مريم رجوي: الملالي الحاكمون في إيران هم أعداء جميع الأديان السماویة وجميع المذاهب الإسلامية
كلمة في مؤتمر لمناسبة شهر رمضان المبارك
أيها الأصدقاء الأعزاء!
أيها الأخوات والإخوة!
يا ممثلي المسلمين في فرنسا،
تحياتي لكم جميعاً وشكراً لكم على حضوركم هذا المؤتمر بمناسبة بداية شهر رمضان، وأنا سعيدة جداً بلقائكم رغم أننا ما زلنا للأسف غير قادرين على زیارتکم مباشرة بسبب انتشار كورونا.
كما في بداية شهر رمضان، شهر التقوى، أوجه التحية لمسلمي فرنسا، ولجميع مسلمي العالم، ولا سيما أخواتنا وإخواننا في العراق وسوريا واليمن ولبنان وفلسطين وأفغانستان وهم ضحايا مباشرون لنظام ولاية الفقيه وطبعا آوجه التحیة لأخواتنا وإخواننا في إيران من أي دین أو مذهب كانوا.
اليوم، غيّرت جائحة كورونا ملامح الحياة في كثير من البلدان، لكن قضية إيران مختلفة، حيث حكومة تتعمد البحث عن إلحاق خسائر بشرية كدرع لحماية النظام أمام انتفاضة الشعب ومن أجل شلّ المواطنين. لدرجة أن خامنئي الولي الفقيه للنظام، حظر صراحةً شراء اللقاحات من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا. ولا يعير الملالي الحاكمون اهتماما بتحذيرات وطلبات الأطباء المختصين للتعامل مع كورونا وتقليل الخسائر البشرية.
مع 250 ألف حالة وفاة، فإن إيران لديها أكبر عدد من الخسائر البشرية مقارنة بعدد سكانها البالغ 85 مليون نسمة، وتأتي في المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة والبرازيل. وخامنئي يتحمل المسؤولية بشكل مباشر عن هذه المذبحة الكبرى.
خلاص الإنسان جوهر جميع الأديان
يدخل المواطنون الإيرانيون شهر رمضان وصيامه في وقت تنهار فيه حياتهم كل يوم بسبب ارتفاع الأسعار والحرمان، وفقد الملايين وظائفهم.
يقوم الملالي ومن خلال مضاعفة أسعار السلع، بتمويل الحرس ونفقات نشر الحروب والإرهاب في المنطقة من جيوب الشعب الإيراني.
النظام الذي يجلس خلف طاولة المفاوضات النووية، يقول إنه يبدأ اعتبارا من اليوم تخصيب اليورانيوم بنسبة 60 بالمائة وهو خطوة أخرى لصنع القنبلة النووية.
بحيث أعربت كل من فرنسا والولايات المتحدة يوم أمس عن قلقهما وقال الرئيس ماكرون إن هذه الخطوة تحوّل جدي في الوضع.
من ناحية أخرى لا ينفق خامنئي حتى جزءًا صغيرًا من ثروته البالغة حوالي تريليون دولار لمحاربة كورونا وصحة المواطنين وعلاجهم.
وفي الواقع، يواجه الشعب الإيراني وحشين بشكل متزامن: فيروس ولاية الفقيه وفيروس كورونا.
يفتقر الملالي الحاكمون في إيران إلى قيمة الكرامة الإنسانية ومؤشرها والتي يؤكد عليها القرآن: أي التقوى.
ألا يؤكد كلام رب العالمين أن الهدف من الصیام هو التقوى؟
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ
لذا فإن الصوم بمؤشر التقوى لا يقتصر على المسلمين؛ لقد كانت بالفعل ولا تزال عبادة مشتركة لأتباع جميع الديانات التوحيدية.
وفي الواقع أن قضية أتباع جميع الديانات الإبراهيمية هي المقاومة والنضال ضد كل العوامل الداخلية والخارجية التي تكبّل الإنسان.
