مريم رجوي: من أجل الحرية من «مصدق» إلى انتفاضة ديسمبر 2017
في الذكرى السنوية لوفاة زعيم الحركة الوطنية الإيرانية الدكتور محمد مصدق، في 5 مارس 1967، نحيّي روحه الطاهرة ونجدد العهد لمواصلة طريقه وتطويره نحو إسعاد الشعب الإيراني.
إن العمل الكبير الذي أنجزه مصدق في تأميم صناعة النفط، الذي نحتفل به بعد اسبوعين أي في 20 مارس في الذكرى السابعة والستين له، هو أحد المآثر الخالدة التي لا تنسى للتاريخ الإيراني، حيث أثار العالم على الاشادة به واحترامه.
وآصبح الدكتور مصدق بزعامته هذا النضال، معلم طلب الاستقلال وعدم المساومة والوطنية للشعب الإيراني وشعوب الشرق الأوسط.
وقال خميني الدجال في السنة الأولى من وصوله إلى السلطة: …« طريقنا ليس الطريق من أجل النفط … تأميم النفط ليس مطروحا أمامنا، وهذا خطأ إذا قام أحد بتأميم النفط ، يتركون الإسلام، ويشيدون به».
وأقام خميني وورثته في مساره، نظاما استبداديا رهيبا ودمروا النفط الإيراني بوضع الوطن في المزاد العلني وأعمال النهب، بدلا من الديمقراطية والحرية، اللتين طالب بهما الشعب الإيراني.
ان حقد خميني وخلفائه اتجاه مصدق ليس فقط بسبب انتصاره الباهر في تأميم النفط الإيراني. ولكن أيضا بسبب الخطوات القيمة التي اتخذها لوضع شؤون البلاد المختلفة على السكة الديمقراطية وإقصاء الاستبداد والفساد والفقر، واتخذ طريقا مختلفا تماما عن طريق الشاه ومسار خميني.
وكانت مدة ولايته قصيرة. ولكن نظرا لأنه وضع أجندة وطنية وديمقراطية نصب أعينه كانت أكثر تقدميا في حينها، مازالت ذاكرته الطيبة باقية في أذهان المجتمع الإيراني.
انتفاضة 21 يوليو 1953، أصبحت ظهيرة لمصدق لكي يمرر برنامجه ذي تسع مواد من مجلس النواب. وفي إطار هذا البرنامج، على الرغم من انقطاع الإيرادات النفطية، تمكن من إيجاد توازن في التجارة الخارجية لم يسبق له مثيل في التاريخ الإيراني مع فرض سيطرة صارمة على الواردات وتخفيض النفقات العامة. إنه جعل النفقات الداخلية، في حالة متوازنة، وللمرة الأولى والأخيرة في تاريخ إيران جعل إيرادات البلاد من النفط بشكل مستقل، وبدأ على الرغم من العقبات الصارمة في الداخل، اصلاحات واسعة النطاق في النظام الداخلي والنظام المالي والنقدي والجهاز الاداري والجيش والصحة والتعليم واحداث تغييرات كبيرة في الجهاز القضائي وعملية سير القضاء، بما فيها إلغاء المحاكم الخاصة والاستثنائية.
وفي السياق نفسه، حقق مصدق الكبير، قانون دفع عشرة بالمائة من ربح ملكية الأراضي للفلاحين وخطة بيع قطع الأراضي الحكومية بمساحات صغيرة للسكان لبناء المنازل، مما أدى إلى انخفاض في بدل أجور المنازل لذوي الدخل المحدود.
وفي كلمة واحدة، ان زعامة مصدق التي طالت عامين وأربعة أشهر فقط، كانت الانموذج الفريد لحكم مدافع عن حقوق الشعب والمصالح الوطنية الأصيلة وخال عن الفساد والاستبداد لاسيما كان مؤشرا لعدم مساومته حول الاستقلال وحرية الوطن.
وكما قال مسعود قائد المقاومة: «لم يكن مصدق شخصا، بل كان نهجا. الهجمات التي كانت تشن من كل زاوية ضده كانت تستهدف طريقه وسلوكه؛ طريق الاستقلال والحرية، ونهج عدم المساومة أمام الاستعمار الأجنبي والدكتاتورية والرجعية الداخلية».
لقد فشل نظام الشاه، الذي كان التبعية والتفرد بالرأي. كما ان مسار ولاية الفقيه الذي هو أيضا الاستبداد الديني قد فشل.
جيل الشباب الذي قام بالانتفاضة اليوم في عشرات المدن الإيرانية، و من خلال استلهامه من مصدق ومجاهدي خلق يطرح سؤالا كبيرا: في إيران وبهذه الثقافة الغنية والمتطورة ومع كل هذه الموارد البشرية والمادية، لماذا لا يجب أن يتم تأسيس حكومة ديمقراطية؟
وجعل هذا السؤال الأساسي، الشعب الإيراني يسعى بفارغ الصبر لنيل الحرية والديمقراطية والمساواة.
وكان مصدق قد قال «إننى أناضل من أجل الحرية والاستقلال فى هذا البلد حتى آخر نفس».
ونحن مادمنا أحياء نناضل أيضا لإسقاط نظام ولاية الفقيه وتحقيق رغبة شعبنا في بناء مجتمع حر وعامر دون تمييز.
- الوسوم:الشعب الإيراني, انتفاضة إيران