كلمة مريم رجوي في مؤتمر إيران – حقوق الإنسان – وقف الإعدام، يقام في باريس، في اليوم العالمي ضد الإعدام
السيدات والسادة
أوجه الشكر والتقدير لكم على حضوركم هذا المؤتمر واهتمامكم بقضية حقوق الإنسان في إيران.
في اليوم الذي جعلته الأمم المتحدة اليوم العالمي لمناهضة الإعدام نحيي 120 ألف شهيد سقطوا على درب الحرية لاسيما 30 ألف سجين سياسي قتلهم النظام في عام 1988 في مذبحة عامة.
جئت في هذا اليوم لأمد يد الاستغاثة إلى العالم لوقف الإعدامات اليومية في وطني.
التعذيب والإعدام يجب أن يتوقفا. وهذا هو مطلب جميع الإيرانيين.
حقوق الإنسان لأبناء بلدي المظلومين تم رجمها داخل الوطن وباتت في مزايدة علنية على الصعيد الدولي. مزايدة حقوق الإنسان مقابل الصفقة النووية مزايدة حقوق الإنسان مع أعمال الشر والارهاب التي يرتكبها النظام في المنطقة ومزايدة حقوق الإنسان الإيراني بسبب الضعف والجبن في بعض السياسات الدولية.
فهل يجب احترام حقوق الإنسان فقط في أوراق القرارات وصكوك الاتفاقيات الدولية؟ لماذا يفرشون السجادة الحمراء أمام مَن يجب أن يُحاكَم على قيادة الجريمة والارهاب خلال ثلاثة عقود مضت؟ في الأقل اشترطوا المفاوضات معه بإيقاف الإعدامات.
اشارتي إلى الملا روحاني رئيس نظام الملالي. وقبل عامين عندما مسك سدة الرئاسة أكدت أنه لا يتغير أي شيء بدون حرية التعبير وحقوق الإنسان وبدون الافراج عن السجناء السياسيين وحرية الأحزاب وطالما يتواصل البرنامج النووي والسياسات العدوانية لهذا النظام في المنطقة.
فانظروا الآن فها هو المعدل السنوي للإعدامات في ولايته قد زاد بثلاثة أضعاف بالمقارنة بسلفه وأن نشاطات النظام لصنع الأسلحة وبإذعان روحاني نفسه قد زاد بنسبة خمسة أضعاف وأن موازنة الشؤون الأمنية والعسكرية وتصدير التطرف تضاعفت بشكل ملفت.
تصاعدت انتهاكات حقوق الإنسان في كل المجالات واستهدف كل المواطنين الإيرانيين بدءا من المدافعين عن حقوق الإنسان والى النساء والشباب والمعلمين الذين احتجوا قبل يومين مرة أخرى ومرورا بالمسيحيين والبهائيين وأهل السنة والى المواطنين العرب والبلوتش والكرد . ويجب أن أشير أيضا الى العمال الذين طفح كيل صبرهم. وها هو العامل المناضل شاهرخ زماني قضي نحبه في الشهر الماضي بالذات في سجن جوهردشت.
يا ترى لماذا العالم صامت وعمليات القتل والاجهاز على السجناء السياسيين وإعدامهم ظلت مستمرة في إيران؟
لماذا العالم ساكت والفتيان الإيرانيون آصبحوا حصاد الإعدامات؟
ولماذا لا يخضع الاستبداد الوحشي للضغط لكي ينشر أسماء المعدومين كاملة على الأقل؟
وهناك اليوم في جميع سجون ومعتقلات البلاد أعداد كبيرة من الإعدامات تنفّذ سرا بحق المواطنين العزل فيما ينتظر آلاف آخرين حكم الإعدام.
فلنفكر في أوليائهم وزوجاتهم وأطفالهم كيف يعيشون في قلق اضطراب ليل نهار.
لنفكر في نساء يقمن ببيع كلاهنّ لتسديد الدية وانقاذ أزواجهن من الإعدام.
فويل للمجرمين! وويل للمساومين؟
ليخجل من يغضّ الطرف عن هذه الحالات الصارخة لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران.
وليعلم اولئك الذين يريدون غسل أيدي رئيس هذا النظام من الجرائم بأن هذه السياسة تفتح طريق الجريمة والقتل في المنطقة وفي مختلف أرجاء العالم.
روحاني قال بصراحة إن هذه الإعدامات «إمّا هو قانون الهي أو قانون تبناه البرلمان… ونحن منفذون».
الملالي الحاكمون في إيران مهما كانت خلافاتهم فهم متفقون على الإعدام والقمع. انهم يراهنون على الإعدامات لحفظ كيانهم.
ولكن ليعلم المجرمون ان من هذه الدماء التي تراق كل يوم من جسد الشعب الإيراني، سيجري سيل جارف في نهاية المطاف وسيهدم أساس نظام الملالي.
