مؤتمر عبر الإنترنت في ألمانيا تحت عنوان «سياسة جديدة تجاه إيران: «حقوق الإنسان ووقف الإرهاب ودعم انتفاضة الشعب الإيراني»
مريم رجوي: الشعب الإيراني عازم على إقامة جمهورية ديمقراطية في إيران
السيدات والسادة
أيها النواب والشخصيات المحترمة
أتوجه بالتحيات لكم جميعا
بداية، أقدم الشكر لكم على تضامنكم ودعمكم للشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ومجاهدي خلق في أشرف الثالث في النضال من أجل الحرية والديمقراطية.
أودّ اليوم وبهذه المناسبة أن أتحدث عن التطورات في إيران وعن الآفاق المستقبلية. لكن في البدایة اتطرّق بإيجاز إلی النقاشات الجارية هذه الأيام بشأن المشروع النووي لنظام الملالي.
والبحث عن الجواب لهذا السئوال: هل على الحكومات الغربية الرضوخ لابتزاز الملالي والعودة إلى الاتفاق النووي السابق، أو اتخاذ مسار يعالج أهم التهديد الداهم للسلم والأمن العالميين؛ تهديدات مثل البرنامج النووي والبرنامج الصاروخي وإلى تدخلات النظام الوحشية في المنطقة وانتهاك حقوق الإنسان للشعب الإيراني.
ترحب المقاومة الإيرانية بأي اتفاق يمنع النظام من امتلاك قنبلة نووية. لهذا السبب، فإن المقاومة الإيرانية هي الطرف الذي قام لأول مرة بالكشف عن مشروع الأسلحة النووية السري للنظام كواجب وطني. ولولا جهود المقاومة الإيرانية لكان الملالي قد حصلوا على القنبلة سراً لأن الحصول علی السلاح النووي یعدّ جزء من استراتيجية بقاء نظام ولاية الفقيه.
منح الامتيازات ليس طريقة منع النظام من حيازة القنبلة
يجب أن أؤكد أن طريقة منع النظام من حيازة قنبلة نوویة ليست إعطاء امتیازات له.
واتضح خلال التجربة على مدار 40 عامًا أن استرضاء الملالي يجعلهم أكثر جرأة في جرائمهم. لهذا السبب، بعد الاتفاق النووي في 2015، لم يوقف النظام أنشطته السرية لامتلاك الأسلحة النووية. بل على العكس، إضافة علی ذلک فقد زادت من قمع الشعب الإيراني وأنشطته التخريبية في المنطقة وإرهابه في أوروبا.
انظروا إلى الاتجاه المتزايد لإرهاب النظام في أوروبا منذ النصف الثاني من عام 2016.
وبلغت ذروة هذا الإرهاب في محاولة دبلوماسي معتمد للنظام لتفجير تجمع للمقاومة الإيرانية في صيف 2018 في ضواحي باريس.
وکان عشرات الآلاف من الإيرانيين والمواطنين الأوروبيين قد حضروا هذا التجمع، بالإضافة إلى مئات البرلمانيين والشخصيات من مختلف أنحاء العالم، بما في ذلك ألمانيا. لو كان الانفجار قد حدث، لكانت هناك كارثة بشرية غیر قابلة للتعویض.
كما تعلمون، بعد الاعتقال والمحاكمة في محكمة أنتويرب البلجيكية، صدر حكم تاريخي على دبلوماسي النظام الإرهابي بالسجن 20 عامًا وعلى شركائه الثلاثة بالسجن 15 إلى 18 عامًا.
قبل أيام، أُعلن أن الاتحاد الأوروبي سيفرض عقوبات على بعض الأفراد وبعض مؤسسات نظام الملالي بسبب تورطهم في قمع انتفاضة نوفمبر 2019.
نحن نرحّب بهذه الخطوة، لكن الشعب الإيراني يتوقع من أوروبا أن تتخذ إجراءات محددة حیال قتل 1500 متظاهر فی الشوارع وحیال إرهاب النظام، بما في ذلك تقليص مستوى العلاقات الدبلوماسية، وإغلاق جميع مراكز النظام في أوروبا التي تساند الإرهاب. وكذلك يجب أن تكون العلاقات الدبلوماسية مشروطة بوضع حدّ للقمع في إيران ولإرهاب النظام في أوروبا. نريد من الدول الأوروبية، وخاصة ألمانيا، أن تمتنع عن بيع معدات لهذا النظام مثل أجهزة التنصت الذي يتم استخدامه لقمع الشعب.
«لا» لحكم الملالي
أصدقائي الأعزاء،
هناك واقع صعب للغاية في إيران اليوم. المجتمع الإيراني علی فوهة برکان وفي حالة ثورية.
