لماذا الفاشية الدينية قائمة على الإرهاب؟
الإرهاب جوهر وروح نظام الملالي والحل الوحيد له هو الصرامة
فی الاجتماع الثالث للمؤتمر العالمي من أجل إيران حرة، اقيم مساء يوم الاثنين 20 يوليو 2020 مؤتمر دولي عبر الإنترنت تحت عنوان «إرهاب النظام الإيراني – أغلقوا سفارات النظام واطردوا عملائه ومرتزقته» وبمشارکة حیة من مجاهدی خلق فی أشرف الثالث. وشارك فی هذا الاجتماع مئات الشخصیات السیاسیة من أمريكا وأوروبا بما في ذلك ألبانيا، البلد المضيف لمجاهدي خلق وعدد من نواب الكونغرس الأمريكي وألقوا كلمات فيه. وشرحت مريم رجوي في الاجتماع سجلًا من الأعمال الإرهابية للنظام وقالت:
أعضاء البرلمانات، أيها الأصدقاء الذين انضممتم من أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك من ألبانيا البلد المضيف لمجاهدي خلق في أشرف الثالث في ألبانيا.
أيها الأصدقاء ويا حماة المقاومة الإيرانية!
تحياتي لكل واحد منكم، يسعدني جداً إقامة هذا المؤتمر وتوفير مثل هذه الفرصة للقاء بكم – وإن كان ذلك عن بعد.
إن اهتمامكم إلى قضية إيران ناجم عن إحساسكم بالمسؤولية عن خطر يهدد المصالح الحيوية للشعب الإيراني وكذلك شعوب العالم.
هذا التهديد العالمي هو نظام ولاية الفقيه أي المصرف المركزي في عالمنا اليوم، النظام الذي يسعى للوصول إلى القنبلة الذرية وسط ممارساته في القمع والإعدام والقتل داخل إيران ونشر الحروب في الشرق الأوسط.
إن الإرهاب هو جوهر هذا النظام وجزء لا يتجزأ منه. قد تتفاجأون: رئيس هيئة حقوق الإنسان في النظام في السلطة القضائية التي تقطع الأطراف وتمارس الرجم اسمه جواد لاريجاني، الشقيق الأكبر للرئيس السابق لبرلمان النظام، وكذلك الشقيق الأكبر لرئيس السلطة القضائية السابق، صادق لاريجاني. هذا الشخص هو واحد من المنظرين الأوائل لإرهاب الملالي.
في عام 1994، في ذكرى صدور فتوى اغتيال سلمان رشدي، قام جواد لاريجاني بتنظير إرهاب الدولة للملالي تحت عنوان “نوع جديد من السلطة”، وهو أخذ الرهائن وصدور حكم القتل للرعايا الأجانب. إنه كتب:
«حتى الآن، كان يعتقد أنه ينبغي تعريف السلطة السياسية على أساس القوة العسكرية والاقتصادية… لكن فتوى سماحة الإمام (فتوى خميني لقتل سلمان رشدي) أثبت أن منبع السلطة السياسية هو غير هذين المنبعين». (جواد لاريجاني مقال «نوع جديد من السلطة» – صحيفة اطلاعات 17 فبراير 1994).
وتابع: «إذا كان العالم واقعيًا، فيجب عليه أن يعترف بمكانة الإسلام والحكومة الإسلامية بناءً على هذه القوة، وليس درجة النمو الاقتصادي…».
هل ترون من أين تنهل الأعمال الإرهابية للنظام؟
لمحة مختصرة
بحلول نهاية عام 2001، سجلنا قائمة لأكثر من 450 عملية إرهابية نفذها النظام خارج إيران، 150 منها كانت ضد مجاهدي خلق في العراق، مثل تفجير حافلة أو شاحنة في قاعدة لمجاهدي خلق أو هجوم بـ (آر بي جي) على منازل سكنية لأمهات مجاهدي خلق في بغداد.
جزء آخر من قائمة إرهاب الملالي خارج إيران كان قتل مجاهدي خلق والجماعات الإيرانية الأخرى في كردستان العراق وباكستان وتركيا وسويسرا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا والنمسا وقبرص.