لقد ظهرت الأديان في التاريخ البشري في أوقات بعيدة بعضها للبعض، ولكل منها نبي أو أنبياء، لكن الجوهر في كل الأديان جوهو واحد. هذا الجوهر هو تحرير الإنسان والتطور التحريري للمجتمعات البشرية.
هذا الرأي يرفض تماما سلوك من يستخدم الدين للنفاق والاضطهاد والقمع.
وکما جاء في الذكر الحكيم: لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ.
في التوراة، يوبخ الله الصيام نفاقًا لتبرير الظلم والقمع، قائلاً: “الصوم الذي أحبه هو كسر أغلال الشر. افتحوا السلاسل من (أيدي وأرجل) المظلومين، وحرروهم واكسروا كل سلسلة”.
يقول سبحانه تعالى في سفر إشعياء بخصوص الصيام المقبول: أَلَيْسَ أَنْ تَكْسِرَ لِلْجَائِعِ خُبْزَكَ، وَأَنْ تُدْخِلَ الْمَسَاكِينَ التَّائِهِينَ إِلَى بَيْتِكَ؟ إِذَا رَأَيْتَ عُرْيَانًا أَنْ تَكْسُوهُ؟ … “وبهذه الطريقة يشرق نورك مثل الفجر … وسيأتي العدل لك.”
منذ البدء، عندما دعا سيدنا محمد (ص) الناس لقبول وحدانية الله، أخبرهم أن هذا من أجل خلاصكم، وقال سبحانه وتعالى في الذكر الحكيم ويَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ
وقبل نبينا محمد قال يسوع المسيح : أرسلني لأشفي منكسري القلوب … وَيُخَلِّصُ الْمُنْسَحِقِي الرُّوحِ..
لذلك فنحن جميعًا إخوة وأخوات كأبناء لسيدنا إبراهيم.
ونقرأ في كتاب الله:
و«قُولُواْ آمنّا باللّه و مآ اُنزل إليْنا و ما اُنزل إلى إبْراهيم و إسْماعيل و إسْحق و يعْقُوب و الأسْباط و ما أُوتي مُوسى و عيسى و ما أُوتي النّبيُّون من رّبّهمْ لا نُفرّقُ بيْن أحدٍ مّنْهُمْ و نحْنُ لهُ مُسْلمُون».
الفرق بين إسلام المجاهدين وإسلام الملالي
وقال قائد المقاومة مسعود رجوي هنا في فرنسا عام 1983 لمجلة نظرية الحزب الاشتراكي عن إسلام مجاهدي خلق:
” السمة الخاصة للإسلام بحسب اعتقادنا هي أنه دين ديمقراطي. يعترف هذا الإسلام بحقوق الأديان والمعتقدات والمدارس الأخرى. إسلام كهذا ليس بأيدينا، لكنه يأتي من عمق مشترك، إطاره يشمل الأفكار التي عبّر عنها الأنبياء موسى وعيسى ومحمد، ونجدها بوضوح في القرآن. …
القرآن نفسه يكنّ احتراما بأعلى درجات لمن يأمر بالخير والعدل.
كما أن الإسلام والمسيحية واليهودية ليسوا منفصلين عن بعضهم البعض. كما أننا نعتبر السيد المسيح هو نبينا ولا نفصل بين طريق موسى ومحمد.
يقول عزوجلّ في كتابه الكريم لا نُفَرِّق بَيْن أحدٍ من رُسُلِه….
الآن لاحظوا مدى الفرق بين إسلام المجاهدين وما يدّعي الملالي الحاكمون في إيران؟
الأصوليون، وتحديداً الاستبداد الديني الذي يحكم إيران، شوهوا هذه الرسالة ولجأوا إلى التمييز والقمع والاضطهاد بحق أتباع جميع الأديان والمذاهب.
الملالي يهدمون مساجد أهل السنة في إيران. ويمنعون بناء مسجد لأهل السنة في طهران.
