كلمة مريم رجوي في احتفال بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية – أشرف الثالث
رسالة مجاهدي خلق لجيل الشباب
أيها المواطنون!
يا أعضاء معاقل الانتفاضة الأبطال!
أيتها الأمهات، وأيها الآباء وأيتها النساء وأيها الرجال الذين تحمون منظمة مجاهدي خلق الإيرانية بأرواحكم ودمائكم وقلوبكم!
أيتها الأخوات وأيها الإخوة!
مبارك عليكم جميعًا وللشعب الإيراني انطلاقة العام الخامس والخمسين للحياة السعيدة لمنظمة مجاهدي خلق الإيرانية!
نحن اليوم عشية عاشوراء الحسين حيث يوم انطلاقة قضيتنا الحمراء. ويوم تأسيس ستراتيجيتنا التي جوهرها دفع الثمن دون توقع أجر، ويوم بدء طريقتنا ونهجنا المعتمد على الصدق والفداء.
ألف تحية للشهداء الكبار مؤسسي تاريخ المقاومة من أجل الحرية والمساواة؛ محمد حنيف نجاد، وسعيد محسن، وأصغر بديع زادكان!
مؤسسو مجاهدي خلق يفتحون الطريق المسدود لنضال الشعب الإيراني
مؤسسو مجاهدي خلق قطعوا خطوات في طريق صعب وغير معروف؛ وإنهم شقوا الطريق المسدود وكسروا الانجماد في عصرهم بإيقان وإيمان. إنهم بدأوا كل شيء من جديد؛ نضالًا محترفًا، نضالًا قائمًا على أساس القضية والإيمان بنفي الاستغلال ومبنياً على التضحية والتفاني.
وصدق آية الله طالقاني حيث قال: «إنهم فتحوا طريق الجهاد وتدفّقت من دمائهم سيول أطاحت بديكتاتورية الشاه».
اليوم، حنيف الكبير حاضر وناظر أنه كيف نمت من بذرة غرسها غابة كثيفة ومزدهرة.
إني في غاية الفخر والاعتزاز أن أكون عضوة في منظمة تأسست بيد أكبر قائد ثوري في تاريخ إيران المعاصر. أفتخر أن أكون عضوة في منظمة ومقاومة قادها مسعود رجوی (قائد المقاومة) طيلة خمسة عقود من النضال الدؤوب ضد نظامين ديكتاتوريين وفي مسيرة الازدهار والتطور.
طابور حتى طهران
أشعر بالاعتزاز من صميم القلب بأني عضوة في منظمة وحركة قادتها وتقودها النساء المجاهدات 30 عامًا في موضع الأمين العام للمنظمة وموقع قيادتها على طول عمر المنظمة البالغ 54 عامًا. وكانت الأمينات العامات خلال هذه السنين الفائتة أخواتي العزيزات:
فهمية أرواني، وشهرزاد صدر، ومهوش سبهري، وبهشته شادرو، وموجكان بارسايي، وصديقه حسيني، وزهره أخياني، وزهراء مريخي.
نساء مؤهّلات نهضن من أذربيجان، وطهران، وكردستان، وجيلان، وخوزستان، وسمنان، ومازندران وكل واحدة منهن مثّلت وتمثّل رمزًا من القيم التحررية في صفوف مجاهدي خلق.
إنهنّ يمثّلن رموز الصراحة والصدق، والحيوية والنشاط، والصلابة، والنضال والتحدي، والتفاني والخضوع، وتحمل المسؤولية، والخلوص والصدق وهنّ قادة الصمود والصبر والانتصار.
وحقًا، إنهن اجتزن حدود منظمة مجاهدي خلق ويمثلن أمل الشعب الإيراني.
والآن تكاثرت الأمينات العامات ويشكّلن طابورًا طويلًا من الأمينات العامات المنضويات في المجلس المركزي للمنظمة والمكوّن من ألف امرأة مجاهدة في مواقع قيادية منها وكل واحدة منهن تمثل قيمًا جديدة في الإنسانية والنضال والمبادرة من أجل نضالنا اليوم وبناء إيران الغد.
منظمة مجاهدي خلق رفعت راية تخليص المجتمع الإيراني من قيود الاستبداد والتمييز والاضطهاد
بعد عامين، سينتهي القرن الرابع عشر من الهجري الشمسي. وفي كل هذه القرون يتلخص فيه تاريخ الحكومات في إيران في تداول أربعة مستبدين ونظامين ديكتاتوريين الشاه والملالي وكلهم متعاضدون معًا في بناء استبداد وحشي.
وفي النقيض من ذلك، في الثورة الدستورية، دخلت الحركة الجماهيرية وقوى الشعب الإيراني الساحة وخلقت معادلة جديدة.
بمعنى أن المعادلة الإيرانية لم تعد تحسمها العلاقة بين الاستبداد الحاكم والدول الاستعمارية وبين الملالي، وإنما هناك جبهة من أبناء الشعب الإيراني نهضت من أجل نيل الحرية والسيادة الشعبية.
