خلاص العمّال الإيرانيين مرهون بإسقاط النظام
أيها العمّال والكادحون الإيرانيون
أخواتي إخواني
بمناسبة يوم العمّال العالمي أتوجه إلى جميعكم بأخلص التهاني. يمثّل هذا العيد بشرى لمستقبل يتحوّل فيه الاستغلال والنهب والقمع إلى الحرية والعدالة والأخوة.
أحيّي جميع العمّال نساء ورجالا الذين ضحّوا بحياتهم في هذا العام لهذه القضية السامية؛ العمّال الذين تحمّلوا معاناة سجون خامنئي والعمّال الذين حُكم عليهم بفقدان الوظائف ومختلف أنواع الحرمان. وأحيّي بشكل خاص العمّال والعاطلين عن العمل من الشباب الذين نزلوا إلى الشوارع في انتفاضات ديسمبر الماضي بكل شجاعة، حيث أن عدداً منهم ضحّوا بأرواحهم.
التحية للعمّال الذين كانوا على مدى العام الماضي في إضراب واحتجاج لنيل حقوقهم: من عمّال شركات هبكو، وآذر آب في مدينة أراك وعمّال صلب في خوزستان، وبتروكيماويات في ماهشهر وغجساران، وعمّال عسلوية ومعمل قصب السكر في هفت تبه. وتحية لمزارعي إصفهان الذين لا تزال مظاهراتهم واحتجاجاتهم مستمرة منذ شهرين.
أيها العمّال الطافح كيل صبركم
لقد فتحت الانتفاضة في 28 ديسمبر الماضي التي عمّت 142 مدينة أفقًا واضحًا في الحركة الوطنية، وبالتحديد في نضال وكفاح العمّال من أجل التحرير. وكان العمال الواعون يمثّلون جزءاً كبيراً من مشاركي تلك الانتفاضة، وكلهم طالبوا بإسقاط النظام برمته، بشعار «الموت للديكتاتور» و«الموت لخامنئي وروحاني». وأكّدت هذه الانتفاضة صحة أسلوب يكفل تحرير العمّال وكل الشعب الإيراني المضطهد لنيل حقوقهم. وهذا الدّرب وهذا الحل هو إسقاط نظام ولاية الفقيه، الذي سيتحقق من خلال انتفاضة منظمة.إن استمرار وتوسيع حركات الاحتجاج يبشّرنا بالأفق نفسه. احتجاجات المواطنين العرب في خوزستان، ومظاهرات أهالي مدينة كازرون، وإضرابات مدن مختلفة في كردستان وكرمنشاه وأذربايجان الغربية دعما للعتالين المضطهدين تشير إلى عزم الشعب الإيراني على الإطاحة بالنظام.
أيها العمّال الأبطال،
تحرير الطبقة العاملة في إيران في خطوته الأولى مرهون بإسقاط نظام ولاية الفقيه. وإن سجلّ هذا النظام، من بداية عمله وحتى الآن، يؤكد هذا المبدأ باستمرار. لأنه سلب جميع الحقوق وحريات العمّال بأقصى درجات القسوة. وكما قال مسعود رجوي قائد المقاومة: «يُفرض أبشع أنواع الاستغلال والاضطهاد على عمّال بلدنا. وفي ظروف غیر إنسانية، لا مبالغة فيه إن قلنا إنها تمثل ظروف العمل في العصور الوسطى». لم يترك هذا النظام أي فسحة للعمّال لإحقاق حقوقهم الأساسية. بحيث أصبح اليوم، حتى دفع الرواتب والأجور في حينه، مطلبا بعيد المنال. ويتأخر دفع الرواتب واﻷﺟﻮر ﺑﻴﻦ ﻋﺪة أﺷﻬﺮ إﻟﻰ ﺳﻨﺔ وأﺣﻴﺎﻧﺎً أكثر. ولا يبقى للعمال سوى اللجوء إلى اﻟﻘﺮوض ودفع مبلغ إضافي لكل شهر. ولا تبقى لهم طريقة سوى بيع الكلى أو إحراق أنفسهم.
