كلمة مريم رجوي في المؤتمر الدولي في باريس عشية اليوم العالمي لحقوق الانسان
أيها المواطنون الأعزاء
أرحب بكم أيها السادة الشخوص المحترمين المجتمعين هنا من مختلف الدول للتضامن مع الشعب الايراني والمقاومة الايرانية. اسمحوا لي أن أقدم بداية بتعازي لمناضلي درب الحرية والمساواة ومناهضي التمييز والقمع في عموم العالم برحيل القائد التاريخي للحركة المضادة للعنصرية نلسون مانديلا كما أعزي بشكل خاص شعب جنوب افريقيا ورفاق دربه منهم الاسقف توتو وكريمته نائومي توتو التي تحضر الحفل.
اننا نسمع اليوم صوت مانديلا في مقاومة الشعب الايراني من أجل الحرية حيث قال: «اني أبحث عن مجتمع حر وديمقراطي حيث يعيش كل الناس بشكل متكافئ وفرص متكافئة وهذه فكرة أنا مستعد أن أضحي بنفسي من أجلها».
كما ألقي أحر تحياتي وسلامي لأبطال المقاومة والصمود، للمضربين عن الطعام الذين جعلوا معاناة وآلام الجوع مقهورة ارادتهم وايمانهم المتزايد…
خلال المئة يوم الماضية هؤلاء النساء والرجال المضحين في سجن ليبرتي أو في ساحات وشوارع جنيف واتاوا وملبورن ولندن وبرلين واستوكهولم وواشنطن قد أضرموا من طاقاتهم مشاعل الكفاح والنضال وكانت معركة الشعب الايراني من أجل نيل الحرية قد تجلت في اضرابهم خلال هذه الأيام المئة.
انهم أثبتوا أنه مهما اشتدت القسوة والقمع فانهم لا يستسلمون ولا يودعون ساحة النضال وانما يستخدمون سلاحاً جديداً أمام العدو ويمضون قدماً الى الأمام بالمقاومة والثورة والحرية.
خلال الأيام المئة الماضية فان المشاعل المضطرمة للمقاومة الايرانية أسعروا هكذا مشاعل مقاومة شعب مكبل ومقموع وروادهم المسجونين.
كما أحيي السجناء الذين خاضوا اضرابا عن الطعام خلال الأسابيع الأخيرة وعلى نطاق واسع في سجون عموم ايران. واجلالا لهم جميعا ننهض ونقف ونصفق لهم دقيقة واحدة.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
بعد ثلاثة أيام سيحل اليوم العالمي لحقوق الانسان. الاعلان العالمي لحقوق الانسان تم تبنيه في 10 كانون الأول/ ديسمبر1948 من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة. فهذا الاعلان في جوهره كان انجازا لجميع أفراد المجتمعات البشرية مهما كانت ثقافتهم وأعراقهم ودياناتهم.
وعشية اليوم العالمي لحقوق الانسان نلقي النظر الى وطني ايران حيث حقوق الانسان جسمها مجروح من وقع الجلدات ونحيل تحت وطأة التحقير والازدراء والافتراء والرجم ومكبل الأيدي والأرجل ومكمم الشفتين.
في وطني ايران حتى في الوقت الذي يتبجح فيه الملالي بالاعتدالية والانفتاح فان حقوق الانسان تـُشنق على الاقل ثلاث مرات في اليوم. معلقة من رافعات الأثقال وأمام أعين مدهوشة لأطفال أبرياء سيشكلون الجيل الغد الايراني.
أجل، ثلاثة عقود وحقوق الانسان في ايران يتم وأدها أمام أنظار العالم على يد الفاشية الدينية للملالي. في ايران انتهاك حقوق الانسان هو القانون واحترام حقوق الانسان هو خلاف للقانون.
ولكن هذا ليس الرواية كلها بشأن حقوق الانسان في ايران، فمنذ 35 عاما هناك طلائع ورواد لأبناء الشعب الايراني يدفعون ثمن حقوق الانسان بدمائهم ويكتبون تاريخ حقوق الانسان بدمائهم كما قال كاظم رجوي.