منظمة مجاهدي خلق لعبت ومازالت تلعب دورًا مهمًا في هذه النهضة الثورية التي بدأت منذ قرن وأن سجلها يتضمن تاريخًا من رسم وتعزيز الآفاق المستقبلية لتحقيق الحرية والسلطة الشعبية والعدالة والمساواة في إيران.
مشروع مجاهدي خلق يتخلّص في الحرية والمساواة
اختزنت منظمة مجاهدي خلق في تنظيمها، صمود الشعب الإيراني على مدى التاريخ وأثمرته، وإني أريد أن أطمئنكم بأن هذه المنظمة ترفع راية مشروع إنقاذ المجتمع الإيراني من براثن الاستبداد والتمييز والاضطهاد وإنها ستحقق طموحات الشعب الإيراني الحقيقية من أجل مستقبل سعيد.
هذا المشروع هو موضوع نضال المنظمة على مدى 54 عامًا. تحقيق هذا المشروع كان هدف دماء مائة وعشرين ألف شهيد من خيرة أبناء الشعب الإيراني. وهو غاية معاناة وعذابات مئات الآلاف من السجناء السياسيين وكُربة ملايين المعارضين المضطهدين. وملخص مشروع مجاهدي خلق يتبلور في الحرية والمساواة.
مجاهدي خلق وخلافًا للنظرة الأحادية الجانب للمدارس والرؤى المتضادة في القرنين الماضيين، وضعت تحقيق الحرية هدفها والمساواة في الوقت نفسه. نهضت من أجل فك قيود الكبت والخناق؛ وفي الوقت نفسه خاضت النضال من أجل رفع التمييز والبطش. إن التضحيات الجسام التي قدمتها المنظمة على مدار الأربعين سنة الماضية في النضال من أجل الحرية، وضعت اسم مجاهدي خلق مترادفًا لكلمة الحرية. وفي الوقت نفسه إنها حركة نهضت من أجل نفي الاضطهاد والاستغلال.
لقد أصدر خميني الدجال بعد 17 يومًا من بدء غصب سلطة الشعب في العام 1979، أمرا لمصادرة الممتلكات العائدة لعموم الشعب الإيراني وأعلنها غنائم اكتسبتها قواته.
كانت ومازالت سياسة هذا النظام طوال السنوات الأربعين الماضية اغتنام ثروات الشعب الإيراني. الملالي استحوذوا على الأراضي المشاعة، والغابات، والموارد البيئية، والمياه، والبنوك وسوق الصرف، والمصانع والشركات المملوكة للحكومة، وجزء كبير من عوائد النفط والغاز والبتروكيمياويات، والاتصالات وسوق التطبيقات والبرامج الإلكترونية.
بطبيعة الحال، يتحدث خامنئي بين تارة وأخرى وخوفًا من الغضب الشعبي، عن مكافحة الفساد، بينما هو نفسه أكبر سارق في تاريخ إيران.
إنه أقام كارتلات عظيمة خاصة باختلاسات هائلة. وحصيلة هذا الفساد الممنهج تفشّي العوز والفقر والتشرّد بين أبناء المجتمع الإيراني.
اليوم، المآسي مثل بيع الكلى والنوم في الكراتين وبيع الرضّع وفرض البؤس على النساء المتشرّدات، خلقت ظروفًا صعبة لاتطاق تجعل قلب كل إيراني شريف يعصر دمًا. ونهضت مجاهدي خلق منذ البداية لإنقاذ الشعب الإيراني وبشعار الحرية ورفض التمييز والاضطهاد الطبقي.
المنظمة التي أسسها حنيف نجاد وقادها مسعود، هي التي رفعت راية الإسلام التحرري وفتحت طريقه في إيران.
وعملت المنظمة على مدى نصف قرن، بمثابة حاجز منيع أمام غزو العقلية الاستبدادية العائدة للقرون الوسطى والقامعة للنساء تحت لواء الإسلام.
في البداية، رفض محمد حنيف نجاد، القراءات الخاطئة عن الإسلام للدفاع عن الاستغلال. إنه أثبت أن الإسلام لا يدافع عن الطبقات المستغِلة؛ وإنما يقف بجانب المحرومين والمضطهدين.
رفضت مجاهدي خلق منذ البداية ما فعله الملالي بالاتجار بالدين وأعلنته عملًا مرفوضًا. المجاهدون أثبتوا أن الإدراك الحقيقي لدينامية الإسلام والقرآن يتم فقط من خلال الخوض في النضال السياسي والاجتماعي.
وبعد عقد من الزمان، وضع مسعود قائد المقاومة يده على خطر التطرف الديني باسم الإسلام، ورسم حدودًا قاطعة بين ما يعتقد به مجاهدو خلق عن الإسلام وبين القراءة المتخلفة للذين مسكوا بالسلطة فيما بعد في إيران.