وحوّلوا مساجد الشيعة الى مراكز قمع وتجسس. يقوم الملالي بإغلاق أو تدمير دور العبادة للملل والنحل الشيعية المختلفة مثل الدراويش الكونابادي، وفرضوا الحرمان المضاعف على أخواتنا وإخواننا الأكراد والعرب والتركمان والبلوش.
والحقيقة هي أنه بالنسبة للملالي الحاكمين في إيران، لا حرمة لدم الشيعة ولا دم السنة ولا دم أي إنسان. بأي حق تسجنون البهائيين وتقتلونهم؟ وبأي حق تقمعون السنة وتغتالونهم وتعدمونهم؟
ورغم أن الملالي في إيران يذبحون حتى المجاهدين الشيعة، وأن اسم مجاهدي خلق هو الخط الأحمر الأول لهم، ويقتلون الشيعة والسنة في العراق، وفي سوريا يذبحون السنة.
أنتم جميعاً تتذكرون الانفجار الإرهابي الذي وقع في ضريح الإمامين العاشر والحادي عشر للشيعة في سامراء العراق في عام 2005، والهجمات المنسقة على 200 مسجد سني في هذا البلد. وهو النظام الذي فجّر مرقد الإمام الثامن في مشهد عام 1994 وقتل أيضا قساوسة مسيحيین ووجّه أصابع الاتهام زورا نحو مجاهدي خلق. وفي عام 1987 کان وراء قتل حجاج بيت الله الحرام.
في وقت لاحق في الصراع الداخلي بين أجنحة النظام، تم الكشف عن أن هذه الجرائم قد تم التخطيط لها وتنفيذها من قبل النظام نفسه.
وحقا أن الملالي الحاكمين هم أعداء جميع الأديان الإبراهيمية وأعداء كل مذاهب الإسلام.
عمليات القمع هذه، إلى جانب الجرائم والفظائع الأخرى التي يرتكبها النظام، تقدم تعريفًا واضحًا لولاية الفقيه والأصولية التي تحكم إيران:
حكومة استبدادية تحت اسم الدين فرضت سيطرة عسكرية وأمنية صارمة على حياة المواطنين.
سحق المبادئ الأخلاقية والإنسانية والإسلامية من أجل الحفاظ على السلطة، فضلاً عن التشدد في الأمور الصغيرة والثانوية هو نهج الملالي الحاكمين.
وفقًا ليسوع المسيح، الَّذِينَ يُصَفُّونَ عَنِ الْبَعُوضَةِ وَيَبْلَعُونَ الْجَمَلَ.
إن أيديولوجية الملالي الشريرة هي تصدير أفكار التخلف والإرهاب إلى دول المنطقة من أجل الحفاظ على التوازن الداخلي والخارجي لحكمهم.
إنهم فرضوا الدين الإجباري وسلسلة من التمييز الديني وأسسوا نظاماً قائماً على قمع المرأة وفصل عنصري جنسي. وصادروا بشكل حصري اقتصاد البلاد ويواصلون النهب والاستغلال الوحشي.
عبث الملالي في الشرق الأوسط
في بداية حكمهم، أخفى الملالي الحاكمون نواياهم الكهنوتية بكلمات مثل توسيع الثورة والإسلام في العالم وتصديرها إلى دول الجوار.
لقد فقدت تلك السياسة اليوم كل الأقنعة الإسلامية والشعبية، وما كشف عنه تدمير لا يرحم وإرهاب وحشي. إلى جانب تشكيل عشرات الميليشيات القاتلة في لبنان والعراق واليمن، تشکّل كل منها حكومة داخل الحكومة وتعمل في تجارة النفط والمخدرات بالإضافة إلى عمليات الاغتيال والترهيب وإراقة الدماء.
إنهم وبإساءة استخدام المفاهيم القرآنية، قدّموا أنفسهم على أنهم أعداء المستكبرين.