انظروا الآن إلى جزء آخر من تاريخ إرهاب الملالي: أخذ الرهائن وقتل الرعايا الأجانب في لبنان، وتفجيرات عام 1983 في بيروت وقتل 241 جنديًا أمريكيًا و 58 جنديًا فرنسيًا، عمليات نفذت تحت إشراف أحد قادة قوات الحرس، الذي أصبح فيما بعد وزير الدفاع في حكومة روحاني الرئيس الحالي للنظام. بالإضافة إلى قتل الناس الأبرياء في شوارع باريس عام 1986، وقتل زوار بيت الله الحرام في مكة المكرمة عام 1987، وعملية التفجير في الأرجنتين عام 1994 ب 275 كيلوغرام من المتفجرات في مركز يهودي مع 88 قتيلاً و 151 جريحًا، وتفجير في مدينة الخبر في السعودية عام 1996 حيث أدى إلى قتل 19 جنديًا أمريكيًا وجرح 500 آخرين. هذا بالإضافة إلى العشرات من عمليات خطف الطائرات المدنية والجرائم الإرهابية الأخرى.
ولكن منذ عام 2003، بعد الحرب في العراق واحتلال الملالي المبطن للبلاد، واجهنا الارهاب الجامح الواسع.
من حيث إحصائية الأعمال الإرهابية للنظام فإن سجل نظام الملالي رهيب في كل من أفغانستان واليمن ولبنان وأكثر من البلدان الأخرى في سوريا والعراق. التفجيرات الإرهابية داخل الحشود البشرية، وتدمير المراقد الدينية أو المدارس، واغتيال الخبراء والعلماء، وأعمال الخطف، والتمثيل وفرض النزوح القسري وتشريد الملايين من المواطنين والذي يتطلب كل واحد منه المناقشة بشكل منفصل وله أبعاد مروعة. أنا أشير فقط إلى إحصائيات القوات الأمريكية: قتلت قوات الحرس بشكل مباشر ما لا يقل عن 608 جنود أمريكيين في العراق.
بالإمكان التصور حول ما يحدث داخل إيران بحق النساء الإيرانيات والأقليات وأتباع الديانات الأخرى.
ومن باب المثال نشير إلى جريمة مروعة ارتكبها سعيد حجاريان، نائب سابق لاستخبارات نظام الملالي، والذي كان مستشارًا لخاتمي، الرئيس السابق للنظام وهو منظّر للإصلاحيين المزعومين. وقال مدير عام لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون للنظام من الزمرة المنافسة بشأنه: حجاريان «في شيراز كان يستجوب أحد المنافقين [أعضاء مجاهدي خلق]، ربط هذا الشخص بشجرة وربط يده بالجرار بحبل وشغّل الجرّار حتى قطع ذراع هذا الرجل…» (حسين أربابي فر – وكالة أنباء إيسنا 23 سبتمبر 2002).
هذه هي أساليب نظام حافظ على نفسه من خلال القمع والإرهاب لأكثر من 40 عامًا.
ولكن يجب أن أقول إن حملات التشهير والافتراء تشكل الوجه الثاني لإرهاب النظام وتفتح الطريق له.
لماذا يخضع الملالي لمثل هذه الفظائع المروعة؟ لأنه، كما قال مسعود رجوي قائد المقاومة «إذا كان في يوم من الأيام، يتخلى النظام عن تصدير التطرف والإرهاب إلى الخارج ويحد نفسه داخل حدود إيران ، عندئذ سينفجر نظام الملالي من الداخل ويتفكك».
تعلمون أنه في العامين الماضيين، قام نظام الملالي بتنفيذ العديد من المخططات والعمليات الإرهابية.
مؤامرتان ارهابيتان خططهما النظام في الربيع ثم صيف 2018 ضد المقاومة الايرانية كانتا أكبر مؤامرات ارهابية في 40 عاما من تاريخ النظام الإيراني في اوروبا.
في عام 2018 عندما خطط قادة النظام الإيراني عملية إرهابية ضد المؤتمر السنوي العام لإيران حرة في باريس، ألقت شرطة بلجيكا الإرهابيين الذين كانوا من المقرر أن يفجر القنبلة في التجمع. الدبلوماسي الذي سلمهم القنبلة بأيديهم يقبع في السجن منذ عامين.
في الأسبوع الماضي بدأت محاكمة هذا الدبلوماسي وثلاثة من شركائه في بلجيكا. هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها محاكمة دبلوماسي في أوروبا بسبب مشاركته المباشرة في الإرهاب. الدبلوماسي المعتَقل للنظام كان يتولى تنفيذ هذه الخطة باستغلال التسهيلات الدبلوماسية وتحت إشراف السلطات العليا لوزارة الاستخبارات وخامنئي وروحاني.