ثلاثة عقود وأعضاء هذه المقاومة يدفعون ثمن حقوق الانسان وهم منهمكون في نضال ومعركة ملحمية في كل الأحوال والظروف منها في الأول من ايلول / سبتمبر الماضي بدون التمتع بأبسط مستلزمات الدفاع عن النفس وبأيدي مكبلة ورؤوس مصابة برصاصات الرحمة وبأبدان محطمة تحت عجلات الهمفي في تموز/يوليو 2009 كما وخلال هذه الأيام يدفعون الثمن بأجسام نحيفة جراء 100 يوم من الاضراب عن الطعام وبشفتين مُستحرّتين.
الشعب الايراني وأبنائه الشجعان دفعوا ويدفعون ثمن حقوق الانسان في المجزرة التي طالت 30 ألفا من السجناء السياسيين في عام 1988 وفي انتفاضة 2009 وفي سجني كهريزك وايفين . ولكن في اليوم المئة من المعركة واضراب أعضاء المقاومة يجب القول ان حقوق الانسان بمعناها الحقيقي وفي ذروة كمالها تحيا وتستعر في معركة أناس محتسبين انتفضوا مهما كلف الثمن لنضال و مقاومة تعدت حدود التفاني والتضحية، تلك المقاومة من أجل الذود عن القيم الانسانية السامية منها حقوق الانسان.
وفي توطئة كتاب رسائل المعدومين في المقاومة الفرنسية كتب الشاعر الفرنسي لويي آراغون: «مجموعة هذه الرسائل تشكل وثيقة مصطبغة بالدم حيث وثقت أسباب الايمان وأمل الشهداء والضحايا وعلى كـُـتـاب التاريخ القادمين أن يطالعوها لاستقراء روح المقاومة الفرنسية واستعراضها. كل هؤلاء من الأطفال بأعمار 17 عاما والى رجال في الخمسينات أبدوا أمام الموت نوعا من الشعور والاحساس الواحد وكلهم على رتيبة واحدة استخفوا بالموت وهؤلاء هم الذين سمّاهم أزلام هتلر في فرنسا بالارهابيين».
واني أضيف: هؤلاء هم كانوا المدافعين الأصلاء عن حقوق الانسان. وبقيت هذه المهمة غير منجزة كون انتهاك حقوق الانسان ظل مستمرا:
قطعوا عنق طائر الفجر ومازال
مُدويّا على شط الشفق تغريده المُحْمَرّ
اذن نقطع على أنفسنا عهدا بأن نحيي مشاعل الكفاح والمعركة لاحياء حقوق الانسان والحرية في ايران مهما كلف الثمن.
أيها الأصدقاء الكرام!
قضية ايران هي قضية شعب ضاق ذرعا يريد منذ ثلاثة عقود ازالة الفاشية الدينية ليفتح طريق انتخابات حرة وسلطة الأصوات الشعبية الا أن الملالي ومن أجل الاحتفاظ بسلطتهم، يقمعون حقوق الانسان وبأبشع حالة.
خلال الأشهر الـ11 الماضية وحسب تقييم العفو الدولية فهناك 600 شخص اُعدموا على يد الملالي الحاكمين. هناك حوالي 400 تم شنقهم بعد انتخاب الملا روحاني. تصعيد الاعدامات أمام الملأ وحالات الجلد وبَـتر الأطراف والقمع المضاعف ومختلف التمييزات بحق أتباع الديانات والقوميات والطوائف الأخرى منهم الكرد والبلوش وممارسة شتى صنوف الاضطهاد والاساءة والتمييز والعنف بحق النساء وكذلك ممارسة البطش بحق الشعراء والكتاب والفنانين وتكميم كامل وسائل الاعلام الحرة والمستقلة وفرض الفلترة والرقابة على المواقع والشبكات الاجتماعية، هذا هو ما يعمله الملالي في كل يوم و في كل ساعة من أجل الاحتفاظ بسلطتهم. وهنا نتساءل لماذا لا تحاكمون قادة هذا النظام كمجرمين ضد الانسانية؟ ولماذا لا تقطعون علاقاتكم مع هذا النظام مثل ما فعلته كندا؟
خطابنا هو أن لايجوز الاستمرار برجم حقوق الانسان في ايران. خطابنا هو لابد من وقف ذبح حقوق الانسان والحرية والمقاومة من أجل التجارة والمساومة.
وعلى هذا الأساس نقول للمجتمع الدولي وبالتحديد للدول الغربية:
– أحيلوا ملف انتهاك حقوق الانسان للنظام الايراني الى مجلس الأمن الدولي.