الآن، تفضح حصيلة أربعة عقود من الجريمة والقمع سمعتهم مثل الفراعنة في هذا العصر: من إعدام 120 ألف معارض، بما في ذلك مذبحة 30 ألف سجين سياسي إلى قتل 1500 شاب على الأقل في انتفاضة نوفمبر 2019.
شعارات وصرخات هذا النظام الداعمة للمستضعفين لاتزال في الذاکرة. وانظروا الآن إلى عمليات النهب والفساد المنتشرة في إيران.
انظروا إلى هذه الفجوة الطبقية الرهيبة في المجتمع وإسقاط 80٪ من المواطنين تحت خط الفقر.
حقاً، من قال إن الإسلام يعني إبقاء ملايين الإيرانيين جائعين لبناء ترسانة صواريخ وبناء قنبلة ذرية؟ هل ضرب اللاجئين الأفغان ورميهم في النهر وإشعال النار في سياراتهم وإحراقهم أحياء هو عمل إسلامي؟
هل يجيز الإسلام دفن أهل السنة أحياء في جرف الصخر في العراق على يد قاسم سليماني؟
لا، هذا عمل ضد الإسلام، ضد السنة النبوية الشريفة، وضد جوهر الإسلام الداعي للتحرر.
نظرة الإسلام إلى سلوك الحكام
أيها الاصدقاء والاخوات والاخوة
بعض الوثائق المهمة تشرح الرؤية الصحيحة للإسلام في معاملة الحكام مع الناس:
قال النبي محمد (ص) في معاهدة عقدها مع اليهود في المدينة المنورة في الشهر الحادي عشر بعد الهجرة: “يهود بين عوف أمة مع المؤمنين، لليهود دينهم وللمسلمين دينهم”.
بعد فتح مكة، غفر نبي الإسلام كل أهل تلك المدينة الذين كانوا أعداءه اللدودين وحركته، وأعلن أن الناس متساوون لأنهم جميعًا أبناء آدم وحواء وهم شركاء في الخَلق.
وألغی كل مطالب المرابين من الفقراء وحذّر الناس من الانتقام.
وثيقة أخرى هي معاهدة الخليفة الثاني عمر بن الخطاب مع أهل بيت المقدس، والتي كتبت عام 636 م بعد استيلاء المسلمين على جزء من الإمبراطورية الرومانية الشرقية، أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم ولكنائسهم وصلبانهم. ويمنع هدم الكنائس والضغط على المسيحيين للتخلي عن دينهم.
وثيقة أخرى هي عهد الإمام علي بن أبي طالب (ع) لمالك الأشتر حين ولاّه مصر، جاء فيه: ” وأشعِر قلبك الرحمةَ للرعيةِ والمحبَّةَ لهم واللطفَ بهِم،… (ومن الوزراء) ليَكُن آثرهُم عندك أقولَهُم بمُرّ الحق لكَ، وأقلهم مساعدةً فيما يكونُ مِنك ممّا كَرِهَ الله لأوليائِه، … وتُقعِدَ عنهُم جُندَكَ وأعوانَك من أحراسِك وشُرَطِكَ حتى يُكلِّمَكَ مُتكلِّمُهُم غيرَ مُتَتَعتِع.
الإسلام، دين التعبير الحر والاستماع
أصدقائي الأعزاء،
الشخصيات العزيزة،
الرسالة الحقيقية للإسلام هي دحض المفهوم المظلم والمتخلف من الإسلام. وتتميز الرسالة القائلة بأن الإسلام هو نهج ديمقراطي يُعرف بمعتقدات وقيم سامية منها:
• يضمن سيادة الشعب
• تنفي التمييز الديني
• يؤسس الفصل بين الدين والدولة
• يرتكز بالكامل على الحرية: دين الحرية، دين حرية التعبير، دين الاستماع (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ـ سورة الزمر ـ 18)، وتقديم الحجج (قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ ـ سورة البقرة ـ 111) والاستشارة (وشاورهم في الأمر ـ سورة آل عمران ـ 159)، دين إبداء معارضة وانتقاد الحكام،
• يرفض أي إكراه ديني ودين إجباري: لا إکراه فیالدین
• دين المساواة ويعتبر المعيار الوحيد للتفوق البشري هو تحررهم وتقواهم: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ
• مدافع عن حقوق الإنسان. ووفقًا للقرآن الكريم، فهو يعتبر حياة كل إنسان ذات قيمة مثل حياة جميع البشر. وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً – (سورة المائدة – 32)
• دين التعايش السلمي بين أتباع الديانات والأديان الأخرى (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ ـ آلعمران ـ 64)
• في رأينا؛ الشيعي الحقيقي اليوم يعرف في محاربة ولاية الفقيه ويعتبر أهل السنة أخوته.