وهذا يدل على أن النظام يعتبر هذه المقاومة وهذا البديل الديمقراطي التهديد الرئيسي لوجوده ولا يتورع عن ارتكاب أي جريمة لمواجهتها. بحيث يرسل سلطاتهم الرسمية أيضًا إلى الساحة لنقل القنبلة.
بعد ستة أيام بالضبط من بدء الانتفاضة في ديسمبر / كانون الأول 2017، قال أمين المجلس الأعلى لأمن النظام، علي شمخاني، إن مجاهدي خلق «ستتلقى الرد المناسب من إيران من حيث لا تحتسب». أي أن الملالي ومن أجل احتواء الانتفاضات استهدفوا القوة القيادية لها.
وكان النظام بصدد القول بعد التفجير الإرهابي في المؤتمر العام للمقاومة الإيرانية إن الانفجار كان من عمل مجاهدي خلق أنفسهم ونتيجة صراعهم الداخلي. وتمهيدًا لهذه الغاية، أطلق قبل ذلك مرتزقة المخابرات سيئة السمعة للنظام الإيراني في أوروبا حملة دعائية حول عمليات القتل المشبوهة داخل مجاهدي خلق.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
الآن بعد ما تنظر محكمة أوروبية في واحدة من المؤامرات الإرهابية الرئيسية للنظام، فمن المناسب أن يتم طرح بعض الأسئلة الأساسية، بهذا الصدد:
أولاً: ما هي السياسة الخاطئة والسياسة الصحيحة ضد إرهاب نظام الملالي؟
ثانيًا: ما أهم تكتيكات هذا النظام للقيام بالعمليات الإرهابية؟
وأخيرًا، ما هي الإجراءات التي يجب اتخاذها ضدها؟
أخطاء الغرب
لقد اتخذت الحكومات الغربية لحد الآن خطوات مأساوية في هذا الصدد. على سبيل المثال، تعاملت مع إرهاب النظام كما أراده النظام نفسه بأنها علامة على قوته. في حين هناك دائمًا ربط مباشر بين تصاعد الانتفاضات وتفاقم المشاكل الاجتماعية والاقتصادية وبين لجوء النظام إلى الإرهاب.
خطأ آخر هو سياسة استرضاء الحكومات الغربية تجاه النظام في السنوات الماضية. في الواقع، لم تكن قوة النظام بل سياسة الاسترضاء هي التي فسحت المجال أمام نشر الإرهاب والتطرف من قبله.
لقد فسّر الملالي الحاكمون حتى الآن أي نوع من الاسترضاء والتسامح من الحكومات الغربية، بأنه ناجم عن ضعف هذه الحكومات، وبالنتيجه تشجعوا على المزيد من الهجمات.
والخطأ الآخر كان التوقع الخاطئ بأن الفاشية الدينية ستتخلى ذات يوم عن الإرهاب بتلقي تنازلات وحوافز. أو إمكانية خروج عناصر معتدلة من معسكر الوحوش الحاكمة وتغيير بوصلة النظام نحو الإصلاح والاعتدال. وبالطبع، عرض النظام حفنة من القتلة المكروهين على المسرح تحت ستار الإصلاحيين، وابتلع كل الحوافز الممنوحة له للتغيير، لكنه لم يتخل عن الإرهاب إطلاقًا.
السياسة الصحيحة
ولكن ماذا كانت السياسة الصحيحة وما هي الآن؟
يمكن تلخيص السياسة الصحيحة بكلمة واحدة: الصرامة:
أي إغلاق جميع مجالات الأنشطة الإرهابية للنظام بحزم والرد بصرامة على أي من خططه الإجرامية.
دعونا ننتقل الآن إلى السؤال الثاني: ما هي الحيل والأساليب التي تستخدمها الفاشية الدينية لتحقيق أهدافها الإرهابية في أوروبا؟ من الواضح أن:
-استغلال التسهيلات القانونية والدبلوماسية والمصرفية والتكنولوجية للدول الغربية وظروفها الديمقراطية.
– الاستفادة من صمت الحكومات الغربية في إنكار أفعالها الإرهابية
– من خلال التعاون الاستخباراتي الخادع، تغري أجهزة الأمن الغربية وتستخدم صفقاتها لحماية عناصرها الإرهابية.