– ادعموا طلب الشعب الايراني لاطلاق سراح السجناء السياسيين.
– اشترطوا الصفقات الاقتصادية مع هذا النظام بوقف الاعدامات.
المقاومة الايرانية لها الفخر بأنها قد جرّعت خميني بكأس السم في خضم حرب خميني اللاوطنية وذلك بشعار «السلام والحرية».
والآن وفي معمعة الهسترية النووية للملالي قد كشفت حركة المقاومة بشعار «ايران غير نووية» عن المواقع السرية لهذا النظام وأغرقت الملالي في الأزمات الداخلية والدولية حتى رضخوا اليوم للتراجع عن برنامجهم لتصنيع القنبلة النووية. والآن نحن عاقدين العزم لكي نفرض كأس سم آخرعلى ولاية الفقيه في ساحة حقوق الانسان أيضا. بدلا من حكم الملالي وولاية الفقيه يجب أن تسود ايران سلطة الشعب وأصوات الشعب. ويجب الغاء عقوبة الاعدام والتعذيب ويجب احترام حرية التعبير والتجمع وحرية الملبس وجميع الحريات الفردية والاجتماعية. حان الوقت لازالة حكم الكبت والقهر والقمع وحان الوقت لكي نبني بلدا على أساس احترام حقوق الانسان وهذا يتحقق باذن الله.
أيها الأصدقاء المحترمون!
توقيع الاتفاق النووي بين النظام الايراني والدول 5+1 هو نقطة عطف مهمة في التطورات المتعلقة بايران. ولو في هذا الاتفاق هناك نواقص غير مبررة موجودة ولكن بالرغم من ذلك فان نظام ولاية الفقيه اضطر على مضض وتحت وطأة الضعف والمأزق الذي يحدق به الى التراجع بخطوة من برنامجه لتصنيع القنبلة النووية.
ولكن علينا أن لا نستنتج بأنهم قد تخلوا عن نيتهم لتصنيع القنبلة. كون المفاوضة والاتفاق من منطلق ولاية الفقيه هو لعبة تكتيكية ولا تغيير في الطبيعة ولا التخلي عن استراتيجية تصنيع القنبلة. لذلك انه يتحين الفرصة لكي يعود الوضع الى ما كان عليه سابقا.
يا ترى النظام الذي كان يرى برنامجه النووي مجوهرات لايجوز أن يستبدلها برزمات الحوافز التافهة، فماذا حصل به من مأزق حتى اضطر الى ايقاف جزء منه؟
الجواب في كلمة واحدة، خوف ولاية الفقيه من الانتفاضة والثورة والسقوط وأجواء الاحتقان المتزايد لدى الشارع الايراني والانقسام في الجناح الغالب للنظام وانهيار اقتصاد البلاد والآثار المتزايدة للعقوبات الدولية وتداعيات الأزمة السورية والأهم من كل ذلك فشل النظام في تفكيك حركة معارضته المنظمة، قد سبب كل هذا، الموقع المتخاذل الحالي للنظام وأرغمه على التراجع.
الكل يعلم الدور المبصر لمقاومة الشعب الايراني في الكشف عن مواقع النظام النووية كيف أنها وبالقيام بأكثر من 100 عملية الكشف والفضح قد أغلقت الطريق أمام وصول النظام الى السلاح النووي. الواقع أن المقاومة هي عامل يوجه الأزمات المتزايدة للنظام نحو تغييرات أساسية وتعمل بمثابة عامل التغيير.
كما من الواضح أن تهديد السلام والأمن العالميين بسياسة تصنيع القنبلة يشكل جزءا من سلوكيات هذا النظام الظلامي. ديكتاتورية ولاية الفقيه قد فرضت أساس حكمها على الشعب الايراني بالاعتماد على ركائز القمع والارهاب وتصدير التطرف ولهذا السبب اعتماد سياسة حازمة حيال هذا النظام يصبح أمرا ضروريا.
لذلك نسأل القوى الغربية لماذا عندما الشعب الايراني والمقاومة الايرانية قد أوصلوا الملالي الى نقطة العجز، لم تعطلوا وأنتم على طاولة المفاوضات مشروع ولاية الفقيه لتصنيع القنبلة بالكامل؟ لأن هذا البرنامج هو السند والظهير لولاية الفقيه ولسياسته القمعية والارهابية.