• الإسلام الصحيح دين القسط ونفي الاستغلال
• ودين الأخوة. وكما قال الإمام علي (ع). الناس صنفان إمّا أخ لك في الدين وإمّا نظير لك في الخَلق.
لقد حقق المجاهدون هذا الفهم التقدمي للإسلام من خلال معاناتهم وتضحياتهم في نضالهم ضد النظامين الديكتاتوريين.
إن قيادة هذه الحركة، التي يقودها زعیم المقاومة مسعود رجوي، هي خلاصة النضال النظري والعملي لفهم الجوهر الأساسي للقرآن والإسلام في إطار مقاومة من أجل الحرية.
وبيّن أن فهم آيات القرآن يمكن حصوله من خلال علاقة حية وجدلية بين النضال الدؤوب من أجل تحرير الشعب ورفض الاستبداد والتخلف والاستغلال.
لقد رسم بوضوح الحدود بین الإسلام و ما هو مناهض للإسلام، أي التطرف باسم الإسلام، ووضع الإسلام الديمقراطي في موقع نقيض للتخلف الديني.
وبيّن أن الإسلام الحقيقي هو رافع راية المساواة بين الرجل والمرأة.
وفي نضال عمیق ومتواصل ضد الاستبداد الديني، أظهر أن الإسلام هو المبشّر والمدافع عن الحرية في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
لقد استخدم الجيل الإيراني الناهض، في ضوء قيادة مسعود، هذا الدين التحريري كدليل عملي له لتغيير سياسي واجتماعي كبير في إيران.
وبحسب هذا الرأي؛ فإن رمضان والصوم يعتبران للمجاهدين العبادة والتوحيد. وفيه تحترم قيمة الإنسان وقدرته غير المحدودة لدرجة أنه قادر على كسر قيود العبودية وإزالة الحواجز الداخلية والخارجية لنيل السعادة الفردية والاجتماعية؛
هذا هو سرّ حيوية واستقرار حركتنا ونموها.
عصر أفول وهزيمة النظام الديني الظلامي
أيها الأصدقاء والإخوة والأخوات الأعزاء،
اليوم، نظام ولاية الفقيه، رغم كل ما قام به من إراقة الدماء والقمع، يعيش مرحلة الهزيمة. نعم، إنه عصر أفول وهزيمة التطرف والظلام الديني.
في انتفاضات السنوات القليلة الماضية في إيران، هاجم المواطنون والشباب مراكز أئمة صلاة الجمعة التابعة للنظام، ومراكز تدريب الملالي، وغيرها من مظاهر التخلف الديني.
أدار المزارعون في أصفهان والمصلين في كازرون وأماكن أخرى ظهورهم لأئمة صلاة الجمعة المعيّنين من قبل خامنئي وصرخوا “الخلف للعدو والوجه للوطن”.
وتدل شعارات الوقفات الاحتجاجية الأخرى بنفس القدر على فشل نظام المتخلف الديني واستراتيجيته.
