مريم رجوي: عيد هذا العام يبشّر بهزيمة ولاية الفقيه وطليعة ربيع الحرية- كلمة مريم رجوي أمام المجاهدين الأشرفيين بمناسبة عيد النيروز
مبارك لكم عيد النيروز وأسعد الله أيامكم، بمناسبة ازدهار الربيع وبداية العام (1396) الإيراني الجديد!
التهنئة والتبريك لكل واحد منكم، يا مجاهدي درب الحرية الذين أسّستم «أشرف 3»، رغم أنف نظام ولاية الفقيه!
ومن هنا أوجّه التهنئة لمواطني الأعزّاء، بمناسبة بداية العام الجديد.
وأوجه التحية لكم أنتم الإيرانيين؛ من الكرد والبلوتش والعرب والآذريين وكل أطباق الزهور في بستان إيران، ولجميع أبناء بلدي، حيثما كانوا في العالم وهم يسمعون صوتي. مبارك لكم حلول النيروز وبداية العام (1396)!
ليكن عيد هذا العام مبشّرا لهزيمة وحش ولاية الفقيه الذي كبّل إيران بسلاسل القمع، وعلى أمل أن يكون النيروز طليعة ربيع الحرّيّة وسلطة الشعب الإيراني.
ولتكن نهاية الشتاء من هذا العام، بشرى لوضع حد لاحتلال البلدان الأخرى ومحاولات الملالي لتأجيج الحروب في المنطقة، وأن يتخلّص الشعب السوري بشكل خاص من براثن هذا النظام الهمجي.
العام الماضي كان عاماً سعيدًا على صنّاع الربيع للشعب الإيراني، وللنساء والرجال الأشرفيين، لأنهم حطّموا الكمائن والحصارات طويلة الأمد، وحققوا حملتهم الكبيرة بنجاح لانتقال آمن وسالم بهيئتهم الجماعية التنظيمية.
مضت 14 سنة ولم نكن نقيم مراسيم عيد النيروز معاً. سنوات مليئة بالحصار وبهجمات متتالية، مع إلصاق التهم المشينة بمجاهدي خلق بالإرهاب وفتح مختلف الملفات الكيدية وسنوات لانتهاج سياسة الاسترضاء في الغرب، إلى أن رحل الشتاء وبقي الأعداء يجرون معهم أذيال الخيبة والعار.
ضحك البستاني بأن الربيع جاء في نهاية المطاف
وازدهرت الشجرة التي غرستُها
والآن عيدنا هو عيد الفرحة والمجد؛ لقد تجمع المجاهدون في مكان واحد، وبحضور بعض من أعضاء المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وبحضور الحماة الأكارم للمقاومة الإيرانية. وحقاً ان هذا العيد هو احتفال مضاعف. احتفال النيروز واحتفال بمناسبة اعتلاء البديل الديمقراطي لإسقاط ولاية الفقيه إيذانا ببدء عهد الانتصار.
لذلك كل إيراني ينبض قلبه من أجل الحرية فهو حاضر هنا ومشارك في نيروزنا.
طوبى إذن للشعب الإيراني الذي احتفظ بدافع الأمل رغم كل المعاناة والعذاب الذي يقاسيه وهو يبدي حماسه واستعداده أكثر من ذي قبل لإقامة نيروز كل عام ولا يتخلى عن تطلعاته الكبيرة حتى «تعطي الزهرة ثمرها في بستان آماله».
وطوبى لمجاهدي خلق الذين نهضوا في المرحلة الجديدة لإعادة منظومتهم للعمل وتحديث تنظيمهم ليزدهر ربيع انساني جديد في علاقاتهم الداخلية. انهم وبالتمسك بالصدق والتضحية قد بعثوا روح الشباب والنضارة عاقدين العزم على متابعة المسيرة بخطى سديدة لتحرير وطنهم وشعبهم. وهكذا استعدوا لخوض صفحة الهجوم بأقصى حد وتحقيق انتصارات متلاحقة للشعب الإيراني. إذن نقول لاولئك المكبّلين والمنفيّين ولكل من لم يرضخ للفساد، نقول إن الشتاء قد ولّى ورحل وسيتحطم نظام ولاية الفقيه بهذه الحتمية أيضا.
ومبارك العام الجديد لأعضاء المجلس الوطني للمقاومة ولمجاهدي خلق وأنصارهم في أرجاء المعمورة، ولاولئك الذين يقيمون ألف أشرف في عموم إيران، وعيد سعيد لقائد المقاومة مسعود الذي قد فتح أبواب الأفق الساطع لأسعد نيروز أمام شعبنا.
اسمحوا لي أن أرحّب بالشخصيات الكرام الذين قدموا من مسافات بعيدة إلى هنا للمشاركة في مراسيم المقاومة الإيرانية بمناسبة النيروز؛ السادة.
كما أوجّه التحية لأصدقائنا الألبان وأقدم الشكر من صميم القلب لهم لحضورهم هنا وأجدّد تقديري لهم على فتح أبواب وطنهم الجميل على مجاهدي خلق.
