية، ونستذكر 8 فبراير 1982، يوم عاشوراء لمجاهدي خلق، حيث قاتل الأبطال حتى آخر قطرة دم، مؤسسين عهد المقاومة الحمراء بكل تضحية.
إثبات أصالة البديل الديمقراطي المتمثل في المجلس الوطني الديمقراطي
ذلك الطوفان العظيم الذي واصل النضال ضد دكتاتورية الشاه في سبعينيات القرن الماضي وأطاح بنظام الشاه، ظل يهب ولم يهدأ طوال العقود الأربعة الماضية: من انتفاضة 20 يونيو 1981، ومعارك مجاهدي خلق في الثمانينات، والمعارك الرائعة لجيش التحرير، وعملية الضياء الخالد، وإلى الانتفاضات الكبيرة في التسعينيات، وصمود أشرف لـ14 عامًا، وانتفاضة 2009، والانتفاضات الظافرة المتواصلة من 2017 حتى اليوم التي أغلقت الطريق أمام بقايا الشاه والمتساقطين من نظام الملالي ولم تترك مجالا لهم.
ما ثبت هو شرعية وأصالة البديل الديمقراطي، المتمثل في المجلس الوطني للمقاومة الذي يعمل على تثبيت حدود الجبهة الشعبية ضد نظامي الشاه والملالي على مدى العقود الأربعة الماضية.
نفخر بالقوة العظيمة التي لا تقهر للشعب الإيراني البطل وشهدائه الذين لا يعدون وسجنائه المقاومين، وبالأمهات العظيمات اللواتي أصررن على النضال، وفي مقدمتهن والدة الشهداء “رضائي ها”، التي باتت رمزًا للتعليم والإلهام للشعب.
خطة ديمقراطية لنقل السلطة إلى الشعب الإيراني
وعلى مدى السنوات ال 45 الماضية، عانى مجتمعنا وبلدنا قدرا كبيرا من المصاعب.
تعذيب مئات الآلاف من السجناء السياسيين وسجناء الانتفاضة، وقتل 120 ألفا من أنبل أبناء إيران، بما في ذلك مذبحة 30 ألف مجاهد ومناضل، ونزوح 6 ملايين إيراني، وتدمير البلاد، وفقر وتجويع الملايين وأوجاع وعذابات لا تعد ولا تحصى. وأمام هذه المرارات والمآسي، هناك نهجان؛ الأول هو الهلع والاكتئاب واليأس، والآخر هو المقاومة والنضال الأكثر شراسة.
إن مقاومتنا مرفوعة الرأس بأنها سلكت هذا الطريق المجيد وبنت مؤسسات وأسس النضال بانتصار أكيد. مع المجلس الوطني للمقاومة، وجيش التحرير الوطني، والمجلس المركزي لمجاهدي خلق، مع مجاهدي درب الحرية، ووحدات المقاومة، ووضع اللبنات الأساسية لإيران الغد الحرة، من خطة ديمقراطية من فصل الدين عن الدولة، وحريات المرأة وحقوقها وإلى الحكم الذاتي للقوميات المضطهدة في إيران. وخطة ديمقراطية لنقل السلطة إلى الشعب.
الشعار الوطني: الموت للظالم، سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)
جئنا اليوم، نضم صوتنا معكم ومع تظاهرتكم وتجمعكم في برلين وباريس وبلدان أخرى، لنقول إن انتفاضة الشعب الإيراني مهيأة للانتفاضة رغم كل الدماء التي سالت من جسده في نوفمبر 2019 وانتفاضة 2022. وبتفاني وحدات المقاومة، انتشر شعار “الموت للظالم سواء كان الشاه أو الزعيم (خامنئي)” خلال انتفاضة 2022، وأظهر أن هذه الحركة أقوى بعشرات المرات من ذي قبل، وعشرات المرات أكثر طُهرا ونقاء من أي وقت مضى لملوثات الشاه والملالي، وعشرات المرات أكثر تصميما من أي وقت مضى على إسقاط النظام.
الاستعداد الثوري للمجتمع الإيراني
الأحداث الكبرى وغير المسبوقة في بعض الأحيان في الأشهر الأخيرة هي تجسد عملية الإطاحة بالنظام. هذه الاحتجاجات والإضرابات، التي تندلع من جميع أنحاء إيران كل يوم، هي صوت الثورة. انظروا إلى أنشطة وعمليات وحدات المقاومة، وبطولة هؤلاء الثوار المضحين!
هذه واحدة من أهم نتائج الاستعداد الثوري للمجتمع الإيراني.
أي علامة أوضح على أن بركان الثورة الإيرانية على وشك الانفجار. نعم الثورة على الأبواب. انظروا إلى خوف خامنئي والمتعاونين القلائل معه! ينفذون إعدامات باستمرار، ويفقؤون الأعين، ويبترون أطراف الجسم لمنع اندلاع الانتفاضات. لكن الثورة على الأبواب.
محاكمة منظمة مجاهدي خلق بتهمة النضال من أجل الإطاحة بالنظام
أين يظهر عجز النظام الإيراني أكثر من المحطات الأخرى؟ في المحاكمة المُثارة ضد مجاهدي خلق. يحاولون محاكمة النضال التاريخي للشعب وإرادته وتصميمه على تغيير مصيره. ومع ذلك، الثورة على الأبواب.