يشتهر نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران لدى الشعوب في الشرق الأوسط بمشروعاته الشريرة والمدمرة، مثل زرع الفرقة الإجرامية بين الشيعة والسنة، وتدمير سوريا، وتشريد أكثر من عشرة ملايين شخص من السوريين، وطعن الشعب الفلسطيني والسعي المستمر لزرع الفرقة والانفصال في صفوف الحركة الفلسطينية، وتدمير وتفكك لبنان، وتشكيل ميلشيات مسلحة لا مهام لها سوى القتل وتهريب المخدرات.
ومن الشعارات المركزية للثوار طرد النظام الإيراني والتعبير عن الكراهية للأحزاب الربيبة لهذا النظام.
في هذه الانتفاضات، أشعل الشباب الثائر في العراق النار في قنصليتي النظام في النجف وكربلاء.
وفي لبنان، احتج الشيعة مرارًا وتكرارًا على جماعة حزب الله صنيعة الحرس.
لقد بكت شعوب الشرق الأوسط عدة مرات بعد أن شاهدت مذبحة مئات الآلاف من السوريين المضطهدين على يد النظام الإيراني، وكم أحرقت قلوب إخواننا وأخواتنا الفلسطينيين بخيانة النظام للشعب الفلسطيني وقيادتهم.
من الواضح أن نظام الملالي لن يوقف القمع والتمييز الديني وكراهية النساء حتى لحظة السقوط، ولا من التدخل وارتكاب الجريمة في دول المنطقة. لأن حياة هذا النظام مربوط بهذه السياسات.
إن سبيل إنهاء هذه الكارثة التي أخذت مصير دول المنطقة رهينة بيدها وتشكل أكبر تهديد للسلم والأمن العالميين هو إسقاط نظام ولاية الفقيه على يد مقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني.
أطاح إبراهيم أبو الأنبياء بنمرود.
ونهض موسى في وجه فرعون.
وكسر محمد أصنام قريش.
والآن نهض المجاهدون والشعب الإيراني وأبناؤه المنتفضون لإسقاط نظام ولاية الفقيه من العرش.
بالنيابة عن الشعب والمقاومة الإيرانية، أدعو كل المسلمين المناهضين للتطرف وجميع دول أوروبا والشرق الأوسط إلى الوقوف إلى جانب نضال الشعب الإيراني لإسقاط النظام.
النضال والمقاومة من أجل إقامة جمهورية ديمقراطية تعددية تتيح الحياة المتسامحة والسلمية لأتباع الديانات والأديان المختلفة معًا.
الابتهال إلى الله
في أول أيام رمضان نرفع أيدينا بالصلاة والدعاء إلى الله سبحانه وتعالى،
ونسأله أن يوفق البشرية وكل الدول على القضاء على جائحة کورونا واستعادة صحة الناس.
وفي هذه الفرصة ، أطلب بألم وصدق من جميع أبناء وطني إقامة حركة إغاثة وطنية شاملة لمرضى كورونا في إيران.
تبرعوا للعائلات التي لديها مرضى في ظل ارتفاع الأسعار.
عزّزوا روح المقاومة، ولا تسمحوا للخوف واليأس أن يستوليا على الناس.
ربنا احفظ الشعب الإيراني، الذي اصيب الغالبية العظمى منهم بالفقر والحرمان بسبب سياسات النظام للنهب والفساد.
اللهم ساعد السجناء السياسيين وأعضاء معاقل الانتفاضة المعتقلين في مقاومة الجلادين التابعين لخامنئي ومهّد الطريق لانتصار الشباب ومعاقل الانتفاضة.
اللهم انصر مجاهدي خلق في إيران في القتال لإسقاط نظام ولاية الفقيه وإرساء الحرية والسيادة للشعب الإيراني.
اللهم خلّص الشرق الأوسط من فلسطين ولبنان وسوريا والعراق واليمن وإلى أفغانستان وكل إيران من شرور نظام ولاية الفقيه.
ربَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَ إِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا وَ ثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَ انصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ
- الوسوم:الإسلام الديمقراطي, الاستبداد الديني, الشرق الأوسط, العراق, اليمن, باريس, تطرف, سوريا, معاقل الانتفاضة