مريم رجوي: الحل يكمن في بتر أذرع نظام الملالي في الاقليم بأسره وإسقاطه في إيران
أيها النواب المحترمون!
أخواتي واخواني الكرام!
أرحب بكم جميعاً وعن طريقكم أحيي جميع الشعوب في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
بدءا من فلسطین عزیز ومرورا بالعربية السعودية ومصر وتونس واليمن وليبيا والمغرب والاردن والجزائر وسوريا والعراق و افغانستان وباكستان.
عشية شهر رمضان الكريم، أهنئ مسبقا جميع المسلمين بهذا الشهر الفضيل شهر التقوى والخلاص.
وأسأل الله تعإلى [أن يعيده علينا وعليكم] وأن يعيد السلام والتآخي والحرية إلى هذه المنطقة.
وأن ينقذ شعوبنا وبلداننا من شر التطرف الديني ومن شر نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران.
أصدقائي الأعزاء!
نحن نقيم هذا الاجتماع في وقت، وقلوبنا مجروحة وأعيننا تفيض من الدموع من آلام شعوبنا في إيران والعراق وسوريا واليمن ولبنان. وفلسطين الشقيقة التي تعاني منذ 70 عاما.
اليوم ترتكب أشرس الجرائم اللاإسلامية همجية باسم الإسلام وهو دين الرحمة والخلاص.
أكثر من ثلاثة عقود من الجريمة والاعدامات اليومية في إيران
ثلاثمائة ألف شهيد في سوريا
ومليون مليون مشرد ونازح في سوريا والعراق
قمع الايزديين والمسيحيين
وعملية إبادة وتطهير طائفي من السنة في العراق على أيدي النظام الإيراني.
وقال لي الشهيد ياسر عرفات في عام 1996: كنا نتوقع أن يسبب سقوط نظام الشاه في إسراع وتيرة الثورة الفلسطينية، إلا أن الملالي الذين سرقوا الثورة الإيرانية عملوا منذ اليوم الأول كعقبة كأداء أمام الثورة الفلسطينية وتسببوا في إضعافها وفرضوا أخيرا هذا الانقسام المشؤوم على الشعب الفلسطيني والثورة الفلسطينية. واليوم إحدى نتائج الجرائم التي يرتكبها الملالي في كل من سوريا والعراق واليمن، هي أن تطغى على الثورة الفلسطينية وإطالة معاناة الشعب الفلسطيني.
نعم، كل ما يحل بشعوبنا، يزيد قلوبنا ألما وغما.
ولكن لابد أن تتحول هذه الغمم والآلام إلى دوافع لمزيد من الإصرار في النضال لنيل السلام والتآخي في المنطقة.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
نحن بحاجة إلى الاعتبار من دروس وقائع السنوات الماضية والتوصل إلى حل ناجع.
وبهذا الصدد أسعى تلخيص كلماتي ضمن 5 محاور:
أولا- عقم التحالف الدولي في العراق وسوريا.
الواقع أن استراتيجية أمريكا في العراق وسوريا في مواجهة تنظيم داعش، وبعد مرور 10 أشهر من القصف وتشكيل تحالف واسع لم تعط نتيجة.
لأن أمريكا تجاهلت المنبع الرئيسي للتطرف أي النظام الإيراني.
أي غمضت العين على تدخلاته في العراق وسوريا أو واكبته.
ولزمت الصمت تجاه عملية الجينوسايد التي طالت السنة على أيدي الميليشيات وأزلام هذا النظام.
كما أن أمريكا والتحالف الدولي لم تعترف بالقوة التي قادرة ويجب أن تقف بوجه داعش أي أهل السنة في العراق.
وبالعكس، انها وباتخاذ سياسة عبثية بصدد توظيف الميلشيات المسماة بالشيعة ضد السنة.
الواقع أن النظام الحاكم في إيران يرى تسليح وتقوية القوى الوطنية والعشائرية العراقية خطرا على نفسه أكثر من داعش بمئة مرة وهو يحاول منع ذلك بأي شكل من الأشكال.
النظام الإيراني وداعش كلاهما يريد تحقيق خلافة إسلامية وأن الاختلاف بينهما يُعد فرعيا بالقياس إلى هذا القاسم المشترك.
فيما ليس هناك تفاوت جوهري بين التطرف الشيعي والتطرف السني، ولكن بما أن التطرف الشيعي متكيء على سلطة اقليمية أي النظام الحاكم في إيران فهو أخطر بكثير.
كما اليوم المليشيات الشيعة، تشكل أكبر خطر على كيان العراق وعلى السلام والأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها. لأنها آلة بيد نظام يرتكب جرائم ويمارس الارهاب بشكل واسع في دول المنطقة.
