مريم رجوي: دعوة إلى حراك للمقاضاة بشأن مجزرة عام 1988
أيها المواطنون الأعزاء
في الذكرى الثامنة والعشرين من مجزرة 30 ألف سجين سياسي، نحيي الأرواح الطاهرة لجميع اولئك الفرسان ونباريس الحرية والمقاومة الإيرانية.
انهم نهضوا بكل عزة وفخر للدفاع عن عنوانهم وقضيتهم ومن خلال عدم استسلامهم فقد رصنوا مسلك وطريقة هذه الحركة.
اولئك الأبطال لاسيما الفتيات المجاهدات جعلوا مسؤولي المجزرة وحسب اعترافهم عاجزين يلتمسون منهم.
وكان خميني يريد أن يزيل جيل المجاهدين لضمان بقاء نظامه، الا أنه لم يبق من نظامه سوى كيان يلعنه الله غارق في الفساد واراقة الدماء ونظام بغيض في تاريخ إيران.
بينما جيل المجاهدين وقضيتهم وأفكارهم تعالت وأصبح شهداء مجزرة 1988 الضمير الخالد للشعب الإيراني.
وقال مسعود قائد المقاومة: «ان البشرية وفي أكثر ملاحمها تحمسا تكشف عن سرها. سر وجود عنصر انساني واع وحر…
الملاحم العظيمة والحقيقية – التي تؤثر على أكثر الحصيلات المصيرية والحاسمة حقيقية – تتولد خلال هذه الصراعات وطبعا بتضحيات جبارة ومحن كبيرة».
ان صمود المجاهدين والمناضلين الذين ابيدوا خلال هذه المجزرة يشكل ضمن هذه الملاحم.
ان أصواتهم مسموعة هذه الأيام في الأسئلة المستمرة التي يطرحها الشباب وطلاب الجامعات بشأن قضية «مجزرة 1988» في تحدٍ ضد الحكومة بشأن هذا الحدث.
كما ان أصواتهم مسموعة في رسائل السجناء السياسيين من عموم البلاد الذين يهبون لدعم المقاومة من أجل إسقاط ولاية الفقيه.
وقضية اولئك الشهداء متجسدة في صمود المجاهدين في ليبرتي كعنصر حي ومتفاعل يمضي إلى الأمام قدما.
أحيي جميع المواطنين وأعضاء وأنصار المقاومة وعوائل الشهداء والسجناء السياسيين الذين بدأوا منذ الأول من شهر مرداد (22 يوليو) نشاطات مختلفة منها الاضراب عن الطعام تكريما لاولئك الذين راحوا ضحية المجزرة مطالبين بمقاضاة المسؤولين عن تلك المجزرة.
واذ أحيي نشاطات أنصار مجاهدي خلق داخل إيران وكذلك المواطنين والإيرانيين الذين يقيمون التظاهرات والمضربين عن الطعام لمدة ثلاثة أيام في مختلف الدول منها بريطانيا وهولندا وألمانيا وسويسرا وايطاليا وبلجيكا وكندا والنرويج والسويد وأؤكد:
انكم أثبتم أن الأبطال الفرسان ورغم مضي قرابة ثلاثة عقود من استشهادهم الا أنهم مازالوا يمثلون صيحة للحرية والثورة في سماء إيران وأن أسمائهم وشرح مظلوميتهم وعظمة صمودهم وعدم استسلامهم جعلت نظام ولاية الفقيه يرتعش كما تدعو إلى الحرية وخلاص الشعب الإيراني المكبل.
أيها المواطنون الأعزاء!
ان نشر التسجيل الصوتي للقاء السيد منتظري بـ4 من مسؤولي المجزرة، قد أحدث زلزالا داخل النظام وخارجه. فهذه الوثيقة الهامة للغاية تؤكد على عدة حقائق أساسية: بداية انها تشمل اعترافا صريحا على لسان مسؤولي المجزرة بالاشتراك في عملية إبادة جماعية كانت قائمة كما تظهر أن خميني والملتفين حوله متورطون بشكل مباشر في عملية الإبادة بعد تجاوزهم كل الترتيبات والمسالك التي كان يسلكها النظام نفسه، وبهذه المجزرة يتم إرساء دعائم نظام ولاية الفقيه المقزز الذي ساد حكمه لاحقا.
