كلمة مريم رجوي في المؤتمر الدولي فيما يتعلق بايران في البرلمان الاوربي
اقامة هذه الندوة تأتي متزامنا مع أشد هجمات سياسية ودعائية يشنها الملالي الحاكمون في ايران على البرلمان الاوربي ما يعكس المأزق الأساسي الذي يعتري النظام وعجزه في الانطباق مع المعايير الدولية.
فالهجمات الهسترية والمنفلتة التي شنها الملالي الاسبوع الماضي على البرلمان الاوربي بسبب قرار البرلمان بشأن انتهاك حقوق الانسان في ايران تؤكد أن حقوق الانسان هي كعب آخيل هذا النظام وأن تجرع كأس سم حقوق الانسان هو الأخطر بالنسبة له بمئة أضعاف من كأس السم النووي. لذلك فان جميع زمر النظام متفقون على الاعدام والتعذيب والقتل ولهم مصالح مشتركة في ذلك. وبعد مضي عشرة أشهر على مسرحية الانتخابات الرئاسية ومضي خمسة أشهر على الاتفاق النووي في جنيف تثبت التطورات والمسيرة المقطوعة خلال هذه المدة بوضوح أن:
1. مهزلة اعتدالية الملا روحاني باءت بالفشل. فعدد عدد الاعدامات الغير مسبوق والهجمات والمجازر الهمجية بحق مجاهدي درب الحرية في أشرف وليبرتي أثبتت أن النظام لا يستوعب أقل نسبة من المرونة والاعتدال.
2. باستغلال التعامل الهزيل جدا الذي تنتهجه الحكومات الغربية فان الملالي يسعون من أجل التخفيف عن العقوبات من جهة ويواصلون مشاريعهم النووية بقتل الوقت والتضليل من جهة أخرى. فمنع وصولهم الى القنبلة النووية يكمن في حل واحد يتمثل في تفكيك كافة المواقع النووية في ايران.
3. مساومة الدول الغربية مع الديكتاتورية الدينية في ايران تضر كل يوم بالشعب الايراني والعالم بأسره. اننا ندعو المجتمع الدولي الى اشتراط أي علاقة والتعاطي مع هذا النظام بالغاء عقوبة الاعدام وتحسين وضع حقوق الانسان.
4. الحل للقضية الايرانية يكمن في تغيير النظام. الوقوف بجانب الشعب الايراني والمقاومة الايرانية والاعتراف بحقهم من أجل تغيير النظام وتوفير الحماية لمجاهدي درب الحرية في ليبرتي هو مطلب الشعب الايراني وكذلك حاجة المجتمع الدولي وضرورة حماية السلام والهدوء في المنطقة والعالم.
أيها النواب المحترمون!
اننا نهضنا بالضد لنظام قاس يمثل أكبر خطر على المجتمع الانساني وانجازاته وتطوراته. ولكن الحكومات الغربية مع الأسف قد وقفوا بجانب هذا النظام في هذه المواجهة متشبثين باطار سياسة المساومة والمداهنة ومن أجل التربح بمصالح اقتصادية.
ولكن على عكس ذلك فان أعضاء هذا البرلمان وبوقوفهم بجانب مساعي الشعب الايراني والمقاومة الايرانية من أجل التغيير عكسوا وجدان الشعب الاوربي.
ان قرار البرلمان الاوربي في الثالث من نيسان/ أبريل وتأكيداته على انتهاك حقوق الانسان في ايران هو أحدث مثال على هذه الجهود للبرلمان الاوربي. كما أن تغيّظ الملالي الشديد من هذا القرار يؤيد أهمية وتأثير ذلك.
انهم أصدروا يوم أمس بالذات في برلمانهم الرجعي مشروعا ذي طابع فوري بشكل مضاعف ضد القرار الأخير الصادر عن البرلمان الاوربي. ان رد الفعل هذا يؤكد أن الملالي لا يتحملون ولا يستوعبون ولو ذرة من الاعتدال والتغيير. انهم لا يمكن أن يحفظوا نظامهم الا بالإعدام والتعذيب واثارة الحروب والإرهاب في المنطقة. وفي المقابل اني أفيدكم علما أن الشعب الايراني يستحسن هذه المبادرة من قبل البرلمان الاوربي. كما ان المبادرات السابقة للبرلمان وردت على السياق نفسه.
عندما كانت منظمة مجاهدي خلق الايرانية مصنفة جورا في قائمة المنظمات الارهابية الصادرة عن أمريكا وبريطانيا والاتحاد الاوربي أوعندما تعرضت معسكرات مجاهدي خلق بالعراق للقصف من قبل القوات الأمريكية والبريطانية من دون رحمة، فنهض نواب البرلمان الاوربي بشجاعة لدعم مجاهدي خلق والمقاومة المشروعة للشعب الايراني ضد الملالي وكان نواب البرلمان أول من توافدوا بعد الحرب الى أشرف على شكل هيئات متتالية.