الموضوع الثاني هو انغماس نظام ولاية الفقيه في دوامة ثلاث حروب عداونية في المنطقة.
الديكتاتورية الحاكمة في إيران هي ضعيفة للغاية رغم استعراضها بالقوة على الظاهر.
وظهرت هذه الحقيقة خلال العام الأخير جليا حيث رأى الجميع أن النظام انغمر في مستنقع من ثلاث حروب عدوانية في كل من سوريا والعراق واليمن وهو لا يمتلك اطلاقا البنية الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية اللازمة لها.
الواقع أن قدرة النظام الإيراني تكمن في السياسات الضعيفة الخاملة التي تنتهجها أمريكا والدول الغربية ودول المنطقة.
أمريكا وباحتلالها العراق وتسليمه تدريجيا إلى النظام الإيراني قد فتحت أبواب المنطقة عليه.
منها:
– بتجريد أعضاء مجاهدي خلق أي المعارضة الرئيسية لنظام الملالي من السلاح في العراق وحصرهم فيما هي الحركة المسلمة المنظمة المناهضة للتطرف.
– في الخطوة التالية تقديمهم إلى حكومة المالكي
– وكذلك التقاعس تجاه عمليات الابادة المتكررة التي طالتهم،
وبما يخص دول المنطقة، هناك خطأان اثنان في الحساب الأمريكي قدما أكبر مساعدة لحكام طهران. أولا كأنّه يمكن منع النظام الإيراني من تدخلاته بالتهاون معه. واستنادا على ذلك ، ينبغي الابتعاد عن أي خطوة استفزازية مثل الصداقة مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية.
ثانيا التصور كأنّ المبادرة تجاه النظام الإيراني يجب أن تمسكها أمريكا.
هذان الخطأان حرما المنطقة من توحيد عمل ضروري أو واقعي مع المقاومة الإيرانية من جهة،
ومن جهة أخرى ثبط هذان الخطأان الهمم في قدرات وطاقات المنطقة في مواجهة التطاولات العدوانية للنظام الإيراني وهذا أمر يجب التعويض عنه بالتضامن والتحالف بين جميع دول المنطقة ضد هذا النظام.
الموضوع الثالث الذي يخص هذا المجال هو تشكيل التحالف العربي.
خلال ربع قرن مضى ولاسيما بعد عام 2003 لم يكن النظام الإيراني يواجه أمام تطاولاته على دول المنطقة أي مانع من قبل القوى العظمى أو دول المنطقة.
إن مبادرة الدول العربية في تشكيل تحالف اقليمي والتصدي لاحتلال اليمن كانت أول حاجز موضوع أمام هذا النظام وعملائه في هذا البلد.
هذه المرة مسكت الدول العربية زمام الأمور بدلا من التطلع إلى أمريكا وتصدوا لخطر راح أن يبلي المنطقة برمتها بما آل اليه مصير كل من سوريا والعراق. وهذه التجربة أثبتت أن الحل لمشكلة المنطقة يكمن في إبداء الحزم أمام هذا النظام.
هذه السياسة يجب أن تُعمّم في كل المنطقة البتة وأن تتواصل حتى طرد النظام وتابعيه من المنطقة جملة وتفصيلا.
لأنه اذا تم إعادة هذا النظام إلى داخل الحدود الإيرانية، فعملية إسقاطه نوعيا تأخذ وتيرة أسرع.
وأما الموضوع الرابع فهو ضرورة وجود بديل فكري ثقافي لمواجهة التطرف.
تعلمون أن مواجهة التطرف، إضافة إلى الجوانب العسكرية والاستخبارية والسياسية هي بحاجة إلى علاج مضاد دينيا وثقافيا. يجب إيضاح حدود الإسلام الحقيقي والكشف عن استغلال الإسلام من قبل المتطرفين خاصة النظام الإيراني وتجفيف مكامن نفوذه.
وأنتم تعلمون أن في إيران أوضحت منظمة مجاهدي خلق الإيرانية في جهد دؤوب خلال نصف قرن من حياتها أن المتطرفين هم ألد أعداء الإسلام وأن أعمالهم ورؤاهم لا تمت للقرآن بصلة اطلاقا ويجب استعادة الإسلام من أيدي المتطرفين.
إننا وفي مواجهة ولاية الفقيه والخلافة الإسلامية نستند إلى القرآن الذي يقول لا إكراه في الدين.
الإسلام وحسب ما يؤكد القرآن الكريم جاء لتخليص الناس من الأغلال والقيود.