أيها الحفل الكريم!
إن الاستبداد الديني يُعدِم ويشنق اعتمادا على ثلاثة أنواع من الاتهامات:
الاتهام الأول والأهم هو المعارضة السياسية.
منذ ثلاثة عقود، أعدم النظام عشرات الآلاف من المواطنين بتهم جائرة وباطلة ومعظمها دون سير العمل القضائي ولمجرد معارضتهم لهذا النظام. في قانون العقوبات لهذا النظام، مجرد من يثبت انخراطه أو مناصرته لمجاهدي خلق أو تعاطفه معها فهو محارب والحكم الصادر على المحارب هو الإعدام. ليس بقليل عدد اولئك الذين تم إعدامهم لمجرد عقيدتهم المناوئة لهذا النظام وحتى تفسير متفاوت عن القرآن والإسلام. وكم من شباب تم إعدامهم لمجرد اعتراضهم على الاضطهاد الوطني.
بينما لا من وجهة النظر الإسلامي ولا من حيث الحقوق الدولية، فالنضال من أجل تغيير النظام ليس جريمة، وانما هو حق أساسي لشعبنا.
الاتهام الثاني يتعلق بالمخدرات. الملالي يشنقون عددا كبيراً من الشباب الإيرانيين بحجة هذا الاتهام. بينما هذه الإعدامات هي خرق للعهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية.
في الشهر الماضي بالذات أعلن الأمين العام للأمم المتحدة: الجرائم المتعلقة بالمخدرات في إيران لا ترقى إلى حد عقوبة الإعدام.
مجلس حقوق الإنسان والمفوض السامي لحقوق الإنسان يرفضان هذه الإعدامات.
المقرر الخاص المعني بحالات الإعدام خارج القضاء ومكتب المخدرات والجريمة في الأمم المتحدة صرحا بأن هذه الاتهامات لا ترتقي إلى الإعدام. ناهيك عن أنّ في كثير من هذه الحالات هذه التهم لا أساس لها من الصحة وانما يأتي تبريرا للإعدامات السياسية.
وثالث حجة يتذرع بها الملالي للإعدامات هي تنفيذ الأحكام الإسلامية. بينما القانون الرجعي للملالي بشأن القصاص حيث يعدم الملالي بالتمسك به أعدادا كبيرة من مواطنينا يتعارض مع رسالة العفو والرحمة الإسلامية. ان دينامية الإسلام والقرآن يرفضان هذا الحكم اللاإنساني.
إذن الإسلام ومكافحة المخدرات همان مجرد ذريعة للملالي، هدفهم هو ارهاب المجتمع وليس الاّ وكبت الاحتجاجات الشعبية.
انهم جعلوا القتل أمرا عاديا ويوميا.
انهم وبشنق المواطنين في الشوارع أمام أعين العوائل وحتى أمام أعين الأطفال، يمزقون قلوبهم وأذهانهم وضمائرهم.
نعم ان حياة وسلطة هذا النظام مرهونتان بالإعدامات.
لأنه لولا الإعدامات لاتبقى لهم آلية تمنع من انفجار الغضب العام و التجمعات الجماهيريه العفوية ؟
لولا الإعدامات فكيف يستطيع الملالي وبأي آلية أن يسلبوا حريات الشعب؟
ولولا الإعدامات فكيف يستطيع الملالي أن يزيدوا من آسعار السلع يوميا بأضعاف ويبددوا عوائد وثروات الشعب الإيراني في اثارة الحروب في المنطقة أو نهبها وصرفها في حياتهم المترفة؟
لكن بالرغم من جميع هذه الجرائم وأعمال القمع، فعلى الملالي الحاكمين أن يعلموا أن الشعب ومقاومته المنظمة سيطيحون بهم في نهاية المطاف لا محالة.
أيها الحضور المحترمون!
ان الحكومات الغربية توسع علاقاتها السياسية والتجارية مع الفاشية الدينية بشكل ترى فيه هذه المأساة بأنها مجرد أمر داخلي يخص إيران، فيما تشكل هذه العلاقات أسوأ نوع من التدخل في الشؤون الإيرانية لصالح الملالي.
ان تجاهل حقوق الإنسان وحرية الشعب الإيراني هو أساس الفشل للسياسات الغربية تجاه إيران. وفي هذا الاتفاق النووي العامل الذي كان من شأنه أن يجبر الملالي على التراجع الكامل كان اشتراط أي إتفاق بمراعاة حقوق الإنسان للشعب الإيراني.
وعندما يجد الملالي أنفسهم مطلقي الأيدي في الإعدامات الوحشية لأبناء الشعب الإيراني فيوسعون تهديداتهم في المنطقة والعالم أيضا.
لذلك نخاطب الحكومات الغربية ونقول:
اشترطوا العلاقة مع هذا النظام بوقف الإعدامات.