أريد أن أقول لكم إن دعمكم لحقوق الإنسان وللتغيير الديمقراطي في إيران وتضامنكم مع نضال الشعب الإيراني وأبنائه الثائرين لكسب الحرية والديمقراطية هو عمل شريف للغاية كما إنه عمل حصيف ومسؤول يجعل كلَّ واحد منكم في عداد أهم المدافعين عن حقوق الإنسان والديمقراطية الحقيقية في هذا العصر وأن العالم بأسره يستفيد من كل خطوة تتخذونها في هذا المسار.
إن النيروز في الضمير الجماعي والتاريخي للشعب الإيراني تُرجمان هذه الكلمات العطرة: الحرية والديمقراطية.
وما هي فلسفة نوروز؟ وأقول هذا لضيوفنا الأعزاء من ألبانيا وفرنسا وأمريكا و…:
النيروز في التاريخ الإيراني القديم رمز لسقوط حاكم شيطاني؛ حكم قائم على الإعدام اليومي للشبان الإيرانيين وعندما سقط حكمه بانتفاضة عارمة وحلّ محلّه حكم جديد قائم على أساس العدل والإنصاف والحرية، وصل العالم في النيروز الى اليوم الجديد. نعم فلسفة النيروز هي التغيير. وهو جوهر الحرية والعدالة.
أن يكون الإيرانيون هكذا حريصين على إقامة احتفال عيد النيروز، سرّه يكمن هنا لأنهم يعبّرون في هذا الاحتفال عن حاجتهم الفردية والاجتماعية للحرّية والسعادة.
أيها المواطنون!
كان العام الماضي، عامَ شموخ مجاهدي خلق بسبب 14 عاماً من الصمود الرائع وعامَ لَمعان المقاومة في نقل منتصر لأعضاء مجاهدي خلق من العراق، لاسيما وأنها تمكنت بفضل قيادة وتوجيهات مسعود من دحر مخططات خامنئي للقضاء على هذه الحركة. وكان العام الماضي عام حركة المقاضاة من أجل ضحايا المجازر حيث فتح طريقها من جديد إلى المؤتمرات والتقارير الرسمية للأمم المتحدة، رغم كل ما اعترضته من حواجز وعوائق خلقها النظام الإيراني.
وكان العام الماضي بداية الحملة لوضع قوات الحرس في قوائم الإرهاب والعقوبات الدولية والعمل ضد الولي الفقيه الوحشي. وفي كلمة واحدة كان بداية تقدّم مقاومة الشعب الإيراني وعامَ هزيمة الجناحين في النظام الديني الاستبدادي الحاكم في إيران.
إنهم اصيبوا بالهزيمة أمام تقدّم احتجاجات العمال، والمعلمين، والمتقاعدين، وسائر الشرائح المنتفضة. ففي العام الماضي وحسب تصريح كبار المسؤولين في قوى الأمن للنظام، نظّم المواطنون تجمعات احتجاجية يتراوح عددها بين 7 و11 ألف حالة ضد سياسات النظام. وكانت هذه الاحتجاجات أكثر من الاحتجاج؛ بل كانت ممارسة يومية لإجتثاث الظلم والتعسف الذي يمارسه نظام ولاية الفقيه.
الواقع أن خامنئي يمرّ عليه اليوم ثلاثة مآزق كبيرة لحسم مسرحية الانتخابات:
المأزق الأول الخوف من المقاومة وانتفاضة الشعب الإيراني.
والثاني هو السياسة الأمريكية في المنطقة مما أصاب النظام فزع شديد حسب مسؤولي النظام الذي يحتاج إلى إعادة الترتيب الداخلي للإصطفاف أمامه.
وأما المأزق الثالث فهومعضلة نيابة خامنئي حيث شكلت أزمة كبيرة خلف كواليس السياسة الحاكمة. وكل هذه تأتي في وقت فقد فيه الملالي برنامج صناعة القنبلة النووية بصفة عامل قوة وبامكان المجتمع الدولي أن يخرج هذا العامل من يده تماما.
كما لا حاجة للذكر أن مسرحيات الانتخابات المضحكة في نظام ولاية الفقيه قد لاقت منذ 20 حزيران 1981 مقاطعة من قبل الشعب والمقاومة الإيرانية وستظل قائمة حتى يوم سقوط النظام وإقامة حكم شعبي بدلا من حكم الملالي. ان الصوت الحقيقي للشعب الإيراني هو: إسقاط نظام ولاية الفقيه برمته وليس إلا.
لذلك، أنبّه الحكومات الغربية ألّا يقعوا في فخ محاولات النظام التضليلية ومسرحياته الانتخابية وألّا يجعلوا من الشعب الإيراني ضحية. إن استمرار سياسة تجاهل حقوق الإنسان والحرية ومقاومة الشعب الإيراني مرفوض تماماً.