وما يقدمه المتطرفون تحت عنوان الشريعة، لا هدف لهم سوى كسب السلطة أو الحفاظ عليها باللجوء إلى القوة.
إن مجاهدي خلق وبهذا الفكر لعبوا دورا حاسما في هزيمة نظام ولاية الفقيه ثقافيا وفكريا وجعلته في عزلة اجتماعية بصفته راعي التطرف الإسلامي في إيران. انه جزء من الحل النهائي للمعضلة الأساسية التي تعاني منها المنطقة.
الموضوع الخامس هو استراتيجية التغلب على التشدد.
خطابنا هو أنه طالما الملالي حاكمين في إيران، فان التطرف الإسلامي يتواصل بأشكال مختلفة ويظل يهدد دول المنطقة.
الحل النهائي ولو هو يكمن في إسقاط النظام الإيراني على أيدي الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ولكنه ولتحقيق هذا الهدف توجد ثلاث خطوات أمام دول المنطقة:
أولا – إسقاط ديكتاتورية سوريا حيث أصبح اليوم في متناول اليد أكثر من أي وقت مضىى.
في سوريا يجب ترجمة ما تم تطبيقه عمليا من مبادرة في اليمن أي تسليح الجيش الحر وفرض منطقة لحظر الطيران.
لو كانت أمريكا وفية بما أعلنته خطا أحمر لها بشأن الابادة الكيمياوية في سوريا لما بلغت هذا الحد، أبعاد الخسائر البشرية والمادية في الحرب في سوريا .
والآن تحظى الدول العربية بموقع يمكّنهم من تعويض هذه الخسارة العظيمة.
ثانيا – قطع دابر النظام الإيراني من العراق وهذا يمثل أكبر ضربة على التطرف.
يجب طرد قوة القدس والميليشيات التابعة لها وغيرهم من أزلام النظام الإيراني الذين توغلوا في عهد المالكي في الأجهزة السياسية والعسكرية والأمنية والاقتصادية العراقية ويجب قطع أذرع النظام الإيراني من العراق.
ثالثا – الخطوة المهمة الأخرى هي دعم المقاومة الإيرانية المعارضة الرئيسية لنظام الملالي.
وهناك حلقة مهمة للغاية في هذه الضروريات وهي تأمين الحماية واحترام حقوق مجاهدي خلق في ليبرتي.
ما مر بأعضاء منظمة مجاهدي خلق بالعراق منذ عام 2003 فصاعدا، كان في خدمة النظام الإيراني وفتح الطريق لمد التشدد.
ومثلما أكد 5.200.000 من أبناء الشعب العراقي في بيانهم عام 2006، ومثلما أعلن ثلاثة ملايين من شيعة العراق عام 2008، فان مجاهدي خلق كانت أهم حاجز سياسي وثقافي مقابل مد ونفوذ التطرف. ومن هذا المنطلق انهم دعوا الجميع إلى تشكيل جبهة شاملة ضد منبع الارهاب والتطرف المتمثل في حكم الملالي في إيران.
المؤخرة:
أيتها الأخوات العزيزات وأيها الأخوة الأعزاء!
إني وجهت دعوة العام الماضي هنا إلى تشكيل جبهة موحدة ضد ولاية الفقيه والتطرف لإنقاذ المنطقة من شر هذه الظاهرة المشؤومة.
اليوم أصبحت ضرورة تشكيل هذه الجبهة أكثر مما مضى واننا بصفتنا ممثلين عن شعوب المنطقة نحمل على عاتقنا واجبا ثقيلا في تعزيز وتوسيع تلك الجبهة.
علينا أن لا نسمح بأن تنحرف الأنظار عن المنبع الرئيسي لخلق الأزمات في المنطقة أي النظام الإيراني.
اليوم يعيش نظام الملالي أزمة شاملة. الواقع أن الشعب الإيراني يريد تغيير هذا النظام.
الزاعمون لـ «الاعتدال والوسطية» داخل النظام مثل الملا روحاني هم شركاء مع الزمر الأخرى لهذا الحكم في ممارسة القمع وتصدير الارهاب وحكم ولاية الفقيه ولا فرق بينهم في هذا المجال.
يجب أن أقول إن إنقاذ بلداننا وشعوبنا من هذه الظروف الظلامية والمروعة أمر ممكن وقابل للتحقيق.
حان الوقت لكي تنهض كل الشعوب ودول المنطقة للتكاتف والتضافر مع الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية لوضع حد للكارثة التي حلت بالمنطقة بأسرها وبإيران.
دمتم موفقين.