كلمة مريم رجوي في مجلس الشيوخ الفرنسي بمشاركة أعضاء المجلس من مختلف الأحزاب
السيد الرئيس!
أيتها السيدات والسادة أعضاء مجلس الشيوخ!
يسعدني أن أكون بينكم. باسم الشعب الايراني والمقاومة الايرانية أهنئكم اطلالة عام 2014 كما أهنئ الشعب والحكومة الفرنسية. وأتمنى أن يكون عام 2014 لفرنسا عاما للتطور والسعادة وأن يرى الشعب الايراني فرنسا بجانبه في النضال من أجل نيل الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان.
أود هنا أن أهنئ مؤسسي اللجنة الفرنسية من أجل ايران ديمقراطية السناتور بير ميشل والسيدين
آلن فيفن وفرانسوا كلكومبه وكذلك السناتور آلن نري والسناتور سوفي جواسان. هذه اللجنة التي تم اعلان تأسيسها هنا قبل 7 أعوام كانت دوما بجانبنا في هذا النضال الطويل.
أيتها السيدات وأيها السادة!
كل الأدلة تؤكد أن التطرف الاسلامي والحروب الناجمة عنه هو أكثر الأزمات تحديا في عام 2014. في الشرق الأوسط المتطرفون الاسلاميون الذين يحملون في طياتهم هذا الخطر ظهروا على شكل مجاميع بأسماء مختلفة. الا أن القوة المحركة لهذا الخطر هو النظام الايراني. كما أن الحل المعالج لهذا التطرف هو البديل الفكري الذي تمثله المقاومة الايرانية.
هذه الأخطار كانت تظهر لحد يوم أمس على شكل ترويج التطرف والأعمال الارهابية ولكن اليوم اتسع نطاقها لتبرز على شكل حروب ومواجهات عسكرية و المثال البارز له هو تواجد كثيف لقوات الحرس الايراني في الحرب ضد أبناء الشعب السوري.
كما وفي العراق وطيلة العامين الماضيين جر الملالي الحكومة الصنيعة لهم في هذا البلد الى حرب ابادة ضد الشعب العراقي المضطهد خاصة في المحافظات التي تشكل غالبيتها السنة. كما وفي الوقت نفسه أخذ الملالي مصير لبنان رهينة بيدهم عبر فرع لقوة القدس في لبنان أي مجموعة حزب الله. وللملالي أجندات بأعمال ارهابية لكل من افغانستان والبحرين واليمن وغيرها من دول المنطقة.
لذلك وعشية عقد مؤتمر جنيف2 يجب التأكيد أنه اذا كان المجتمع الدولي لا يريد أن يكون هذا المؤتمر بلا نتيجة كغيره من المؤتمرات فعليه أن يركز على القضية الرئيسية السورية ألا وهي التدخل الواسع للنظام الايراني في سوريا حيث يعتبرها مسؤولوه المحافظة الخامسة والثلاثين لهم كما يعتبرون العراق ضيعة لهم. أي أنهم يريدون أن يوسعوا سلطتهم من بغداد الى دمشق ومن بيروت الى البحر الأبيض المتوسط لتوسيع نطاق الارهاب والتطرف. ولذلك فان قطع دابر النظام الايراني من سوريا هو الحل الوحيد لانهاء الديكتاتورية الوحشية في هذا البلد. اننا نقف بجانب الائتلاف الوطني السوري الذي يعارض مشاركة النظام الايراني في المؤتمر ونرحب بموقف فرنسا الحازمة لمنع مشاركة الملالي في مؤتمر جنيف2.
أيتها السيدات وأيها السادة!
بعد مهزلة الانتخابات الرئاسية في حزيران / يونيو الماضي، ورغم قناع الاعتدال الذي يلبسه الرئيس الجديد في النظام، الا أن حملات الاعدام والقمع والتنكيل قد وسعت. في عام 2013 أعدم الملالي أكثر من 700 شخصا شنقا حتى الموت. وهذا أكبر حصيلة اعدامات في ايران طيلة العام الماضي. المؤسسات الدولية المدافعة عن حقوق الانسان قد وصفوا ايران في ظل حكم الملالي بأنها:
-بلد ينفذ فيه أكثر الاعدامات في العالم قياسا مع نسمته
-أكبر سجن للصحفيين في الشرق الاوسط
-أحد الدول العشر حيث يمارس أكثر أعمال القمع ضد المسيحيين
-أحد أهم المشترين لمعدات الرقابة والفلترة المستخدمة في الانترنت
من جهة أخرى الملالي والحكومة الموالية لهم في العراق شنوا معا 5 مرات هجمات على مخيمات المقاومة الايرانية. ولكن أكبر الهجمات وقعت في الأول من ايلول/ سبتمبر 2013 وكانت عملية ابادة نكراء وجريمة ضد الانسانية حيث أعدمت القوات العراقية الخاصة وحسب خطة أعدتها قوة القدس 52 عضوا في المقاومة اعداما جماعيا وأخذت 7 آخرين رهائن. وفي واقع الأمر فان الملالي يحاربون في آن واحد الشعب الايراني والمجتمع الدولي.