– تصوير عملائها على أنهم معارضون سياسيون وعرض أعمالهم التجسسية والإرهابية تحت عنوان معارضين لمجاهدي خلق. وأخيرًا، الترويج إلى الوهم بأنه إذا تبنت الحكومات الغربية الصرامة، فإنها ستدفع ثمنًا باهظًا. لكن في العامين الماضيين، شهد العالم أن النظام اضطر إلى سحب بساطه والتحرك بحذر بعد ما قامت الحكومة الألبانية بخطوة شجاعة في طرد سفير هذا النظام من ألبانيا، وكذلك قيام فرنسا وهولندا بطرد دبلوماسيي هذا النظام، واعتقال دبلوماسيه في ألمانيا، ومقتل قائد فيلق القدس، ولو لم تكن هذه الخطوات لكانت تصرفات هذا النظام بجرأة أكثر.
إذن نستخلص أنه يجب الوقوف بصرامة بوجه هذا النظام.
إن إرهاب النظام يتقدم في ظل الصمت والإخفاء والتجاهل وغض الطرف والتسامح لأعماله. لقد حان الوقت لوقف كل هذه التجاهلات حيال أمن وسلام شعوب العالم.
كما قلت في البداية، الإرهاب هو جوهر وروح هذا النظام وجزء لا يتجزأ منه. لذلك، نهاية الإرهاب مرتبطة بنهاية النظام. ولكن يمكن إيقافه على الأقل في أوروبا، ببعض الإجراءات السياسية والتكتيكية ومن أجل ذلك:
دعوة
1. يجب وقف جميع المزايا والتسهيلات التي يستخدمها النظام في أعماله الإرهابية على الأراضي الأوروبية. ويجب إغلاق سفارات هذا النظام.
أعلن المكتب الاتحادي لحماية دستور ألمانيا في يونيو 2019: «في ألمانيا، يلعب فرع وزارة الاستخبارات الموجود في السفارة الإيرانية في برلين دورًا مهمًا في التجسس. وإضافة إلى القيام بعمليات استخبارية مستقلة، تنفذ هذه الوكالة الأنشطة التي توجهها وزارة الاستخبارات من طهران أيضا».
دعت أغلبية أعضاء الكونغرس الأمريكي في قرار صدر في يونيو الحكومات إلى وقف الأنشطة المدمرة للبعثات الدبلوماسية للنظام الإيراني وإغلاق سفاراته، بما في ذلك سفارة النظام الإيراني في ألبانيا.
2. الكشف عن الشركات الوهمية والمراكز الثقافية والتعليمية والجمعيات الدينية والعاملة تحت غطاء المساجد التي يمولها ويدعمها النظام الإيراني وهذه كلها مراكز للتجسس والإرهاب الذي يمارسه النظام.
3. يجب وقف أي تبادل مالي دولي بشكل كامل للأفراد أو الشركات التابعة لمخابرات الملالي وقوة القدس.
4. يجب طرد عملاء النظام والمرتزقة من الدول الأوروبية الذين يعملون تحت غطاء أنشطة تجارية أو ثقافية أو دينية أو بعنوان صحفي أو باسم المعارضين واللاجئين أوالمواطنين.
5. على الحكومات الغربية منع تواصل أجهزتها الأمنية والاستخباراتية مع وزارة المخابرات سيئة السمعة وقوة القدس الإرهابية، حتى لا يفتح الطريق أمام دخول مرتزقة النظام.
6. يجب نشر أخبار خطط وعمليات النظام الإرهابية بالتفصيل وكذلك أسماء عملاء وزارة الاستخبارات ومرتزقة قوة القدس الإرهابية الذين يعملون في أوروبا، بالإضافة إلى نشر أسماء الكيانات الوهمية ولوبيات هذا النظام دون أي تحفظ واعتبارات تجارية ودبلوماسية.
7. ندعو جميع مجالس التشريع الأوروبية والأمريكية إلى سن قوانين لطرد عملاء وزارة المخابرات وقوات الحرس للنظام الإيراني من بلدانهم.
إني آمل أن تستجيب جميع الحكومات بشكل إيجابي لهذه الدعوة، لأن مصالحها وأمن شعوبها مرهون بإبداء هذه الصرامة والإجراءات.
ما يريده الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية من هذه الحكومات هو الوقوف بوجه إرهاب غادر لحكومة هي أول راع للإرهاب الدولي. لقد حان الوقت للتوقف عن التغافل بشأن مصير شعوب العالم وأمنها وسلامها.
إن اتخاذ أي قرار صارم ضد هذا النظام وأي خطوة ضده تتخذ في أي مكان من العالم يمثل مساعدة وإسهاما في نضال الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام ويأتي في خدمة السلام والأمن الدوليين.
أشكركم جميعًا.
- الوسوم:التطرف – الإرهاب, تنزّل النظام