رسالة إلى الاحتفال عشیة العام الإيراني الجديد في البرلمان البريطاني
مريم رجوي: في حين نحتفل بالعام الإيراني الجديد، نجدّد العهد لإقرار الحرية والديمقراطية في إيران
النواب المحترمون في المجلسين البريطانيين!
مع اقتراب العام الإيراني الجديد، يسعدني أن أتقدم بتحياتي الحارة والشكر على دعمكم المستمر لمقاومة الشعب الإيراني ونضالهم من أجل الحرية والديمقراطية.
بداية، أود أن نخصص وقتا لصديقين كبيرين للمقاومة الإيرانية الراحلين البارونة بوثرويد والسير ديفيد إیمس اللذين فقدا حياتهما ونقدم لهما التحية والاحترام. رغم أنهما ليسا بيننا الآن، إلا أن ذكراهما ستبقى خالدة في قلوبنا.
بانتهاء الشتاء وحلول الربيع، تبدأ الطبيعة في الازدهار وتعود الحياة. يفسر الشعب الإيراني رغبته في إنهاء الديكتاتورية والحصول على الحرية بـ “ربيع الحرية”. وهذا وصف حقيقي لمثل هذه الأهداف التي يسعى إليها الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية.
على الرغم من التحديات والعقبات التي واجهها، فقد حارب الشعب الإيراني بشجاعة للدفاع عن حقوقهم ولمستقبل أفضل. ومن المهم أن نذكر أن شعب إيران يرفض أي شكل من أشكال الدكتاتورية، سواء كانت دكتاتورية الشاه أو الاستبداد الديني.
يريد الشعب الإيراني جمهورية ديمقراطية حيث يمكّنهم من التعبير عن آرائهم ومعتقداتهم بحرية، وتشكيل أحزابهم السياسية، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة، والمشاركة في عملية صنع القرار، والعيش في سلام وازدهار.
الظروف في إيران تمر بمرحلة حساسة. على الرغم من القمع الوحشي، فقد قامت وحدات المقاومة والشباب الإيراني الشجعان بتوسيع أنشطتهم.
لیلة الأربعاء ورغم حالة التأهب القصوى لقوات النظام، تحدى المواطنون في عموم إيران النظام من خلال إقامة احتفالهم التقليدي السنوي في ليلة الأربعاء الأخير من السنة الإيرانية بإحراق مظاهر النظام وتدميرها، ليظهروا غضبهم ضد النظام وليؤكدوا مطلبهم لإقرار الحرية والديمقراطية.
في الشهرين الماضيين، تم تدمير العشرات من رموز قمع النظام يومياً في مدن مختلفة من البلاد. أدى تسميم طالبات المدارس من قبل النظام الإيراني إلى اندلاع العديد من الاحتجاجات في مختلف المدن الإیرانیة. يريد النظام ترويع الفتيات الإيرانيات اللواتي لعبن دوراً حاسماً في الانتفاضة الأخيرة لإيقاف موجة الاحتجاجات. إني أقدّر أيضاً نداء اللورد آلتون لإجراء تحقيق فوري وشفاف من قبل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في هذا المجال.
النظام الحالي غير قادر على تقديم أي حل للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تواجه البلاد. الظروف جاهزة للتغيير. الاحتجاجات الوطنية التي قادتها نساء إيران الشجعان، والتي بدأت في سبتمبر،سلّطت الضوء على حقيقتين:
الأمر الأول، الشعب الإيراني عازم على الإطاحة بنظام الملالي. والأمر الثاني، النظام أضعف من أي وقت مضى. وقد أجبرت الحالة الراهنة النظام على زيادة القمع. لکن في الوقت نفسه أطلق حملة من الإشاعات والتشويه ضد منظمة مجاهدي خلق إيران، القوة الرئيسية للتغيير في إيران.
بعد زيارة سعادة ديفيد جونز وسعادة بوب بلاكمان لأشرف 3 وإعلان تضامن 250 نائبا بريطانيا ودعمهم لانتفاضة الشعب الإيراني، رأينا ردود أفعال إيجابية كثيرة من الشعب الإيراني، فيما أبدى مسؤولو النظام رد فعل غاضب على هذه الفعالیة.
على الحكومة البريطانية والغرب دعم الشعب الإيراني بإجراءات عملية وليس مجرد كلام. والخطوة الأولى هي إدراج قوات الحرس (في قوائم الإرهاب). يجب إغلاق سفارات النظام التي تدعم عملیاته الإرهابية في أوروبا. مشروع النظام للحصول على أسلحة نووية يستمر بوتيرة سريعة، ويجب على الأمم المتحدة إعادة تفعيل 6 قرارات مجلس الأمن وفرض عقوبات شاملة على النظام.
التأخر في تصنیف الحرس كتنظيم إرهابي والتباطؤ في إعادة قرارات الأمم المتحدة سيزيد فقط من الإرهاب والتحريض على الحروب في الخارج ويمنح النظام فرصة للحصول على السلاح النووي. مناقشات البرلمان الخاصة بإدراج الحرس في قائمة الإرهاب تذكير للحكومة البريطانية والمجتمع الدولي بضرورة اعتماد سياسة حاسمة تجاه النظام الإيراني. الشعب الإيراني یرید إسقاط النظام ونيل الحرية والذي لاشك أنه سيتحقق.
أود أن أشكركم من الصميم على دعمكم الحاسم لنضال الشعب الإيراني من أجل الحرية والديمقراطية. ان تعهدكم المستمر للمطالبة بتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان في إيران، ينقل رسالة أمل قوية للشعب الإيراني.
في الوقت الذي نحتفل ببدء العام الإيراني الجديد، دعونا نجدّد العهد لإقرار الحرية والديمقراطية في إيران. على أمل تحقيق الحرية والديمقراطية للشعب الإيراني في العام الجديد وعودة السلام والأمن إلى المنطقة والعالم.
أشكركم مرة أخرى لدعمكم وأطيب تمنياتي لكم بمناسبة العام الإيراني الجديد
- الوسوم:إيران, المقاومة الايرانية