أكبر رسالة مجاهدي خلق الوقوف بوجه خميني
الوقوف بوجه خميني الذي اختزل في وجوده، لأول مرة في تاريخ إيران، المرجعية الدينية والسلطة السياسية والمشروعية الناجمة عن ثورة شعبية، وبات أكبر قوة في تاريخ إيران، كان أكبر رسالة منظمة مجاهدي خلق الإيرانية. رسالة ناجمة عن العقيدة والإيمان والسياسة مستمرة حتى الإطاحة بنظام الإرهاب الحاكم باسم الدين في إيران.
ومن هذا المنطلق واستجابة لهذه المسؤولية الكبيرة، أظهرت مجاهدي خلق مواجهتها الكاملة لهذا لنظام المتخلف وأكدّت على أمر المساواة وخلاص المرأة.
الإسلام الذي تؤمن به مجاهدي خلق، هو الإسلام المحمدي الحنيف. إسلام ذو رسالة تحررية من الاضطهاد الطبقي والقومي والجنسي. وهو يدافع عن المساواة بين الجنسين، ويدافع عن الحكم الذاتي للطوائف المضطهدة. ويدعو إلى السيادة الشعبية ويرفض الإجبار والإكراه والفرض على الناس.
ما هي رسالة مجاهدي خلق لجيل الشباب؟
وماهي رسالة مجاهدي خلق لجيل الشباب اليوم؟
في انطلاقة العام الخامس والخمسين من عمرها، ماهي الرسالة التي تحملها هذه المنظمة للمجتمع الإيراني؟
الرسالة الواضحة هي:
– التخلص من الكبت والاستغلال أمر ممكن
– خلاص المجتمع من عقلية الجنسوية وتحقيق علاقات قائمة على المساواة بين المرأة والرجل والتضامن الإنساني أمر ممكن.
– الحرية والعدالة عنصران مكملان بعضهما بعضًا وتحقيق الحرية والعدالة والمساواة أمر ممكن وأن مجاهدي خلق نهضوا من أجل تحقيق ذلك.
– انتصار فهم أصيل عن الإسلام الديمقراطي على القراءة المتخلفة المشوبة بالجهل والخرافات عن الإسلام أمر ممكن.
– وهكذا ازدهرت مقاومة تواكب متطلبات القرن الحادي والعشرين وعالجت الشروخ الأساسية في الثورات في المئة عام الماضية وهي تخوض نضالًا من أجل الحرية والمساواة.
هذه هي منظمة وخارطة طريق لشباب واعين ومحرومين انتفضوا في ديسمبر 2017.
هذه حركة وقضية شباب شكّلوا معاقل الانتفاضة وجعلوا مشاعل الانتفاضة في إيران متّقدة ويقاومون في المدن الإيرانية بمختلف ربوعها وحتى زنازين وعنابر سجون خامنئي. وفي هذا المسار ينهض جيش التحرير الكبير بالاعتماد على أبناء الشعب الإيراني ويطوي هذه الصفحة الظلامية.
وذات يوم، قال خميني الدجال مخاطبًا مجاهدي خلق في 11 مايو 1981: «ولو أني توقّعت واحدًا بالألف بأنكم تكفّون عما تريدون فعله، لكنت مستعدًا للمجيء إليكم والتفاهم معكم…»
نعم، من ألف احتمال، لم يكن وليس حتى توقع واحد ممكنًا بأن مجاهدي خلق تتخلى عن عقيدتها من أجل الحرية والسلطة الشعبية وإسقاط نظام ولاية الفقيه.
وهذا فخر يملؤ كل تاريخ مجاهدي خلق.
المجاهدون، تحملوا الأسر في الأقفاص والتوابيت، وقبّلوا في مجزرة عام 1988 المشانق بالآلاف، وناموا تحت سيارات الهمفي والشفلات في صمودهم في معسكر أشرف بالعراق، وعُلقت جثامينهم على صخور مضيق «جهارزبر» أو الهياكل الحديدية غير المكتملة للبنايات في المدن الإيرانية، ولكنهم رفضوا التخلي في ألف احتمال النضال من أجل الحرية ولن يتخلوا حتى تحقيق الحرية في إيران.
في تاريخ إيران المعاصر، تعرف مجاهدي خلق بقبول التعهد وأکتافهم المضرّجّة بالدماء مستعدة لقبول أي عمل يتطلبه تقدّم النضال.
وإني أريد أن أطمئن الشعب الإيراني اليوم بأن مجاهدي خلق يستطيعون الإطاحة بهذا النظام بالاعتماد على شعبهم وتحقيق الحرية والديمقراطية وفصل الدين عن الدولة بدلاً من النظام الديني الاستبدادي الحاكم. لتحلّ الثقة محل انعدام الثقة، والأمن محلّ الخوف وانعدام الأمن، والمساواة محلّ الظلم ويقودون إيران نحو الحرية والعمران والتطور.
تحية للحرية
تحية لمؤسسي مجاهدي خلق العظام، وتحية للوردة الحمراء للثورة مهدي رضايي، في ذكرى يوم استشهاده وتحية لمجاهدي خلق الإيرانية.
- الوسوم:الشعب الإيراني, تنزّل النظام