التحية لمصدّق الكبير، الزعيم الراحل للحركة الوطنية الإيرانية
كما قال مسعود رجوي: «في الجهاد والمقاومة من أجل حرية واستقلال إيران وتحقيق التحرر في حلقة أخرى أكثر تطورًا، لا يمكن قضاء يوم من دون استذكاره: منذ يوم كنا نستمد باسمه قوتنا في النضال ضد دكتاتورية الشاه وفي مواجهة سافاك الشاه والمحاكم العسكرية وكنا نقول ”نحن من أبناء مصدق“؛ وحتى اليوم، نحن مستوحاة من كنز تجاربه وتعاليمه وخصاله الحميدة في النضال ضد النظام الإيراني».
خاض مصدّق الكبير النضال في الثورة الدستورية. و تم نفيه إلى أوروبا في عهد محمد علي شاه المعروف بالاستبداد الصغير.
كان مصدق أول شخصية سياسية عارضت انقلاب سيد ضياء ورضا خان. في الدورة البرلمانية الخامسة، عارض سلطنة رضا شاه. وكتب هو نفسه أنه قبل بدء جلسة البرلمان، أراد حسين علاء، ومؤتمن الملك، ومشير الدولة، ومستوفي الممالك ألا يذهبوا إلى المجلس، وكانوا مترددين « وأنا قلتم لهم: يعطون رواتب عشر سنوات للمدفعي (الرامي)، ليطلقوا النار في يوم واحد. على النواب للدفاع عن الدستور … (وإلا)… حالهم حال ذلك المدفعي الذي لم يؤد الوظيفة».
عندما اعتزمت الجمعية التأسيسية المزيفة اتخاذ قرار بالإرعاب والإرهاب يرقي رضا خان إلى مرتبة الشاه، تعالى دوي صرخات مصدق في الدورة الخامسة للبرلمان وهو يقول: «أن يكون هناك رجل في المجلس في مقام الشاه وكذلك في مقام رئيس الحكومة والحاكم في آن واحد؟ إذا كان كذلك، فهذه هي الرجعية البحتة، والاستبداد المطلق؛ إذن لماذا سفكتم دماء شهداء الحرية ظلمًا، لماذا أهدرتم أرواح الناس؟ كان عليكم أن تقولوا منذ اليوم الأول، نحن كذبنا عليكم، لا نريد الدستورية، لا نريد الحرية. هناك أمة جاهلة يجب تأديبها بالهراوة لتصبح إنسانًا».
ولكن اسم مصدّق ودوره التاريخي في حركة تأميم صناعة النفط الإيرانية بلغ ذروته ولم يدشّن فقط فصلًا جديدًا في نضالات شعبنا من أجل الحرية، وإنما أصبح رائدًا أيضاً لحركات التحرر في الشرق.
لقد بدأ مصدّق هذا الدرب، بحبه للوطن والجهد والتضحية، وأنجزه بالشجاعة وعدم المساومة، في الوقت الذي كان فيه الحكام الإيرانيون لا يدركون قط موضوع نفط إيران ومصالح البلد في هذا الصدد. إنه درس ملف النفط بإمعان واكتسب وعيًا بالغًا بالمنافع والمصالح الوطنية لبلدنا في صناعة النفط. ومع ذلك، كان أعلى مستوى خبرته هو عدم المساومة والإباء والتضحية من أجل تحرير الشعب الإيراني من نير التبعية والتخلف والاستبداد. من الصحيح أن نقول إنه كان خلاصة الثورة الدستورية، وكان يجسّد طموحات الشهداء والأبطال المضرجين بدمائهم في الثورة الدستورية.
لقد وجدنا التقدير الحقيقي للزعيم الراحل للحركة الوطنية الإيرانية في النضال الدؤوب للإطاحة بنظام ولاية الفقيه وتحقيق الحرية والديمقراطية في إيران، ونجدّد العهد في هذا المسار معه، ومع أهداف نضاله الشعبية والوطنية وحبّه الحماسي لحرية واستقلال إيران.