كلمة مريم رجوي في المؤتمر الدولي لمناسبة اليوم العالمي للمرأة في المقر المركزي للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية
أخواتي العزيزات!
يسعدني جدا اللقاء بكم في بيت مقاومة الشعب الايراني.
حضور أخواتنا من الاردن وفلسطين والمغرب ومصر وسوريا واليمن والسودان ولبنان والباكستان ورومانيا وايسلندا وكندا واستراليا وجنوب افريقيا وعشية اليوم العالمي للمرأة ينطوي على رسالة مهمة.
باعتقادي ان هذا التضامن لممثلي الشعوب المختلفة هنا هو الوجه الحقيقي لشعوب الشرق الأوسط حيث نجلس جنبا الى جنب – مع اختلاف الجنسيات واللغات والثقافات والأديان المتنوعة-. في
نقيض روح التفرقة والتشتت والضغائن والعداء التي روجها نظام الملالي وحلفاؤه في هذه المنطقة.
أود باسم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية أن نبدي تضامننا وتعاطفنا البالغ مع الشعب السوري ولاسيما مع أخواتنا الثكالى اللاتي يعانين من هواجس الخوف والتشرد في معظم مناطق هذا البلد.
هؤلاء كلهم مستهدفون في حرب مشؤومة يتم توجيهها من طهران. وانها جريمة ترتكب في العراق وفي نقاط مثل الأنبار والفلوجة والرمادي والموصل وديالى والحلة.
انهاء هذه المصائب يتطلب ازالة الديكتاتورية الدينية الحاكمة في ايران وهذا هو أهم واجب لحركة النساء والمدافعين عن قضية المساواة.
أخواتي العزيزات!
أمامنا سلسلة من الموانع ومواقف عدائية وأعمال فساد منتصبة: مختلف أعمال التمييز وعدم المساواة في الأسرة وفي التعليم والعمل والعنف والتخلف والفقر والكبت ومختلف حالات الحرمان والحظر والأهم من كل ذلك غول التطرف. اولئك الذين يدافعون عن قضية المساواة يريدون ازاحة هذه الحواجز كلها لكي يتسنى فرصة العيش الحر في كل المجالات، الا أن السير في هذا الطريق يواجه كما هائلا من المشكلات الكثيرة والمستعصية التي يبدو الوصول الى الهدف أمرا متعذرا في الوهلة الأولى.
ان الديكتاتورية والنظام الرجولي الحاكم قد حصر النساء وجعلهن يسلكن طريقا واحدا فقط وهو مسار الاستسلام والخنوع والاطاعة والتبعية لهذا النظام والرضوخ لثقافة الاضطهاد والاستغلال وفي واقع الأمر قبول زوال جوهرتهن الانسانية. الا أن النساء في المقاومة الايرانية شقين عصا الطاعة والاجبار والمصير الأعمى وسلكن طريقا آخر وهو الكفاح والنضال.
جبهة الاستبداد والجريمة ضد الانسانية في المنطقة ومحورها النظام الايراني ومن أجل الحفاظ على سلطتها قد سخرت مختلف الموانع ومارست الضغط ضد هذه المقاومة منها الملاحقة وممارسة الايذاء والتعذيب ضد عناصر المقاومة وأنصارها داخل ايران وقمع عوائل الاشرفيين وحملات التشهيروالتشنيع وبث الاكاذيب والافتراء ضدهم واستخدام مختلف الأساليب والوسائل اللاانسانية لقمع الأشرفيين.
الأشرفيون ومنذ 11 عاما يرزحون تحت اعتقال اجباري وتحت حصار كامل مصطحب بخروقات وانتهاكات في الحقوق الأساسية في ظل صمت دولي ناتج عن سياسات المساومة التي ينتهجها الغرب مع نظام الملالي والتي جعلت نضالنا تواجه صعوبات كثيرة كما وفرت للملالي مختلف التنازلات والامتيازات . النظام وبانفاق واعطاء اتاوات فلكية يحاول اشراك جميع الدول في قمع هذه المقاومة وتقييدها كون هذه المقاومة هي الند الرئيسي لهذا النظام وهي التي أثارت أكبر المخاوف وهواجس القلق لدى النظام.
أن لا تعمل أمريكا والحكومات الغربية ورغم جميع تعهداتهم لتوفير الحماية لليبرتي أو لا تستقبل سكان ليبرتي في بلدانهم له سبب واحد وهو علاقاتهم مع الملالي.
أخواتي الكريمات!
اليوم يشكل التطرف تحديا خطيرا للنساء خاصة في عموم الشرق الأوسط وشمال افريقيا وأسيا الوسطى مثل ايران. ولكن في الوقت نفسه فان هذا التحدي الكبير قد فتح جبهات واسعة للنضال أمام النساء في هذه البلدان وبالنتيجة للنساء في هذه المنطقة يكتسي الأولوية التامة النضال حول المحاور التالية:
1. السعي لتمرير مشروع فصل الدين عن الدولة
2. المشاركة الفعالة للنساء في صياغة الدستور
3. ازالة قوانين الشريعة الرجعية من الدستور
4. الاصرار على الانتخابات الحرة والمشاركة الفعالة للنساء في جميع الانتخابات سواء التشريعية أو المجالس أو البلديات والرئاسية.