الشعب الايراني ينادي بالحرية ولا البرنامج النووي. الشعب الايراني يطالب بالديمقراطية والتطور والرخاء والسكن والتعليم والصحة ولا أنواع المفاعلات والأنفاق والمواقع النووية التي عرّضت الحياة في المنطقة بأسرها للخطر وأضرّت باقتصاد البلاد بمالايقل عن 130 مليار دولار.
اننا نؤكد بشكل خاص على تنفيذ كامل لقرارات مجلس الأمن الدولي وتحقيق الأهداف الثلاثة التالية:
1. ارغام الملالي على قبول البروتوكول الاضافي والتفتيش المفاجئ
2. تفكيك جميع المواقع النووية وتذويب جميع المخزونات من اليورانيوم
3. تجنب أي تخفيف للعقوبات الدولية المفروضة على النظام الايراني الى حين انصياعه لقرارات مجلس الأمن الدولي
أيها الحفل الكريم!
لمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان يجب أن نسأل الهيئات الدولية لحقوق الانسان والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والحكومة الأمريكية والاتحاد الاوربي ماذا فعلوا بحقوق الانسان لمجاهدي أشرف وليبرتي.
لا يشك أحد بأن مجزرة الأول من ايلول/ سبتمبر في أَشرف واحتجاز الرهائن فيه تعد جريمة ضد الانسانية وأن مجلس الأمن الدولي يتحمل مسؤولية تجاهها. ولكن أمريكا بشكل خاص وبسبب التعهدات المتكررة والخطية تجاه أمن وسلامة المجاهدين الأشرفيين تتحمل المسؤولية الرئيسية. اننا وقبل الكارثة وبعدها قد دعونا مئات المرات الولايات المتحدة والاتحاد الاوربي ومؤسسات الأمم المتحدة الى التحرك عمليا ولكنه لم يتخذ أي اجراء. بينما وباحتجاز الحكومة العراقية الرهائن السبعة مازالت الجريمة ضد الانسانية مستمرة. الحكومة العراقية أخذت حتى جثامين الشهداء كرهائن ورغم مرور 100 يوم لم تسلمهم لمواراة الثرى.
يا ترى وبأي منطق قد لزمتم الصمت على التصرفات الشنيعة واللاانسانية من قبل الحكومة العراقية؟
لماذا تسمحون للحكومة العرقية بأن تمنع يوميا وحسب أوامر طهران اليومية من تجهيز ليبرتي بأبسط مستلزمات الحماية؟
قبل يومين أختي المجاهدة رويا درودي التي نقلت من سجن ليبرتي الى ألبانيا لتلقي العلاج قد توفيت في المستشفى. نحيي روحها الطاهرة وأعزي عائلتها وزملائها من صميم القلب وأقول انها هي المريض السادس عشر الذي توفي اثر الحصار الطبي.
اسمحوا لي هنا أن أشير الى بعض العبارات التي خص بها مسعود سكان أشرف وليبرتي «هذا الاعتقال الجماعي وهذا الحصار يشكل جريمة وأن هذا التلاعب بالمرضى وعلاجهم يعد جريمه. هذه جرائم تم بموجبها محاكمة الفاشيين ومعاقبتهم في محكمة نورنبرغ. وبسبب أمثال هذه الجرائم دخلت عبارة الجريمة ضد الانسانية والجريمة الحربية في الادبيات السياسية والدولية».
اذن نتساءل لماذا الحصار اللاانساني مازال مستمرا على ليبرتي؟ ولماذا يمنعون من تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة اليومية منها الحاجات العلاجية ؟
رئيس الوزراء العراقي وعشية زيارته لطهران قد أعاد الحديث عن أحكام القبض المفبركة والغير شرعية ضد 120 من طالبي اللجوء واللاجئين في ليبرتي. لماذا تصمتون على هذه الخطة التي هي بمثابة تمهيدات لمذبحة أوسع؟
أليست أمريكا والأمم المتحدة وحتى الاتحاد الاوربي قد ضمنوا ومرات عديدة وعلى لسان أعلى سلطاتهم لسكان أشرف بأنهم يوفرون أمنهم وسلامتهم حتى نقل آخر فرد منهم الى خارج العراق؟
ولكن اليوم قد تم تناسي كل هذه التعهدات . اننا نحذر من أن الحكومة الأمريكية والأمم المتحدة تتحملان المسؤولية كاملة تجاه أي حادث يحصل للمجاهدين في ليبرتي.