لا شك أن المعركة الشجاعة لنواب هذا البرلمان للدفاع عن أعضاء مجاهدي خلق في أشرف وليبرتي، قد لعبت دورا كبيرا ورادعا أمام النظام الايراني وحكومته الصنيعة في العراق لارتكاب مزيد من الجرائم.
خلال هذه السنوات ولو أن أشرف وليبرتي تعرضا لمجازر وهجمات متتالية وكان يوم أمس الذكرى الثالثة لمجزرة الأشرفيين في 8 نيسان 2011 الا أنكم أنتم النواب في هذا البرلمان وباصدار قرارات عديدة وبالقاء كلماتكم وأسئلتكم المستمرة الموجهة لمسؤولي الاتحاد الاوربي قد وفرتم مظلة أمنية وسياسية للأشرفيين.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
قبل عشرة أشهر حينما تسلم رئيس الجمهورية الجديد لنظام ولاية الفقيه مقاليد الأمور، رفضت بقوة المقاومة الايرانية زيف الادعاء بالاعتدالية من قبل روحاني.
وفي ذلك الوقت انكم وبحق لم تأبهوا بمزاعم اعتدالية روحاني وفضحتم هذا الوهم واتخذتم مواقف حاسمة ولم تسمحوا لأصحاب المساومة بأن يضفوا طابع الشرعية لهذا النظام الهمجي الحاكم في ايران. والبرلمان الاوربي يؤكد في قراره «في ايران لم يتم اجراء الانتخابات الرئاسية مع الأخذ بنظر الاعتبار المعايير الديمقراطية وقيم الاتحاد الاوربي».
ولكن مع الأسف فان الحكومات الغربية انتهجوا اللامبالاة تجاه هذا الكم من الاعدامات وأعمال القمع والتنكيل وعلى الدور المباشر الذي يلعبه النظام الايراني في حمام الدم الذي يجري في العراق وسوريا.
ولكن وخلافا لسياسة هذه الدول فان مواقفكم الصارمة والواضحة تجاه الفاشية الدينية الحاكمة في ايران وانتهاك صارخ لحقوق الانسان عملت دوما كعامل رادع أمام مزيد من التعاون للحكومات الغربية مع الجلادين الحاكمين في ايران.
والشعب الايراني يطالب باتخاذ سياسة حازمة ضد الفاشية الدينية الحاكمة في ايران وانهم يطالبون بمحاكمة قادة النظام في محاكم دولية بتهمة الجريمة ضد الانسانية ولا الشد على أيدي الملالي.
الملالي واللوبيات الموالين لهم خارج البلاد خططوا جولة ديبلوماسية لكي يأتي قدر الامكان من كل بلد اوربي مسؤولون حكوميون وممثلو الشركات التجارية والبرلمانيون لزيارة ايران حتى يتمكن الملالي الحاكمون من التستر على فضيحة ادعاءاتهم ويضفون طابع الشرعية على جرائمهم. ولكن من دواعي الأسف ان مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الاوربي وبعض وزراء الخارجية قد وقعوا في هذا الفخ.
يسرنا أن نرى أن غالبية نواب البرلمان الاوربي قد ابتعدوا عن هذه الزيارة سوى عدد معدود من هؤلاء الأفراد.
كون هذه الزيارات تحفز الملالي على ابطال تأثير الاتفاق النووي في جنيف ايضا. كما ان خامنئي بدأ منذ الشهرين الفائتين يعمل جاهدا على بلورة سياسة لمواجهة هذا الاتفاق. الملالي قد حصلوا على ارتخاء حبل العقوبات غير أنهم اشترطوا وقف برنامجهم لصناعة القنبلة النووية بالتعليق على أمر تعجيزي.
فعلى الحكومات الغربية أن تصر على تفكيك المواقع النووية ووقف تخصيب اليورانيوم. اني أحذر من أن تقديم أي تنازل ومداهنة من قبل الحكومات الغربية سيوصل الملالي الى القنبلة.
كما اني أؤكد و نيابة عن الشعب الايراني والمقاومة الايرانية أن الحكومات الغربية لا يجوز أن يجعلوا حقوق الانسان والحرية والمقاومة الايرانية ضحية للمفاوضات وعلاقاتهم مع الفاشية الدينية. عليهم أن يتبعوا قرار البرلمان الاوربي الصادر في الثالث من نيسان/أبريل الذي يؤكد أن «موضوع حقوق الانسان في ايران يمثل جزءا من اطار السياسة المستقبلية والعلاقات الثنائية بين الاتحاد الاوربي والنظام الايراني».