خلال الأسابيع الأولى بعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية أعلنت أن الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية وشعوب ودول المنطقة يتوقعون أن تتم مراجعة السياسات التي انتهجتها الولايات المتحدة طيلة ثلاثة عقود مضت خاصة السنوات الـ16 الماضية. وأعود لأكرّر أنه لم يكن أي شيء آخر ساعد النظام أكثر من سياسة استرضاء الإدارة الأمريكية لنظام ولاية الفقيه.
وعلى هذا الأساس اسمحوا لي أن أنبّه الإدارة الأمريكية والاتحاد الأوروبي في هذه الأيام التي يتم فيها مناقشة السياسة تجاه إيران، أن أية سياسة أساسية حيال إيران والشرق الأوسط طالما لا تحترم نضال الشعب الإيراني من أجل الحرية، ولا تؤيد الطلب الملحّ لشعوب هذه المنطقة لطرد أو حل قوات الحرس وقوات النظام من بلدانهم، فهي سياسة محكوم عليها بالفشل.
بطبيعة الحال فإن إسقاط الاستبداد الديني من مسؤولية الشعب والمقاومة الإيرانية بالكامل. لذلك ما نتوقعه نحن هو وضع حد لمنح تنازلات وإمدادات كانت تمنح للنظام على مدى سنوات عديدة قد عملت لاستمرارية النظام.
ولذلك، ان طلباتنا هي:
أولا، اشترطوا علاقاتكم التجارية والدبلوماسية بوقف الإعدام والتعذيب في إيران.
ثانيا، اطردوا القوات المحتلة والإجرامية للنظام التي توغلت في دول المنطقة في ظل الصمت وسياسة مداهنة الغرب للنظام.
ثالثا، ادرجوا قوات الحرس وهي الأداة الرئيسية للقمع والتنكيل في إيران والقوة الرئيسية للحروب والإرهاب في المنطقة في قائمة المنظمات الإرهابية. وعليكم أن تتساوموا أكثر من هذا و إطلاق يد النظام، وأخيراً أن تحترموا نضال الشعب الإيراني من أجل النيل بالحرية.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
إن الشعب الإيراني وفي لحظة حلول العيد، يرفعون أكفهم للدعاء عند الله الذي هو مقلّب القلوب ومحوّل الأحوال، يسألونه تحويل حالهم إلى أحسن حال وتحقيق نيروز الحرية والسعادة وربيع السلطة الشعبية في إيران. وهذا هو الدعاء والأمنية الملحة لجميع أبناء الشعب الإيراني. إن حركتنا تقاوم النظام الاستبدادي الديني منذ 39 ربيعاً للوصول إلى هذا المقصد الشريف.
ومنذ ذلك اليوم الذي نهضنا للوصول إلى نيروز الحرية، قال مسعود قائد المقاومة: لا يمكن منع الربيع من الحلول؛ وإنه قاد المقاومة خلال كل هذه السنين الحافلة بالخطوب والنوائب للتغلّب على أعداء الربيع وأعطى المجاهدين زخما للتقدم إلى الأمام.
إذن، المسألة كلها تتلخص في الوصول إلى نيروز الحرية الكبير.
نيروز مليئ بأزهار ملونة يجد فيه نفسه كل من البلوتش والكرد والعرب والأذري، ونيروز غني ومتسامح يعيش فيه الشيعة والسنة والمسيحي واليهودي وأتباع الديانات وأصحاب مختلف العقائد في مجتمع قائم على أساس فصل الدين عن الدولة بسلام وتسامح.
نعم، في نيروز الحرية، بإمكان كل فرد أن يعبّر بحرّية عن فكره ورأيه وينشره، وكل فرد حرّ في اختيار طريقه ومسلكه السياسي ويسعى في ترويجه، وكل فرد حرّ أن يسعى في تغيير الحكومة التي يراها ضد مصالح الشعب، وكل فرد حرّ في اختيار ملبسه ولا إجبارَ والفرض على الناس.
وهذا هو النيروز السياسي والاجتماعي للشعب الإيراني؛ ولو بدى أنه حلم لا يمكن الوصول إليه؛ ولو هو طموح منشود، إلا أنه رائع وهو قريب رغم أنه أسير بيد العدو الغادر، إلا أن تخليصه ممكن ويجب تحقيقه ليكي ينتصر ويرى النور.
وها هم المجاهدون وصنّاع الربيع أبناء الشعب الإيراني يمثلون جيش النيروز وجيش التحرير، وهم نهضوا أساسا لتحقيق هذه المهمة. ومثلما قال مسعود: «إن العنصر الريادي، يُلحّ ويُصرّ ويبقى معطاءً حتى ينفتح هذا القفل في نهاية المطاف»…
نعم، هذا القفل ينكسر، ويتحطّم هذا الجدار، وينتهي هذا الشتاء.
ويأتي عيد حرية الشعب الإيراني.
التحية لإيران
التحية للحرية
والسلام عليكم جميعا.
- الوسوم:الشعب الإيراني