على أوروبا أن تقف بجانب المنتفضين في إيران- كلمة مريم رجوي في الاجتماع الرسمي لكتلة حزب الشعب الأوروبي
تلبية للدعوة التي وجهتها الكتل السياسية للجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي، شاركت مريم رجوي خلال زيارتها لاستراسبورغ، اجتماعا رسميا لكتلة حزب الشعب الأوروبي ذات الثقل الأكبر في الجمعية البرلمانية في المجلس الأوروبي.
وعقد الاجتماع الرسمي لكتلة حزب الشعب الأوروبي برئاسة السيد سزار بردا يوم 24 يناير في الجمعية الأوروبية للمجلس الأوروبي.
وقال السيد بردا في مستهل كلمته ان نضالكم نضال عادل ونحن نقف بجانبكم من أجل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان.
وفي هذا الاجتماع ألقت مريم رجوي كلمة نوهت خلالها إلى الانتفاضة الأخيرة للشعب الإيراني، واستعرضت آثار وتداعيات هذه الانتفاضة قائلة:
خلال اسبوعين من 28 ديسمبر2017، انطلقت انتفاضة في إيران اجتاحت بسرعة 142 مدينة وخرج ملايين الإيرانيين لاسيما الشباب إلى الشوارع. انهم طالبوا بإسقاط خامنئي والنظام الدكتاتوري الديني برمته معربين عن كرههم حيال روحاني رئيس جمهورية النظام.
واعتقل خلال الاحتجاجات المشروعة هذه، أكثر من 8000 وتقول تقارير موثوقة إن مالايقل عن 10 من المحتجين المحتجزين قتلوا تحت التعذيب في السجون.
إني جئت اليوم إلى الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي لأكون صوت المحتجين القابعين في السجون والمعرّضين للتعذيب.
إني جئت لأمد يد العون إليكم لإطلاق سراح المحتجين المحتجزين.
إني أدعو كتلتكم والجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي إلى إدانة قتل المحتجين في السجون بقوة ولكي تطالبوا الدول الأوروبية كافة باتخاذ إجراءات عملية لإطلاق سراح السجناء.
كما أدعوكم إلى مطالبة المفوض السامي لحقوق الإنسان بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق بشأن حملات الاعتقال التعسفية وقتل المحتجين في السجون. إنكم ومن خلال رفع صوتكم تستطيعون إحداث تغيير في الأمر.
صرخة شعبنا هي: إطلاق سراح معتقلي الانتفاضة، وحرية التعبير والاجتماعات، ووقف أعمال القمع والحجاب القسري للنساء اليوم وكفى هذه الأعمال بعد 39 عاما.
أيها النواب المحترمون،
هذه الانتفاضة تحتوي على عدة رسائل مهمة:
الرسالة الأولى هي أن النظام الإيراني هو نظام واهن جدا وأن المجتمع الإيراني يعيش وضعا متفجرا. أصبح واضحا أن الشعب الإيراني يطالب بتغيير جذري ولا يفرق بين أجنحة النظام الداخلية.
لقد تصدّع جدار الخوف بين الشعب. وها هم الملالي الذين يخافون من مستقبلهم. كما أن اسطورة اقتدار نظام الملالي وقوات الحرس قد أسقطت. قوات الحرس والقوى الأمنية لم تستطع الحؤول دون اندلاع الانتفاضة مما يدل على ضعفها، والأهم من كل ذلك، انهم لم يستطيعوا الحؤول دون توسع سريع للانتفاضة في المدن الإيرانية.
لقد ثبت أنه وبالرغم من القمع العنيف، هناك قوة داخل المجتمع الإيراني نابضة قادرة على خلق هكذا انتفاضة. وهذا يأتي خلافا لمزاعم الملالي والمدافعين عن النظام. انهم ومن خلال الخدعة والمراوغة يدّعون كأنّ المعارضة هم المنفيون في خارج إيران وليس في داخل إيران سوى السجالات بين أجنحة النظام.
ولكن خامنئي قال في كلامه يوم 9 يناير إن ما حصل في الداخل، تم تنظيمه منذ شهور من قبل منظمة مجاهدي خلق الإيرانية والدعوة إلى ذلك وجهتها هذه المنظمة أيضا.
أيها الحضور الكرام،
إن نظام الاستبداد الديني جاثم على برميل بارود. انه حكومة متهرئة للغاية. متصدّعة من الداخل ومتدهورة اقتصاديا ولا حل أمامها.
وكان يُتصور بعد الاتفاق النووي أن حياة الشعب تتحسن. ولكن الملالي استخدموا المكاسب السياسية والمالية الناجمة عن الاتفاق النووي لمزيد من الانتهاكات لحقوق الإنسان في إيران. كما صعّدوا من محاولاتهم لإثارة الحروب في المنطقة بهدف التستر على مشكلاتهم في الداخل. ولكن تورطهم المتزامن في عدة حروب وأزمات في المنطقة، قد غرق النظام في دوامة.
هذا النظام غيرقادر على الاحتفاظ بنفسه حتى ولو لمدة قصيرة دون ممارسة أعمال الكبت والتنكيل. إبداء أي معارضة عمل محظور في هذا النظام. كما ان تشكيل أي تنظيم، عمل محظور، وكذلك الاجتماعات. والحريات الفردية منها حرية الملبس أمر محظور.
لا يلتزم الولي الفقيه والمتعاونون معه، بأي قانون. انهم عندما يرون أنفسهم في خطر، يخرقون بسهولة حتى القوانين التي مرّروها هم أنفسهم. فهذا الوضع خلق حالة من انعدام الأمن للمواطنين.
كما لا يوجود أمن للنشاطات الاقتصادية. لأنه يمكن فتح ملف مختلق لأي شركة بكل سهولة. الجهاز القضائي، فاسد وما هو إلا مجرد آلة للقمع بيد خامنئي. لا يوجد أمن قضائي. يمارسون التعذيب الوحشي على السجناء لإجبارهم على اعترافات بأعمال لم يرتكبوها أصلا.
عدد الإعدامات في إيران هو الأعلى في العالم قياسا إلى سكانها.
الملالي وبهذه الهمجية يحتفظون بحكمهم. ولكننا مطمئنون أنهم لن يدوموا. لأن الشعب الإيراني يطالب بتغيير النظام.
نحن حركة نهضنا من أجل نيل الحرية والديموقراطية وحقوق الإنسان وسيادة القانون. نضالنا يتأطر في إطار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وهو البديل الديموقراطي لهذا النظام. فهذا المجلس ينضوي تحته شخصيات ومجموعات سياسية من توجهات مختلفة.
ويناضل المجلس لإقامة جمهورية مبنية على فصل الدين عن الدولة، ولمجتمع قائم على أساس حقوق الإنسان والمساواة بين المرأة والرجل. كما يدعو إلى ايجاد قضاء مستقل يحترم مبدأ البراءة ويريد تقديم اقتصاد متكافئ للجميع.
إن مقاومتنا تسعى لايجاد منظومة يسودها حكم القانون. ويكون النظام مسؤولا يتحمل المسؤولية وبأقصى حد من الشفافية يتيح الفرصة للجميع للمشاركة في اتخاذ القرارات.
نحن نعتمد على المقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني من أجل التغيير ورفضنا التدخل الخارجي. نحن ندعو الدول الأخرى وبالتحديد الدول الأوروبية إلى اشتراط علاقاتها مع النظام الإيراني بوقف التعذيب والإعدام.
أشكركم جميعا.