قبل ثلاثة أسابيع، جعلت كلمة امرأة شجاعة في مسجد خوراسكان في أصفهان العديد من المزارعين يبكون. إنها قالت: «في نهاية الليل، يجب أن ينتظر الأب حتى ينام الجميع حتى يعود إلى المنزل لكي لا يخجل من أبنائه»، ووجهت سؤالا لمسؤولي النظام النهّابين: «هل كان لديهم ابنة كبيرة في المنزل لم تتزوج بسبب الفقر؟ هل في منازلهم كانت حالة التطليق بسبب البطالة … لماذا لا يجيبون»؟هذا هو الوضع الدائم للعمّال. منذ حرب خميني التي دامت ثماني سنوات وحتى ما يسمى بحكومات البناء والإصلاح، كان العمّال في جميع هذه الحكومات، أول ضحية لسياساتهم. أقاموا عقودا مؤقتة وأخرى على ورقة بيضاء. لقد قضوا على الأمن الوظيفي للعمّال. وأصبحت الظروف بشكل يحرم فيها 95٪ من القوى العاملة في إيران من الحصول على عقود دائمة.
الملالي المزعومون «المعتدلون»، وفي شراكة مع منافسيهم الرئيسيين الأصوليين، فرضوا شركات المقاولات على سوق العمل الإيراني، وذلك بهدف مصادرة جزء كبير من أجور العمّال. وتنتمي هذه الشركات إلى قوات الحرس والزمرة المسماة بالاصلاحيين.
ويمثل الحد الأدنى لأجور العمّال في عام 1397 الإيراني الحالي ربع خط الفقر المطلق (1) . ولم تكتف حكومة روحاني بذلك، بل سمحت لأرباب العمل من خلال تنفيذ مشروع يسمى التدريب المهني، بتوظيف خريجي الجامعات بثلث الحد الأدنى للأجور وبدون حق التأمين. هذه الخطة، وفقا لمسؤولي النظام، جزء من الخطط المتعلقة بخفض رواتب العمال.
وبالنسبة للنساء العاملات فإن هذه الضغوط والحرمان تصبح أضعافا. سبعون في المائة من العمّال الذين أجبروا على عقد على ورقة بيضاء هم من النساء العاملات. فتيات شابات حاملات لشهادة البكالوريوس والماجستير يعملن براتب يتراوح بين 150 و 300 ألف تومان شهريا [ما يعادل 30 إلى 60 دولاراً]، وفي كل شهر يتم أخذ الضمان منهن بالشيك والكمبيالة لعدم القيام بالاحتجاج. يا ترى، لماذا أبقى الملالي العمّال في خوف دائم وفقر؟ لماذا يعتبرون تنظيمات العمّال جريمة؟ ولماذا فكّكوا قوة العمل المنظمة نسبيًا في صناعة النفط بسجلّها الرائع في الثورة المناهضة للشاه؟
جزء من الجواب هو أن الملالي قد قضوا على الطبقة العاملة الإيرانية بسياساتهم القائمة على النهب والابتزاز. خامنئي وقوات الحرس الذين استولوا على الاقتصاد الإيراني، يحصلون على أرباح فلكية من دماء ومعاناة العمّال.
لكن الدافع المهم الآخر للنظام لقمع الطبقة العاملة والقضاء عليها هو منع دور العمّال في الانتفاضة للإطاحة بالنظام. ولهذا السبب بالذات، فإن حقوق العمّال، مثل الحرية والديمقراطية والعدالة لكل الشعب الإيراني، مرهون بشكل مباشر بإسقاط نظام ولاية الفقيه.