يجب أن أؤكد أن عدم الاستقرار والتزلزل قد أصابا النظام. الشرخة الكبيرة التي برزت في مهزلة الانتخابات في حزيران / يونيو 2013 في قمة الحكومة آخذة في التوسع. عجز الملالي أمام الأزمة السياسية والاقتصادية التي أصابت نظامهم بلغ حدا اضطروا على قبول اتفاق جنيف. فهذا الاتفاق بدوره قد فاقم الأزمات الداخلية للحكومة كما في الوقت نفسه أخذت زمر النظام الايراني في العراق تنخرها انقسامات عميقة.
الملالي قلقون من توفير الظروف لطغيان الانتفاضات نتيجة تزعزع كيانهم لذلك لجأوا الى تصعيد أعمال القمع وزيادة الاعدامات بشكل غير مسبوق وهذا ما اتخذتم موقفا صارما منه في قرار الثالث من نيسان/ أبريل.
كما وبالتزامن مع ذلك فقد باشر الملالي وعبر الحكومة الصنيعة لهم في العراق بارتكاب عملية ابادة في أشرف وقصف ليبرتي بالصواريخ وشددوا الخناق على المخيم من حيث الأدوية والمواد الغذائية ومهدوا الأرضية بشكل سافر لتسليم مجاهدي درب الحرية.
الملالي يرون مجاهدي درب الحرية خطرا على كيانهم لذلك فان مخيم ليبرتي يمثل أهم هدف لهجماتهم. ان الصمت واللامبالاة من قبل أمريكا والاتحاد الاوربي والأمم المتحدة قد أطلق أيدي النظام الايراني وعملائه في العراق في ارتكاب هذه الجرائم.
ومن هنا اني أطالبكم أن تناشدوا الاتحاد الاوربي تسخير آلياته لتحقيق الأهداف التالية: اطلاق سراح الرهائن الأشرفيين السبعة ونقل فوري لمجاهدي ليبرتي الى دول اوربية وأمريكا وتوفير مستلزمات الأمن الملحة في ليبرتي وانتشار مراقبي الأمم المتحدة مع فريق من ذات القبعات الزرق في ليبرتي طالما يتواجد المجاهدون في ليبرتي واحالة ملف مجزرة الأول من ايلول/ سبتمبر في أشرف من قبل مجلس الأمن الدولي الى محكمة الجنايات الدولية لاجراء تحقيق بشأن ذلك والسماح ببيع أموال سكان أشرف من قبل ممثلهم القانوني.
ان هذه المطالب تم التأكيد عليها في بياناتكم ومواقفكم مرات عديدة كما انها مطالب المقاومين والتحررين في ايران.
أيها الأصدقاء الأعزاء،
اسمحوا لي هنا أن أقدر بشكل خاص المعارك الجريئة للنواب الشرفاء الذين انبروا لدعم الأشرفيين والدفاع عن الحرية والديمقراطية في ايران. وأشكر الدكتور آلخو فيدال كوادراس الذي قاد هذا النضال بجدارة وكذلك السادة استرون استيفنسون وجيمز هيغينز واستفن هيوز وتونه كلام والسيدة اديت بائر وغيرهم من الأعضاء البارزين في البرلمان الاوربي
اني أدرك بوضوح أنكم قد استقبلتم مخاطرة كبيرة حيال سياسة المساومة. انكم أبديتم تعاملا جديدا يندر في عالم السياسة. انكم قد أبديتم تفانيا عظيما في طريق الحق هذا.
اني لا أشك أن أسمائكم الطيبة ستبقى حافرة في تاريخ الصداقة بين الشعب الايراني وشعوب اوربا ملهمة للأبد.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
قبل ثلاثة أعوام وفي يوم 8 نيسان تعرض المجاهدون في أشرف لهجمة همجية. استشهد 36 منهم وجرح مئات آخرين. ولكن لحد الآن لم يتم مثول أي من مسؤولي الجريمة أمام طاولة العدالة ولم يتم اجراء أي تحقيق مستقل بهذا الصدد. في غياب هكذا تحقيقات ومسائلة فان الهجمات على أشرف وليبرتي ومزيد من اراقة الدماء استمرت دوما.
ولكن سياسة المساومة ورغم طلب المقاومة الايرانية لاجراء تحقيق بشأن هذه الجرائم فمنعت اجراء ذلك. وبقي المجاهدون في ليبرتي أهدافا لهجمات أكثر مما يتطلب من المجتمع الدولي أن يتحرك فورا من أجل وضع حد لذلك.
أشكركم جميعا.
- الوسوم:الشعب الإيراني