نوجه كلامنا إليهم بأنكم، في لائحة الاتهام المكونة من آلاف الصفحات ضد مجاهدي خلق، لم تسلطوا الضوء على أعظم “جرائم” قيادة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والمقاومة الإيرانية ضد حكم خميني وخامنئي اللاإنساني: لقد درّب قائد المقاومة أجيالاً من الشباب الواعي والمناضل في الساحة لمقارعة الاستبداد الديني. وهل هذه جريمة أم افتخار؟
أنشأنا أجيالاً من الفتيات والنساء اللواتي ضقن ذرعاً بالقمع والإذلال وعدم المساواة، ودفعناهن نحو قيادة الثورة ضد هذا النظام القامع للمرأة. نحن فخورون بهذه الـ”جريمة”.
“جريمتنا” أننا حملنا لأكثر من أربعة عقود راية إسقاط النظام برمته، وهذا هو العلم الذي يرفرف فوق أنقاض نظام ولاية الفقيه.
نعم، نحن نعتز بهذا وبمئات من الجرائم الأخرى في النضال ضد نظام الملالي اللاإنساني.
مهزلة الانتخابات أم استعراض لاحتضار النظام!
انظروا الآن إلى ما يجري داخل النظام. كل مرة كان يُنظم فيها النظام عرضاً انتخابياً، الآن يُظهرون مؤشرات احتضارهم. وكما قال مسعود رجوي: “لا خيار داخل هذا النظام، إنه وقت الثورة”. يعلن الشعب الإيراني بصوت عالٍ أن مهزلة الانتخابات هي مجرد خداع من خامنئي. تصويت الشعب الإيراني هو لإسقاط نظام الملالي. تصويت الشعب الإيراني هو انتصار الثورة الديمقراطية. وهذا ستحقق بالتأكيد.
رأس الأفعى المُحرِّض على الحروب والإرهاب في طهران
لجأ خامنئي إلى التحريض على الحرب في المنطقة كوسيلة للهروب من الانتفاضة الإيرانية. لكن من المستحيل عليه جني أية فائدة من هذه الحروب. لولا وجود هذا النظام، لما كانت المنطقة تشهد الحروب الراهنة. ما أكدته المقاومة الإيرانية على مدى سنوات طويلة، أصبح اليوم واضحاً للعيان، أن رأس الأفعى المُحرِّض على الحرب والإرهاب يقع في طهران.
دعوة لحملة إلغاء عقوبة الإعدام
داخل إيران، قام خامنئي، بمساعدة أفراد مثل رئيسي وإيجئي، بتنظيم مجلس وزراء يُعنى بشكل علني بتنفيذ عمليات الإعدام والمجازر. تم إعدام 860 شخصًا في العام الماضي وصدرت أحكام بالإعدام على آلاف الأشخاص في السجون المختلفة، فضلًا عن القتل المستمر للعتالين وناقلي الوقود في كردستان وبلوشستان والشباب المنتفض في أرجاء البلاد كافة. طبعا، وخلال هذه الفترة عكس ويعكس شباب الانتفاضة رد الشعب الإيراني على هذه الإعدامات باستهداف مراكز الجريمة التابعة للنظام.
أدعو جميع الإيرانيين، وبالأخص شباب الانتفاضة، إلى الانضمام للحملة من أجل إلغاء عقوبة الإعدام.
هذه الحملة الوطنية تهدف إلى مواجهة الإعدامات اليومية للشباب، والتصدي لخامنئي، سفاح العصر، عبر تنظيم مسيرات احتجاجية أمام السجون، والمظاهرات، والانتفاضات المتواصلة في أنحاء إيران كافة، والاحتجاجات المستمرة حول العالم. وهي الحركة الوطنية نفسها التي تهدف إلى إسقاط نظام ولاية الفقيه.
فشل سياسة الاسترضاء مع النظام
نشهد دوليًا هذه الأيام فشل سياسة الاسترضاء حيال النظام بشكل ذريع. لحسن الحظ، أدرك أصحاب الضمائر الحية في عالم اليوم الطريق الصحيح. أوجه التحية إلى أكثر من 500 نائب برلماني في ألمانيا، بمن فيهم 180 من أعضاء البرلمان الاتحادي، الذين دعوا في بيان مشترك المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الإيراني في نضاله من أجل التغيير. واليوم، ارتفع عدد هؤلاء البرلمانيين من أوروبا والولايات المتحدة وكندا وأستراليا الداعمين لمطالب مماثلة والوقوف إلى جانب مقاومة الشعب الإيراني إلى 4000 برلماني من 41 دولة حول العالم. تحياتي لهم جميعًا!
في ذكرى الثورة المناهضة لنظام الشاه، نجدد عهدنا مع شهدائها ومع كل المواطنين الشجعان والكادحين الذين شاركوا في النضال والثورة خلال العقود الأربعة الماضية، متعهدين بالاستمرار في الكفاح لإسقاط الديكتاتورية الدينية في إيران.
إن عزم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وإرادة الشباب والنساء والمنتفضين على تحقيق الثورة الديمقراطية الإيرانية سيتجسد بالتأكيد.
تحياتي للشعب الإيراني
تحياتي للحرية