الواقع أن خامنئي لم يصل إلى الحكم عبر تشدقات رفسنجاني في مجلس الخبراء وتفاعلات مجلس خبراء الرجعيين، بل ترسخ حكمه في مجزرة السجناء السياسيين التي كان تدار من قبل كبار المسؤولين آنذاك أي خامنئي ورفسنجاني واحمد خميني.
الحقيقة الأخرى التي أوضحها السيد منتظري هي أن خميني كان يحمل هذه النية قبل ذلك بـ3 أو 4 أعوام وقد اتخذ قراره حسب القول المكرر لابنه بإعدام «جميع المجاهدين سواء كان من طالع الجرائد أوالمجلات أوالبيانات».
لذلك، اولئك الذين كانوا يعزون سبب وقوع المجازر إلى وقوع عملية الضياء الخالد فهم قد ساعدوا هذا النظام سياسيا وكانوا يبررون جرائمه.
وكان خميني يخاف من امتدادات مجاهدي خلق في المجتمع الإيراني وكان يخاف من عزم ورصانة هذه الحركة. انه وبعد عدة أشهر شرح في رسالة إلى منتظري أسباب عزله كالتالي: «اتضح أنكم ستسلمون بعدي هذا البلد والثورة الاسلامية العزيزة للشعب الإيراني المسلم إلى الليبراليين وعن طريقهم إلى المنافقين».
الحقيقية الثالثة التي تبينت هي الأعداد الضخمة لمن تم ابادتهم في هذه المجزرة. ان أساليب لجان الموت التي كانت قائمة في مختلف المدن جنونية إلى درجة حيث الجلادون الذين يحاورون السيد منتظري وهم قد أعدموا آلاف الأشخاص في طهران، يقدمون أنفسهم مناوئين للتشدد بالمقارنة بلجان الموت، رغم ذلك فان خميني أخذ ينتهج سياسة الانكار والتعتيم بعد مضي عدة أشهر على المجزرة وكتب في رسالة إلى السيد منتظري يقول «عدد قليل جدا» للمعدومين «جعله المنافقون على لسانكم وقلمكم آلافا مؤلفة وانظروا كيف قدمتم خدمة جليلة للاستكبار».
لذلك فان سياسة التعتيم أو التقليل من أهمية الجريمة أو إلصاقها بالمجاهدين أنفسهم قد أسسها خميني نفسه منذ البداية.
مع ذلك، قد تكشفت الحقائق اليوم واميطت اللثام عن أعمال التضليل والكذب وأصبحت مظلومية مجاهدي خلق وعدالة مقاومتهم تبهر أكثر من أي وقت مضى. وهذا هو جوهر الحقيقة التي يتحدث عنها المسؤولون والمتحدثون باسم النظام حيث يؤكدون أن «أذهان شباب البلاد بدأت تشكك». انهم يقولون: «هناك مساع لتغيير رؤية المجتمع تجاه مجاهدي خلق» و هناك «تيار غامض بدأ العمل بتطهير مجاهدي خلق وأعمالهم». … ويقولون : إن «إحياء مجاهدي خلق وإظهار مظلوميتهم أمر خطير للغاية».
ويسعى اليوم الكثير من عناصر النظام وحتى بعض من المتورطين مباشرة في المجزرة، أن يظهروا أنفسهم عديمي الاطلاع ويتملصون من اتخاذ أي موقف بشأن ذلك أو يحاولون التهرب من التطرق إلى هذا الملف من خلال إطلاق تخرصات ضد مجاهدي خلق. كما وفي نقيض منهم هناك بعض الجلادين يدافعون عن المجزرة أكثر وقاحة من أي وقت مضى.
ولكن كل هؤلاء يرون في الاقبال الشعبي الواسع لنشر التسجيل الصوتي الأخير، نهاية نظامهم.
أيها المواطنون الأعزاء!
حان الوقت لكي نوسع حراكا للمقاضاة في كل مكان وبأية طريقة ممكنة بشأن مجزرة السجناء السياسيين المجاهدين والمناضلين.
حراكا للمقاضاة يعلن قبل كل شيء تجريم خامنئي الولي الفقيه للنظام لكل حزم.
– خامنئي والمتعاونون معه هم مجرمون؛ لأنهم يمثلون كبار المسؤولين المباشرين لمجزرة 1988.
– انهم مجرمون لأنهم قد أخفوا المعلومات والوثائق المتعلقة بهذه المجزرة.