هذه مداخل ونقطة تسلل التطرف والزحف واستغلال التقدم والحريات المنجزة من قبل أبناء شعوب هذه البلدان. من الواضح أن النظام الايراني الذي يمتلك تجربة 35 عاما من التطرف في الحكم يحاول وعبر الاخلال واختلاق عراقيل في المؤسسات والانتخابات الحرة في الدول الحديثة التحرر من الديكتاتوريات جرها نحو التطرف.
ولهذا السبب فان مشاركتكن الفعالة في هذه الميادين أهم خطوة في النضال ضد تدخلات النظام الايراني في دولكم والنضال من أجل اسقاط هذا النظام هو نضال يرتبط بمصير جميع شعوب المنطقة. ولهذا السبب واننا حسب تجربتنا وتجربتكم نكرر أن في القرن الحادي والعشرين فان نضال النساء قرين بالنضال من أجل التخلص من الديكتاتورية والتطرف. ولكن السؤال الأساسي هو كيف يمكن تمرير هذا النضال؟
ان تجربة حركتنا تقول انه ممكن بنبذ الجحود الفكري في الايمان خاصة ايمان النساء بأنفسهن وبغيرهن وبالايمان والايقان بالقدرات والطاقات لدى النساء وبالسعي الدؤوب وبدفع ثمن يومي والتضحية للآخرين وعدم الاستسلام والترحيب بالصعوبات وقبول مزيد من التعهدات العديدة.
أيتها الصديقات العزيزات!
ان ضرورة التقدم في هذا المسار، تتطلب التضامن. ان سعي حركتنا الدائم لاقامة أواصر العلاقة أكثر وأقوى مع الشعوب الأخرى، خاصة مع النساء والرجال الواعين والأحرار والمسؤولين في هذه الدول يصب بهذا الاتجاه.
وبهذه المناسبة اني أمد يدي اليكم أنتن الأخوات والمتعاطفات والصديقات للمقاومة وأطلب منكن بذل كل ما بوسعكن من أجل دعم المجاهدين في سجن ليبرتي واطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبعة وحماية النساء الرائدات في ليبرتي ومناصرة الشعب الايراني.
أؤكد أن النضال لاسقاط الملالي الحاكمين في ايران هو النضال لجميع شعوب المنطقة وكذلك نضال لاقامة السلام والأمن في كل العالم. لأنه مادام أخطبوط التطرف جاثما في طهران فلا ضمان هناك للسلام والأمن في المنطقة وفي كل العالم. لذلك فان الطريق الوحيد يكمن في اجتثاث اخطبوط التطرف في طهران. لو لم يكن دور هذا النظام لا تترددوا أن بشار الأسد لكان قد سقط منذ مدة طويلة كما وفي العراق كان الممثلون الحقيقيون للشعب على السلطة ولا اولئك الذين يتلقون الأوامر من طهران. كما الوضع في لبنان وفلسطين وغيرها من الدول كانت متفاوتة آيضا.
لذلك فان الدعم لمقاومة انتفضت لازالة هذا الشر الكبير لا يسرع فقط في وتيرة تحرير الشعب الايراني وانما يصب في خانة خلاص جميع شعوب المنطقة من التطرف والارهاب ومقارعة النساء.
ان مناصرتكم وتعاطفكم في هذا النضال باعتقادي هو أكبر وأكثر تأثيرا من عمل أكبر القوى في العالم. ان دعمكم ومساندتكم هو بمثابة قوة عظمى. ولهذا السبب اننا نعتقد ونؤمن بتوسيع هذه العلاقات وتوطيدها ونعتقد أن انتصارنا وانتصار جميع شعوب المنطقة مرهون بهذا التضامن.
أتمنى وأنا مطمئنة أننا نستطيع في هذا النضال المشترك أن ننجز تعهداتنا المشتركة التي وضعها رب العالمين والتاريخ وشعوب المنطقة على عاتقنا وهم يتوقعون منا انجاز ذلك.
واني أعتقد أن في عصر الوعي وعصر الاتصالات وفي العصر الذي بامكان النساء أن يحضرن في هذا الميدان بشكل خاص وبهذا الشكل وحيث جمعنا اليوم هو أحد الأمثلة البارزة لهذا الحضور المتميز فان من الحق وينبغي أن نقف أمام مسؤولياتنا واني مطمئنة بأنه سيصل ذلك اليوم الذي نحتفل فيه احتفال الانتصار على شر التطرف في طهران وسيكون ذلك الحفل حفلا كبيرا لجميع شعوب المنطقة والعالم.
- الوسوم:الحریة, المرأة, المساواة, النساء, حقوق الإنسان