طلبنا هو:
– أن تشكلوا لجنة دولية مستقلة للتحقيق بشأن المجزرة واحتجاز الرهائن في أشرف.
– أحيلوا ملف هذه الابادة والجريمة ضد الانسانية الى مجلس الأمن الدولي.
– صمت المجتمع الدولي خاصة أمريكا والأمم المتحدة تجاه ذلك أمر غير مقبول. كما نطالب بتوفير الأمن والحماية لمجاهدي ليبرتي حتى نقل آخر فرد منهم من العراق حسب تعهداتكم.
يا أصدقاء ومناصري المقاومة!
أنهي كلامي باستذكار اليوم العظيم لحركة الطلاب الايرانيين التاريخي في السابع من كانون الأول/ ديسمبر 1953.
اليوم يصادف الذكرى السنوية الستين لاستشهاد ثلاثة طلاب أبطال سقطوا شهداء خلال تظاهرة احتجاجية في جامعة طهران.
في عام 1972 حينما دخلت أنا جامعة طهران، كان يبدو لي يوم السابع من كانون الأول / ديسمبر كعيد للنضال والاحتجاج وموعد لتحقيق المستحيل . وحقا كان هكذا. يوم «الاتحاد والنضال والنصر». يوم الانتفاضة والعصيان ضد الواقع الموجود ويوم الثورة من أجل قضية الحرية.
في ديكتاتورية الشاه كانت الجامعات معقل التوعية وطريق الانتفاض والالتحاق بمجاهدي خلق والفدائيين. وبعد الثورة المضادة للملكية تحولت الجامعات الى معقل معزز لجيل الثورة والحرية بوجه الرجعية الحاكمة وفي يومه خميني وبقيامه بالانقلاب المضاد للثقافة جعل الجامعات مصطبغة بالدم بعد احتلالها.
الجامعة أصبحت أسيرة وسقط آلاف من طلابها على الأرض مضرجين بالدماء واستشهدوا الا أنهم لم يستسلموا وهكذا انتقل درس المقاومة والصمود بوجه الرجعية على مرّ الأجيال وقد بلغ الآن ذروته.
في انتفاضة الطلاب والمواطنين في طهران و17 مدينة أخرى في عام 1999 عادت الجامعة لتنتفض مرة أخرى. كما وفي الانتفاضة عام 2009 ها هي الجامعات والطلاب ينادون بالحرية والآن بعد مضي 60 عاما على أول يوم طلابي نرفع شعار حركة الطلاب مرة أخرى «الاتحاد والنضال والنصر».
في الأشهر الأولى بعد الثورة المضادة للملكية كان مسعود رجوي (قائد المقاومة الايرانية) يعطي في محاضرات تبيين العالم في جامعة شريف الصناعية درس النضال والحرية للطلاب والجيل الشباب الايراني ويرسي دعائم الصمود بوجه الرجعية والتطرف. وامتدادا لهذه المحاضرات انه ربى وقاد جيلا سمي بجيل الوفاء والايمان وحامل نبراس الحرية حسب شهادة التاريخ على مر ثلاثة عقود مضت. انه أفق حماسي للحرية والخلاص حيث يدعو مسعود الى تحقيقه وهو قائم على الوعي والمسؤولية والاختيار الحر وهو موضوع التعهد لكل شاب مناضل ثائر.
نعم، انها دعوة للحراك والثورة والحرية حيث تهز أركان قلاع الظلم والرجعية. اذن أدعو جميع الطلاب والشباب الايرانين الى توسيع نطاق الاحتجاج ضد ديكتاتورية ولاية الفقيه وايجاد قواعد المقاومة واقامة وحدات جيش التحرير.
نظام ولاية الفقيه يعيش مرحلة الهزائم والتراجع ولهذا السبب فانه يصعد من أعمال القمع والكبت والتنكيل والاعدامات طبعا وسط محاولاته للتظاهر بالاعتدالية. لقد حان الوقت لابطال سحر هذا الكبت والتنكيل وحان الوقت لتصعيد جميع الجبهات في كل الأوجه والميادين لانزال استبداد ولاية الفقيه من عرش الحكم.
استعيدوا كل الخنادق المحتلة من قبل هذا النظام واشعلوا نباريس النضال من أجل الحرية.
التحية للحرية
والتحية للشعب الايراني
والتحية لجميعكم