– خامنئي والمتعاونون معهم مجرمون، لأنهم قد مارسوا القمع على عوائل المعدومين في المجزرة طوال هذه السنين الـ28 الماضية.
– انهم مجرمون لأنهم قد دعموا بشكل مباشر المنفذين والمسؤولين المباشرين للمجزرة باستمرار ونصبوهم في أعلى المناصب السياسية والقضائية.
حراك المقاضاة يعني محاسبة نظام ولاية الفقيه بشأن كافة الأسرار التي ظلت طي الكتمان والخاصة لهذه المجزرة الكبيرة.
لابد من أن يكشف مسؤولو هذا النظام عن أسماء كامل اولئك الذين تم إبادتهم في المجزرة.
لابد من أن يكشفوا عن عدد الإعدامات في كل قضاء أو مركز للمحافظة.
لابد من الكشف عن أماكن دفنهم والمزارات الجماعية للمعدومين في المجزرة.
هذه أبسط طلبات حقة لكل أم مفجوعة لكي تعرف أين تم مواراة ابنها الثرى.
نعم، يجب أن تتضح حقيقة ملف اولئك الذين تم اعتقالهم خلال تلك الأيام ثم تم إعدامهم فورا.
يجب أن تتضح حقيقة سجن الأهواز وسجن دستجرد في اصفهان. وما هي الكوارث في سجن شيراز أو سجن مشهد أو سجن تبريز؟
ما هي قضية الإعدامات الجماعية التي طالت اولئك الذين تم اعتقالهم غربي البلاد من المرجح بسبب التعاطف مع جيش التحرير ثم تم إعدامهم بوقت قصير؟
وما هي قضية اولئك الذين أرادوا الالتحاق بمجاهدي خلق في المدن بحسب ما جاء في مقابلة «موسوي تبريزي» المدعي العام لخميني المجرم مؤخرا.
ان حراك المقاضاة بشأن المعدومين في المجزرة هو في الوقت نفسه يشكل حملة للكشف عن هوية كل اولئك الذين اتخذوا القرار وكل اولئك الذين نفذوا المجزرة فردا فردا.
من هم أعضاء لجان الموت في مراكز المحافظات؟
ماذا جرى في اجتماع رؤساء السلطات الثلاث بشأن اتخاذ القرار لتنفيذ مجزرة ضد السجناء غير المنتمين لمجاهدي خلق؟
ما هي القرارات التي اتخذها مجلس تشخيص مصلحة النظام الذي تولى منذ 26 سبتمبر في نفس العام وبناء على أمر من خميني مسؤولية حسم ملف السجناء وكم هو عدد السجناء الذين أحالهم مجلس التشخيص إلى المشانق؟
وأخيرا فان الحراك للمقاضاة يتمثل في الجهد الدؤوب الذي يبذله المواطنون وأنصار المقاومة خارج إيران لمحاكمة خامنئي على الصعيد الدولي وغيره من قادة النظام بتهمة عملية الإبادة الجماعية والجريمة ضد الانسانية.
على الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي أن يمهدوا ترتيبات سياسية وحقوقية لمحاكمة قادة هذا النظام دوليا بتهمة الجريمة ضد الانسانية.
نعم، المقاضاة بشأن المعدومين في المجزرة هو مقاضاة من أجل المعاناة والآلام التي تحملها الأمهات والآباء المفجوعون ومقاضاة بسبب الخسائر الفادحة بشريا ومعنويا والتي ألحقها هذا النظام بالشعب الإيراني.
حراك المقاضاة المطالب بالكشف عن أسماء الشهداء وعناوين المزارات والمقابر وكذلك الكشف عن هوية القتلة ومحاكمة قادة النظام، هو حراك يستهدف أساس الاستبداد والاضطهاد الذي يمارسه نظام ولاية الفقيه.
اننا ندعو جميع المدافعين عن حقوق الانسان وكل اولئك الذين يكنون في العالم احتراما لحقوق الانسان إلى الوقوف بجانب الشعب الإيراني في مطالبته بمحاكمة قادة النظام.
بالتأكيد ان هذا الطلب يقترن بتحرير إيران المكبلة وذلك يتجسد في يوم سيجعل الأبطال المعدومون في المجزرة مع كل الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم على درب الحرية، إيران مزدهرة وحية.