كلمة مريم رجوي في اجتماع انصار المقاومة الإيرانية والمنتخبين الفرنسيين في أوفيرسورواز
أيها السيدات والسادة المنتخبون،
أيها الأصدقاء الأعزاء،
أرحب بكم. قبل كل شيء أود أن أهنئكم بالعام الإيراني الجديد وأتمنى لكم عاماً مفعماً بالصحة والموفقية. إن رسالة النوروز والربيع لنا هي الصمود وجلالة الحياة أمام الموت والعدم.
قبل لحظات استذكرنا مقاومة وصمود الأشرفيين ممن استشهدوا في ملحمة ضياء أشرف في 8 نيسان/ إبريل 2011. ونتذكر تلك الأيام السوداء التي كان المالكي– عميل نظام طهران- يحكم بغداد. واليوم قد رحل المالكي وانتم لعبتم دورا في رحيله بما قمتم به من الكشف عن جرائمه. مع الأسف قد أدى الحصار الطبي الى فقدان المزيد من الأرواح ولكن رغم ذلك انهم يواصلون المقاومة حيث حولوا هذا السجن الى مكان يليق للعيش بصرف ملايين الساعات من العمل فيه.
وفي عهد كان جميع القوى الكبرى في العالم يمررون سياسة قائمة على الاسترضاء مع نظام الملالي وأصبحوا عمي وفقدوا بصيرتهم في حلم صفقاتهم الربحية مع النظام، ونحن قلنا معا:
اذا كنتم تستمرون في المسايرة مع عراب التطرف الإسلامي فان هذه البلية ستغرق المنطقة وستتحول الى الخطر الرئيسي لكل العالم. ونحن حذرنا كل الذين يتجاهلون انتهاك حقوق الإنسان والاعدامات والقتل والتعذيب في ايران. واليوم تؤكد حتى الأمم المتحدة على تدهور واقع حقوق الإنسان في ايران حيث قد مددت مهمة مقررها الخاص لعام آخر كما أعلنت العفو الدولية بأن النظام الإيراني قد حطم الرقم القياسي في عدد الإعدامات بالمقارنة بعدد سكانه.
كنا نقول دائما لأولئك الذين كانوا يقيدون المقاومة الإيرانية عن طريق الصاق تهمة الارهابية واختلاق الملفات بهدف إرضاء الملالي، بأنكم لستم تعرقلون نشاطات بديل التطرف فحسب بل تغفلون عن الارهابيين الحقيقيين و حاليا حيث وصل الخطر الى بلدانكم فعليكم ان تردوا على شعبكم لماذا فاتتكم كل هذه السنوات؟
وقلنا لأولئك الذين قدموا العراق في طبق من الذهب الى نظام الملالي وعملائه بانكم لا تتصوروا ان تصلوا الى السلام. انتم تزرعون بذر العاصفة. وقلنا لهم لا تغضوا عيونكم عن الجرائم التي يرتكبها المالكي ضد الشعب العراقي والمكون السني وكذلك جرائمه بحق مجاهدي خلق في أشرف وليبرتي.
كما قلنا لأولئك الذين كانوا يترددون في دعم المعارضة السورية أمام بشار الأسد الذي يطلق القنابل الكيمياوية على شعبه بمساعدة النظام الإيراني، قلنا اعملوا دون أي تباطؤ. وقلنا لا تسمحوا لديكتاتور بشار الأسد بشراء الوقت حتى تحرق بلية التطرف الإسلامي المنطقه. واليوم يعرف الجميع بانه كيف الجرائم التي ارتكبها نظام الملالي وبمساعدة من المالكي في العراق والأسد في سوريا، قد تسببت في ظهور داعش.
كما يعرف الجميع ان برنامج النظام الإيراني النووي الذي كشفت عنه المقاومة الإيرانية في عام 2002 يعتبر خطرا جادا فيجب إحتوائه الا أن الدول الغربية لا تزال ترى أن نظام الملالي يستوعب التغيير من داخله ويمكن كبحه عن طريق تقديم تنازلات له.
دعوني أن أؤكد هنا على عدة ملاحظات مفصلية:
الأول- يعتبر بيان لوزان تراجعاً من قبل نظام الملالي تحت وطأة الخوف والضغوط وفي إطار تجرع كأس السم النووي. الا أن إصدار بيان بمفاهيم عامة بلا توقيع وتأييد رسمي من قبل الخامنئي ودون ضمانات، لا يقطع الطريق إطلاقا على النظام لامتلاكه القنبلة والمراوغات التي جبل عليها.
النظام يريد شراء الوقت وأن مواصلة المفاوضات مع الفاشية الدينية في إطار السياسة القائمة على المسايرة والمهادنة لن يأتي للمنطقة والعالم بأمن من القنبلة النووية. ويجب إرغام النظام على الانصياع للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن الدولي وكان هذا الطريق الوحيد لمنع الملالي من الحصول على القنبلة الذرية. ان عملية المفاوضات مع النظام بعد عام 2002 لحد الآن خاصة المفاوضات الماراتونية التي جرت خلال عام ونصف العام الأخير، خير دليل على حقيقة أن نظام الملالي يعرف فقط لغة الحزم والقوة.
ان أبناء الشعب الإيراني لا يريدون البرنامج النووي. هذا البرنامج يتعارض مع المصالح الوطنية الإيرانية وانه فرض الخسائر بمئات المليارات من الدولارات على الشعب الإيراني.
الثاني- ان النظام الإيراني هو العنصر الرئيسي في ظهور أو توسيع التطرف الإسلامي. ان التطرف سواء الشيعي أم السني بصدد فرض همجيته على العالم. ان المراهنة على هذا النظام بهدف معالجة الأزمات في العراق وسوريا واليمن تعتبر سياسة رعناء للغاية.
الثالث- ائتلاف دول المنطقة وعملية «عاصفة الحزم» ضد مشروع النظام التوسعي في المنطقة وتطاولات الفاشية الدينية الحاكمة في ايران على اليمن يبشر ببدء تغيير في موازين القوى في المنطقة ضد النظام. الواقع أن ديكتاتورية الملالي هي ديكتاتورية ضعيفة وواهنة جداً وانها تعاني من أزمة اقتصادية خانقة حيث يزداد الاستياء الشعبي كما سبب صراع الذئاب في تشتيت السلطة في النظام وان المفاوضات النووية جعلت هذه الديكتاتورية أكثر هشاشة. واليوم المتحالف الوحيد للنظام الإيراني في المنطقة هو سياسة الدول الغربية القائمة على المسايرة والتي لا ترى هذا التغيير في موازين القوى.
الرابع- إنهاء الأزمة النووية وإزالة خطر التطرف الاسلامي يتحققان فقط بإسقاط نظام الملالي في ايران. بديل هذا النظام هو إيران ديمقراطية وغير نووية وأن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية بمساعدة جميع المدافعين عن الحرية وانتم فرداً فرداً قادرون على تحقيق ذلك. أريد منكم مواصلة جهودكم الغالية في هذا المسير. والعام الجديد سيقربنا الى هذه الغاية بلاشك.