اضغطوا على نظام الملالي لإطلاق سراح السجناء السياسيين.
أحيلوا ملف مجازر العام 1988 الذي ارتكبه زعماء هذا النظام ضد السجناء السياسيين إلى المحكمة الجنائية الدولية لمحاكمة المجرمين ضد الإنسانية.
واحترموا مقاومة الشعب الإيراني من أجل الحرية.
واعملوا بالتزاماتكم لحماية الممجاهدين في أشرف وليبرتي لمنع الحؤول دون وقوع مجازر أخرى من التي استمرت خلال هذه السنوات بشكل متواصل.
وبالتحديد يجب رفع الحصار عن ليبرتي خاصة الحصار الطبي.
يجب سحب ملف ليبرتي وإدارته من قبضة العناصر الموالية لنظام الملالي.
ووقف استقدام فرق عناصر وزارة المخابرات للملالي إلى ليبرتي تحت آي عنوان كان وما هو الا تمهيدات لأعمال مجزرة أخرى.
وعلى الحكومة العراقية أن توفر الشروط لبيع أموال مجاهدي خلق في أشرف لتسديد نفقاتهم في ليبرتي.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
إن مشروعنا لمستقبل هو إيران بلا تعذيب و إعدام وانهاء التعذيب وأي ضرب من ضروب انتهاكات الحقوق في إيران.
إن المقاومة الإيرانية قد أعلنت ومنذ سنوات أنها تريد الغاء عقوبة الإعدام.
إن مشروعنا هو احياء الصداقة والتسامح والأخوة.
إن مشروعنا للمستقبل، استئصال أحكام شريعة الملالي. اننا نرفض قانون الجزاء اللاإنساني المتبع في هذا النظام وغيره من القوانين المناقضة لحقوق الإنسان. اننا نعتبر تنفيذ أحكام القصاص في هذا النظام لاإنسانيا.
إننا ندافع عن قانون قائم على أساس الصفح والشفقة والإنسانية.
إن مسعود رجوي قائد المقاومة الإيرانية قد أطلق في معارك جيش التحرير الوطني الإيراني سراح آلاف من عناصر تابعة لنظام الملالي دون انتهاك أبسط حقوقهم الانسانية، وهم كانوا في قبضة المجاهدين وكان الكثير منهم قد ارتكبوا قتل بعض المجاهدين.
نعم هذا هو السلوك القديم الجديد لمقاومة الشعب الإيراني.
إن مشروعنا هو وضع لبنات لقضاء مستقل ونشيط وحر.
إن مشروعنا لإيران المستقبل هو الدفاع عن القيم الديمقراطية وعن الحرية والمساواة وحرمة الحياة الفردية للمواطن الإيراني.
مشروع لا يعتقل أحد عفويا والتعذيب فيه محظور وجريمة. ولا يُحرَم أي متهم من حق الدفاع وحق المحاماة. يحترم المبدأ الأساسي للبراءة ولا يحرم أحد وخاصة أي امرأة من الحصول على العدالة أمام العنف والتعدي وانتهاك الحرية.
إن مشروعنا لمستقبل إيران هو أنه لا أحد يفقد حريته وحقوقه وحياته لاعتقاده بدين أو عدمه أو بسبب ترك ذلك الدين.
إن مشروعنا هو أن جميع أبناء المجتمع يحظون بالأمن الحقيقي والحقوق المتكافئة في ظل القانون.
نعم، إننا نعمل على ايجاد نظام جديد قائم على الحرية والديمقراطية والمساواة.
إننا اخترنا أن نقف ونناضل ونعيد الحياة والحرية والسعادة إلى أبناء شعبنا.
حتي لاينتظر شاب اقل من 18 عاما في سراديب الموت والإعدام حتى يبلغ السن القانوني لتنفيذ الإعدام.
وحتى لا تذرف الدموع أي أمّ في حزن ابنها المعدوم.
إن دافعنا في المقاومة حتى النصر ليس الحقد والثأر وانما يتأتى من حبنا للحرية وحقوق الإنسان. وهذه هي فلسفة صمودنا. كما ان سِرّهذا الصمود ليس الا التضحية والاستعداد لدفع الثمن.
انظروا إلى قائمة الشهداء وانظروا إلى السجناء المقاومين. انظروا إلى المقاومين الشامخين في سجن ليبرتي. انظروا إلى أنصار أشرف في أرجاء العالم وانظروا إلى أكبر معترك دولي في التاريخ المعاصر.
هذه كلها بشائر لحرية إيران.
أجل، إن مشروعنا ليس مجرّد أمنية وانما هو مستقبل إيران المحتوم.
إن دماء وعذاب المعدومين والسجناء والصمود والتضحية لروّاد الحرية في ليبرتي تنادي الجميع إلى إقامة هذا المستقبل الحماسي.
دمتم موفقين ومنتصرين
- الوسوم:الشعب الإيراني, تنزّل النظام