نظام ولاية الفقيه يعيش أضعف حالاته. إن عربدات النظام ومرشده الأعلى لیست سوی محاولة يائسة للتغطية على موقعه الهش.
إن أولوية الملالي هي إمداد وتجهيز وتسليح الجماعات الإرهابية في المنطقة وتطوير السلاح النووي والصاروخي من أجل بقائهم. نتيجة لهذه السياسات ونهب ثروات البلاد، یعیش 80٪ من السكان الآن تحت خط الفقر. والصراع بين الشعب الايراني وهذا النظام وصل إلى نقطة لا رجعة.
لقد وقع نظام الملالي في مأزق قاتل لا سبيل للخروج منه. يحاول خامنئي منع الانتفاضة وانهيار نظامه باللجوء إلی سياسة الانكماش والقمع المتزايد، لكن هذه السياسة تزيد من حدة الوضع المتفجر في المجتمع.
خلال العام الماضي ورغم سیطرة كورونا ورغم سیاسة النظام اللاإنسانيه تجاه الشعب في استخدام كورونا كدرع لحماية نظامه أمام الاحتجاجات الشعبية بدلًا من مكافحة الفيروس، ورغم المرض وما تلاه من قيود، غير أن مشاعل المقاومة ظلّت متوقدة من قبل الشباب المنتفضين ومعاقل الانتفاضة في عموم أنحاء إيران.
أعرب الشعب الإيراني عن رغبته في تغيير النظام في انتفاضة نوفمبر 2019 بشكل واضح. لهذا السبب، فإن الانتخابات الرئاسية، التي من المقرر إجراؤها بعد شهرين، في عيون الشعب الإيراني هي مجرد مسرحية وليس إلا وستواجه مقاطعة شاملة على مستوى البلاد.
هذا الأسبوع، في 23 مدينة إیرانیة، هتف المتقاعدون المحتجون بأننا لم نعد نصوّت لأننا سمعنا دائمًا الأكاذيب ولم نر العدالة.
لطالما قال الشعب الإيراني وبقوة «لا» لحكم الملالي، «لا» للاستبداد الديني، «لا» لخنق الحريات والقمع والنهب.
ونعم للحرية وصوت الشعب ونعم لجمهورية ديمقراطية، وانتخابات حرة، وفصل الدين عن الدولة، والمساواة بين الرجل والمرأة، وإلغاء حكم الإعدام، وضمان حقوق القوميات وأتباع جميع الأديان، وإيران غير نووية في التعايش السلمي مع جيرانها.
حان وقت التقدم وإعطاء زخم لنضال الشعب والمقاومة
الأصدقاء والشخصيات الأعزاء،
على الرغم من الطريق الطويل والصعب والقمع داخل إيران، لكن الآفاق المستقبلية مفتوحة أمامنا.
حان الوقت للتقدم وإعطاء زخم قوي لنضال الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية. حان الوقت لأن نحقق أهداف الشهداء الكرام بمن فيهم شهداء 8 ابريل 2011 ونحن في الذكرى العاشرة من استشهادهم.
في ذلك اليوم خاض المجاهدون في أشرف بالعراق، معركة مشرّفة بأيدي فارغة ولكن بقلوب مفعمة بالإيمان وسطروا صمودًا رائعًا في ساحة التصدي للقوات المدجّجة بالسلاح للحكومة العراقية العميلة لنظام ولاية الفقيه. ملحمة 8 ابريل تبقى خالدة مع 36 شهيدًا من مجاهدي خلق ورسالة أختي العزيزة ”صبا“وأنتم تتذكرون حينما قالت وبكل ما كان لديها من قوة في آخر نفس «نقف حتى آخر رمق من حياتنا».
نعم، إن المشاعل المتوهجة لتلك الدماء والمعاناة والعذابات، وانتفاضات الشعب الإيراني تحمل لنا رسالة بأنه لا بد أن لا تشكوا في أن عهد نظام الملالي اللاإنساني قد انتهى. والشعب الإيراني عقد عزمه على إقامة نظام ديمقراطي في إيران، وهذا سيتحقق.
والآن السؤال المطروح أمام الجميع، وخاصة أوروبا، هو إلى أي جانب يقف في صراع الشعب الإيراني ضد الاستبداد الديني ومن أجل الحرية.
إنني أشكركم جميعًا، ولا سيما أشكر دعمكم لمقاومة الشعب الإيراني ودعمكم خلال هذه السنين للمجاهدين في أشرف.
- الوسوم:الإعدام, الاستبداد الديني, التطرف – الإرهاب, النووي, حقوق الإنسان, مجاهدي خلق