أيها العمّال الأبطال،
مع توسيع حركات الاحتجاج، حان الوقت لاتخاذكم خطوة كبيرة إلى الأمام والتركيز على النضال ضد المصدر الرئيسي لنهب حصيلة العمّال وشقاء حالتهم. الإقتناع ببعض الامتيازات الضئيلة في سياق الوضع الحالي لا يعود بفائدة لنضال العمّال.
لأنه مع كل خطوة صغيرة تقطعونها بشق الأنفس من أجل الحصول على حقوقكم المهنية والاقتصادية، فإن نظام ولاية الفقيه والموالين له يتخذون عشر خطوات جديدة في إلغاء حقوق العمّال.
لا وعود أجنحة النظام الداخلية، ولا عقد الأمل على حوادث وهمية، لا أحد منها ينهي الفقر وانعدام الأمن الوظيفي للعمّال؛ لن يحسّن أي منها حياة عائلاتهم الصعبة ولا يستطيع إنقاذ أطفال العمل.
لا يجوز للمرء أن يبقي متفرّجا بانتظار حلول يوم يتم فيه توفير الشروط المناسبة بشكل تلقائي. هذه الشروط توفرها القوة المناضلة ومقاومتكم أنتم العمّال الشجعان للإطاحة بالنظام. طريق خلاصكم يمرّ من خلال اعتمادكم على قوتكم الذاتية.
الحل هو أن تكونوا منظمين ومؤطرين ضمن تنظيمات. وسرّ التقدم أمام الهجوم الشرس لنظام ولاية الفقيه وقوات الحرس على حياتكم وحقوقكم، أن تربطوا احتجاجاتكم المهنية بالنضال الهادف لإسقاط هذا النظام.
لذلك، أينما كنتم، كونوا متحالفين ومتحدين مع سائر زملائكم في القوة العاملة وشكّلوا معاقل العصيان واستخدموا كل جهدكم وقوتكم لاندلاع الانتفاضات.
اليوم، الطلب المشترك لعموم العمّال والكادحين الإيرانيين، هو إلغاء العقود المؤقتة والعقود البيضاء، وحلّ شركات المقاولة، وزيادة الأجور بما يتماشى مع سُبل معيشة العمّال وحق العمال في ايجاد تنظيمات مستقلة وحرّة.
بذل الجهود للحصول على هذه المطالب هو جزء من النضال من أجل الإطاحة بالنظام. إذاً، حثّوا العمّال في وحدات الإنتاج في جميع أنحاء البلاد على الاحتجاج والإضراب. ووسّعوا المسيرات والمظاهرات الجارية في مختلف المحافظات لهذا لغرض.
وبمساعدة المواطنين في كل مدينة، قوموا بإنشاء صندوق لمساعدة العمّال المضربين عن العمل وتأمين حياة عائلات العمّال المسجونين والمعتقلين وحفّزوا عموم المواطنين على الجهد من أجل تحرير العمّال المحتجزين وعودة العمّال المطرودين إلى العمل. النضال الموحّد للعمّال وفي ارتباط بالمقاومة المنظمة، ومعاقل العصيان وجيش التحرير، ينتصر بالتضامن مع انتفاضة المزارعين والكادحين والمحرومين في إيران. إن الإطاحة بنظام الملالي، هذا العدو اللدود للعمّال الإيرانيين، أمر في متناول اليد وممكن وأن عيد الحرية والمساواة سوف يحين.
التحية للعمّال والكادحين في إيران
______________________
1 – الحد الأدنى للأجور في العام الإيراني الجديد 1397 (مارس2018-مارس2019) هو أكثر من مليون تومان آي ما يعادل حوالي 200 دولار في الشهر. بينما وحسب محاسبات خبراء الاقتصاد الإيرانيين، فان كل عائلة إيرانية يكون دخلها أقل من 4 ملايين تومان في الشهر، فهي تحت خط الفقر المطلق؛ أي هي عاجزة عن تأمين الحاجات الأساسية للحياة.
- الوسوم:الشعب الإيراني, انتفاضة إيران