ومن هنا أحيي ميليونين و155 ألف من أبناء الشعب العراقي الذين وقعوا بيانا طالبوا فيه بضمان حماية سكان ليبرتي واطلاق سراح الرهائن السبعة. كما انهم يمثلون صرخة الشعب العراقي الذي ضاق ذرعا من سلطة الملالي في العراق ويقولون في العراق تنظيم القاعدة ليست له حركة مستقلة وانما يعمل حسب أوامر ملالي طهران. وأكد كبار قادة السنة في العراق أن «اولئك الذين يحكمون العراق هم موظفون صغار للنظام الايراني».
أيها الحفل الكريم!
لقد حذرت المقاومة الايرانية منذ عقدين من الزمن من خطر التطرف الاسلامي الذي يقوده الملالي. ولكن الحكومات الغربية مع الأسف قد تجاهلت هذه التحذيرات. انهم يرتكبون ثلاثة أخطاء أساسية في هذا المجال:
الخطأ الأول انهم يعتقدون بأن الملالي يصبحون معتدلين شيئا ما أو يتم ترويضهم بتقديم تنازلات لهم.
ان التعاطي الأمريكي والغربي في مفاوضات جنيف والاتفاق النووي في 24 تشرين الثاني/ نوفمبر يعاني من هذا المرض ولو أن المداخلة الفرنسية قد صححته بعض الشيء. ان تنفيذ الاتفاق تم تطبيقه منذ يوم أمس وهذا يعني أن الملالي وتحت وطأة النقمات والأزمات الداخلية رضخوا للتراجع بخطوة. لو كان الغرب يبدي حزما لكان مشروع القنبلة النووية للملالي قد أغلق في هذه المرحلة رغم أن الفرصة مازالت متواتية.
الحكومات الغربية يجب أن ترغم النظام على قبول وتنفيذ كامل للبروتكول الاضافي وأعمال التفتيش المفاجئ. عليهم أن يرغموا الملالي على اغلاق كامل المواقع والانصياع لقرارات مجلس الأمن الدولي.
ولكن الخطأ الثاني للحكومات الغربية هو عقد الآمال على الصفقات الاقتصادية مع حكومة معادية للاانسانية وهي تشكل الخطر الرئيسي للعالم اليوم خاصة وأن الطرف الرئيس للصفقات الاقتصادية هو أكثر القوات القمعية والارهابية شراسة داخل النظام أي قوات الحرس.
وأما الخطأ الثالث فهو تجاه حركة المقاومة التي تمتلك مفتاح التغيير في ايران. طيلة العقدين الماضيين جعل الغربيون حقوق الانسان والحرية ومقاومة الشعب الايراني ضحية صفقاتهم مع الملالي. اننا نحذر من أن الغرب لاينبغي أن يتجاهل الاعدامات وجرائم الملالي داخل ايران وخارجها بذريعة المفاوضات النووية. الولايات المتحدة ودول الاتحاد الاوربي والأمم المتحدة قد لزمت الصمت والتقاعس طيلة العقدين الماضيين تجاه المجازر المتلاحقة التي استهدفت المقاومين الايرانيين في أشرف وليبرتي. الملالي والحكومة الصنيعة لهم ينوون الآن تنفيذ مذبحة واسعة في ليبرتي باستغلال الوضع الحرج الذي يمر بالعراق وينسبون ذلك الى هجوم من قبل القاعدة.
اننا نعيش في ظروف خطيرة مثقلة بالأزمات. ونتوقع من فرنسا أن تحيل هذا الملف الى مجلس الأمن الدولي حتى يتم ضمان حماية مجاهدي ليبرتي الى حين نقلهم الى الولايات المتحدة أو اوربا.
وعلى هذا الأساس فان المقاومة الايرانية تطالب فرنسا أن تساهم في تحقيق الحالات التالية وذلك باستغلال مكانتها في مجلس الأمن الدولي والاتحاد الاوربي وباستغلال نفوذها في العراق:
-اطلاق الرهائن الأشرفيين السبعة
-نقل فوري لطالبي اللجوء من سكان ليبرتي الى الدول الاوربية وأمريكا
-تأمين مقومات الأمن الملحة في ليبرتي
-انتشار مراقبي الأمم المتحدة على مدار الساعة مع فريق لقوة ذات القبعات الزرق داخل ليبرتي
-اجراء تحقيق شامل ومستقل بشأن مجزرة أشرف من قبل الأمم المتحدة
-بيع أموال أشرف من قبل الممثل القانوني للسكان لتسديد تكاليف اعادة توطين السكان
أيها الأصدقاء الأعزاء!
ان هجمات الملالي على أعضاء المقاومة وحملات الاعدامات المتواصلة تأتي للحيلولة دون وقوع التغيير في ايران. بينما المقاومة الايرانية وبمشروع ديمقراطي تمثل هذا التغيير. اننا نناضل من أجل اقامة جمهورية تعددية قائمة على فصل الدين عن الدولة والمساواة الكاملة بين المرأة والرجل. كما اننا نجهد من أجل احترام حقوق الانسان والغاء عقوبة الاعدام ونطالب بايران عارية عن النووية تعيش بسلام مع المجتمع الدولي.
اني أناشد مجلس الشيوخ والشعب والحكومة الفرنسية مساعدة الشعب الايراني في النضال من أجل نيل الحرية.
أشكركم.
- الوسوم:انتهاك حقوق الإنسان